يعتبر دمج
ذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع أحد الخطوات المتقدمة التي أصبحت برامج التأهيل
المختلفة تنظر إليها كهدف أساسي لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة حديثاً .ودول الخليج هي إحدى الدول
التي زاد الاهتمام فيها في الآونة الأخيرة بذوي الاحتياجات الخاصة وخدماتهم وأصبح
هناك تغيير في النظرة إلى ذوي الاحتياجات سواء على مستوى صناع القرار أو على
المستوى الشعبي
والمقصود بأسلوب الدمج هو
تقديم كافة الخدمات والرعاية لذوي الاحتياجات الخاصة في بيئة بعيدة عن العزل وهي
بيئة الفصل الدراسي العادي بالمدرسة العادية ، أو في فصل دراسي خاص بالمدرسة
العادية أو فيما يسمى بغرف المصادر والتي تقدم خدماتها لذوي الاحتياجات الخاصة لبعض
الوقت
..
وينبغي ألا يغيب عن بالنا
بأن للدمج قواعد وشروط علمية وتربوية لابد أن تتوافر قبل وأثناء وبعد تطبيقه ، كما
وأن رغم وجود المعارضين فإن مبدأ الدمج أصبح قضية تربوية ملحة في مجال التربية
الخاصة ، ولعل أكثر ما يخشاه المعارضون لمبدأ الدمج هو حرمان الطالب ذوي
الاحتياجات الخاص من التسهيلات والخدمات والرعاية الخاصة سواء التربوية أو النفسية
أو الاجتماعية أو مساعدات أخرى
.
ولكن حتى يضمن مقدمي الخدمة
لذوي الاحتياجات الخاصة نجاح الدمج وتقبله على المستوى الشعبي أو على مستوى صناع
القرار ، فلا بد للنظر إلى العوائق والاحتياجات ، ثم لابد من التخطيط الدقيق
لمجموعة من البرامج التي تهيئ عملية الدمج ، ونستطيع أن نطلق عليها " برامج
ما قبل الدمج
" .. تعريف
الدمج
الدمج هو " التكامل الاجتماعي والتعليمي للأطفال من
ذوي الاحتياجات الخاصة والأطفال العاديين في الفصول العادية ولجزء من اليوم
الدراسي على الأقل " ، وارتبط هذا التعريف بشرطين لابد من توافرهما لكي يتحقق
الدمج وهما : وجود الطفل في
الصف العادي لجزء من اليوم الدراسي -
- هو الاختلاط الاجتماعي المتكامل
.وهذا يتطلب أن يكون هناك تكامل وتخطيط تربوي مستمر
.
تعريف التكاملأي الدمج الاجتماعي والتعليمي الكامل مع الأسوياء بمعنى
ليس لجزء من الوقت فقط .
وقد عرف كيرك وجاليجر"1979م" الدمج بأنه إجراء
لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أقل البيئات تقييداً وهذا
يعني بأن الطفل ذا الاحتياجات الخاصة يجب : أن يوضع مع
أقرانه العاديين .
أن يتلقى خدمات خاصة في فصول عادية .أن يتفاعل بشكل متواصل مع أقران عاديين في أقل
البيئات تقييداً .
أما تعريف ودل " 1995م " للدمج على أنه عامل
هام يمكَن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة من أن يصبحوا مواطنين مقبولين في
مجتمعاتهم .أنواع الدمج الصفوف العادية الملحقة بالمدرسة العادية : تعتبر الصفوف الخاصة الملحقة بالمدرسة
العادية شكلاً من أشكال الدمج الأكاديمي ، ويطلق عليها أسم الدمج المكاني حيث
يلتحق الطلبة غير العاديين مع الطلبة العاديين في نفس البناء المدرسي ، ولكن في
صفوف خاصة بهم أو وحدات صفية خاصة بهم في نفس الموقع المدرسي ويتلقى الطلبة غير
العاديين في الصفوف الخاصة ولبعض الوقت برامج تعليمية من قبل مدرس التربية الخاصة
في غرفة المصادر، كما يتلقون برامج تعليمية مشتركة مع الطلبة العاديين في الصفوف
العادية ، ويتم ترتيب البرامج التعليمية وفق جدول زمني معد لهذه الغاية ، بحيث يتم
الانتقال بسهولة من الصف العادي إلى الصف الخاص ، وبالعكس ، ويهدف هذا النوع من
الدمج إلى زيادة فرص التفاعل الاجتماعي والتربوي بين الأطفال غير العاديين
والأطفال العاديين في نفس المدرسة .ومن الممكن أن يكون الدمج المكاني غير فعَال
في إجراء التواصل بين الأطفال خاصة إذا لم تجرى تحضيرات مسبقة وإشراف مناسب لإحداث
تفاعل ما بين الأطفال العاديين وغير العاديين
.
الدمج الأكاديمي
:يقصد بالدمج الأكاديمي التحاق الطلبة غير
العاديين مع الطلبة العاديين في الصفوف العادية طوال الوقت ، حيث يتلقى هؤلاء
الطلبة برامج تعليمية مشتركة ويشترط في مثل هذا النوع من الدمج توفر الظروف
والعوامل التي تساعد على إنجاح هذا النوع من الدمج ، ومنها تقبل الطلبة العاديين
للطلبة الغير العاديين في الصف العادي ، وتوفير مدرس التربية الخاصة الذي يعمل جنباً
إلى جنب مع المدرس العادي في الصف العادي وذلك بهدف توفير الطرق التي تعمل على
إيصال المادة العلمية إلى الطلبة غير العاديين ، إذا تطلب الأمر كذلك ، وكذلك
توفير الإجراءات التي تعمل على إنجاح هذا الاتجاه والمتمثلة في التغلب على
الصعوبات التي تواجه الطلبة غير العاديين في الصفوف العادية ، والمتمثلة في
الاتجاهات الاجتماعية ، وإجراء الامتحانات وتصحيحها
.
الدمج الاجتماعي :يقصد به دمج الأفراد غير العاديين مع الأفراد
العاديين في مجال السكن والعمل ويطلق على هذا النوع من الدمج بالدمج الوظيفي ،
وكذلك الدمج في البرامج والأنشطة والفعاليات المختلفة بالمجتمع ، ويهدف هذا النوع
من الدمج إلى توفير الفرص المناسبة للتفاعل الاجتماعي والحياة الاجتماعية الطبيعية
بين الأفراد العاديين وغير العاديين .
الشروط الواجب مراعاتها في التخطيط لبرامج الدمج
المثالي :يعتبر الدمج من العمليات المعقدة التي تحتاج
إلى تخطيط سليم للتأكد من نجاح البرنامج بحيث يكون مخططاً له بصورة دقيقة حيث أن
الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة والذين سيستفيدون من هذا البرنامج يجب أن يحصلوا
على مستوى من التعليم لا يقل عن البرنامج المطبق في المدارس الخاصة ، أيضاً وجود
الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية لا يجب أن يؤثر بأي حال على
برنامج المدرسة العادية ومستوى تقدم وطموح الطلبة وأن لا يشكل عبئاً إضافياً على
المعلم في المدرسة العادية .
لذا لا بد من مراعاة الجوانب التالية :- توفير معلم
التربية الخاصة واحد على الأقل في كل مدرسة يطبق فيها برامج الدمج حيث أن الطفل من
ذوي الاحتياجات الخاصة يحتاج إلى درجة كبيرة من القبول والدعم والقليل من المنافسة
لذلك فهم بحاجة إلى مدرسين مؤهلين .
- تقبل
الإدارة المدرسية والهيئة التدريسية والطلبة في المدارس لبرامج الدمج وقناعتهم به
وهذا لن يتم إلا بعد توضيح أهمية الدمج لكل من الإدارة المدرسية والمعلمين وأولياء
أمور الطلبة .
-الاختيار
السليم للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين سيستفيدون من هذا البرنامج من
الناحية الأكاديمية والاجتماعية والانفعالية
.
- المشاركة
والتعاون من قبل الأهالي وأولياء أمور الطلبة من ذوي الاحتياجات الخاصة في
البرنامج المدرسي من الأمور الهامة جداً لانجاح برامج الدمج
.
- تحديد الأهداف
المرجوة من البرنامج بحيث يجب أن تكون واقعية وعلى أسس علمية قد تكون عائق
وأضرارها أكبر على الأطراف المشاركة .
- تحديد نوعية الدمج هل هو الدمج الأكاديمي أو الاجتماعي الذي
يقتصر فقط على أنشطة المدرسة خارج غرفة الصف
.
- حاجة برامج الدمج إلى نظام تسجيل مستمر لقياس تقدم الطالب
في مختلف الجوانب النمائية .
- إعداد الكوادر
اللازمة وتدريبيها تدريباً جيداً بما يتناسب مع إنجاح برنامج الدمج ، وينبغي أن يكون
تدريب معلمي الفصول العادية على التعامل التربوي مع ذوي الاحتياجات الخاصة من
الركائز الأساسية لبرامج الدمج .
- نوع الإعاقة :
حيث أن دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية مرتبط بنوع الإعاقة وحدتها
لهو أيسر لذوي الاحتياجات الخاصة حسياً وحركياً منه بالنسبة إلى ذوي الاحتياجات
الخاصة ذهنياً كما أن دمج المصابين بإعاقة واحدة أسهل من دمج الإعاقات المضاعفة .
- التربية
المبكرة : أن الدمج المدرسي للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة لا بد وأن يسبقه
تربية مبكرة من الأسرة لمساعدتهم على أداء بعض الوظائف الأساسية للحياة مثل الكلام
والحركة والتنقل والاعتماد على الذات ومعرفة خصائص الأشياء بصفة طبيعية .
-عدد
التلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصل العادي ، يفضل ألا يتجاوز عن تلميذين
حتى لا يحول وجودهم به دون السير العادي له لأن الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة
يتطلب تفريد التدخل .
- حجم
الفصل : يتطلب الاعتناء بذوي الاحتياجات الخاصة داخل الفصل العادي مجهودات خاصة من
قبل المعلم وإذا كان عدد التلاميذ مرتفعاً فأنه يتعذر الاضطلاع بهذا الدور بصفة
مرضية وبقدر ما يكون حجم الفصل أصغر تكون مهمة المعلم أيسر
.
-حصص
للدعم خارج الفصول العادية : قلما يتم دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول
العادية بطريقة مرضية إذا لم يستفيدوا بحصص للدعم والتدارك خارج هذه الفصول لأن
الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة يتسم بالبطء والتعثر ويأخذ هذا الدعم اتجاهين
متكاملين :
اتجاه يعتني بتحسين القدرات الأساسية مثل
النطق وتنمية المهارات الحسية واليدوية .واتجاه يعتني بتحسين المستوى التحصيلي
المدرسي من حساب وقراءة .
-دور
أولياء الأمور : ويتلخص هذا الدور في المستوى الثقافي والاقتصادي للأسرة ومدى وعي
أفرادها بمشكلات الإعاقة ومتطلبات الإدماج الاجتماعي لذوي الاحتياجات الخاصة ،
ومدى توفير وسائل التعلم المختلفة لهم ، والتعاون مع المعلمين في تيسير تقدم
أبنائهم . -البدء بالمعلمين الراغبين في تنفيذ برامج
الدمج وتشكيل صفوف الدمج .
- العمل بروح الفريق ومشاركة الجميع في التخطيط
والتنفيذ .
- توفير المعلومات والتهيئة وتنفيذ البرامج
التدريبية للمعلمين .
- توفير مصادر الدعم وتدبير الأمور الإجرائية
والمساندة المادية والبشرية للمدرسة .
-الدمج يتم تدريجياً واتباع منحنى واقعي في
التغيير .
- إعطاء المعلمين حرية اتخاذ القرارات المهنية
في تعديل المنهج وإضافة البرامج المناسبة
.
- التأهيل النفسي والتربوي للطفل ذوي
الاحتياجات الخاصة .
- التوعية بسمات وخصائص الأطفال ذوي الاحتياجات
الخاصة ومشكلاتهم .
- تحديد
الفترة الزمنية للدمج فيما إذا كانت تشمل طول فترة اليوم الدراسي أو في فترات
زمنية محددة .- تصميم السجلات الخاصة بتدوين المعلومات حول
تطور ونمو الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة خلال مراحل تنفيذ برنامج الدمج ومن هذه
السجلات :
* سجل يوضح الحالة التي كان عليها الطفل قبل
الدمج .
* سجل خاص بتسجيل ملاحظات المعلم حول مدى
استفادة الطفل من برنامج الدمج ، ومدى توافق البرنامج مع قدرات الطفل وإمكانياته ،
ومدى تمشي الطفل مع متطلبات الدمج ، وهنا يجب أن يكون التسجيل دورياً وبشكل مستمر
بما يكفل المتابعة المستمرة لتطور ونمو الطفل
.
* سجل تقويمي خاص يحدد مدى استفادة الطفل ذوي
الاحتياجات الخاصة من البرنامج بعد انقضاء فترة زمنية معينة كفصل أو عام دراسي ،
والذي سيتم النظر على أساسه باستمرارية الطفل في البرنامج أو عدمه ، كذلك يتم من
خلال هذا التسجيل تقييم البرنامج وتحديد جوانب القوة والضعف فيه وإجراء التعديل
المناسب في ضوء الخبرة التي تم اكتسابها خلال فترة تطبيق البرنامج .
- السير
بالدمج خطوة بخطوة إذ لا يجب الاندماج في عملية الدمج سواء من حيث اختيارالفئات
التي سيتم دمجها أو حتى اختيار نوع الدمج الذي سيتم وضع الطفل به ، بل يجب أن يؤخذ
بعين الاعتبار إمكانيات المدرسة واستعدادها وحاجات الأطفال وفرص نجاحهم . كيفية الإدماج
: لابد أن يسير إدماج ذوي الاحتياج الخاصة على
النحو التالي :
الفصول الخاصة
:حيث يلحق الطفل بفصل خاص بذوي الاحتياجات
الخاصة ملحق بالمدرسة العادية في بادئ الأمر مع إتاحة الفرصة أمامه للتعامل مع
أقرانه العاديين بالمدرسة أطول فترة ممكنة من اليوم الدراسي
.
حجرة المصادر
:حيث يوضع الطفل في الفصل الدراسي العادي مع
تلقيه مساعدة خاصة بصورة فورية في حجرة خاصة ملحقة بالمدرسة حسب جدول ثابت وعادة
ما يعمل في هذه الحجرة معلم أو أكثر من معلمي التربية الخاصة الذين أعدوا خصيصاً
للعمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة .
الخدمات الخاصة
: حيث يلحق الطفل بالفصل العادي مع تلقيه
مساعدة خاصة من وقت لآخر بصورة فردية منتظمة في مجالات معينة مثل القراءة أو
الكتابة أو الحساب وغالباً ما يقدم هذه المساعدة للطفل معلم التربية الخاصة متنقل
يزور المدرسة مرتين أو ثلاث مرات بالأسبوع
.
المساعدة داخل الفصل
:حيث يلحق الطفل بالفصل الدراسي العادي مع
تقديم الخدمات اللازمة له داخل الفصل حتى يمكن للطفل أن ينجح في هذا الموقف وقد
تتضمن هذه الخدمات استخدام الوسائل التعليمية أو الأجهزة التعويضية أو الدروس
الخصوصية وقد يقوم بهذه معلم متنقل أومعلم الفصل العادي بمساعدة المعلم المتنقل أو
المعلم الاستشاري .
المعلم الاستشاري
: حيث يلحق الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة بالفصل
الدراسي العادي ويقوم المدرس العادي بتعليمه مع أقرانه العاديين ويتم تزويد المعلم
بالمساعدات اللازمة عن طريق معلم استشاري مؤهل في هذا الصدد وهنا يتحمل معلم الفصل
العادي مسؤولية إعداد البرامج الخاصة بالطفل وتطبيقها أثناء ممارسته لعملية
التدريس العادية في الفصل .
تعريف غرف المصادر
: هي غرفة في
المدرسة العادية ، ذات اتساع يحقق سهولة التدريب والحركة تتوسط مواقع فصول المدرسة
التي يحتاج طلابها لرعاية في هذه الغرفة ، ويسهل حركة ذهابهم منها دون صعوبات .-مزودة بأثاث
ومواد تربوية ووسائل تعليمية تمكن من تحقيق خدمات للطلاب بكفاية مطلوبة وتفي
باحتياجات الطلاب المحولين إليها أو المترددين عليها وخاصة في التغلب على الصعوبات
التعليمية التي يعانون منها .-يمكن تقسيم
هذه الغرفة إلى أركان في إطار المواقف والخبرات التعليمية " ركن لتعليم
القراءة ، ركن للعمليات الحسابية ، ركن للألعاب التربوية " وكل ركن مزود
بالوسائل والمواد الخاصة به ، وبما يتيح للمعلم استخدامها وتوظيفها في يسر وكفاءة . -يقوم على
تقديم الخدمات بغرفة المصادر مدرس متخصص-يتردد
على هذه الغرفة الطالب الذي يعاني من صعوبات تعليمية معينة حسب جدول معين خلال
اليوم الدراسي للحصول على مساعدة خاصة " بعض الوقت " في مادة معينة أو
في حل مشكلة تواجهه ، أو التخلص من مشكلة سلوكية أو نفسية معينة ....
يحتفل العالم باليوم العالمي للإعاقة والذي يصادف الثالث من ديسمبر من كل عام، وتتسابق وسائل الإعلام لتناول هذا الموضوع كجزء من أجندتها اليومية، وما لفت نظري بالتغطيات التي جرت كثرة الأخطاء وخاصة بالمسميات فكانت الرسائل تصل مبتورة ومشوهة في كثير من الأحيان، ووصلت على عكس المبتغى، وقد قام أحد المراسلين بوصف الأشخاص ذوي الإعاقة بالخارقين والأبطال الذين لا يقهرون، بيد أنه في ختام تقريره طلب من المشاهدين مد يد العون والمساعدة لهم وضرورة النظر إليهم بعين الرأفة والرحمة!! " جاء ليكحلها فعماها " كما يقول المثل المتداول في بلاد الشام. والمطلوب في هذا الصدد أن تنشأ لغة جديدة للخطاب الإعلامي الخاص بالأشخاص ذوي الإعاقة؛ خطاب له بعد قانوني حقوقي قوامه تحقيق المساواة وتحييد الإعاقة والبعد عن تكريس النهج الرعائي، وباختصار فإن المتعين هنا ألا نجعل من هؤلاء الأشخاص أبطالاً لا يشق لهم غبار، ولا ضعفاء يتطايرون كالغبار، ولا عباقرة فوق الخيال، ولا ابتلاءً واختبار. ولا أنكر وأنا أسوق ما سبق أن بعض ما نسمعه او نقرأه أو نشاهده يلامس قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة ويطرح بمهنية عالية. قبل أكثر من خمسة أعوام أجتمع بالدوحة عدد من الخبراء من الأشخاص ذوي الإعاقة والعاملون معهم بمشاركة فاعلة من وسائل الإعلام جاؤوا من مختلف الأقطار العربية بهدف التعريف بكيفية تناول وسائل الإعلام لقضاياهم، وقد اجتمع المشاركون بندوة حملت عنوان "الإعلام وقضايا الأشخاص ذوي الإعاقة".كان التركيز على اللغة التي يجب ان تتبناها وسائل الإعلام وقدم وقتها د. مهند العزة عضو مجلس الأعيان الأردني وهو "شخص مكفوف" مذكرة حملت عنوان "قل ولا تقل في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"، وبعد مراجعتها أمام الحضور وتنقيحها تم اعتمادها من قبل المجتمعين. ويجدر بالذكر أن شبكة الجزيرة الفضائية أول من تبنت هذه المذكرة وعممتها على كافة صحفيها في مختلف أنحاء العالم كمرجعية ودليل لهم اثناء تغطياتهم لقضايا الإعاقة.لا تقل: معوقة، معاقة. قل: المرأة ذات الإعاقة. لماذا: تحقيقاً للنموذج الشمولي والتوازن الجندري.وها أنا أعيد نشرها هنا ووضعها بين أيديكم ليتسنى للجميع لا سيما وسائل الإعلام والإعلاميين والباحثين والمهتمين الإفادة منها. قل ولا تقل في مجال حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة لا تقل: معوقون، معاقون، ذوي الاحتياجات الخاصة، عجزة، متحدي الإعاقة.قل: الأشخاص ذوو الإعاقة.لماذا: يجب البدء بكلمة "أشخاص" لتحقيق التحول من النموذج الفردي الذي يتعاطى مع الإعاقة بمعزل عن الشخص، إلى النموذج الشمولي الذي ينظر إلى الإعاقة بوصفها حالة من تداخل العوائق البيئية والسلوكية مع العوامل الشخصية. يجب أن يتوسط بين كلمة "شخص أو أشخاص" وكلمة "إعاقة"؛ كلمة "ذوو أو ذو"؛ تأكيداً على أن الإعاقة ليست لصيقةً بالشخص. كما أن "ذوي الاحتياجات الخاصة" تعبير مضلل لأنه يعبر عن كل شخص لديه احتياج خاص أياً كان نوعه. لا تقل: معوقة، معاقة.قل: المرأة ذات الإعاقة.لماذا: تحقيقاً للنموذج الشمولي والتوازن الجندري.لا تقل: قزم. قل: شخص ذو إعاقة جسدية من قصار القامة. لماذا: قصر القامة هو شكل من أشكال الإعاقة الجسدية.لا تقل: الصم والبكم، أطرش، أخرس، أطرم.قل: شخص أصم أو شخص ذو إعاقة سمعية.لماذا: ليس كل أصم أبكم. وقد أصبحت كلمات "أصم، أطرش، أطرم" تستخدم للدلالة على أمور سلبية وتستخدم للنقد. لا تقل: أعمى، ضريرقل: شخص ذو إعاقة بصرية أو شخص مكفوفلماذا: "الإعاقة البصرية" تشتمل على الأشخاص ضعاف البصر على اختلاف درجاته والأشخاص المكفوفين، بينما "أعمى وضرير" لا تعبر إلا عن الأشخاص المكفوفين كلياً. لا تقل: عاجز، مشلول، مكرسح.قل: شخص ذو إعاقة جسدية – شخص ذو إعاقة حركية.لماذا: لأن تلك الكلمات تجعل من صفة "العجز" سمةً لصيقة بالشخص ومتحدةً معه. لا تقل: قزم.قل: شخص ذو إعاقة جسدية من قصار القامة.لماذا: قصر القامة هو شكل من أشكال الإعاقة الجسدية. لا تقل: متخلف عقلياً.قل: شخص ذو إعاقة ذهنية.لماذا: ليس من حق أحد أن يحكم على أي شخص بأنه "متخلف"، فالتخلف يكمن في انعدام التهيئة البيئية وغياب الترتيبات التيسيرية. لا تقل: منغولي.قل: شخص ذو إعاقة ذهنية – متلازمة داون.لماذا: متلازمة داون نسبةً إلى من اكتشف هذا النوع من الإعاقة الذهنية" لا يحق ن ننسب شخصاً إلى شعب أو أمة لكون ملامحه تتشابه معهم. لا تقل: مجنون، معتوه، سفيه.قل: شخص ذو إعاقة نفسية اجتماعية.لماذا: إن الأشخاص من ذوي الإعاقة النفسية الاجتماعية والأطباء النفسيين يؤكدون أنه لا وجود علمي وعملي للشخص "المجنون". الإعاقة النفسية ترتب عوائق سلوكية مصدرها "الوصمة" ونظرة المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة النفسية. لا تقل: "الإعاقة قضية إنسانية بالدرجة الأولى".قل: "الإعاقة قضية حقوق إنسان".لماذا: الأشخاص ذوو الإعاقة يجابهون تمييزاً وإقصاءً في ممارستهم للحقوق والحريات نفسها المقررة للكافة، وتناول حقوق الإنسان في سياق استثارة العواطف والشفقة؛ سوف يُضر بجوهر القضية. لا تقل: الإعاقة ابتلاء واختبار"قل: "الإعاقة تنوع واختلاف بشري طبيعي"لماذا: إنّ تكريس فكرة أن الإعاقة هي شكل من أشكال "الاختبار أو الابتلاء" سوف يجعل من الانتهاكات والتمييز؛ صوراً لهذا الابتلاء والاختبار الذي يجب على الشخص تحمّله والتعايش معه. فسوف يصبح ارتطام الشخص ذي الإعاقة البصرية بالجدران وتعرضه للمخاطر أثناء تنقله؛ شكلاً من أشكال الابتلاء وليس تقصيراً في تهيئة البيئة والتدريب على فن الحركة والتنقل. لا تقل: "يجب تقديم الرعاية والعناية لهم…"قل: "يجب أن يتم تحقيق المساواة وتكافؤ الفرص للأشخاص ذوي الإعاقة"لماذا: إن الإعلام مطالب بتبني لغة حقوقية قوامها تحقيق المساواة وتحييد الإعاقة والبعد عن تكريس النهج الرعائي الوصائي. لا تقل: على الرغم من وجود الإعاقة فقد استطاع أن يقهرها ويحقق النجاح"قل: "على الرغم من وجود العوائق البيئية والسلوكية فقد استطاع أن يحقق ما يريد"لماذا: لابد من توخي الحذر في تناول الإعلام لما يسمى بـ "قصص النجاح" للأشخاص ذوي الإعاقة. فحصول شخص ذي إعاقة على درجة الماجستير أو الدكتوراه مثلا، يجب أن يقدّم في إطار أنه في الأصل إنجاز عادي، ولكن حدوثه مع وجود عوائق بيئية كبيرة هو الذي يجعل من مثل هذا الأمر خبراً يستحق التغطية الإعلامية. لا تقل: "نقدّم لكم اليوم نموذجاً للنجاح والتحدي من الأشخاص ذوي الإعاقة"قل: "نقدّم لكم اليوم نموذجاً آخر على ما يجابهه الأشخاص ذوو الإعاقة من عوائق وتحديات حتى يحققوا ما يحققه الآخرون بسهولة ويسر"لماذا: الأشخاص ذوو الإعاقة لا يتحدون إعاقتهم بل يتحدون معيقات وصولهم إلى حقوقهم وحرياتهم الأساسية. لا تقل: "ومن خلال هذا البرنامج نناشد المسؤولين وأصحاب القلوب الرحيمة لمساعدة هذه الأسرة وطفلها المعاق…"قل: "ومن خلال هذا البرنامج، فإننا نضع المسؤولين أمام مسؤولياتهم لمراجعة حالة حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.لماذا: حفاظاً على كرامتهم الإنسانية....
دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العاديةالدمج هو تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية مع أقرانهم العاديين وإعدادهم للعمل في المجتمع مع الأشخاص العاديين. ومصطلح الدمج في أمريكا ظهر بظهور القانون الأمريكي رقم (94_142) لسنة 1975م الذي نص على ضرورة توفير أفضل أساليب الرعاية التربوية والمهنية لذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العاديين. والدمج هو إتاحة الفرص للأطفال المعوقين للانخراط في نظام التعليم الخاص كأجراء للتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم و يهدف الدمج بشكل عام إلى مواجهة الاحتياجات التربوية الخاصة للطفل المعوق ضمن إطار المدرسة العادية ووفقا لأساليب ومناهج ووسائل دراسية تعليمية يشرف على تقديمها جهاز تعليمي متخصص إضافة إلى كادر التعليم في المدرسة العامة . تلك العملية التي تقتضي جمع الطلاب في فصول ومدارس التعليم العام بغض النظر عن الذكاء أو الموهبة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي أو الخلفية الثقافية للطالبووضع الأطفال ذوي القدرات والإعاقات المختلفة في صفوف تعليم عادية وتقديم الخدمات التربوية لهم مع توفير دعم صفي كامل. وهو إجراء لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أقل البيئات تقييداً، وهذا يعني أن يوضع الطفل مع أقرانه العاديين، وأن يتلقى خدمات خاصة في فصول عادية، وأن يتفاعل بشكل متواصل مع أقران عاديين في أقل البيئات تقييداً.التعريفات الأخرى الخاصة بسياسة الدمج: للبيئة الأقل عزلاleast restrictive : يقصد بها الإقلال بقدر الإمكان من عزل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وذلك بدمجهم قدر الإمكان بالأطفال العاديين في الفصول والمدارس العادية.الدمج mainstreaming:- ويقصد بذلك دمج الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة في المدارس أو الفصول العادية مع اقرانهم العاديين مع تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات المساندة. مبادرة التربية العادية: يقصد بهذا المصطلح أن يقوم معلمو المدارس العادية بتعليم الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة خصوصا ذوى الإعاقات البسيطة والمتوسطة في الفصول العادية والمدارس العادية مع تقديم الاستشارات من قبل المختصين في التربية الخاصة. مفهوم الدمج: هو دمج الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصّة مع الطلاب العادين في الصفوف الدراسيّة، أو في صفوف خاصّة مُلحقة بالمدارس العاديّة، على أن تُقَدّم لذوي الاحتياجات الخاصّة البرامج المُساندة والمُتخصصة.الإجراءات المناسبة عند تطبيق مبدأ الدمج في المدارس العادية:*تشريع القوانين:هو افتراض أن يكون هناك قانون يحمي ذلك التوجه ويحدد آليات التنفيذ فيما يتعلق بنوعية الخدمات المقدمة في مدارس الدمج. وعدد الطلبة الذين سيتم دمجهم. ونوعية ودرجة الإعاقات المسموح بدمجها. ونوعيّة الاْشخاص القائمين على تطبيق برامج الدمج. والمنهاج التي يفترض أن تطبق في مدارس الدمج. *تجهيز مدرسة الدمج: وذلك بتوفير بيئة آمنة وخالية من الحواجز. ويفترض في المدارس العادية أن توفر التسهيلات البنائية اللازمة لإنجاح فكرة الدمج، كَتعديلات داخل الصفوف من كراسي، طاولات، أجهزة خاصة، أجهزة الحاسوب، الكُتب الناطقة، المواد الدراسية المكتوبة بلغة بريل، أجهزة التدريب السمعي، مراعاة مستوى التهوية والحرارة في الغرف الصفية. كما يُمكن مراعاة عامل الحيّز المكاني داخل الغرفة؛ بحيث يتوفر مكان لتدريس المجموعات الكبيرة، بالإضافة إلى مكان آخر لتدريس المجموعات الصغيرة. وفي الصف الخاص يفترض توفير معلم مُتخصص في حالات الطلبة المدموجين دمجاً جزئياً في المدارس العادية، وفي الصف العادي ينبغي وجود معلم مُساعد يتابع الطلبة ذوي الإعاقات ويحل مشكلاتهم التنظيمية. وفيما يخص الطلبة ذوي الإعاقات الحركية، يجب توفير مصاعد وكراسي مُتحركة، أسطح أرضية مائلة؛ لتسهيل حركتهم، بالإضافة إلى تخصيص مكان مناسب لهم في دورات المياه، وتسهيل عمليّة فتح الأبواب لهم، وإرشادهم بكيفيّة الإخلاء عند الحريق.تقويم الطلبة المُرشحين للانتقال إلى برنامج الدمج في المدارس العادية: تعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل التي تسير بها إجراءات دمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية؛ لأنه بناءً عليها سيُقرر إحالة الطالب إلى تلك المدارس، أو إبقاؤه في مدرسة تطبق برنامج التعليم العام.إعداد النظام المدرسي: مدراء المدارس: يلعب المدراء دوراً قياديّاً وداعماً لا غنى عنه لإنجاح برنامج الدمج؛ فالمُدراء قادرون على تقليل العقبات التي قد تحول دون حدوث التغيير المطلوب. المعلمون:وذلك عن طريق إعداد برنامج تدريب المعلمين العادين، الذين يعملون في نظام الدمج سواء كانت قبل الخدمة أو في إثناءها يوضح المعلومات الرئيسية عن الإعاقة وطرق الإحالة، بالإضافة إلى سبل توفير الدعم الخاص بدلاً من الاعتماد على التدريب الميداني، الذي تقره الجامعات في الفصل الأخير من الخطة الدراسية.تحديد الطلاب المؤهلين للدمج :هو تحديد الطلبة المناسبين لدمجهم في الصف العادي. والذين يمتلكون قدرات تؤهلهم لبيئة التعليم الجديدة من جهة. وتساعدهم على مُجاراة مهارات التعليم، التي تطبق في الصف العادي بالحد المقبول من جهة ثانية.اختيار البديل التربوي الملائم:يكون اختيار البديل التربوي الملائم من أجل دمج الطالب ذوي الاحتياجات الخاصة؛ وذلك عن طريق طرح بعض الاسئلة، من ضمنها:– هل حالة الطالب تتطلب توفير غرفة مصادر؟– هل حالة الطالب تتطلب صفاً خاصاً ملحقاً بالمدرسة العادية ؟– هل سيدُمج الطالب في صفوف عادية طول اليوم مع خدمات مساندة ؟إعداد وتهيئة الطلاب: *الطلاب العاديون: توضيح أهداف تطبيق سياسة الدمج للطلاب العاديين. وتقديم حصص مُحددة توضح عملية الدّمج. وتوفير الفُرصة للطلاب لمناقشة أسئلتهم ومخاوفهم واهتماماتهم. *الطلاب المعاقون: توضيح الدمج للطلاب المعاقين في المدارس العادية. والتكيف مع التغييرات الجديدة، فقد يحتاجون إلى توجيهات مكثفة لإعدادهم لبيئة الصف العادي.إعداد وتهيئة أولياء أمور الطلاب: بإتاحة الفرصة لأُسر الطلبة ذوي الحاجات الخاصة للمشاركة في فعاليات برنامج الدّمج. وتهيئة أُسر الأطفال العادين للوصول معهم إلى تقبل فكرة أن يكون مع أبنائهم العاديين طلبة غير عاديين. *تعديل مناهج الصف العادي:هو استخدام المنهاج المُعدّل عندما تكون الصعوبات لدى الطالب مُتضمنة معظم عناصر المنهاج؛ مما يتطلب اهتماماً مُتزايداً بالاحتياجات التعلمية الخاصة.إعداد الخطة التربوية الفردية: الخطة التي تصمم بشكل خاص لطالب معين لكي تناسب حاجاته التربوية، بحيث تشمل الأهداف (العامة والخاصة) كلها. والمتوقع تحقيقها وفق معايير مُعينة، في فترة زمنية مُحددة.وتعتبر الخطة حجر الزاوية في بناء المنهاج، حيث تتضمن الخطة التربوية أبعاداً عدّة وهي: المعلومات العامة عن الطالب، نتائج التقويم المستندة إلى تطبيق الاختبارات، المقاييس والأهداف قصيرة المدى وبعد ذلك نشتق من الخطة التربوية الفردية (I.I.P) خطة تعليمية فردي (I.E.P)، هذه الخطة تتضمن أهداف قصيرة المدى وتُحلل إلى مهارات فرعية، بالإضافة إلى الوسائل والأدوات المستخدمة في عملية التعليم، الأسلوب التعليمي المستخدم، طرق التقويم ورسماً بيانياً يوضح أداء الطالب.صفات معلّمي طلبة ذوي الاحتياجات الخاصّة:تبنّي اتجاهات إيجابية نحو الدمج للطلبة ذوي الإعاقات مع الطلبة العادين .امتلاك المعلمين الدافعيّة للعمل في صفوف الدمج.قبول المعلمين التعامل مع الإخصائيين ذوي العلاقة.المرونة في تكييف الأساليب والمناهج لتلائم الحاجات الفردية للطلبة المدموجين.القدرة على التعامل مع ما تتطلب البيئة الصفيّة من تغيرات وتعديلات.مراحل عملية التقويم :مرحلة الكشف الأولي:هي مرحلة يتم إجراء تقويم موجز يُطّبق على مجموعة كبيرة من الأطفال، الذين يحتاجون منهم إلى تقويم إضافي مكثّف.ويتم التمييز بينهما في مرحلة الكشف الأولي بين إجراءين هما:التدخل قبل الإحالة:هذه المرحلة تتم قبل تحويل الطالب لجهات مُتخصصة في التربية الخاصة؛ بشأن أهليّته لخدمات التربية الخاصة. وينبغي أولاً تفهّم الصعوبات التي يواجهها الطفل، بالإضافة إلى بذل الجهود لمساعدته في التغلب عليها وهو ما يزال في الصف العادي. ولا توكل مهمة تنفيذ إجراءات التدخل قبل الإحالة لمعلم الصف الذي يلتحق به الطالب بمفرده، لكن يكون هناك فريقاً من المعلمين في المدرسة يتم تشكيله؛ لتقديم كل أشكال الدعم المُمكنة للطالب؛ تجنباً لتحويل الطالب إلى خدمات التربية الخاصة.مرحلة الإحالة: تحويل الطفل إلى فريق، أو لجنة مُتخصصة؛ لتحديد أهليته للتربية الخاصة. ولا يعمل هذا الفريق على مستوى مدرسة واحدة وإنما على مستوى المنطقة أو المديرية. مرحلة التقييم:هو قيام فريق مُتعدد التخصصات بإجراء تقويم تخصصي مكثّف؛ ليصل في النهاية إلى اتخاذ القرار، حيث يتم توثيق هذه الحالة في تقرير نفسي تربوي. وفي هذه المرحلة يتم تطبيق أدوات التقييم غير الرسميّة كَالملاحظة، المقابلة وقوائم التقدير. كما يتم تطبيق أدوات التقييم الرسميّة، حيث تكون على هيئة اختبارات ومقاييس معيارية المرجع. وبعد إجراء التقييمات الكافية واللازمة بتوظيف أكثر من أداة تقييم، يتم اتخاذ القرار بانتقال الطالب إلى صفوف الدّمج؛ لتلقي الخدمات المُناسبة. ومن خِلال أدوات التقييم نحصل على نقاط القوة ونقاط الضعف، التي تم ترشيحها من تطبيق الاختبارات والمقاييس في بناء البرنامج التربوي الفردي.التقسيم القائم على المنهاج: طريقة تستخدم المُلاحظة والتسجيل المباشر؛ لجمع المعلومات لإصدار أحكام تعليمية بحق الطالب. وإذا أردنا تسمية طالب على أنه ذو صعوبة تعليمية؛ فإنه يُفترض في هذا الطالب أن يكون لديه تباين في قواه الداخلية (الذاكرة، التفكير، الإدراك، الانتباه واللغة الشفوية).*الدمج المجتمعي :اعطاء الفرص للمعوقين للاندماج في مختلف أنشطة وفعاليات المجتمع وتسهيل مهمتهم في أن يكونوا أعضاء فاعلين ويضمن لهم حق العمل باستقلالية وحرية التنقل والتمتع بكل ما هو متاح في المجتمع من خدمات.*الدمج الجزئي: ويقصد به دمج الطالب من ذوي الاحتياجات الخاصة في مادة دراسية أو أكثر مع أقرانه العاديين داخل فصول الدراسة العادية.أهداف الدمج:1 ـ إتاحة الفرص لجميع الأطفال المعاقين للتعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال.2 ـ إتاحة الفرصة للأطفال المعاقين للانخراط في الحياة العادية، والتفاعل مع الآخرين.3 ـ إتاحة الفرصة للأطفال غير المعاقين للتعرف على الأطفال المعاقين عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة. 4 ـ خدمة الأطفال المعاقين في بيئتهم المحلية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى مؤسسات ومراكز بعيدة عن مقرّ سكناهم وخارج أسرهم، وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال من المناطق الريفية والبعيدة عن مؤسسات ومراكز التربية الخاصة.5 ـ استيعاب أكبر نسبة ممكنة من الأطفال المعاقين الذين لا تتوفر لديهم فرص للتعليم.6 ـ تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس العامة من مدراء ومدرسين وأولياء أمور.....
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد و على آله وصحبه أجمعينتعد الأسرة أولى المؤسسات الاجتماعية للطفل ذي الاحتياجات الخاصة. حيث توفرله الرعاية الأسرية المتمثلة في الكيان الأسري. و العلاقات الأسرية المتوافقة و الأدوار الاجتماعية السليمة بين أفرادها لها آثار بالغة الأهمية للحياة النفسية المتبادلة بين الآباء و الأبناء و خاصة في مرحلة الطفولة و هي مرحلة البناء النفسي و اكتشاف الحالة.إن اكتشاف الحالة يعد البداية لسلسلة طويلة من الضغوط و الجهود و المحاولات و السعي الحثيث لتوفير أفضل فرص ممكنة للطفل . إلا أن المعلومات عن الإعاقة و طرق المساعدة قليلة جداً. إضافة لذلك فإن الأهل عند اكتشاف الحالة يكونون في حالة صدمة و غير قادرين على التفكير السليم . لذا فإنهم بحاجة لمن يدلهم على الطرق التي يمكنهم استخدامها لمساعدة ابنهم و عدم الاعتماد على جهودهم الفردية في البحث.تكمن ضرورة الإرشاد في أنه يدل الأهل على الخيارات الطبية و العلاجية و التربوية و الاجتماعية المتوفرة و يدلهم أيضاً على كيفية الحصول على المعلومات و المشاركة الفاعلة في تدعيم صورة إيجابية عن ذوي الاحتياجات الخاصة و إيفائهم كافة الحقوق التي تكفل لهم حياة كريمة. و من هذه الحقوق حصولهم على مهن تتناسب مع قدراتهم و تمكنهم من العيش باستقلالية و توفير خدمات اجتماعية تساعد في تحقيق هذه الحياة لهم.و لا يقتصر دور الإرشاد على توضيح كيفية التعامل مع الطفل ذي الاحتياجات الخاصة فقط بل يشمل توضيح أهمية دور الأبناء و تقبلهم لوجود أخ باحتياجات خاصة في المنزل على هذا الأخ . و في سبيل ذلك يقوم الإرشاد بتوضيح كيفية التعامل مع احتياجات الإخوة و الأخوات و المشاكل التي يواجهونها.في هذه الورقة ، سيتم استعراض المراحل النفسية التي تمر بها الأسرة و عرض احتياجاتها و المواقف التي تواجهها و أنواع الإرشاد اللازم لها لتتمكن من تجاوز هذه المشاكل. كما سنتطرق إلى تفعيل دور المساجد في التنمية الاجتماعية لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة و ذويهم و تحقيق التكافل الاجتماعي لهم.إرشاد أسر ذوي الاحتياجات الخاصةتقبل الحقيقة:الحالة الأولى:تتوقع الأسرة قرب ولادة مولودها البكر، تترقب بشوق هل هو صبي أم فتاة؟ يشبه من أمه أم أباه ؟ ماذا سنسميه؟ هل نقوم بتجهيز حجرة منفصلة له ، أم ننتظر حتى ينهي عامه الأول؟ أي لون سنستخدم لطلاء حجرة الطفل؟ هل سنشتري له سرير ، ما لونه و من أي حجم؟ ثم تُفاجأ الأسرة بطفل معاق.الحالة الثانية:أسرة مكونة من الوالدين و طفلين تكتشف الأسرة عندما يبلغ ابنهم الثاني عامه الثالث بأنه معاق.الحالة الثالثة:أسرة مكونة من الوالدين و سبعة أفراد ، بتعليم و دخل محدود ، تنجب الأم الطفل الثامن معاق.قال تعالى:" واصبر على ما أصابك إن ذلك لمن عزم الأمور" (لقمان آية 17)في جميع الحالات السابقة تكون ردة الفعل واحدة ، الصدمة و الإدراك و الدفاع و من ثم تقبل الحقيقة. ( Hardman:76)الصدمة :هي أول ردة فعل للأسرة عندما ترزق بمولود باحتياجات خاصة، تتميز هذه الصدمة بمشاعر القلق، الشعور بالذنب ، الارتباك، العجز ، الغضب ، عدم التصديق ، الإنكار و القنوط ( فقدان الأمل)، و بعض الأهل يغوصون في مشاعر من الحزن العميق و الحيرة و انعدام القدرة على التفكير و الشعور بالحرمان و فقدان شيء عزيز، و في هذه الأوقات تكون الأسرة بأمس الحاجة للدعم و الإرشاد، فتوعيتهم بفرص أبنائهم العلاجية و التعليمية و الاجتماعية هي من أكبر العوامل المؤدية إلى تجاوز الأهل لهذه المرحلة . إلا أن الإرشاد يجب أن يعي مراعاة مشاعر الأسرة و التأكد من وعي الأسرة إلى أن هذه الإعاقة لم تكن نتيجة لإهمال من قبلهم و الابتعاد عن استخدام ألفاظ توحي بالأمر من ضروريات مساعدة الأسرة في تقبل الحقيقة .الإدراك:في هذه المرحلة قد يشعر الأهل بالخوف أو القلق من عدم قدرتهم على أداء الأدوار المتوقعة منهم بالشكل المناسب مما يجعلهم شديدي الحساسية و يقضون أغلب أوقاتهم في الحسرة و الحزن على حالهم و ندب حظهم ، إلا أنهم سيدركون وجود شخص بحاجة لعناية مختلفة في المنزل .الانسحاب الدفاعي:في هذه المرحلة يتجنب الأهل تصديق الواقع المؤلم بالنسبة لهم فبعضهم يسعى لإيجاد سكن داخلي للطفل أو ينقطع عن زيارة الطفل في المستشفى، كما يشهد الأهل في هذه المرحلة محاولة التهرب من مواجهة الأقارب.تقبل الحقيقة:قال تعالى:" ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله و من يؤمن بالله يهد قلبه و الله بكل شئ عليم" (سورة التغابن:آية11) ، في هذه المرحلة يتقبل الأهل الواقع و يبدأون في شحذ طاقاتهم لمساعدة الطفل، فقد أدركوا احتياجاته و تفهموا حالته و بذلك بدأوا يسعون لتعلم المزيد عن طرق المساعدة و التفاعل أكثر مع البرامج المساندة، هنا يبدأ الأهل في العمل من أجل الطفل و ليس أنفسهم و يبدأ البحث الفعلي عن إيجاد فرص تعليمية و طبية و علاجية و برامج تدريبية و فرص اجتماعية و مهنية.لا توجد طريقة واحدة لتفاعل الأسر مع وجود طفل باحتياجات خاصة، فردة فعل كل أسرة تعتمد على التكوين النفسي للأسرة و مدى الإعاقة و كمية الدعم الذي تتلقاه الأسرة من الأقارب والأصدقاء والأخصائيين، و على الرغم من وجود بعض التشابه في ردود الفعل إلا أن الأسر التي تتمتع بوضع اقتصادي و اجتماعي و أسري مريح تكون في الأغلب أقدر على التعايش بشكل فعال مع وجود ظروف خاصة بينما تعاني الأسر ذات الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية والأسرية السيئة من مزيد من الضغوط و المشاكل و عدم القدرة على التكيف.خصائص العلاقات الأسرية:لنتمكن من دعم الأسر و إرشادهم يجب علينا أولاً أن نتفهم خصائص الأسر.لقد أثبتت الدراسات أن أسر الأطفال العاديين أكثر استقراراً و أقل تعرضاً للضغوطات من أسر الأطفال المعوقين ( الروسان: 675) إن تواجد طفل باحتياجات خاصة في المنزل يؤثر بشكل كبير جداً على نمط حياة الأسرة و بالأخص حياة الأم. ففي أغلب الأسر تكون الأم هي محور التفاعل مع الأطفال عموماً، لذا فهي معرضة أكثر من غيرها للضغوط و الصدمات، وفي مجتمعاتنا تعاني الأم أيضاً من اللوم المباشر أو غير المباشر من قبل الأقارب و المجتمع و أحياناً الزوج أيضاً. فالمجتمع و الأقارب يكونون أحياناً غاية في القسوة على أهل الشخص المعاق و يتهمونهم أحياناً بعدم السعي بشكل جدي لمساعدة أبنائهم أو أنهم هم الذين تسببوا في الإعاقة، أما الأب فإنه يكون أحياناً عامل ضغط على الأم عندما يلقي باللوم عليها و يقلل من قيمة مجهودها أو يحبطها بعدم الجدوى من بذل الجهود لمساعدة الطفل.نتيجة للأعباء الإضافية للأم فإنها قد تصبح غير قادرة على أداء أغلب المهام التي كانت تؤديها من قبل. عندها فإن باقي أفراد الأسرة يصبحون ملزمين بأداء مهام أكثر، بالإضافة إلى أن الأسرة إذا كانت تعاني من وضع مادي صعب فإن احتياجات هذا الطفل ستكون عبء إضافي يسبب ضغوط إضافية.عندما يكبر الطفل فإن الأم تعاني من التوازن بين فطرتها الأساسية التي تدعوها إلى حماية ابنها و حاجته للاستقلال و تجريب سلوكيات جديدة ، خاصة عندما تشاهده يتألم و يفشل لمرات متعددة، في هذه المرحلة تكون الأسرة في بحاجة لدعم من أسر أخرى مرت بنفس التجربة وإرشاد فني متخصص، و دعم من مؤسسات المجتمع في توفير حياة مستقلة للمعاقين.توفر الأم للطفل ذي الاحتياجات الخاصة وسيلة لتوصيل احتياجاته و تنفيذ رغباته، مما يجعل الأم مشغولة عن باقي أفراد الأسرة و يؤدي بهم ذلك إلى البحث عن مصادر أخرى للتفاعل مع احتياجاتهم كالأصدقاء أو الإخوة و الأخوات الأكبر سناً، مما يؤدي إلى إعطاء سلطة أكبر للأبناء.من غير المنصف استبعاد مشاعر الأب فعلى الرغم من أن الأم بفطرتها تلعب دوراً أكبر في تربية الأبناء و الاهتمام بكافة أفراد الأسرة ، فإن الأب يلعب دوراً إيجابياً و فعالاً إذا قرر المشاركة في تحمل بعض المسؤوليات و تقديم الدعم المعنوي للأم، بالإضافة إلى ذلك فإن اهتمامه و حبه ضروريان جداً لإشعار الطفل بالتقبل و إشراكه في العديد من الأنشطة الاجتماعية التي تعجز الأم عن دمج ابنها فيها مثل المناسبات الاجتماعية و الذهاب إلى المسجد.ردود فعل الإخوة:إن ردود فعل الإخوة و الأخوات إذا علموا بإضافة طفل باحتياجات خاصة للأسرة ، لا تختلف كثيراً عن ردود فعل الوالدين، و تتمثل في الخوف و الغضب و الرفض و غيره، إلا أنهم تشغلهم بعض التساؤلات التي قد لا تجد من يتجاوب معها، مثل: ما هو سبب الإعاقة؟ لماذا لا يستطيع الأخ/ الأخت التصرف بشكل طبيعي؟ لماذا لا يتم معاقبة الأخ/ الأخت على التصرفات الممنوعة؟ لماذا تهتم أمي بأخي/ أختي أكثر مني؟ كيف أتعامل مع أصدقائي عندما يعلمون بأن لي أخ/ أخت معاق؟ من سيهتم بأخي في حالة وفاة الوالدين؟على الرغم من أن بعض هذه التساؤلات لا تأتي إلا لاحقاً، إلا أنها تمثل مصدر حيرة وقلق للإخوة منذ سن مبكرة و الذين يتقبلون الحقيقة في نهاية المطاف، و لكن هناك بعض العوامل التي قد تؤدي إلى تكوين صورة سلبية عن الأخوة ذوي الاحتياجات الخاصة و بالتالي صعوبة في تقبلهم هذه العوامل هي : Hallahan:508) (o تقارب السن بين الإخوة يجعل الفروق في القدرات أكثر وضوحاً و محاباة الوالدين أكثر غموضاً بالنسبة للأطفال.o أن يكون الأخ أو الأخت ذو الاحتياجات الخاصة من نفس الجنس حيث " يتسم الأخوان المتماثلين في الجنس بمستويات عالية من الصراع ، و قد يعود ذلك لكونهم متشابهين مع بعضهم البعض" ( بيكمان: 199)o إذا كان هناك أخ أو أخت أكبر للطفل ذي الاحتياجات الخاصة فإنه يعاني من ضرورة المشاركة في الاعتناء بالأخ ذي الاحتياجات الخاصة مما يعيق الأخ الأكبر من المشاركة في الحياة الاجتماعية على النحو الذي يرغب به.إرشاد الأسر ذات الاحتياجات الخاصة:بعد تقبل الأسرة لوجود طفل باحتياجات خاصة فيها، فإن أهم عامل في مدى فاعلية تعايشها مع هذا الطفل يكمن في نوعية الخدمات الإرشادية المقدمة للأسرة، فالأهل يرغبون في توفير أفضل حياة ممكنة لأبنائهم، إلا أنهم لا يعرفون بنوعية الخدمات المتوفرة و كيفية الحصول عليها.إن هدف الإرشاد يتمثل في التأكد من أن ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة و ذويهم يحصلون على أفضل مستوى معيشي ممكن و يتمتعون بفرص تعليمية عالية المستوى و رعاية صحية و اجتماعية مناسبة، لذا فإن من واجبات الإرشاد التأكد من زيادة فاعلية الخدمات المقدمة.مراحل الإرشاد:عند اكتشاف الحالة تمر الأسرة بمجموعة من ردود الفعل قد تكون الأصعب بالنسبة لهم، لذا تكون الأسرة بحاجة لدعم و إرشاد أكثر من أي وقت أخر--- يتمثل هذا الإرشاد في تفهم وضع الأسرة و الحالة التي تمر بها و الاستجابة للحاجات النفسية و مساعدتهم على تقبل الحالة و كيفية التعامل مع الظروف النفسية التي يمرون بها، و إعلامهم بالخدمات المتوفرة و الخيارات المتاحة و كيفية الوصول للخدمات و أنواع الدعم المتوفرة كما يحرص مقدم الإرشاد على الحصول على معلومات عن الحالة و الوالدين و وضع الأسرة، و مناقشة مشاكل الأسرة و اقتراح الحلول كتوفير خدمات نفسية أو مناقشة مشاكل الأخوة في المدارس.بعض ردود فعل الأهل و الإرشاد الممكن (Cook, Tessier, Klein: 1992)المرحلة : صدمة ، عدم التصديق ، إنكارردة فعل الأهلo تأجيل تصديق الواقعo العمل بجد لتطوير الحالةo الخجل، الاحساس بالذنب، انعدام الثقة بالنفس، الاكثار من استشارة الأطباءردة فعل الإرشادo الانصات والقبولo العمل مع الأسرةمرحلة الغضب و الرفض:ردة فعل الأهلo تحويل الغضب للذاتo الشعور بالاحباط من مقدمي الخدمةردة فعل الإرشادo تشجيع الأهل على التحلي بالصبرo أعطاء الأهل بعض المهامo أعطاء الأهل نماذج ايجابية لدور الأهلمرحلة محاولة تغيير الواقعردة فعل الأهلo تأجيل تصديق الواقعo العمل بجد لتطوير الحالةردة فعل الإرشادo اظهار تفهم لحالة الأهلo ايضاح أن مشاعر الأهل طبيعيةo التواصل بصدق وصراحهمرحلة الاكتئاب والاحباطردة فعل الأهلo الشعور بعدم جدوى مجهودهمo العجزo الحزن على عدم وجود طفل طبيعيردة فعل الإرشادo التركيز على الايجابياتo التأكيد على أن الجهود ستثمرo تزويد الأسر بخدمات متخصصة في مجال الارشاد الأسريمرحلة تقبل الحقيقةردة فعل الأهلo ادراك أحتمالات المساعدةo تنظيم الوضع الأسريo تقبا فكرة العمل الفعلي من أجل الطفلردة فعل الإرشادo تشجيع التعامل مع أسر أخرىo تعليم طرق أخرى للتفاعلo مدح الأهل عند ملاحظة أدنى تطورإرشاد لتنسيق الخدمات و توفير الاحتياجات:لقد بدأت الأسرة تتقبل وجود طفل باحتياجات خاصة في المنزل، و الآن ترغب في الحصول على أفضل خدمات ممكنة، يجب على المرشد في هذه المرحلة إطلاع الأهل على التكنولوجيا المتوفر لمساندة الطفل و التأكد من صلاحية هذه الأجهزة كالسماعات مثلاً.تقدم الأسر طلبات للحصول على مساندة فنية كالحصول على أجهزة أو مساعدة في المشكلات اليومية مثل النوم أو التغذية أو التحويل من أجل الحصول على خدمات إضافية و تتيح هذه الفرصة مهمة لبناء الثقة، فمع احترام الالتزامات و تلبية الحاجات، تبنى الثقة. (بيكمان:87)يعرف تنسيق الخدمات على أنه :نشاطات تنفذ لمساعدة الطفل المستفيد من تلك الخدمات و تمكينه و أسرته من الحصول على الحقوق و الضمانات الإجرائية و الخدمات .(بيكمان:80)و مهمة تنسيق الخدمات تشمل تنسيق التقييمات المتعلقة بالطفل و الأسرة، و الوصول للخدمات العلاجية و مساعدة الأسر في التعرف على الخدمات المناسبة و الوصول إليها، وعلى منسقي الخدمات التأكد من حصول الطفل على كافة التقييمات التي يحتاجها للحصول على الخدمات المناسبة فيوفر على الأهل الجهد و المعاناة. كما أنه يخطط للخدمات و ينسق بين مواعيدها و ينسق بين الأهل و مقدمي الخدمات و يسعى لحل الأزمات. كما أن من مهامهم التأكد من أجراء خطة فردية خاصة و تطوير هذه الخطة لتتناسب مع احتياجات الطفل المتنامية.وإحدى أهم الوظائف التي يقوم بها منسقو الخدمات تتمثل في إعلام الأهل بحقوقهم و بوجود تجاوزات قانونية خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة.إرشاد مهني :يتمثل الإرشاد المهني في مساعدة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على إيجاد وظائف تكفل لهم الاكتفاء و الإحساس بقيمة أدائهم للمجتمع، لذا وجب على المجتمع توفير إرشاد مهني لهم ليمكنهم من استغلال طاقاتهم و توفير حياة كريمة له يحصدون فيها نتيجة أعمالهم و جهودهم، و لا يتوقف هذا الإرشاد على تحفيز مؤسسات المجتمع على توفير الوظائف لذوي الاحتياجات الخاصة بل يتعداه إلى متابعة أعمال الأفراد و مستوى أدائهم و التفاعل الإيجابي مع احتياجاتهم، كتوفير مواصلات.إرشاد اجتماعي:إن من أهداف التربية الخاصة مساعدة الأفراد على العيش باستقلال. هذا الهدف لا يمكن تحقيقه بدون توفر أهل واعيين و إرشاد متيقظ لاحتياجات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، و يتمثل هذا الإرشاد في توفير وظائف تتناسب و قدرات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة و السعي لتوفير مساكن رعاية لهم بحيث يسكن مجموعة منهم في وحدة واحدة مع مرشد يقوم بمساعدتهم على تدبر شؤون حياتهم اليومية و التأكد من ذهابهم لأعمالهم في الأوقات المحددة أو تناولهم للأدوية أو تقديم الخدمات المناسبة عند الحاجة.إرشاد الإخوة:إن أسر الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تعاني بالإضافة لتربية طفل باحتياجات خاصة من أعباء تربية أطفال آخرين ، و كثيراً ما تشتكي من المشاكل التي يمر بها الإخوة و الأخوات في حياتهم اليومية و ما يعانونه من ضغوط نتيجة لتراكم مسؤوليات إضافية عليهم.إن إخوة و أخوات الطفل ذي الاحتياجات الخاصة يمرون بمجموعة مختلفة من المشاعر التي تتراوح بين الحب و الكره، المنافسة و الولاء. فهم يمرون بتجارب إما أن تقرب أفراد الأسرة أو تبعدهم عن بعضهم البعض ، تتمثل هذه التجارب فيما يلي:o مضايقات في المدرسة .o الشعور بالغيرة من الطفل ذي الاحتياجات الخاصة .o التمرد على الأسرة لمحدودية الفرص الترفيهية المتاحة .o عدم انتظام عادات النوم و الشعور بالإرهاق في المدرسة .o وجود صعوبة في إكمال الواجبات نتيجة لانشغال الوالدين .o الشعور بالإحراج من تصرفات الإخوان في المواقف الخارجية نتيجة للنظرة السلبية من المجتمع .توفر علاقات الإخوة تفاعلاً جديراً بالاعتبار مع قضاء الإخوة كثيراً من الوقت معاً، و تستمر علاقات الإخوة في إتاحة الفرصة لتعلم العديد من المهارات الاجتماعية المهمة مثل المحاورة ، و التفاهم ، و حل النزاعات.(بيكمان: 198) و هذا ما يجعل دور الإخوة و إرشادهم ضروري لمساعدتهم على لعب دور إيجابي في تطور الأخ ذي الاحتياجات الخاصة و تفهم ظروفه و نموهم هم كأفراد بشكل سوي و طبيعي، و على الإرشاد أن يعي أهمية دور الإخوة و احتياجاتهم و يهيئ الأسرة للتفاعل معها. إذ أن دعم الوالدين و تفهمهم لاحتياجات الإخوة عامل فعال في مساعدتهم على التغلب على مشاعرهم و تجاوز الأوضاع الناتجة عن العناية بطفل ذي احتياجات خاصة. و فيما يلي بعض المشاكل التي يمر بها الإخوة و إرشاد الأسر لكيفية التعامل معها:محدودية الوقت و الرعاية من قبل الوالدين:يشعر بعض الإخوة بالغيرة من الطفل ذي الاحتياجات الخاصة لأنه مركز اهتمام الأسرة مما يسبب لهم تدنٍ في الصورة عن الذات، لذا فإن على الوالدين وضع احتياجات الإخوة أولاً في بعض الأحيان و تحديد وقت خاص بهم و محاولة عدم التنازل عن هذا الوقت بأي حال كما أنه من الأفضل أن يوفروا خيارات رعاية أخرى للطفل ذي الاحتياجات الخاصة كوضعه عند الجدة أو الخالة.لوم الذات:" تكون للأطفال الصغار الذين لهم إخوة ذوو حاجات خاصة ردود فعل خاصة إلى حدٍ ما لأنهم يواجهون صعوبة في استيعاب المعلومات المتعلقة بالإعاقة ……فقد يعتقد الأطفال الصغار أن شيئاً ما قد فعلوه أو فكروا به يكون قد سبب الإعاقة" (بيكمان: 203) في هذه الحالة يجب على الأهل استخدام الصراحة التامة مع الأطفال و توضيح أن ما من شخص يمكن لومه على وجود هذه الصعوبات. على الإرشاد أيضاً أن يوضح للأهل أن مدى تقبل الإخوة للطفل ذي الاحتياجات الخاصة يعتمد على مدى تقبل الوالدين و نمذجة هذه المشاعر للأبناء، لذا فإن عليهم أن يوضحوا للإخوة المميزات التي يتمتع بها الأخ ذو الاحتياجات الخاصة. ومن الممكن أن يقوم الإرشاد بتعريف الإخوة على مجتمعات لذوي الاحتياجات الخاصة و الانخراط في أعمال مساندة لهذه المجتمعات.الخوف من مجابهة الأصدقاء :قد يشعر الأطفال بالخجل من أخوتهم الذين يعانون من ظروف خاصة فلا يستطيعون أن يسمحوا لأصدقائهم أن يزوروهم في المنزل، وعلى الإرشاد في هذه الحالة أن يوضح للأسرة ضرورة مناقشة هذه الأمور مع الإخوة مسبقا ً، و تحديد كيفية شرح وضع الأخ لهم، كما أنه من الممكن تنظيم زيارات للأصدقاء في الأوقات التي يكون فيها الأخ في جلسات علاج أو غيرها من الخدمات التي يتلقاها، وعلى الأهل أن يعوا أن للإخوة حياتهم الخاصة التي لا يرغبون في دمج أخيهم ذي الاحتياجات الخاصة فيها ، و على الأهل احترام هذه الرغبات.مواقف المصادمة:قد تمر الأسرة بمواقف تسبب ضغطاً حاداً جداً ، خاصة عندما يتسبب الأخ أو الأخت ذو الاحتياجات الخاصة في إتلاف ملكيات أحد الإخوة ، وعلى الأسرة توقع حدوث ذلك و وضع أنظمة تحد من حدوث مثل هذه الحوادث ، كحث جميع أفراد الأسرة على إغلاق حجرهم و تزويدهم بمفاتيح لها، و يستحسن أن توفر الأسرة حياة اجتماعية آمنة للإخوة يلجأون لها في حال كانت الأوضاع الأسرية مشحونة جداً أو تشهد الكثير من الضغوط. و قد يكون من المفيد أيضاً المحافظة على روح الدعابة و مساعدة الإخوة على تفهم عدم مسؤولية الأخ عن تصرفاته.عدم كفاية الأنشطة الأسرية:يعاني إخوة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة من حرمانهم من مزاولة الكثير من الأنشطة التي يمارسها أقرانهم من نفس العمر و في هذه الحالة على الإرشاد أن يدل الأسرة على العديد من الأنشطة التي بإمكان كافة أفراد الأسرة ممارستها و دمجهم مع أسر أخرى تعاني من نفس الأوضاع.الشعور بالذنب من الانفعال على الأخ ذي الاحتياجات الخاصة:على الأسرة توقع حدوث ذلك و عدم لوم الأخوة على مشاعرهم، فالمشاعر القوية تعتبر جزءاً من العلاقات الأخوية المتينة، وعند حدوث مصادمة بين الأخوة على الأسرة أن تشارك في محاولة توضيح وجهات النظر و مساعدة الأخ على تجاوز هذه المشاعر و تدريبه على طرق للمساعدة في الرعاية و تقدير هذه المساعدة ليتمكن من أن يغفر لنفسه انفعاله.الشعور بالإحراج من مرافقة الأخ ذي الاحتياجات الخاصة في الخارج:إن نظرة المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة تؤثر بشكلٍ مباشرٍ في مشاعر الأخوة تجاه أخيهم ذي الاحتياجات الخاصة . فكلما كانت المشاعر سلبية كلما ازدادت صعوبة تقبل الأطفال لإخوتهم، وعلى الأسرة شرح أن إعاقة الأخ ظاهرة بينما توجد إعاقات شخصية غير ظاهرة لدى العديد من الأفراد. و أن هذه الإعاقة لا تقلل من حب أفراد الأسرة للأخ مع مساعدة الإخوة على التواجد مع أخيهم في أوضاع اجتماعية يكون الأخ فيها مقبول و مقدر. كما يجب على الأسرة تفهم مشاعر الأخوة و السماح لهم بالتجول بمفردهم بعض الأوقات.المضايقات المدرسية:يميل الأطفال عموماً إلى إيجاد نقاط ضعف في واحد أو أكثر من أفراد المجموعة و يقومون باستغلالها ومضايقة الأطفال أصحاب هذه "العيوب" ليثبتون أنهم أقوى، و وجود أخ باحتياجات خاصة يعتبر أحد نقاط الضعف التي يستخدمها باقي الأطفال، على المرشد تهيئة الأهل لهذا الاحتمال و حثهم على تعويد أبنائهم على كيفية الرد على تعليقات الأطفال و كيفية التعامل معها. كما يفضل أن يقوم الأهل بالتفاهم مع المدرسة و التواصل معها قبل حدوث المضايقات ، وعند وجود حالة خاصة في المنزل و رغبة الأهل أن تقوم المدرسة بالمساعدة في بث انطباعات إيجابية عن ذوي الاحتياجات الخاصة فإن للمعلمين و المعلمات دوراً فعالاً جداً في مساعدة الأطفال على التغلب على هذه الأفكار السلبية نحو الإعاقة و النظرة للذات و عدم القلق من ردود فعل الأصدقاء و تقبل كافة أفراد المدرسة للطفل المعاق.دور المساجد في الإرشاد الاجتماعي لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة:تحتل المساجد مكانة عالية في نفوس المسلمين فهي مركز اللقاء اليومي للمسلمين أبناء الحي الواحد خمس مرات يومياً. لذا فإن دوراً كبيراً يلقى على عاتقها في توفير مناخ اجتماعي مترابط في الحي، فإقامة الصلاة و التعريف بالدين و الشريعة و تحفيظ الأطفال القرآن ليست هي الأدوار الوحيدة للمساجد، فدورها يتعدى ذلك إلى تنسيق العمل الاجتماعي في الحي لخدمة كافة أفراد الحي و المساعدة في التعريف باحتياجاتهم و القيام بدور ريادي في تلبية هذه الاحتياجات و المساعدة في توفير فرص العمل الخيري المحلي الداعم و العمل التطوعي لجميع أفراد الحي. فكم من ربة منزل ترغب في المشاركة بالأعمال الخيرية و تمنعها ظروفها العائلية و المادية و بُعد الجمعيات الخيرية.إن المساجد عندما توفر فرص العمل الخيري لأبناء الحي لخدمة أفراد الحي فهي بذلك تساهم مساهمة فاعلة في توفير التكافل الاجتماعي الذين أمرنا به الله سبحانه و تعالى.قال تعالى:"إن هذه أمتكم أمة واحدة و أنا ربكم فاعبدون" ( الأنبياء آية 92)إن الأسر التي تعتني بطفل ذي احتياجات خاصة أو شخص مريض مرض مزمن أو الأسر التي تعاني من أوضاع مالية محدودة لهي بأمس الحاجة إلى المساعدة، كما أن العديد من أفراد المجتمع على أتم الاستعداد لبذل الجهد في سبيل كسب رضى الله عن طريق تقديم المعونة لإخوانهم المسلمين، إلا أننا بحاجة إلى مؤسسات تعلمنا باحتياجات جيراننا في الحي و من يكون أجدر بهذه المهمة غير مسجد الحي و إمامه الذي هو أحد أفراد الحي. و بذلك يتمثل دور المسجد في تعميم احتياجات سكان الحي على مواطنيه و تنظيم أعمال المساندة.فيما يلي بعض الأدوار المقترحة لمساجد الأحياء لدعم أسر ذوي الاحتياجات الخاصة:o نشر الوعي عن الإعاقات من خلال الخطب و الدروس الدينية .o تعزيز فكرة التكافل الاجتماعي من خلال التعاون مع أسر ذوي الاحتياجات الخاصة .o توضيح أهمية توفير الخدمات المناسبة لاحتياجات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصةo تشجيع تحسين أوضاع الحي لتسهيل حركة المعاقين جسدياً.o تحسين صورة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال توضيح قدراتهم و ذكر نماذج ناجحة منهم (كالشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله) و كيفية تغلبهم على الإعاقة.o تشجيع الدمج من خلال أنشطة المسجد كحلقات التحفيظ ورسم صورة إيجابية لدى الأطفال عن ذوي الاحتياجات الخاصة و تذكيرهم بالأجر الذي أعده الله لمن يتعاون مع أخيه المسلم .o حث الوالدين على تنشئة أبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة تنشئة دينية سليمة من خلال إحضارهم معهم لكل صلاة .o توفير أنشطة و زيارات خارجية تشمل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بالإضافة لأطفال الحي.o توفير خدمات مساندة لأهل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة كتوفير رعاية للأطفال في حالات الطوارئ .o تعميم الحاجات المادية لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة على المقتدرين من أهل الحي.o تشجيع التبرع بالمستلزمات التي قد تكون ذات فائدة لذوي الاحتياجات الخاصة و إيصالها لمستحقيها.التوصياتo على المؤسسات الحكومية أن تعي ضرورة توفير إرشاد فعلي لأسر ذوي الاحتياجات الخاصة بحيث تحترم فيه مشاعرهم و اهتماماتهم .o على الإرشاد أن يكون إرشاداً مضطلعاً بدوره بحيث يضمن للأهل أعلى مستوى خدمات متوفرة .o توفير مساعدات مادية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين ينتمون إلى أسر بدخل محدود، بحيث تتمكن أسرهم من توفير الخدمات الطبية اللازمة و الأجهزة التعويضية لهم .o مساعدة الأهالي على أن يكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع والعمل على توجيه جهودهمo ترجمة المراجع التعليمية و توزيعها و توفيرها للأهل و للمدارس لزيادة الوعي عن الإعاقات و العناية بذويها.o الدعم الإعلامي للتوعية بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة و احتياجاتهم المكانية و دمجهم اجتماعياً.o إلزام المرافق الحكومية و العامة و الخاصة و المباني بمراعاة حاجات ذوي الاحتياجات الخاصة عند تصميم المباني.o تفعيل الدور الاجتماعي للمساجد .خاتمةتقدر إحصاءات منظمة اليونيسيف بأن عدد ذوي الاحتياجات الخاصة بلغ في عام 2000م، 200 مليون طفل. و ذلك يعنى وجود 880000 طفل معاق في المملكة العربية السعودية، هذا العدد المرتفع بحاجة للكثير من الخدمات التي يتوفر العديد منها، إلا أن الأهل لا يعرفون كيفية مساعدة أبنائهم، و الخدمات اللازمة لهم، و لا يعرفون الفرص المتاحة لهم و الخيارات الطبية و التربوية المتوفرة و بالتالي فهم لا يستطيعون الاستفادة من الكثير من الخدمات المتوفرة في البلد.إن هذه الأسر في أمس الحاجة لإرشاد فني واعٍ يمكنهم من الحصول على كل الخدمات اللازمة و يتأكد من إجراء جميع الاختبارات الضرورية، و يعي كيفية التعامل مع الأسرة بطريقة لا تشعرهم بالدونية أو بالشعور بالذنب. كما أن الإرشاد يجب أن يوفر لهم معلومات عن كل الخيارات الممكنة و الخدمات المتوفرة و ييسر عليهم الحصول على هذه الخدمات. و من واجبات الإرشاد أيضاً التأكد من حصول الأهل على التكنولوجيا اللازمة لتنمية قدرات ابنهم ذي الاحتياجات الخاصة.إن دور الإرشاد لا يتوقف على توفير الرعاية الأولية و التأكد من حصول الفرد على الحاجات المادية بل يتعدى ذلك إلى رعاية اجتماعية يراعى فيها أن يتم تسهيل عملية انخراط الفرد ذي الاحتياجات الخاصة في المجتمع و التفاعل معه بشكل يشعر الفرد بتقدير الذات و إعزاز المجتمع له و للخدمات التي يقدمها. كما أن من أهم احتياجات الفرد ذي الاحتياجات الخاصة أن يتمتع بحياة مستقلة يتمكن فيها من خدمة نفسه و توفير دخل مادي له يجنيه من عمل يتناسب مع قدراته.إن المساجد تعد هي أكثر المؤسسات الاجتماعية انتشاراً في المملكة العربية السعودية. و نتيجة لتأثيرها الكبير جداً على نفوس المسلمين، فيجب ألا يهمل دورها بل يتم تعزيزه لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة و توفير الحياة الكريمة لهم في مجتمعاتهم المحيطة.المراجعالمراجع العربية:بيكمان، بايولا ج: استراتيجيات العمل مع أسر ذوي الاحتياجات الخاصة، ترجمة، عبد العزيز السرطاوي، أيمن خشان، وائل أبو جودة:دار القلم - دبي (الطبعة الأولى، 2003).الروسان،فاروق: دراسات و بحوث في التربية الخاصة، دار الفكر - الأردن ( الطبعة الأولى، 2000).المراجع الأجنبية:Cook, E Ruth, Annette Tessier, and Diane Klein: Early Childhood Curricula For Children With Special Needs, Third Edition , 1992, Macmillan Publishing Company , NewYork.Hallahan, Daniel P., James M. Kauffman: Exceptional Learners , Allyn and Bacon , Seventh Edition , 1996 , Boston.Hardman,Michael L. , Clifford J. Drew, M. Winston Egan, Human Exceptionality, Allyn And Bacon, Fifth Edition,1996, Boston....
يا ترى هل فكرنا بالشريحة الصغيرة المتواجدة في المجتمع، ألا وهي فئة ذوي الاعاقة؟بالطبع القليل القليل فكر بهؤلاء، و نادر ما نرى كاتب يكتب عنهم، أو يتحدث عن إنجازاتهم، أو يناقش مشاكلهم...لذا فإني و بكل تواضع أسابق الجميع بوضع النقاط على الحروف، راجية من الله أن أوفق في طرح قضايا ذوي الاعاقة.....كلنا يعرف أن الأم إن كان لها طفل عادي و طبيعي، تخاف على ابنها من أي وخزة، و لا تنام قبل أن ينام، و لا تهنأ إن مرض، ولا تتمتع إلا إن تمتع..... أيضا أمهات ذوي الاعاقة لهن الدور نفسه... و لكن دورهم أكبر بكثير، حيث أن طفل ذوي الاعاقة بحاجة إلى رعاية و اهتمام أكبر، لا سيما إن كانت هناك إعاقات يصعب معها التعامل مع الطفل، مما يولد في نفوس الأمهات والآباء الشجون المكبوتة، على هذا الجهاد و الامتحان الذي وهبهم الله إياه، لسبب معلوم لا يعلمه إلا هو تعالى لقوله" و لله في خلقه شؤون"... لذا، و من منطلق " التفضفيض" و التخفيف عن نفوس أهالي ذوي الاعاقة، و الترويح عن همومهم و أحزانهم، من أجل أن يشاركوا الجميع بما في قلوبهم من أحزان و آلام، فضلا أن هذه الشجون المتولدة من أهالي ذوي الاعاقة بحاجة إلى يد المجتمع، و إلى معونة الجميع، حتى تستقبل همومها، و ترحب بأفكارها المطروحة...و لكي أكون أمينة مع الجميع، فإن فكرة عمل هذا التقرير لم تأتي من تفكيري أنا و حسب، بل جاءت ببادرة من الأخت الكريمة الأخت ليلى " أم عبد الله"...رئيسة جمعية المرأة الأردنية، و أم شاءت قدرة الله أن يرزقها بطفل من ذوي الاعاقة " محمد"، و شاءت إرادة الرحمن أن يكون محمد سببا في كفاحها و نضالها على مر هذه السنين، و من هذا المنطلق، جذبنا كفاحها بالتحدث إليها، و بمعرفة قصتها، و من ثم ننتقل إلى قصص أخرى لأمهات من ذوي الاعاقة، كن لهن الدور نفسه في مسلسل الكفاح، و الجهاد المستمر مع أبنائهم... الأخت ليلى"أم عبد الله": ارأفوا بنا، و أرحموا أبناءنا!!! أنا أم لطفل من ذوى الاعاقة، عندما أكمل طفلي العامين أصيب بالعمى، و لكننا ولله الحمد تلاحقنا عليه، حيث أننا سافرنا به إلى الأردن، و أجرينا له عملية جراحية في عينه، و قام الأطباء بإزالة العدسات من عينيه نتيجة لوجود كسر بصري في عينيه، و الآن يعيش بعين بلا عدسات، ناهيك أنه مصاب بال " الحركة الاهتزازية"..... معاناتي بدأت حين بدأت رغبتي بإدخال ولدي للمدارس، فقد عانيت من هذا الأمر كون ولدي أدخل إلى ستة مدارس، حيث انه حين يدرس في مدرسة معينة، لا يلبث أن يتم عامه الدراسي إلا و يأتينا في نهاية العام خبر من المدرسة برفضهم لاستقباله للعام الدراسي القادم، بسبب إصابته بالحركة الزايدة، و للأسف نحن في مجتمعاتنا العربية، موضوع واحد هو المقرر على هذه الفئة: يا مركز لتقديم الرعاية....يا بيت يقدم الرعاية، و لا توجد مدارس تهتم بهذه الشريحة البسيطة من المجتمع، لتقدمه له ولو القليل القليل...إلا من رحم ربي.... الصرخة التي أود أطلقها عبر هذه المجلة الكريمة هي أن: يرأف بنا المجتمع....ويرحم أبناءنا و بناتنا من ذوي الاعاقة، و أن لا ينظروا إليهم و كأنهم مخلوقات قادمة من كوكب المريخ، بل -- ولترحمنا دور التربية و التعليم، و لترفق بنا المدارس، و لترفق بأبنائنا المحرومين من تقديم و تطوير منهج خاص لذوي الاعاقة... و الفكرة التي أود أن أناشد بها الجميع: لم لا تبنى المدارس صفوفا للأسوياء و صفوفا لذوي الاعاقة، يدمجون مع بعض، ليعرف الطفل السوي من يكون طفل ذوي الاحتياجات الخاصة، و ليثقف الطفل السوي و ذوي الاحتياجات الخاصة معا، بالتأكيد بالوسائل العلمية و التعليمية المختلفة، حتى ينشأوا معا، ليكافحوا معا في بناء معالم المجتمع القويم، و لإزدهار هذا وطن الخير و دار زايد الخير...... و لا ننسى طبعا دور هذه المؤسسات التعليمية و أهميتها الكبيرة في تثقيف أمهات ذوي الاعاقة، فكل طفل من ذوي الاعاقة لا بد أن يكون لديه أم مثقفة و متعلمة، وعلى دراية بأمور و أوضاع ابنها و ابنتها، ففي مجتمعاتنا نادرا ما نجد الأم المثقفة الواعية و الدراية بمثل هذه الأمور " إلا من رحم ربي"، و الحمد لله أنه وجدت مراكز في دولة الإمارات ساهمت في احتضان الأمهات و تثقيفهم و توعيتهم و تقديم لهم الدورات التي يحتاجونها، و لكن هذا لا يمنع من أن نوسع هذه الدائرة شيئا فشيئا، حتى تصير الأم واعية و مثقفة و على دراية بأن ابنها ليس حملا عليها، و لا عار عليها أبدا أبدا، بل على العكس، أبناءنا من ذوي الاحتياجات الخاصة هم أناس عاديين، لهم حق التصرف و الخروج و التنزه مثل الأطفال الباقيين، و كون الأم و الأسرة قد ميزت من كثير من الأسر بهذا الطفل، فهذا التمييز ما هو إلا بمشيئة الله سبحانه و تعالى حتى يميز كل أم و أسرة يوم القيامة بأجر و ثواب عظيم، لا يعلم به غير رب العالمين.....فمن هذا المنطلق يجب على آلام الصبر و الاحتساب، و الطمع بالأجر من خلال الصبر على تربية الأبناء، و الحرص دائما و أبدا على تثقيفهم و إفادتهم بكل ما هو مفيد.... و أنا أشدد على النقطة السابقة و بشكل كبير، كوني أعرف أماً ---- للأسف، حبست ابنها لمدة 12 عاما، لأنه من ذوي الاعاقة، و لأنها تخاف من أن يحرجها أو يسبب الأسى لباقي أبناءها، أو يمنع بناتها من الزواج!!! والله إنه غيض من فيض، بأن تكون من هذه النماذج موجودة من بيننا، و ذلك فقد لشح مثل هذه المراكز و النوادي التي تثقف المراة و تنمى قدراتها....... و إنكم لتستغربوا أن بعض دول الغرب و بعض الدول العربية حين تفتح فنادق الخمسة نجوم و السبعة نجوم للحيوانات، و تهتم بهم اهتمام كبيرا، و تحرص دائما و أبدا على إرضائها، بينما ذوي الاعاقة مهملون و غير مهتم بهم، ناهيك إلى نظرة المجتمع لهم ما هي إلا نظرة شفقة و اشمئزاز منهم، و الجدير بالذكر هنا موقف تعرض له ابني، حيث أن المدرسة التي يدرس فيها منعت عنه المواصلات بالباص، نظرا لشكوى أولياء الأمور الأسوياء من وجوده معهم على نفس الباص؟؟؟؟فأي كلام هذا؟ و أي فعلة هذه من أن يمنع طفل من اقتناء الباص، أو المشي في الشارع، أو اللعب مع الأطفال، أو طلب القليل من المجتمع...لأنه من ذوي الاعاقة؟؟؟ نحن الحمد لله نعيش في مجتمع متقدم و راقي في جميع المجالات، و لكن للأسف هناك تأخر بسيط في مجال ذوي الاعاقة، هذه الفئة التي تمثل للمجتمع فئة صغيرة في مجتمع كبير، و نتمنى و نتمنى أن تكون لهذه الصرخات أصداء تكسر القيود، و تفك الأغلال، لإحلال الحواجز التي تحد من بين الأسوياء، ليدمجوا معا، و ليتفوقوا معا..... و الله إن الكلام كثير، ولا تكفيه الوريقات للتعبير عنها، و لكن أملنا بالله كبير، و الأجر كبير و محتسب عند الله سبحانه و تعالى، و نتمنى و نتمنى من فيض قلوبنا، و من صادق دموعنا، أن تصل هذه الصرخات لأولى الأمر، و للمؤسسات التعليمية، لكي ترفق بأبنائنا، و لكي ترحم أعيننا من الدموع، و لكي تخفف علينا ألم السنين و ألامنا النفسية، و لكي تكون يدا قوية معنا، تساهم و بشكل فعال في تقدم ذوي الاعاقة و ارتقائهم إلى الأمام دائما و أبدا، كون هذه الفئة قد ميزها الله سبحانه و تعالى بطاقة مهولة من الإبداع، يجب استغلالها و إخراجها لإثبات وجودهم في المجتمع.... أم عزي: نريد صوتا لنا!! نعم نحن الأهالي نريد صوت لنا --- لنتحدث عن العقبات التي وتواجهنا وسأبدأ أنا كأم لطفل توحدي، و باقتراحي ---- الكل يعلم أن الطفل التوحدي يحتاج لتشخيص ويحتاج لفحوصات كاملة، وللأسف لا توجد أماكن مختصة، وأنا أطالب بإنشاء مراكز خاصة بالفحص الطبي لأطفال التوحد في جميع الدول، يكفي ما يمر به الأهالي من معاناة مع أطفالهم، فيزيدها عدم وجود من يستقبل هؤلاء الأطفال لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة. التعامل مع ابني وهو مصاب بالتوحد صعب جدا لأنه لا يركز، والمشكلة بالعلاج انه باهض الثمن بمراكز علاج التوحد وأنا زوجي الحمد لله قادر انه يدفع لكن أفكر بغيري ------ صعب عليهم جدا... و المجتمع إما يشفق بقوه أو يرفضه بقوه، وأخذت حلاً ---- أن لا اخرج من المنزل !!!! --- إعاقة التوحد الغامضة، وصعب اشرح لهم فرداً فرداً، أتمنى تخفيض رسوم المراكز وان يكون هناك مختصين بالتوحد....كما أتمنى ألقى اختصاصين توحد وعندهم قدرة لقياس التوحد ----- لان هنا مع الأسف لا يوجد --- سوى إجتهادات و أوجه إلى كل أم وكل أب لطفل من ذوي الاعاقة رسالة --- بأنه من المؤكد أنكما مررتم بموقف تسبب بألم في قلوبكم بسبب أن طفلكم معاق ---- إما نظرة من متطفل، أو كلمة من غير مجرب، أو فلسفة لشخص لا يفهم شئ، الكثير منا مر بهذه المواقف التي قد تتسبب لنا أرقا أو حزناً واكتئاب، فمثلا في يوم من الأيام، كنت اجلس مع إحدى المعلمات في مدرستي وتسألني عن عزي وحالته وأنا أتحدث معها مرت بنا أحدى المعلمات وبدأت تتباطأ في مشيتها لتسمع ما أقول وكنت أحدث زميلتي عن لغز هذا المرض وانه لم يتم الوصول لسبب مقنع له، فإذا بالمعلمة الأخرى تقاطعني وتقول بكل عدم مبالاة بالمشاعر: يالله تتزوجين ولد عمك( لان والد عزي قريب لي ) وبعدين تقولين ما سبب إعاقة عزي ثم ذهبت!!!! من المواقف أيضا إن إحدى الضيفات في إحدى التجمعات العائلية عندما يمر من أمامها عزي تقول موجهة الحديث لام زوجي يا أم فلان ---- هذا الولد اللي تقولون ما ندري وش مشكلته !!!!! وكل هذا وأنا جالسة والمجلس ملئ بالنساء--- ولكن للأسف لا يوجد من يراعي الشعور وكأنهم يأمنون أن لا يرزقوا بطفل مثله!!!! أحب أيضا إن أوجه كلمة مهمة جدا لكل طبيب نفسي وأقول له---- لا تتعجل بالحكم على الطفل التوحدي من خلال القراءة بل يجب النزول إلى ارض الواقع والتعرف على الطفل التوحدي على الطبيعة ----وحبذا لو يبتعدوا عن التشخيصات الجارحة --- فكم أم وأم صدمت بآراء تبعد عن الأمل--- فمنهم من يقول : حياة الطفل التوحدي قصيرة ،، منهم من قال لي أنتي تقرأين الكتب النفسية وتطبقين على طفلك ،، ومنهم من قال لا تقولي عن طفلك توحدي فالتوحد هذه الأيام موضة وللأسف غالبيتهم من الاستشاريين في الطب النفسي وكذلك أوجه كلمة للام وأقول ---- أنتي طبيبة طفلك ----- فألام أول من تكتشف وجود اضطراب عند طفلها---- فلا تجعلي الصراع الداخلي في البداية يأخذ وقتك ---- وكلي الأمر لله وابحثي عن الأسباب المعينة لتخطي هذه الصدمة بالاحتكاك بأمهات لديهن نفس طفلك ---- وأيضا سارعي إلى إتباع أسس علاجيه لطفلك تعليمية أو دوائية حسب ما يحتاج فكلما كان العلاج من الصغر كل ما كان أفيد وأجدى...الأخت أم جيهان: مواقف و تعليقات ثقيلة على قلبي... والله هي نقطة حساسة شوية وبالرغم من أنني لا أحب أن أتذكر هذه المواقف فأنا أحب النظر الأمام ---- ولكن إذا كان في ذلك نوع من التخفيف من وجهة نظركم فليس لدى مانع.... في الحقيقة لقد تعرضت لنوع من التعليقات التي قد تكون ثقيلة على قلب الأمهات عندما يتكلم أحد في حق طفلها---- فقد كنت في زيارة وكانت هناك سيدة لم تراني منذ زمن فرأت أبنى عمر وقالت" ماله أبنك؟! هو ماله عبيط كدة ليه؟!" فضحكت وقلت لها عبيط بئة حعمل له إيه؟؟ وهنا وجدت أنه من الطبيعي أن لا أدخل مع السيدة في نقاش حول حالة الطفل----- حيث دارت في ذهني عدة أسئلة:o هل هي تقول هذا التعليق وتقصد أن تضايقني؟o هل تقول هذا من باب الهزار لتكون خفيفة الدم في القعدة --- حيث أن هناك بعض من الناس يعتقدون أن الطريقة على الغير نوع من خفة الدم؟o هل تقول هذا لأنها لم تكمل تعليمها الإبتدائي وأولادها لا يحبون المذاكرة و لم يستطيعوا الوصول للجامعة فتكون داخلها مركب نقص تحاول أن تغطيه بالتباهي بأن أولادها متكلمين ( لمضين)؟o إذا حاولت أن أشرح لها الموضوع ---- هل لديها الخلفية الثقافية الكافية لتستوعب ما سأقول؟ أم ستشعر فقط بأنني أدافع عن أبنى؟؟o وقلت في الحقيقة إذا كانت الإجابة على كل الأسئلة السابقة بنعم----- فهذا ليس بشئ محزن--- بل هي التي تستحق الشفقة---- أما أنا فلن يحزنني إلا إذا كان ما تقوله ليس تعليقاً بل تقريراً طبياً عن حالة أبنى. ودائماً أنا أحب أن يرد الزمن على أسئلة أو انتقادات الناس بالفعل والعمل---- ولكن الكلام هو أضعف الردود وأسرعها لفتح النزاع مع النفس---- ولكن بمرور الجملة بدون تعليق نسيتها بعد أن ذهبت السيدة أعزائي ........ربما يكون هذا هو الموقف الذي أتذكره---- ولكن لي كلمة أود أن أقولها ----- التمسوا الأعذار للناس--- فإذا أخذت مثلاً رأى إحدى صديقاتك في قطعة من الموبليا أشتريتيها جديد---- فيمكن أن يكون الرد:o إنها جميلة وفى منتهى الشياكة..o ليه ما جبتيهاش لونها نبيتى؟ ستكون أجملo لا------ دى ذوقها بلدي شوية!!o دى مش لايقة.o والله ذوقك جميل جدا.ًفكل إجابة من الإجابات السابقة لها احتمالين---- ربما تعبر عن حقيقة شعور صديقتك ---- وربما تعبر عن حقد داخلها لأنها تتمنى لو عندها مثلها ---- فتسفه من شأن هذا لشئ---- وحتى الإجابات المجاملة: ربما لا تكون قد أعجبتها ولكنها تريد مجاملتك---- فكل إجابة تحتمل الصدق أو الكذب ---- ولكنك لم تأخذي الموضوع بنفس الحساسية لأن الكلام ليس على طفلك. ولكن تذكري: إن أهمية الطفل هنا أكبر بالنسبة لك أنت---- أما الأخريات فكونهم يجاملوك أو يضايقوك فليس عندهم فرق في الشئ الذي يستخدموه في ، ييمكن همك وقطعة الأثاث بالنسبة لهم هي أشياء خاصة بك- يمكنهم من خلالها أن يجاملوك أو يحقدون عليك--- والفرق عنك أنت فقط... المهم هنا هو رأيك أنت--- هل ترضيك هذه القطعة من الموبليا--- وتتناسب مع ذوقك؟؟ وعندما يحدث بهذه القطعة من الموبليا شئ-- من مين ستشتيرين النجار أم الصديقات؟o هل يعجبك أبنك بحالته؟؟o هل تستطعين أن تقومي بواجبك معه كأم وهو بهذه الحالة؟؟o هل تؤمني بأن هناك حكمة ربما لا نعرف مغزاها وراء رزقك بطفل كهذا؟؟إذا كنت تؤمني بذلك فضعي في ذهنك أنك أيضاً تأخذين برأيهم من باب الذوق ولكن المهم رأيك أنت ورأى الطبيب------- هذه مجرد وجهة نظر... السها:المعاناة مع من نتعامل معهم!!!بالنسبة لمعاناتنا مع أطفالنا فنبثها إلى الله سبحانه وتعالى ---- وأما ما يستحق أن تنشريه هو معاناتنا مع كل من يتعامل معهممن:1) أطباء أحيانا يشكلون فريقا ونظل نتنقل بينهم ويجامل كل منهما الآخر على حسابنا وحساب أطفالنا فنظل ندور بتلك الحلقة المفرغة!!!2) معاناتنا مع المؤسسات الخاصة التي تؤهل هؤلاء الأطفال سواء أكانت تعليمية أو علاجية.3) فجميعهم يدركون تماما أن أهل الطفل لن يتوانوا لحظة عن تقديم كل نفيس وغال من أجل أطفالهم فنجدها تبالغ في المصروفات ولا يعنيها ماذا يفعل هؤلاء الأهل لكي يتحملوا تلك النفقات.4) معاناتنا مع المجتمع مشكلا من نظرات شفقة أو تطفل أو استنكار أو رفض. أبو فاطمة:القضية تختلف---- و المشكلات عديدة. في البداية أحب أن أحيي فيك روحك التواقة للعطاء ولتقديم الجهد والوقت لخدمة هذه الفئة ـ ذوي الاعاقة وأهاليهم، وأثني على حسن اختيارك لموضوع التقرير، ولقد أسعدني وأسعد الجميع هذا الاختيار وسعادتنا ليس بسبب أن الموضوع يخصنا وأبناءنا فقط، وإنما لعزوف أغلب الإعلاميين عن نصرة قضايانا وأبناءنا إلا من رحم ربي منهم، فللأسف الشديد سبقنا الغرب في هذا المجال كثيرا، وصار العرف عندهم أن يحكموا على تقدم الأمم بما تقدمه لذوي الاعاقة وأهاليهم أحب أن أشير في البداية أن قضيتنا يختلف حالها من دولة لأخرى (أقصد دولنا العربية)، فالوضع متباين بين دولنا فنجد أن الاهتمام يزداد في دولة ويقل في أخرى، لذا فإن الحديث عن القضايا سيكون بصفة عامة، ولا يعني التقصير في إحدى دولنا العربية أننا نقصد كل الدول، أول العكس، لذلك أردت أن أنوه. وأشير أيضا إلى أن جميع الأهالي (الأمهات والآباء) الذين قرأت لهم وتواصلت معهم، جميعهم وبصراحة يؤمنون بأن ما أصابهم وأبناءهم هو ابتلاء من عند الله يختبر به صبرهم ورضاهم، ووجدت أن الجميع صابرون وراضون كل الرضا، وكلهم امتثال لقوله تعالى: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا). ـ أحسبهم كذلك ولا أزكي على الله أحدا، وأدعو الله أن يثبتنا جميعا على ذلك---- وأشير أيضا إلى أن كل ما سأذكره إنما هو من قبيل الأخذ الأسباب التي أمرنا الله ورسوله بالتزامها: المشكلات التي تواجه الأهالي ـ من وجهة نظري ـ سأوردها في صورة نقاط دون ترتيب للأهم وهي كالآتي:o كل الأهالي بلا استثناء يشغلهم أمر هام وهو (مستقبل) أبناءهم من بعدهم، فهم دائما يشعرون أن مستقبل أبناءهم غامض، فإن ذهب الآباء والأمهات ـ والموت علينا حق ـ، فمن ذا الذي يستطيع أن يقوم بنفس الدور وبنفس الحماس والرضى، لذا فالجميع يرجو أن يتدخل المسؤولين بصورة أو أخرى فتكون للدول والحكومات دور في تحمل هذه المسؤولية من بعدهo يريدون الاهتمام من المسؤولين بتيسير كل ما يعود على (ذوي الاعاقة) وأهاليهم بالراحة وممارستهم لحياتهم بصورة طبيعية مثلهم مثل غيرهم من الناس، وأقصد تيسير السبل في كل المصالح والمنشآت الحكومية والمرافق العامة والمستشفيات.... الخo المطلوب توفير (الأدوية والعلاجات وجميع المستلزمات الطبية) بأسعار ميسرة ومدعومة من قبل الدولة.o المطلوب القضاء على الجشع، ومغالاة بعض الأطباء بصورة غيرت حال الطب من مهنة إنسانية إلى استغلالية.o المطلوب التدقيق من بعض الأطباء ـ خاصة النفسيين ـ في كتابة العلاج المناسب، وعدم إتباعهم لسياسة (تجريب الدواء على المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة) فلا يكتبوا إلا ما هم متأكدين من أنه فاعل وآمن وسلبياته محدودة.o المطلوب من الحكومات زيادة الميزانيات المخصصة لإنشاء المزيد من المراكز الدراسية والعلاجية والتدريبية الخاصة، والملاعب والأدوات الرياضية المناسبة والاهتمام بتخريج المزيد من المتخصصين وحسن إعدادهم وتأهيلهم لأداء دورهم.o المطلوب تمكين (ذوي الاعاقة) من أداء دورهم في خدمة دولهم كل حسب إعاقته عن طريق توفير فرص العمل المناسب لهم ـ كل حسب قدرته وظروف إعاقته.o المطلوب من الفضوليين أن يكفوا عن نظراتهم إليهم وأن يدققوا في اختيار الألفاظ المناسبة معهم وأن يلتزم الناس بالأخلاقيات المثلى تجاههم الأمر الذي لا يشعرهم وأهاليهم بالشفقة أو الإحراج.o مطلوب المزيد من الدورات والكتب الإرشادية والإيضاحية والبرامج المرئية التي تزيل الغموض عن كل إعاقة جديدة على الناس.o المطلوب مراكز للمعلومات تهتم بكل ما يخصهم من (بحوث ورسائل علمية، واكتشافات جديدة، واختراعات، وكل جديد... الخ)، وأدلة تشتمل على عناوين (الأطباء والمراكز والمستشفيات وكل ما يتعلق بذوي الاحتياجات من خدمات تقدم لهم)، في كل الدول العربية والأجنبية.o وأخيرا... مطلوب الدعم المعنوي والإعلامي وتركيز الضوء على قضاياهم واحتياجاتهم المستحدثة، والإكثار من البرامج والمقالات والتحقيقات الصحفية التي توضح لعامة الناس ذلك.أم رندا: المعاناة خبرة!! المعاناة بالنسبة لتقديري الشخصي هي خبرات رائعة و ممتعة----- فقد علمتني الكثير و الكثير---- منها الصبر و الحلم و البحث المتواصل لأفضل الطرق الممكنة المساعدة في استقرارهم النفسي من خلال تدريبهم و تعليمهم---- الاعتماد على النفس و صقل مهاراتهم و قدراتهم المكنونة و أنا اعتبر نفسي في مدرسة تعلمت و مازلت أتعلم... فسبحان الله لا يعلم الإنسان بقيمة النعمة إلا بعد أن يري نتيجة عمله و اجتهاد و وهذا ليس بابتلاء و لكن هبة مميزة و هبنا إياها رب العباد و بركة حلت علينا لتجعل أيامنا أكثر سعادة و هناء. و طالما المجتمع بدأ يعي بمشاكل أبنائنا فالحمد الله نحن في نعمة --- والبقية الباقية إن شاء الله سوف تأتي مع الزمن، فأكل العنب حبة حبة، و كما قال أستاذنا الفاضل (أبو فاطمة ) كفى و وفى ---- فهذه هي مطالبنا و هذه هي قضيتنا التي نجاهد من اجلها ليحيا أبنائنا في سعادة و هناء... و طالما الرضا بالقدر سمة امتاز بها الأب و الأم ----- فتأكدي أن الحمل يصبح خفيف ---- وما نطلبه من رب العباد هو أن نرى أبنائنا أعضاء فاعلين في المجتمع لهم حقوق و عليهم واجبات حياتهم طبيعية و ميسرة و هذه ابسط المطالب التي تجول بخاطر كل أب و أم لديهم طفل سليم أو من ذوي الاعاقة... و اعذروني على الإطالة و لكن من رأى مصائب غيره هانت عليه مصائبه --- و اعتبروا ما مررت به مع ابنتي قطرة في بحر مما عاناه غيري من الآباء و الأمهات ---- واعتبر كل ما مر بي لم يكن إلا من ضعف إيماني بالله الذي تعملت أن أمد جذوره أكثر و أكثر بتواصلي مع أهالي الأبناء و من خلال تعاملي مع هذه الفئة المميزة التي حباها الله بصفات رائعة نادرا ما نجدها لدى الأسوياء من البشر. أم راشد:أيها الأطباء...ارحموا أبناءنا و أعطوهم الرعاية... أكتب عن حالة ابني لأنني فخورة به ولا اشعر بالخجل منه بل لأجعل كل أم لديها طفل من أطفال ذوي الاعاقة على اختلاف إعاقاتهم أن تشعر بأنها إنسانه كبيرة في أخلاقها، قيمة في مجتمعها خدومة لطفلها، معطاءة ---- لا تشعري بالخجل منهم بل أعطهم حقهم حتى يعطهم المجتمع حقوقهم لا تتخلى عنه في يوم لأنك مصدر الحنان والسعادة له ----- فإذا تخليتي عنه تخلت عنه كل الدنيا ---- بل قوي من عزيمتك وزيدي إيمانك بالله واصبري ولا تضعفي ولا تهني وتذكري بان الذنب ليس ذنبه بل هو ابتلاء و اختبار من عند الله عز وجل....واليكم قصتي: لقد رزقني الله بطفل قدر له أن يكون من ذوي االاعاقة (شلل دماغي ) لقد كان الطفل في أحشائي سليم ومعافى حتى حان موعد الولادة حيث تعسرت وبقيت ستة عشر ساعة وانا في حالة من التعب والألم الشديد حتى جاءت الطبيبة التي اعتبرها بنظري أنها المجرمة والمسئولة عما حدث لطفلي تركتني في حالة الم شديدة حتى انتهاء موعد العيادة الخاصة بها في وقت متأخر--- ثم ذهبت للنوم و أنا في خضم ارقي و تعبي.. فلم يستحمل زوجي العذاب الذي أنا به فكسر عليها الباب لأنني شبه انتهيت، فلم تراعي الضغط المرتفع لدي و تسارع نبضات قلب الجنين -----بل بقيت نائمة ---- لا تريد إجراء عملية قيصرية بل كانت تعطيني جرعات من المخدر تعدت الأربعة عشر جرعة ---- و دخلنا غرفة الولادة واستخدمت البطلة الشفاط و الملاقط لإخراج الرأس ---- مما أدى إلى نزيف داخلي و خارجي للدماغ ---- مما أدى لضمور بعض خلايا الدماغ و إصابة نقص أوكسجين --- و كان الحبل السري ملفوف حول عنقه غير ما أصابه من تشوهات نتيجة استخدام الملاقط ---- هكذا خرج ابني من أحشائي ضعيف منهك شبه ميت ---- ووضع تسعة وثلاثون يوما في الخداج بين الحياة والموت ----- هل تعلم الطبيبة ما مدى التعاسة التي سببتها لنا ؟ و نحن بانتظار طفلنا البكر سواء لي أو للأب أو لكلتا العائلتين؟ هل تعلم ماذا فعلت بمصير هذا الطفل؟ لا أقول غير حسبي الله ونعم الوكيل في كل طبيب لا يقوم بواجبه بشكل سليم، لم نفهم بالبداية ما معنى شلل دماغي، وما معني ضمور خلايا الدماغ وما معنى أن يكون ذوي احتياجات خاصة----- لكن وضعنا في عين الاعتبار أنا ووالده أننا يجب أن نرعاه الرعاية الصحيحة وان نعطيه كل محبتنا وان نعطيه كل رعايتنا---- فوضعناه في أفضل المراكز وشاركناه في كل مرحلة من مراحل حياتنا وخصوصا الاجتماعية---- فهو فرد كباقي الأفراد ----- والطفل والحمد لله في حالة تحسن الآن ---- ولكن إصابته قبل ستة شهور تشنجات وهى عبارة عن نوبات صرع، رأيت فيها طفلي ينهار من جديد، ولم اعلم ماذا يحدث له، وصرت ابحث عن طبيب للأعصاب من مستشفى إلي مستشفي، ومن غرفة إلى غرفه داخل المستشفيات، وحين وجدته قال لي خذي موعد بالمستشفى الخاص بالوافدين----- فسألت الطبيب ماذا يحدث للطفل اجبني؟ فلا حياة لمن تنادي فوضعت له واسطات للدخول عنده، ولما أتى دوري أراد تحويلي إلى شخص أخر، وأنا في أمس الحاجة لسماعه فرفضت، وعندما دخلت لم يراعي ما تأثير الكلام السلبي الذي قاله عن طفلي علي ---- فهو مجرد طبيب خالي من أي إحساس أو مشاعر بسبب مشاغله أو بسبب التزامه بالدوام لا أكثر ----- لا يراعي أحاسيس الأمهات ولا يعطيهم الأمل ----- بل هو شخص لا يريد القيام بواجبه بذمه وضمير ----- وهو في رأيه انه طفل غير قادر على العطاء فهو مشلول فكريا وحركيا (فماذا أيها الطبيب لو كان لديك طفل مثل طفلي ؟ هل ستعامله بنفس الطريقة أيها الطبيب الرحيم؟؟ وهل يعلم بقيه الأطباء ماذا يعني هذا الطفل بالنسبة لامه ؟هل يعرفون انه مجرد طفل مريض بطيء التعلم يحتاج إلى فترة أطول من الطفل العادي للتعلم ------ فكل الأطفال ذوي الاعاقة لديهم المهارات والذكاء والإدراك، وإنما يحتاجون إلى رعاية كالرعاية التي وجدتها في هذا المركز الذي لدى كل معالج من المعا لجين الأخلاق في البداية والضمير، وحبهم لرؤية هذا الطفل يتعافى فإذا كان هذا حال الأطباء فما رأي المجتمع بهؤلاء الأطفال الذي يبقى مصيرهم مجهول؟؟ فامنحوهم الفرصة لتتعرفوا عليهم...مسك الختام: نشكر الأخوة الكرام على كلماتهم و على مشاركتهم معنا في باب ضياء الأمل في مجلة حطة، و أتمنى من الله أن يشفي أبناءنا و بناتنا من ذوي الاعاقة، و أن يلهم أسرهم الصبر و السلوان.....فهذه صرخات الآباء و الأمهات، بما قد حوى نار الحزن و الغضب في صدورهم، راجين من الناس و المجتمع من حولهم الإحسان لهم، لا الشفقة عليهم... و أتمنى و من كل قلبي...أن لا يمر هذا الموضوع مرور الكرام على القارىء و على المطلع عليه، بل علينا جميعا أن نحس بهم، و نرأف لحالهم، لأنهم أبناء المجتمع، و إخوتنا، و هم بحاجة إلى أكثر من يد واحد لدعمهم.. و السؤال المنطقي في المؤسسات ----- هل ستلقى صرخات و شجون أهالي ذوي الاعاقة، ممن يعانون و يتألمون و يحترقون من الداخل الإجابة و الاستجابة؟ وهل ستلتفت الدور و المؤسسات و المراكز التعليمية و الوزارة و الأطباء لهذه الصرخة، من أجل الإمعان في التفكير بتعليم و تقديم ما يمكن تقديمه العلاج الوفير لهذه الفئة المحرومة من حقها؟ وهل من خلال هذه الكلمات سيفكر أفراد المجتمع من جديد، و سيسعون إلى تغيير نمط تعاملهم مع هذه الفئة؟؟؟آمل و من كل قلبي...أن لا يفشل أولو الأمر و الجهات الخاصة و المسؤولين في الإجابة على هذه التساؤلات!!!!المصدر - مجلة العلوم الاجتماعية...
ذو الاحتياجات الخاصة هو أي شخص يعاني من إعاقة جسدية أو عقلية تحد بشكل كبير من نشاط حياتي واحد على الأقل. يوجد الكثير مما يمكنك تعلمه إذا أردت مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة. تعلم التواصل الفعال معهم يعتبر الخطوة الأولى ويمكنك عرض خدماتك كمتطوع أو مرب.1- اعرف المصطلحات المناسبة.تأكد أن تستخدم الكلمات المناسبة عند مناقشة أشخاص ذوي احتياجات خاصة. بعض الكلمات كانت تعتبر عادية في الماضي ولكن الآن قد تعتبر مهينة. أول خطوة في مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة أن تعرف الكلمات الصحيحة.عند التحدث عن شخص يعاني من إعاقة من الأفضل والأكثر أدبًا أن تضع شخصيته قبل حالته الخاصة. مثال: لا تقل "شخص مختل عقليًا" أو "المختل عقليًا". الأفضل أن تقول "شخص عنده إعاقة عقلية". لا تقل "مشلول" ولكن تحدث عنه بطريقة أخرى كما تتحدث عن أي شخص وإذا أردت التحدث بشكل خاص عن الكرسي المتحرك قل "شخص يستخدم كرسيًا متحركًا". ضع في حسبانك أنه يوجد بعض الاستثناءات الجديرة بالذكر هنا. العديد من الأشخاص المصابين بالعمى أو الصمم أو التوحد يفضلون أن يتم تعريفهم كشخص متوحد أو "شخص أصم" لتشير إلى أنهم جزء من هذا المجتمع. بعض الكلمات المعينة قد تكون صحيحة في المعنى ولكنها تعتبر مهينة. ألفاظ مثل "أخرص" أو "أبكم" قد تكون صحيحة في وصف الشخص الذي لا يستطيع الكلام ولكن الآن كلمات مثل "فاقد النطق" أو "غير قادر على التحدث" تعتبر ألفاظ أفضل. ألفاظ كسيح أو مشلول صحيحة في وصف الشخص الذي لديه إعاقة تحد من حركته وتجعله لا يسير ولكن الآن يوجد ألفاظ أفضل مثل معاق جسديًا أو مقعد. ألفاظ "متخلف" و"مختل عقليًا" تعتبر مهينة هذه الأيام. الأفضل منها وصفه كشخص عنده إعاقة عقلية أو تنموية أو فكرية. مختل أو متخلف أو مجنون ألفاظ صحيحة ولكن الكثير يستخدمونها في انتقاص قدر الشخص لذلك من الأفضل تجنبها حتى لا تشعر من تحدثه بالإهانة. 2- تواصل بشكل مباشر.في أغلب الأوقات يصاحب ذوي الاحتياجات الخاصة مترجمين أو ممرضين أو أصدقاء أثناء تأديتهم أنشطة الحياة العادية. من المهم أن تتواصل مع الشخص ذي الإعاقة مباشرةً عند التحدث ولا تجعل المحادثة عن طريق وسيط بينكما.انظر للشخص في عينيه ولا تنظر على مساعده أو مصاحبه. في أغلب الأوقات الشخص الأصم ينظر لمترجمه أثناء تحدث أي شخص معه فهو يضطر لهذا حتى يستطيع فهم المحادثة. يجب أن تنظر له مهما كان حيث إنك تتواصل معه وليس المترجم. إذا كنت تتحدث مع شخص مقعد الأفضل أن تجلس حتى لا تؤلم رقبته بجعله ينظر لأعلى. ولا تنحن بالطريقة التي تنحني بها عندما تتحدث مع طفل فهذا يبدو محرجًا.3- اسأل قبل أن تعرض المساعدة. إذا رأيت شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني في فعل شيئًا ما غالبًا ستشعر بالرغبة في مساعدته على الفور، ولكن أنت لا تعرف احتياجات هذا الشخص الخاصة أو نواياه فبالتالي قد تضره أكثر مما تساعده! اسأله دائمًا قبل أن تجرب مساعدته.في بعض الأحيان قد يبدو لك أن الشخص يعاني ولكنه بخير. ببساطة قد يستغرق الشخص ذو الاحتياجات الخاصة أوقاتًا أطول في قضاء حوائجه ولكن هذا لا يعني بالضرورة أنه بحاجة لمساعدة. إذا اعتقدت أنه بحاجة لمساعدة اسأله أولًا. إذا رأيت شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة يعاني ببساطة اسأله "هل يمكنني المساعدة؟" أو "هل تود أن أساعدك؟" أو "هل تحتاج مساعدة؟" ولست مضطرًا أن تقول أكثر من هذا.إذا رفض الشخص مساعدتك لا تصر عليها واتركه وامض في قضاء يومك كالمعتاد. ذوي الاحتياجات الخاصة يعرفون احتياجاتهم أفضل منك والإصرار قد يبدو وقاحة.لا تعرض نصائح طبية لاسيما إذا لم تكن طبيبًا. اقتراح ممارسة اليوجا على شخص يعاني من ألمٍ مزمن قد يبدو اقتراحًا معقولًا ولكن تذكر أن بالتأكيد هذا الشخص لديه طبيب يعرف تاريخه الطبي وإسداء النصح دون طلبه يبدو سخيفًا. 4- كن محترمًا في حديثك وتصرفاتك. عليك دائمًا أن تتحرى الاحترام في كلامك وتصرفك عند التعامل مع شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة.عندما يتم تقديمك لشخص يعاني من إعاقة تذكر دائمًا أن تصافحه. حتى الأشخاص الذين لا يستطيعون استخدام أيديهم بشكل طبيعي يمكن أن يفعلوا هذا ومد يدك للمصافحة لفتة من باب المجاملة وعدم فعل ذلك يجعل التركيز على إعاقة الشخص أكثر. تحدث بنبرة صوت طبيعية. غالبًا ما يشعر الناس أن عليهم التحدث بصوتٍ مرتفع وببطء لاسيما إذا كانوا يتحدثون مع شخص ضعيف السمع، ولكن هذا التصرف قد يبدو مهينًا. تحدث بنبرة صوتك معتادة دون أي تغيير. لا بأس ببعض التصرفات التي تجعل من الحوار أسهل. مثال: إذا كنت تتحدث مع شخص ضعيف السمع فتأكد أن تتحدث له مباشرةً حتى يمكنه قراءة حركة شفتيك ويتابع إشاراتك الحركية. الجلوس للنظر بشكل مباشر لشخص مقعد يمكن أن يكون تصرف مهذب. إذا كان شخص يعاني من مشكلة في التحدث الأفضل أن تستفسر عما ما لم تستطع سماعه جيدًا ولا تتظاهر أنك سمعت ما قال كله. كن على طبيعتك أثناء المحادثة. إذا استخدمت بشكل عفوي تعبير شائع الاستخدام ولكن لا يمكن استخدامه مع محدثك مثل "أراك لاحقًا" لشخص كفيف فلا داعي للذعر والاعتذار بشدة. هذا الشخص سيفهم أن هذا تعبير عامي وأنك لا تعنيه حرفيًا ولا تقصد إهانته. 5- اسأل أسئلة ذات صلة. في أغلب الأحيان يقلق الناس من إهانة شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة بدون قصد مما يجعلهم يتصرفون بتوتر أثناء التعامل معه. يمكن أن يكون هذا منفرًا لذلك تأكد أن تكن على طبيعتك وأن تتحلى بالهدوء. إذا كان عندك أي أسئلة فلا بأس من طرحها إذا كانت مرتبطًا بالموضوع.معظم ذوي الاحتياجات الخاصة يفضلون أن تسأل السؤال بأدب عن البقاء في حيرة. مثال: لا بأس على الإطلاق من سؤال الأصم إن كان يستطيع قراءة حركة الشفاه أم لا وبالتالي إن كان من الأفضل أن تنظر له كل مرة تتحدث فيها. إذا كنت تخطط لحدث وتعلم أن الطريق المخصص لمستخدمي الكراسي المتحركة في الخلف فلا بأس من سؤال شخصًا مقعدًا إن كان يعرف هذا أم لا لتتأكد فقط.لا يرغب الناس في طرح الأسئلة خوفًا من جذب الانتباه لإعاقة الشخص. تجنب طرح سؤال واضح يمكن في بعض الأحيان أن جذب المزيد من الانتباه للإعاقة أكثر مما لو طرحت السؤال! ما دام السؤال له علاقة بموضع الحديث ففي الغالب لا باس بطرحه ولن يشعر محدثك بأنك فضولي أو متبلد الشعور....
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.