يؤكد الخبراء النفسيون أن للأسرة الدور الأول في اجتياز الأبناء لهذه الفترة العصيبة من السنة الدراسية، فهي التي تخفف جو التوتر والقلق، وتخلق الجو المحفز للطالب لإنجاز مهامه.ولتوفير الأجواء المناسبة التي تساعد الأبناء على الدراسة والاستعداد الجيد لاجتياز اختبارات نهاية العام وتحقيق النتائج المرجوة، نرصد في التقرير التالي تجارب من الواقع ورأي علم النفس التربوي.كيف يتجاوز ابنك قلق الامتحانات؟أشار الأخصائي النفسي الدكتور نبيل محمد العمودي إلى أنه من الضروري على كل أسرة أن تتفهم أن كل شخص يولد ولديه مهارات ومواهب خاصة به، فكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابنا يناسبه عدد معين من الساعات للتحضير أكثر أو أقل من الابن الآخر. فإذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن، أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة.وقال العمودي للجزيرة نت إن هناك عددا من السلوكيات السلبية يجب على الآباء تجنب حدوثها خلال فترة التحضير للامتحانات، ومنها التعامل مع وسائل الترفيه وألعاب الفيديو والتلفزيون والإنترنت، وأوضح أن هذه الوسائل لا يجب أن تُمنع كليا، لكن يجب أن يتم تقنين استخدامها من قِبَل الأسرة حتى لا يصاب الأبناء بالضيق والملل من المذاكرة.من أهم النقاط السلبية أيضا التي يجب تجنبها، كما أشار العمودي، هي لجوء الآباء إلى العنف من أجل دفع الأبناء إلى المذاكرة، وهو أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي للغاية على الأبناء، والعنف قد يجعل الابن يوحي للأب أو الأم بأنه منهمك في المذاكرة، بينما الحقيقة أنه يتظاهر بذلك خوفا من العقاب. بينما ذهنه مشتت وبدلا من التفكير والتركيز في المذاكرة يشغل فكره بنوعية العقاب الذي قد يتلقاه في حالة الفشل. والمطلوب بدلا من العنف هو الحنان وغرس الثقة والاعتماد على النفس وعدم الخوف من الفشل.وشدد العمودي، على ضرورة أن توفر الأسرة متطلبات البيئة الملائمة للاستعداد للامتحانات مثل توفير نوعية معينة من الإضاءة في البيت وإعداد نوعيات من الطعام وتلافي أسباب الضوضاء الناتجة عن استقبال الضيوف والتلفزيون، وتنظيم وقت الأبناء. بحيث يكون هناك وقت محدد للمذاكرة وآخر للنوم وثالث لتناول الوجبات والراحة.وأكد العمودي على مبدأ المكافأة، مؤكدا أنه أسلوب تربوي يؤتي ثماره، لذا فإن وعد الأبناء بمكافأة مجزية إذا حققوا درجات عالية في الامتحانات يأتي بمردود إيجابي ويغرس المنافسة الشريفة بينهم.قليل من التوتر.. كثير من التركيزفي مقال له على موقع "مايو كلينك"، قال الدكتور كرايج إن. ساوشوك إن "الشعور بقليل من التوتر قبل الامتحانات طبيعي وقد يساعد في زيادة حدة العقل وتركيز الانتباه. لكن إذا سيطر عليك شعور القلق من الامتحانات، قد تتداخل مشاعر القلق والشك في الذات مع أدائك في الإجابة عن الامتحانات وتجعلك تعيسا".وأكد ساوشوك أن هناك خطوات تقع أيضا على عاتق الطلبة أو الأبناء يجب اتباعها لتجاوز هذه الفترة ومنها تعلم كيفية الدراسة بشكل أكثر فاعلية، وأن ينظم الطالب أوقات مذاكرته بشكل ثابت، موضحا أنه من الأفضل للطالب المذاكرة في المنزل فترات قصيرة بشكل ثابت يوميا بدلا من تكديس كل ما تدرسه في وقت واحد، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية ليلة الامتحان التي تساعد على تخفيف التوتر.التخطيط الجيد قبل وقت الامتحانات بفترةوعن تجارب بعض الأمهات في تجاوز هذه الفترة وكيفية التخطيط لها، قالت رنا كمال طبيبة وأم لولدين، إنها زرعت لدى أبنائها مبدأ التخطيط للمذاكرة قبل الامتحانات بوقت كاف، وذلك لعدة أسباب أهمها أن يكون الأولاد على علم بكل المواد التي يدرسونها، بالإضافة إلى أنه في وقت الامتحانات يمكن أن يقوم بالتركيز على بعض النقاط التي لم تتم مذاكرتها بشكل جيد، وهو ما يقلل التوتر في هذه الفترة الصعبة، وأشارت رنا إلى أنها تترك لأولادها وضع خطة المذاكرة حسب رغبتهم من دون أي تدخل منها.تحديد موعد ثابت للنوموأكدت رنا أن هناك خطوة أخرى يجب اتباعها قبل الامتحانات، وهي أن يتم تحديد موعد ثابت لنوم أولادها وذلك لضبط الساعة البيولوجية لأجسامهم، وأخذ قسط من الراحة التي تمنح عقولهم القدرة بعد ذلك على التركيز بصورة كبيرة، وتابعت "أتفهم جيدا اختلاف قدرات كل ابن لدي في الاستيعاب والتركيز، وأستوعب التعامل مع كل منهم بطريقة مختلفة"، مشددة على أن عدم استيعاب أي أُم لهذا الاختلاف قد يتسبب في زرع الخوف والقلق في نفوس الأبناء إذا لم يحصلوا على النتيجة التي يتمناها آباؤهم.فتره للترفيهوأكدت رنا ضرورة عدم تجاهل الترفيه خلال فترة الامتحانات، حتى لا يشعر الأطفال بالملل، سواء باللعب أو التنزه لفترة والرجوع مرة أخرى للمذاكرة بحماس، مشيرة إلى أن اتباع نظام الضغط ومنع أي سبل للترفيه تنتج عنه نتائج عكسية، وتابعت قائلة "لقد طبقت هذا النظام القاسي على نفسي خلال فتره مذاكرتي عندما كنت طالبة، وقد تسبب ذلك في فقد تركيزي وأصابني بحالة اكتئاب، لذلك قررت ألا أمارس هذا النمط مع أولادي أبدا".تحديد الهدف ودور الأبأما رشا إمام، مهندسه ديكور وأم لـ3 فتيات، فتقول إنها تجاوزت مع بناتها فكرة الحصول على الدرجات النهائية، وكان الأهم أن يكون لكل منهن هدف تعمل من أجل تحقيقه، وهو ما يزرع بداخلهن الحماس والنشاط لإنجاز أهدافهن، بدلا من ممارسة الضغط عليهن من أجل الحصول على الدرجات النهائية.وتابعت رشا "في هذه الفترة لا يمكن تجاهل دور الأب، فوجود ومشاركة الأب لأولاده في هذه الفترة ضروري جدا في نشر حالة التشجيع، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك طرفان داخل البيت، أحدهما يقوم باتباع أسلوب اللين والآخر يتبع أسلوب الشدة إذا لزم الأمر....
أكد باحثون من جامعة ميسوري الأميركية، أن القلق من العمليات الحسابية قد يصيب الأطفال ابتداءً من المرحلة الابتدائية، وقد يشيع في المرحلة الإعدادية حين يواجهون مسائل أشد تعقيدًا.وأشار الباحثون في نتائج الدراسة التي نشرت يوليو/تموز 2023، إلى أن هذا النوع من القلق يمكن أن يصيب الأطفال الذين يتمتعون بمهارات حسابية مميزة.ولا تقل احتمالية تعافي الطفل من حالة الخوف بمرور السن دون علاج، إذ يعاني حوالي 20% إلى 25% من الأطفال من مستويات معتدلة أو مرتفعة من قلق الرياضيات، بحسب تقييم شاركت فيه 34 دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، أفادوا بأن 59% من الطلاب بين سن 15 و16 عامًا يخافون "الفشل" في الرياضيات.ماذا يعني القلق من الرياضيات؟تعرّف أستاذة علم النفس التربوي في جامعة شمال كولورادو مولي جيسون، القلق من الرياضيات بأنه "شكلٌ من أشكال الخوف الذي ينتاب الفرد عند حل معادلة رياضية، أو عند تقييم مستواه الرياضي، أو حتى مجرد التفكير بالأرقام"، حسبما نشر موقع الرابطة الأميركية لعلماء النفس.وقالت جيسون إن الذين يعانون من قلق العمليات الحسابية لا يفتقرون لمهارات حلها بالضرورة، إلا أن حالة القلق المبالغ بها تعيقهم عن استخدام المهارات المعرفية التي يحتاجونها لحل العمليات الحسابية، وتؤثر بالتالي على أدائهم في المدرسة، بل حتى على خياراتهم الجامعية والوظائف المستقبلية.كما لا يمكن الخلط بين القلق عموما، والقلق من العمليات الحسابية رغم تشابه الأعراض؛ إذ يعاني الطفل المصاب بقلق العمليات الحسابية من تقليل تقديره لذاته، وقدراته، وتوقع الفشل، والتغيب عن حصص الرياضيات، والتهرب من الحل، مع أعراض أخرى مثل احمرار الوجه، وزيادة التعرق، وتسارع نبضات القلب، وتشوش الأفكار.لماذا يكره طفلكِ الرياضيات؟يرى علماء النفس أن اكتشاف سبب تطور القلق لدى الطفل هو أول خطوة في علاجه. فهناك أسباب عامة يعرفها الجميع، فلا مجال لوجهات النظر في المسائل الرياضية، على عكس اللغات، والعلوم الاجتماعية، التي تتيح للطفل التعبير بسلاسة عن إجابته، في حين لا تحتمل الإجابة عن العملية الحسابية نتيجتين مختلفتين، وينتج عن أي خطأ في مراحل الحل إجابة خاطئة دون شك، ما يزيد من القلق لدى الطفل.وتضيف أستاذة علم النفس التنموي والتربوي في جامعة ولاية فلوريدا الأميركية كولين جانلي، في تقرير دراسة نشرتها مجلة "الإدراك العددي" في عام 2019، أن "القلق من العمليات الحسابية ليس صعبًا فحسب، بل هو مؤلم أيضا"، إذ كشف اختبارها لألف مشترك، خضعوا للرنين المغناطيسي الوظيفي، نشاطا ملحوظا في المناطق المرتبطة باكتشاف التهديد والألم بالدماغ بمجرد توقع إجراء عملية حسابية، ما يدفعهم إلى تجنب التهديد، مهما كانت المكاسب.كما كشفت أدلة الدراسة عن ارتفاع النسبة بين الإناث، وارتباطها طرديا بالقلق العام وقلق الامتحان، مؤكدة أن البعض قد يعاني من قلق العمليات الحسابية فقط.كيف تساعدين طفلكِ؟1- ابحثي عن السبب: أكدت جيسون أن البيئة المحيطة بالطفل قد تكون سببًا مباشرًا في قلقه، مثل التعليقات السلبية حول أدائهم في الرياضيات، أو قدراتهم الحسابية، أو حتى المعلمين الذين يتبعون أساليب سلطوية ولا يسمحون بالأخطاء ويعرضون الأطفال لضغط الإجابة أمام زملائهم، ويتنمرون عليهم إذا أخطؤوا.2- ابدأي مبكرًا: يظن الناس أن المهارات الرياضية مرتبطة بالذكاء الفطري، وهي شيء إما أن تمتلكه أو لا تمتلكه، لكن يمكن لأي طفل أن يبرع في الرياضيات، بشرط أن يتعلم مهاراتها الأساسية في سن صغيرة، لأن تعلم الرياضيات تراكمي. ووجد علماء النفس والتربية أن ما قبل المدرسة يعد أفضل وقت لتعلم المهارات الأساسية، من خلال اصطحاب طفلكِ إلى السوبر ماركت، وتوليه مهام العد والجمع البسيطة.3- قيّمي الحالة: نوهت أستاذة علم النفس المعرفي التنموي في جامعة كنتاكي الأميركية بوغا سيدني، في تقرير لموقع الرابطة الأميركية لعلماء النفس، إلى ضرورة استبعاد إصابة طفلكِ بعسر الحساب، وتعد تلك حالة ليست شائعة يعاني فيها الأطفال من ضعف القدرة على الحساب، والعد التنازلي، وفهم رموز الجمع والطرح.4- انتبهي لكلامكِ: تجنبي نطق أي عبارة تشير إلى أن مادة الرياضيات صعبة، أو معقدة، أو غير ممتعة، وانتبهي للكلام السلبي الذي يردده طفلكِ عن فشله وغبائه، وقابليه بكلام مشجع، وازرعي في عقله الاعتقاد بأن القدرات تتحسن بمرور الوقت وكثرة المحاولات.5- امدحي الجهد: ساعدي طفلكِ على المرونة الذهنية بمدحكِ الجهد وليس النتائج، فامدحي اجتهاده في تعلم مهارة رياضية جديدة وصعبة، بدلًا من المبالغة في تقدير الدرجة التي حصل عليها في اختبار الرياضيات....
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.