عسر القراءة عبارة عن اضطراب في التعلم يتسم بصعوبة القراءة نتيجة لمشكلات في تحديد أصوات النطق وتعلم كيفية ربطها بالحروف والكلمات (فك الشفرات). يؤثر عسر القراءة، الذي يعرف كذلك باسم إعاقة القراءة، على مناطق الدماغ التي تعالج اللغة. يكون لدى الأشخاص المصابون بعسر القراءة معدل ذكاء طبيعي وعادةً ما يكون لديهم قدرات بصرية طبيعية. يمكن أن ينجح العديد من الأطفال المصابين بعسر القراءة في المدرسة عن طريق حضور دروس إضافية أو برامج تعليم متخصصة. كذلك يمثل الدعم العاطفي عاملاً مهمًا في العلاج. وعلى الرغم من عدم وجود علاج لعسر القراءة، إلا أن التقييم والتدخل المبكر يؤديان إلى أفضل النتائج. في بعض الأحيان، لا يتم تشخيص عسر القراءة لسنوات ولا يتم التعرف عليه حتى سن البلوغ، ولكن لا يفت الأوان أبدًا لطلب المساعدة.
عسر القراءة (Dyslexia)، هي من صعوبات التعلم التي تظهر نتيجة لوجود مشكلة في الربط بين الأصوات التي تصدر عند النطق بالكلام، وعلاقتها بالحروف والكلمات التي تتكون منها، وتنشأ نتيجة لمشكلة في المناطق المسؤولة عن معالجة اللغة في الدماغ، ولا يرتبط عسر القراءة بنسبة الذكاء، حيث يمكنه النجاح في حياته ودراسته، إذا تم دعمه من الناحية التعليمية والنفسية.يصيب عسر القراءة 15-20% من السكان، وفقا للرابطة الدولية لعسر القراءة.أسباب عسر القراءةترتبط أسباب عسر القراءة بالجينات، لذا يلاحظ إصابة أكثر من فرد في العائلة الواحدة بعسر القراءة، مع وجود عوامل أخرى تلعب دوراً في زيادة احتمال الإصابة بعسر القراءة، منها:وجود تاريخ عائلي للإصابة بعسر القراءة، أو صعوبات التعلم الأخرى.ولادة الطفل مبكرا (أطفال الخداج).ولادة الطفل بوزن منخفض.التعرض أثناء الحمل للنيكوتين، أو المخدرات، أو الكحول، وبعض أنواع الأدوية، التي قد تؤثر في النمو العقلي للجنين.أعراض عسر القراءةعادة ما تبدأ الأعراض بالظهور خلال مرحلة الطفولة، حيث يواجه الطفل بعض التحديات خاصة عند البدء بالمرحلة الدراسية، إلا أنه قد يتم اكتشافها في مراحل متقدمة من العمر كذلك، وفيما يلي توضيح لأبرز الأعراض التي تظهر عند المصابين بعسر القراءة:تأخر مراحل النمو، الطفل المصاب بعسر القراءة قد يتأخر في تعلم الحبو، والمشي، والكلام مقارنة بأقرانه.صعوبة الكلام، يستغرق المصاب بعسر القراءة وقت أطول لتعلم الكلام، ويجد صعوبة في نطق الكلمات، بالإضافة لذلك قد يعاني مما يلي:عدم التميز بين أصوات الكلمات المختلفة.صعوبة نطق كلمات غير معروفة عند القراءة بصوت عالي.صعوبة القراءة، يمكن أن تظهر في وقت مبكر للطفل أي مرحلة ما قبل المدرسة، وتتمثل في أنه يجد صعوبة في الربط بين الأحرف وأصواتها، بالإضافة لصعوبات أخرى، مثل:تهجئة الكلمات بشكل خاطئ دون إدراك.الخلط بين الكلمات المتشابهة بصرياً.تجنب القراءة كلما أمكن ذلك، أو تفضيل المقالات أو القصص القصيرة على الروايات الطويلة.يمكن ملاحظة مشكلة صعوبة القراءة بشكل أوضح عندما يبدأ الشخص بتعلم مهارات أكثر تعقيدا، مثل: القواعد اللغوية، وقراءة النصوص وتحليلها، وبناء الجمل، والكتابة الإنشائية.صعوبة الكتابة، يلاحظ كتابة الأرقام والأحرف بشكل معكوس على الورق، كما يلاحظ كتابة الأحرف الكبيرة في الكلمات عشوائيًا، والاعتماد على الآخرين في كتابة المراسلات الكتابية.صعوبة في التركيز، فقد يعاني عدد كبير من الأطفال المصابين بعسر القراءة من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، ونسيان بعض الكلمات بعد تعلمها بفترة قصيرة.صعوبة في التمييز بين الاتجاهات.لوحظ أن الأشخاص المصابين بعسر القراءة أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل: الحساسية الموسمية، والربو، والأكزيما.تشخيص عسر القراءةقد يكون من الصعب تشخيص عسر القراءة، ما لم تكن المشكلة شديدة والأعراض واضحة، إذا كنت تعتقد أن طفلك قد يكون مصابًا بعُسر القراءة فعليك مراجعة المختصين لتقييم حالته من الأطباء وأخصائي النطق، وقد يشمل التقييم اختبار مجموعة من العوامل بما في ذلك:المهارات المعرفية.الذاكرة.خزينة المفردات.مهارات القراءة والكتابة.المهارات الفكرية.القدرة على معالجة المعلومات.اطلب المساعدة إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من عسر القراءة من الطبيب، أو الأخصائي التربوي في مدرسة الطفل، أو أخصائيي النطق والتخاطب.أنواع عسر القراءةلعسر القراءة عدة أنوع مختلفة منها:عسر القراءة الرئيسي، يعد النوع الأكثر شيوعا من عسر القراءة، ويحدث نتيجة خلل وظيفي في الجزء الأيسر من الدماغ، ولا تتغير شدته مع تقدم العمر، ويتباين بين الأفراد حيث أن البعض قادرون على النجاح أكاديميا، وآخرون قد يعانون طوال حياتهم من صعوبة القراءة، والنطق، ويحدث عسر القراءة الرئيسي نتيجة طفرات جينية أي بشكل وراثي، ويصيب الأولاد أكثر من الفتيات.عسر القراءة الثانوي، يحدث نتيجة مشاكل في نمو الدماغ خلال المراحل المبكرة من نمو الجنين، وتقل حدته مع نضوج الطفل وتقدمه في العمر، كما أنه أكثر شيوعا عند الأولاد.عسر القراءة المكتسب، يحدث هذا النوع عادة نتيجة التعرض للصدمة، أو تعرض الدماغ لحادث أو إصابة لمنطقة الدماغ التي تتحكم في القراءة والكتابة، وهذا النوع نادر الحدوث.عسر القراءة البصري، يشير إلى اضطراب المعالجة البصرية، وهي حالة لا يقوم بها الدماغ بتفسير الإشارات البصرية بشكل صحيح، فلا يمكن للشخص نطق الحروف بشكل سليم؛ لأنه لا يمكن لدماغه التعرف على صورة الحروف، أو تذكر تسلسلها الصحيح في الكلمات.عسر القراءة السمعي، يشير إلى اضطراب المعالجة السمعية، تحدث نتيجة مشاكل في معالجة الدماغ للأصوات والكلام، فلا يمكن للشخص الربط بين صوت الحرف وشكله، مما يؤثر في عملية التعلم لديه.عسر القراءة السطحي، في هذا النوع يجد الطفل صعوبة في نطق الكلمات التي يعرفها بالأصل، حيث يواجه وجود مشكلة في الذاكرة، بينما يمكنه لفظ الكلمات الجديدة بسهولة.عسر القراءة المزدوج، يواجه الأشخاص في هذا النوع من سرعة نطق الكلمات، بالإضافة لصعوبة بالتعرف على أصواتها.علاج عسر القراءةعلى الرغم من عدم وجود علاج قطعي لعسر القراءة، إلا أنه يمكن تحسين قدرة الطفل على القراءة والكتابة، بمجموعة من الاستراتيجيات، ومتابعة البرامج العلاجية مع المختصين، ويتطلب ذلك إخضاع الشخص لاختبار عسر القراءة؛ لوضع خطة تعليمية مناسبة، وتحديد مستوى مهارتي القراءة والكتابة لديه، ومن العلاجات التي يمكن تقديمها:الالتحاق ببرنامج القراءةيمكن لطفلك العمل مع أخصائي القراءة لتعلم أمور منها:كيفية نطق الحروف والكلمات.القراءة بشكل أسرع، وفهم ما يقرأ.الكتابة بشكل أفضل وأوضح.التدريب على استراتيجيات ومهارات التعلمينصح باتباع استراتيجيات معينة لتساعد الشخص على التعلم، ومنها:القراءة في مكان هادئ وخال من المشتتات.الاستماع إلى الكتب الصوتية، المسجلة على أقراص، والتدرب على القراءة معها.تقسيم القراءة إلى أجزاء صغيرة.طلب المساعدة من المعلمين في حال مواجهة مشكلة في القراءة.دور الأهل في علاج عسر القراءةأنت أهم داعم لطفلك، وهناك الكثير الذي يمكنك القيام به لتحسين قدرة طفلك على القراءة، وفيما يلي توضيحا لذلك:اعرض طفلك على مختص بعسر القراءة، عند بدء ملاحظة الأعراض عليه.تابع حالة طفلك مع مدرسته، لمناقشة مدى تحسن مستواه.شجع طفلك وتحدث إليه، وأخبره أن عسر القراءة لا يؤثر على الذكاء، وليس مقياسا له كذلك.اقرأ لطفلك بصوت عالي مع التكرار.احتفل بإنجازات طفلك وطور هواياته بعيدا عن القراءة ليشعر بالإنجاز.إصابة طفلك بعسر القراءة لا تعني أنه أقل ذكاء من الأطفال الآخرين، لكنه يتعلم بطريقة مختلفة!هل يمكن للأفراد الذين يعانون من عسر القراءة تعلم القراءة؟نعم، يمكن للأطفال تعلم القراءة وخاصة إن تلقوا الدعم المناسب في رياض الأطفال والصفوف الأولى، كما يحتاج ذلك لبذل جهد من المصابين بعسر القراءة لتعلم بعض الاستراتيجيات وكسب بعض المهارات، والحصول على التدريب المناسب الذي من شأنه أن يساعدهم على القراءة وفهم المعلومات خلال مراحل حياتهم المختلفة....
يبدأ الإنسان في اكتساب مهاراته بشكل عام منذ المراحل المبكرة من عمره ، وتعد اللغة من أهم ما يكتسبه الطفل في حياته على الرغم من تعقيدها ، ولكنه يتعلمها على مراحل ضمن عوامل بيئية و عقلية و جسمية ، وحتى يتمكن الشخص من تعلم أي لغة ، لابد من تعلمة لمهارة القراءة كخطوة أولى لتحقيق هذا الهدف، ولكن من الممكن مواجهة بعض الصعوبات التي تعيق هذا التعلم ، لأسباب كثيرة منها طرق التدريس التي يعمل بها المعلم أو لأسباب تكون من الطالب نفسه أو السياسة التعليمية المتبعة ، مما يؤثر على مهارة القراءة لدى الطالب .وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة جداًللقراءة ، إلا أن الدراسات أثبتت وجود ضعف لدى بعض الطلاب في القراءة ، حيث تظهر مشكلة العسر القرائي بين الطلاب و التي تؤثر سلباً على مستقبل تعليمهم ، لأنها تسبب لهم الشعور بالنقص و العجز و الإحباط الذي ينتج عنها لجوئهم إلى الهروب في بعض الأوقات أو التسرب من المدارس .والقراءة تعتبر من أهم العمليات التي على الفرد تعلمها فهي التي تمكنه من بدء مشواره الدراسي ، ويعد الوعي الصوتي أحد الأساسيات التي تساهم في اكتساب مهارة القراءة ، فالوعي الصوتي يتمثل في التعرف على الأصوات في اللغة و بالتالي ترجمتها إلى رموز مقروءة ومكتوبة .والكثير من المشكلات التي تواجه المجتمعات في تعليم اللغة خاصة في مراحل التعليم الأولى ترجع أسبابها إلى الضعف في الوعي الصوتي، ومن الجدير بالذكر أن تنمية مهارات القراءة والكتابة تعتمد بدرجة عالية على تنمية الوعي بالجانب الصوتي.ان المتتبع للدراسات والأبحاث العلمية في هذا المجال يجد ان المهارات القرائية التي يكتسبها الأطفال خلال المرحلة التعليمية المبكرة تمثل قواعد أساسية لنجاح تعلم مهارات القراءة في وقت لاحق، وأنه خلال السنوات الأولى من المرحلة الابتدائية يكتسب التلميذ المهارات اللغوية الأساسية المتعلقة باللغة الشفهية التي تؤسس لمهارات القراءة .وفي دراسة لمصطفى(2018) ذكر أن القراءة نظام معقد لاستخلاص المعاني من الرموز المطبوعة ، وقد حددوا عدد من القدرات المرتبطة بذلك النظام هي كما يلي :1- معرفة كيفية ارتباط الوحدات الصوتية وأصوات الكلام بالرموز المكتوبة.2- القدرة على فك رموز الكلمات غير المألوفة.3- القدرة على القراءة بطلاقة.4- توفير المفردات اللغوية والمعلومات والخلفيات الأساسية الكافية لتعزيز فهم المقروء.5- توظيف استراتيجيات فعالة تناسب بناء المعنى من الرموز المكتوبة.6- الحفاظ على الدافعية للاستمرار في القراءة.ومن التعريف السابق يتضح الوعي الفونولوجي كأساس لنمو مهارات القراءة وفهم المقروء وأهمية تطوير هذه المهارات الى مستوى أعلى بهدف تنمية القدرة أو الاستعداد بوقت مبكر لتعلم مهارة القراءة والكتابة .اما الوعي الفونولوجي فقد عرفه أبو الديار (2014) بأنه الوعي بمحتويات الكلمة من الأصوات التي تتكون منها ، ويساعد هذا النوع من الوعي الطفل على ادراك العلاقة بين الحرف المكتوب والصوت والمنطوق ويعد هذا الوعي أساسياً أو جوهرياً في عملية حل الرموز.ويذكر الزيات (1998) أن الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعانون من صعوبات في المهارات الفونولوجية phonological الأساسية اللازمة لإدراك العلاقة بين صوت الحرف وادراكه كرموز.و في هذا الصدد أشارت دراسة ADAMS (1990) إلى أن 15% تقريباً من الطلاب الذين لديهم صعوبات في القراءة تكون بسبب الضعف في الوعي الفونولوجي فهم بحاجة الى تنمية وتدريب هذه المهارة .و تشير كثير من الدراسات التي أجريت على مدى السنوات الماضية على أهمـية الوعي الفونولوجي في عملية تعليم القراءة بشكل خاص و الذي يحدثه ضعف الوعي الفونولوجي في ظهور صعوبة أو عسر القراءة.فقد أكدت دراسة زايد (2014) على أهمية أن يتم البدء في تعليم الوعي أو الإدراك الفونولوجي للأطفال في مرحلة مبكرة منذ سن الرابعة من عمرهم ، حيث أن ذلك من شأنه أن يساهم في تسهيل اكتسابهم للغة , واكتسابهم للمهارات الأولية للقراءة , وتعلمهم القراءة بشكل عام .و في هذا الصدد ذكرت دراسة عادل عبدالله (2005) إلى أن أهمية الوعي الفونولوجي ترجع الى أنه يعد ضرورياً لكي يتمكن الطفل من إدراك الحروف الهجائية و معرفتها. كما أن الوعي أو الادراك الفونولوجي خلال المرحلة المبكرة مؤشراً قوياً للنجاح اللاحق للطفل في القراءة ،أو ما يمكن أن يتعرض له من صعوبات لاحقة في القراءة.وذكر في دراسة مصطفى ( 2018) الى أن تعلم الوعي الصوتي في المرحلة المبكرة يساعد على القراءة المبكرة والحد من احتمالية التعرض الى خطر صعوبات القراءة .وتتفق نتائج الكثير من البحوث العلمية والدراسات أن العلاقة بين صعوبات القراءة و الوعي الفونولوجي علاقه سببيه فإن الضعف في الوعي الفونولوجي يسبب بدوره صعوبات في القراءة ،كما أن بينهما علاقة ارتباطية من ناحية أنه كلما ضَعِف الوعي الفونولوجي لدى الطفل كلما ازدادت صعوبات القراءة لديه ، ومن ناحية أخرى فإن بينهما علاقة تنبؤية فإن الضعف في الوعي الفونولوجي في المرحلة المبكرة هو يشير بدوره الى أن الطفل سيعاني مستقبلاً من صعوبات في القراءة .ومما لاشك فيه أن للبرامج التدريبية أهمية كبيرة في تنمية مهارات الوعي الفونولوجي وقد أشارت نتائج العديد من الدراسات أن الأطفال الذين تعرضوا لتدريب مهارات الوعي الفونولوجي أحرزوا تقدماً كبيراً في مهارة القراءة مقارنةً بالذين لم يُدربوا عليها،ومن الجدير بالذكر أن أكثر من يستفيد من برامج الوعي الفونولوجي هم الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلم في القراءة .ومن ناحية أخرى ذكر السرطاوي (2009) أن هناك اتفاق بين عدد كبير من المختصين على أهمية تضمين الطريقة الصوتية في تعليم القراءة كجزء أساسي من مناهج تعليم القراءة لجميع الأطفال في المراحل المبكرة.وتساعد القدرة على حل الرموز المكتوبة وقرائتها بسرعة وسلاسة الى الانتباه الى معنى الكلمة واستيعاب المادة المقروءة، وأن تعليم الكلمة كوحدة واحدة (الطريقة الكلية) دون الاهتمام بالسمات الصوتية (الفونولوجية) للأصوات قد يؤثر سلباً على الأطفال الذين لديهم صعوبة في تعلم القراءة . ويعود السبب الى ذلك إلى أن هذه الفئة تعاني من صعوبة في تطبيق الاستراتيجيات الفونولوجية بشكل تلقائي ودون تدريب خاص على هذه المهارة أو تعميم المعرفة الصوتية من كلمة إلى أخرى.وأخيراً :إن من الواجب على المعلمين الاهتمام بتنمية الوعي الفونولوجي لطلابهم في مراحلهم العمرية المبكرة ؛ لأن ذلك يعد أمراً أساسي في عملية تعلم مهارة القراءة. والمهارات القرائية التي يكتسبها الأطفال في مراحلهم المبكرة تمثل قواعد أساسية لهم للنجاح في المراحل المتقدمة ، كما أن القراءة ليست مهارة منفصلة بحد ذاتها فمما لا شك فيه أن تأثيرها يظهر في جميع المجالات الأكاديمية الأخرى.المراجع العربية :1. أبوالديار، مسعد (2014) العمليات الفونولوجية وصعوبات القراءة والكتابة .الكويت: مركز تقويم وتعليم الطفل .2. زايد، خالد سمير (2013) الوعي الصوتي وتعليم القراءة في المرحلة الابتدائية . مجلة القراءة رالمعرفة .ع١٤٨ .٢١٦-١٨٩3. السرطاوي، عبدالعزيز؛ طيبي، سناء؛ الغزو ،عماد؛ منصور، ناظم.(2009). تشخيص صعوبات القراءة وعلاجها. ط1،عمان: دار وائل للنشر و التوزيع.4. مصطفى ,ريحاب محمد العبد (2018). فعالية برنامج مقترح لتنمية الوعي الصوتى لدى تلميذات الصف الأول الابتدائي بالمملكة العربية السعودية. مجلة القراءة والمعرفة. ع196. 17-90المراجع الأجنبية :Adams, M. J. (1990). Beginning to read. Thinking and learning about print. Cambridge, MA: MIT Press....
عسر القراءة إحدى صعوبات التعلم، وهي حالة يكون فيها الدماغ غير قادر على التعرف على ومعالجة رموز معينة، وتسمى أيضا الديسلكسيا (Dyslexia) وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.ويحدث عسر القراءة عندما تكون هناك مشكلة في منطقة بالدماغ التي تساعد على تفسير اللغة، مع التأكيد هنا أنه ليس مشكلة ناجمة عن ضعف البصر، بل مشكلة في معالجة المعلومات.بالمقابل فإن عسر القراءة لا يؤثر على قدرات التفكير، فغالبية من يعانون عسر القراءة لديهم معدلات ذكاء عادية أو أعلى من المعدل.وتظهر تلك المشكلة في بعض العائلات، ولذلك من الضروري من الأبوين الانتباه إذا كان لدى أحد في العائلة أو لديهم عسر قراءة، وذلك عبر التنبه للأعراض المبكرة لدى الطفل لتوفير المساعدة مبكرا له.وحاول علماء معهد ماكس بلانك للإدراك البشري في مدينة لايبزيغ الألمانية معرفة أسباب نشوء عسر القراءة، وذلك بهدف تطوير تشخيص متكامل لهذا المرض الذي يظهر في مراحل الطفولة.وبإجراء فحوصات على أحد المصابين بعسر القراءة، اكتشف الباحثون وجود مناطق بالدماغ -كان يعتقد أنها مسؤولة عن الإدراك – مسؤولة عن اللغة أيضا، وأن هذا الجزء من الدماغ يعمل لدى مرضى عسر القراءة بطريقة مختلفة.الأعراض:- صعوبة في ربط أصوات اللغة بالأحرف.- مشاكل في استيعاب معاني الجمل.- صعوبة في فهم الجمل البسيطة.- مشاكل في التعرف على الكلمات المكتوبة.- صعوبات في تنسيق الكلمات التي لديها نفس القافية، أي أنه لا يستطيع مثلا فهم أن ماء وسماء لهما نفس القافية (Rhyming).مضاعفات عسر القراءة:- مشاكل في المدرسة.- مشاكل سلوكية.- تقدير منخفض للذات لدى الذي يعاني من عسر القراءة.- مشاكل في القراءة تستمر مع التقدم في العمر.- صعوبات في العمل.العلاج:- تقديم مساعدة تعليمية إضافية تدعى العلاج التصحيحي (remedial instruction).- الحصول على دروس خاصة.- تعزيز الذات وتحسين الثقة بالنفس، لأن الكثيرين من المصابين يعانون من تقدير منخفض للذات....
"الدسلكسيا" أو عسر القراءة هي صعوبة تعلُم شائعة في عمليات القراءة والكتابة والإملاء لدى الأطفال، وهي لا تتأثر بمستوى الذكاء لدى الطفل، وكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لديهم ذكاء طبيعي ويتلقون التعليم المناسب ودعم الوالدين، لكنهم يجدون صعوبة في بعض مهارات التعلم.ولم تتضح كل الأسباب المسببة لهذا الاضطراب، ولكن يرجح البعض أن يكون سبب هذه المشكلة وراثيا، فمثلا إذا كان الآباء مصابين بهذا الاضطراب فهناك نسبة 40% أن يصاب الأطفال أيضا، ويحدث لدى الإناث والذكور على حد سواء.وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك عدداً من الجينات الوراثية التي تتسبب في حدوثه، وينتُج عنها مشكلات في نُضج الدماغ ونموه، وتحديداً المناطق القشرية المختصة باللغة، بحسب موقع ميديسن نت.هناك نسبة صغيرة من المصابين بعُسر القراءة يكتسبون الحالة بعد الولادة، عادةً بسبب إصابة في الدماغ أو سكتة دماغية أو أي نوع آخر من الصدمات.وفي كتابه "سيكولوجية عسر القراءة" يقول د. أحمد عبد الكريم حمزة إن الأطفال المُصابين بالعُسر القرائي قد يُظهرون تفوقا دراسيا ملحوظا، و15% من تلاميذ المدارس بالولايات المتحدة يُعانون من هذه الحالة، وقال مكتب التربية إن حوالي مليونين من البالغين يعدون فعلا أميين لأن الاضطراب قد يستمر مدى الحياة.ووفقًا للنظام الصحي بجامعة ميشيغان، فإن عُسر القراءة هو أكثر صعوبات التعلم شيوعًا، فحوالي 80% من الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعانون من عسر القراءة.الأعراض– تحصيل الطفل في القراءة أقل بكثير من عمره العقلي وسنوات دراسته.– لا يُظهر أي دليل على وجود عجز متعلق بحاستي السمع والإبصار، أو تلف بالمخ.– لدى الطفل صعوبة كبيرة في تذكر نماذج الكلمة كاملة، كما لا يتعلم بسهولة من خلال الطريقة البصرية للقراءة.– لا يستطيع التمييز بسهولة بين الكلمات الصغيرة والتي تتشابه في الشكل العام.– قارئ ضعيف فيما يتعلق بجانب القراءة الجهرية.– تأخر تطور اللغة في وقت مبكر.– يُعاني مشكلات في التعرف على الاختلافات بين الأصوات المتشابهة أو الكلمات المقسمة.– بطء تعلم الكلمات الجديدة.– صعوبة في النسخ من السبورة أو كتاب.– قد لا يتمكن من تذكر المحتوى، حتى إذا كان يتضمن مقطع فيديو أو كتاب قصص مفضلًا.– يواجه الطفل صعوبة في ممارسة الألعاب المُنظمة.– يقرأ الكلمات والأحرف بصورة معكوسة.– يواجه صعوبة في تذكر أو فهم ما يسمعه، أو التعبير عما يريده.– قد يكون من الصعب تذكر تسلسل الأشياء أو أكثر من أمر في وقت واحد.– تفويت أجزاء من الكلمات أو الجمل بأكملها وقد تبدو الكلمات مضحكة.– يشكو من الدوخة والصداع أو آلام في المعدة أثناء القراءة.– التأتأة في محاولات القراءة تحت الضغط.– صعوبة في تحديد الوقت أو إدارته أو تعلم المعلومات أو المهام المتسلسلة بالوقت المحدد.– الاعتماد على عد الأصابع في عمليات الحساب، وفي الغالب يعرف الإجابات لكن لا يمكنه ترجمتها على الورق.– إمكانية العد مع صعوبة في حساب الأشياء والتعامل مع المال والجداول الحسابية.– ذاكرة طويلة الأمد للتجارب والمواقع والوجوه مع ضعفها للتسلسل والحقائق والمعلومات التي لم تتم تجربتها.– صعوبة في تذكر أيام الأسبوع وأشهر السنة والألوان.– يكون مهرج الصف، أو صانع المتاعب، أو يكون على العكس هادئا للغاية.– قد تنشأ لدى المصاب مشكلات تتعلق بحجم تقديره لنفسه، إضافة لعلاقاته المتوترة بأقرانه أو أشقائه.– في حالة عدم الاكتشاف المبكر تظهر بعض المشكلات النفسية، كالانطواء والاكتئاب والعزلة وعدم الثقة بالنفس.– قد يعاني من اضطراب فرط الحركة الناجم عن نقص الانتباه، مقارنةً بباقي الأطفال.العلاجعادة يتم اكتشاف هذا الاضطراب بالمرحلة الابتدائية، ورغم أنه يمكن ملاحظة أعراضه في أي عمر فإن بعضها قد تظهر عادة في الطفولة المبكرة، فقد يتعلم من يعانون من عسر القراءة الزحف والمشي والتحدث وركوب الدراجة في وقت متأخر عن أقرانهم.ويمكن علاج حوالي 95% من الحالات إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر، وهناك العديد من المناهج التعليمية الخاصة بهم، فإذا حصل من يعانون من عسر القراءة على تدريب صوتي فعال في رياض الأطفال والصف الأول فسيواجهون مشكلات أقل بكثير في تعلم القراءة ممن لم تتم مساعدتهم حتى الصف الثالث.والطبيب النفسي أو طبيب المخ والأعصاب هما أفضل من يقوم بتشخيص عسر القراءة، إلى جانب طبيب الأطفال أو أخصائي علم النفس التربوي.في المنزل قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تدريس إضافي ومعلم خاص لتحسين قراءتهم، أو مجموعات مشتركة مع حالات مماثلة، لكن استشارة الطبيب النفسي ضروري لتنمية قدرتهم على الثقة بأنفسهم.دور الأبوين بالمنزل لا يقل أهمية عن الدعم النفسي والتدخل الطبي، فعليهما مساعدة الطفل على القراءة عن طريق تبسيط المهام بحيث تطلب منه أن يميز شيئاً واحداً جديداً (حرف أو كلمة) كل مرة، وبعد إتقانه للحرف الأول بصورة تامة، ينتقل الوالدان بعد ذلك لتعليمه الحرف الآخر المقابل، مع اللجوء للتكرار، على أن تكون فترة التدريب قصيرة، حتى يتاح للطفل تثبيت ما تعلمه من مهارات جديدة. ...
عسر القراءة أو ما يصطلح عليه أيضا الديسلكسيا ، من أشهر صعوبات التعلم و أكثرها استئثارا باهتمام العلماء و المربين، و ذلك لكون القراءة من أهم المهارات الأساسية التي تبنى عليها جميع التعلمات في جميع المواد الدراسية، و بدونها لا يمكن للمتعلم أن يمضي قدما في مسيرته التعليمية. كما أن وجود عينة من الطلاب يعانون من عسر القراءة في الصف الدراسي من شأنه التأثير على المستوى العام للطلاب، و هدر الكثير من الوقت و الجهد في معالجة ظاهرة لا يُعْرف عنها الكثير في الأوساط الدراسية.و مما يزيد من خطورة ظاهرة عسر القراءة أو الديسلكسيا، غموض أعراضها، و قلة الوعي بها، مما يجعل الإقصاء و التهميش أسياد الموقف حين يتعلق الأمر بالتعامل مع الطفل المصاب، في ظل غياب الرعاية الخاصة التي تؤهله لتجاوز الصعوبات التي يعاني منها، و الانخراط الإيجابي في الأنشطة الهادفة داخل الفصل و خارجه.إن ما تقدم يدفعنا إلى التساؤل عن ماهية عسر القراءة و أسبابها و مظاهرها و علاجها.1- ما هو عسر القراءة ” الديسلكسيا “ أ- أصل المصطلحالديسلكسيا Dyslexia كلمة يونانية الأصل مكونة من مقطعين: الأول (Dys) وتعني صعوبة، والثاني (lexia) وتعني الكلمة المقروءة، وأول من استخدم هذا المصطلح عالم الأعصاب الفرنسي ( رودلف بيرلين ) عام 1872 م، ثم تتابعت الدراسات في هذا الشأن فأطلق عليها الطبيب الألماني ( أدولف كسماول ) بـ (العمى الكلمي)، وسماها بعد ذلك جيمس هنشلود بـ (العمى الكلمي الخَلْقي)، فما هي إذن أهم تعريفات الديسلكسيا؟ب- تعريف الديسلكسياعديدة هي التعريفات التي تناولت ظاهرة الديسلكسيا، فحسب الاتحاد العالمي لطب الأعصاب يمكن تعريف عُسر القراءة بكونه:” اضطراب يتجلى في صعوبة تعلم القراءة على الرغم من توافر التعليمات التقليدية والذكاء الكافي والفرصة الاجتماعية والثقافية الملائمة. حيث يتبع إعاقة إدراكية جوهرية، كثيراً ما تكون من أصل صحي .”وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الطلاب المصابين بـ (العسر القرائي) يكون مستوى ذكائهم عاديا جدًا أو حتى فوق العادي. كما أن العسر القرائي ليس له علاقة بالتخلف العقلي .بل إن الطلاب المعسرين قرائيًا يمكن أن يكونوا مبدعين في مجالات أخرى مما يجعل الديسلكسيا تستحق تسمية: الإعاقة المختفية (Hidden Handicap) .مشاهير العالم المصابون بعسر القراءةكما يمكن تعريف عسر القراءة ( الديسلكسيا ) على أنه:“اضطراب في القراءة ذو منشأ عصبي خارج نطاق أية إعاقة عقلية أو حسية و غير مرتبط بعوامل ثقافية أو بيئية أو بعدم الرغبة في الدراسة و يكون معدل الذكاء لدى الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب عاديا أو فوق العادي.”من جهة أخرى، تعرف الديسلكسيا بكونها:“صعوبة مستمرة وشديدة في تعلم القراءة واكتساب مهاراتها عند أطفال أذكياء، متمدرسين بشكل طبيعي، ليست لديهم أي اضطرابات حسية أو عصبية، يعيشون في بيئة اجتماعية ثقافية طبيعية. تتميز هذه الصعوبة باستمراريتها على المدى البعيد، كما أن تشخيصها لا يتم إلا بعد مرور 6 أشهر على الأقل من الشروع في تعلم اللغة الكتابية. وحسب (Zorman, 2001) فإنها تصيب حوالي 1 إلى 8 % من الأطفال في سن التمدرس، كيفما كانت انتماءاتهم العرقية أو الجغرافية.”ج- الفرق بين عسر القراءة و التأخر في القراءةرغم أن النتيجة واحدة وهي انخفاض الأداء الوظيفي في القراءة، إلا أن هناك العديد من الفروق بين حالات الديسلكسيا وحالات التأخر أو التخلف في القراءة، حيث أجرى روتر ويل دراسة على عينتين إحداهما تم تشخصيها على أنها تعاني صعوبات نوعية في القراءة، في حين تم تشخيص الثانية على أنها تعاني تخلفًا عامًا في القراءة، و يمكن تلخيص أهم الفروق التي تم رصدها منم خلال هذه الدراسة فيما يلي:الديسلكسيا أو عسر القراءة أكثر انتشارا لدى الذكور بخلاف التأخر أو التخلف في القراءة.الإعاقات العصبية أكثر انتشارا في صفوف المتأخرين في القراءة.كان التقدم في القراءة والتهجي أبطأ لدى عينة الأطفال المتعسرين قرائيا مقارنة بالمتأخرين.من جهة أخرى، أثبتت الدراسات وجود فروق فزيولوجية بين الفئتين، حيث وجد أن أطفال الديسلكسيا يعانون من خلل وظيفي عصبي في دوائر القراءة بالنصف الأيسر الخلفي من المخ، بينما من النادر تشخيص هذا الخلل لدى الأطفال الذين يعانون تخلفا في القراءة.2- مظاهر عسر القراءة (الديسلكسيا)قبل الخوض في مظاهر الديسلكسيا، ينبغي التنبيه أولا إلى عدم ارتباط هذه الظاهرة بمعدل الذكاء، مما يفسر صدمة الآباء حينما يكتشفون أن ابنهم يعاني من صعوبات في القراءة رغم أنه كان يظهر علامات ذكاء طبيعي أو حتى فوق الطبيعي. و عموما يمكن تلخيص أهم مظاهر الديسلكسيا في النقط التالية :أ- المظاهر اللغويةالتأخر أو عدم الكلام بوضوح أو خلط الحروف أو الكلمات أو الجمل، و من أمثلة ذلك ما يلي:قلب مقطع من الكلمة فيقرأ بانت بدلاً عن نبات، وكوافه بدلاً عن فواكه .حذف بعض الحروف، وإضافة أُخرى كأن يقرأ: والد بدلاً عن ولد، وندى بدلاً عن نادى .حذف مقطع كامل من الكلمة كأن يقرأ منزل بدلاً عن المنازل، وفتاة بدلاً عن فتيات .قلب مواضع الحروف من الكلمة إما بالتقديم أو التأخير كأن يقرأ قلب بدلاً عن قبل، وعبد بدلاً عن بعد، وفرس بداً عن سفر…حذف بعض الكلمات أو أجزاء من الكلمة المقروءة، فمثلاً عبارة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها الطالب ( سافر بالطائرة).إضافة بعض الكلمات غير الموجودة في النص الأصلي إلى الجملة، أو بعض المقاطع أو الأحرف إلى الكلمة المقروءة فمثلاً كلمة ( سافرت بالطائرة ) قد يقرأها ( سافرت بالطائرة إلى أمريكا) .إعادة بعض الكلمات أكثر من مرة بدون أي مبرر فمثلاً قد يقرأ ( غسلت الأم الثياب ) فيقول ( غسلت الأم … غسلت الأم الثياب) .إبدال بعض الكلمات بأخرى قد تحمل بعضاً من معناها، فمثلاً قد يقرأ كلمة ( العالية ) بدلاً من ( المرتفعة ) أو ( الطلاب ) بدلاً من ( التلاميذ) أو أن يقرأ (حسام ولد شجاع) وهكذا .ضعف في التمييز بين أحرف العلة فقد يقرأ كلمة ( فول ) فيقول ( فيل).صعوبة التموقع في النص، حيث يرتبك عند الانتقال من نهاية السطر إلى بداية السطر الذي يليه أثناء القراءة .ب- مظاهر مرتبطة بالأنشطة اليوميةهناك العديد من السلوكات اليومية التي يقوم بها الطفل و التي يمكن أن تدل على معاناته من الديسلكسيا مثل :طريقة التعامل مع الأشياء كصعوبة الاحتفاظ بها في يده، وصعوبة التنسيق فيما يقوم به من أعمال مثل مسك الكرات أو تنطيطها أو رميها بصورة عادية.صعوبة في تنفيذ بعض الأعمال مثل ارتداء الملابس بصورة طبيعية وربط الحذاء واستعمال الأزرار.ضعف التركيز عند الاستماع للقصص.إضافة إلى ما سبق ذكره، يمكن أن تقترن الدسليكسا بمظاهر أخرى كرداءة الخط و الخروج على السطر و صعوبة تنسيق الحروف، كما يمكن أن تكون مصاحبة لعسر الحساب و عسر الكلام و غيرها من صعوبات التعلم الأخرى، غير أن ما ينبغي الإشارة إليه هنا هو أن ظهور هذه العلامات مجتمعة ليس شرطا للجزم بإصابة الطفل بعسر القراءة، فوحده الطبيب المختص لديه القدرة و الكفاءة لتشخيص الديسلكسيا و تحديد درجة الإصابة بها.ج- مظاهر مرتبطة بالوراثةأثبتت الدراسات أن الدسلكسيا في معظمها تكون نتيجة للتوارث في العائلة، و في هذا الإطار، قام “Leppänen PH et al“، بالتحقيق في مدى صحة فرضية ارتباط عسر القراءة بالتاريخ المرضي للعائلة، حيث تم دراسة رضع بعمر 6 أشهر من عينتين مختلفتين، تنتمي الأولى إلى عائلة طبيعية، في حين تنتمي الأخرى إلى عائلة لها تاريخ مرضي في الإصابة بعسر القراءة. و عند قياس الاختلافات في التنشيط الكهربائي في الدماغ الناجم عن التغيرات في الهيكل الزمني لأصوات التحدث – وهي سمة تلقينية حاسمة في الكلام – لوحظ اختلاف أطفال العينة الأولى عن أطفال العينة الثانية في كل من قدرتهم على الاستجابة الأولية للأصوات، وفي استجابات كشف التغير الذي يعتمد على سياق التحفيز، وهذا يدل على أن الأطفال المعرضين للخطر بسبب العوامل الوراثية يقومون بعملية تلقين سمعي زمني لأصوات التحدث بشكل مختلف عن أطفال العائلات العادية، و ذلك حتى قبل أن يتعلموا الكلام، وأن حالات عُسر القراءة العائلية قد تساعد في التشخيص.د- مظاهر عسر القراءة حسب الفئة العمريةيبين الجدول التالي مظاهر عسر القراءة مصنفة حسب السن، وفق دراسة سعودية قامت بها الباحثة تهاني عتيق الله الصبحي من جامعة أم القرى، استهدفت ظاهرة “عسر القراءة” لدى الأطفال الناطقين باللغة العربية:3- ما هي أسباب عسر القراءة – الديسلكسيا -؟لا يوجد أي إجماع في أوساط العلماء و الباحثين حول أسباب ظاهرة عسر القراءة، لكن الدراسات التي أجريت في هذا المجال تشير إلى ارتباط عسر القراءة بعوامل تنتمي إلى مجالات متعددة نوجز أهمها فيما يلي:أ- العوامل الفيسيولوجيةيتميز الطفل المصاب بالديسلكسيا بتركيبة دماغية مختلفة عن الطفل السوي، مما يؤدي إلى عدم الفعالية في الربط بين القسم الأيمن و الأيسر للدماغ. و يعزى هذا الأمر غالبا للعامل الوراثي، حيث أن 50 % من حالات الديسلكسيا لديهم أقارب يعانون من الظاهرة نفسها.هذا، و قد أثبتت الدراسات الحديثة التي أجريت على أطفال عسر القراءة، أن المنطقة السمعية في مخ هؤلاء تختلف عن نظيرتها عند الأطفال الآخرين، كما أن منطقة اللغة بالمخ لدى الأشخاص المصابين بعسر أو عجز القراءة في النصف الأيسر من المخ، أصغر و أقل في عدد خلاياها. في نفس الإطار دائما، لوحظ أن النشاط الكهربائي في النصف الأيسر من المخ لدى الذين يعانون من عسر القراءة، يختلف بصفة جوهرية عن نظيره لدى الذين لا يعانون من هذه الصعوبة.ب- العوامل النفسيةتلعب العوامل النفسية دورا كبيرا في ظهور عسر القراءة، و يمكن تلخيص أهمها في النقط التالية:اضطراب الإدراك السمعي و الإدراك البصريالإدراك عملية معقدة تبدأ باستثارة الحواس، و تنتهي بمعالجة المعلومات في الدماغ، و استخلاص ما هو قابل للإدراك منها. و من هنا يظهر مدى تأثير أي خلل في هذه السيرورة، باعتبار القراءة عملية معقدة يتداخل فيها الإدراك السمعي ( كيفية نطق الحروف) بالإدراك البصري ( كيفية كتابتها).الاضطرابات اللغويةتؤثر حصيلة الطفل و قاموسه اللغوي على تعلمه و تفسيره للمادة المقروءة المطبوعة، كما أن الأطفال الذين لديهم تشوه في بعض الأصوات يعجزون في الأغلب عن القراءة بشكل صحيح.اضطراب الذاكرةتنقسم اضطرابات الذاكرة إلى اضطرابات الذاكرة السمعية واضطرابات الذاكرة البصرية، وقد أثبتت العديد من الأبحاث وجود صعوبة في الاسترجاع التتابعي للمثيرات المرئية لدى الأطفال المصابين بعسر القراءة، ويفسر هذا الفشل في الاسترجاع إلى عدم كفاءة عمليات الانتباه الانتقائي و استخدام استراتيجيات للحفظ و التذكر و الاسترجاع أقل فاعلية و كفاءة مقارنة مع الأطفال العاديين.إن العسر القرائي متصل باضطرابات نفسية، لكن لا يجب الخلط بين العوامل النفسية التي تساهم في ظهور عسر القراءة و الاضطرابات التي تنتج عنها، فالكثير من المشاكل النفسية تنتج بسبب عسر القراءة.ج- العوامل اللغويةقد تكون خصائص اللغة المنطوقة، ونظام الكتابة (قواعد الإملاء)، وطرق تعليم القراءة والكتابة عوامل مساهمة في ظهور عسر القراءة لدى الأطفال. و كمثال على ذلك، نذكرصعوبة القراءة في اللغة الإنجليزية، و التي تتميز بتهجئتها اللغوية المعقدة حيث توظف أنماط الهجاء على عدة مستويات. وتعتبر الفئات الهيكلية الرئيسية التي تشكل التهجئة الإنجليزية هي المراسلات الصوتية للحروف، المقاطع، و المورفيمات. أما بعض اللغات الأخرى، مثل الإسبانية، فلديها تهجئة أبجدية توظف فقط المراسلات الصوتية للحروف، مما يجعل تعلمها أسهل نسبيا من تعلم الإنجليزية.4- تشخيص عسر القراءة ( الديسلكسيا )سبق و تطرقنا في موْضِع آخر من هذا المقال إلى أهم مظاهر عسر القراءة، لكن ظهور أحد هذه الأعراض أو بعضها لا يعني بالضرورة إصابة الطفل بالدسليكيا، فوحدهم المتخصصون من أطباء الأمراض العصبية و الأطباء النفسيين و كذلك أخصائيي علم النفس التربوي و المتخصصين في عسر القراءة يمكنهم تشخيص عسر القراءة و درجة الإصابة بها.ويعتمد الخبراء عموما اختبارا متعدد التخصصات لاستبعاد الأسباب الأخرى المحتملة لصعوبات القراءة، مثل ضعف الإدراك أو الأسباب الفيسيولوجية كمشاكل في الرؤية أو السمع. كما يتم اعتماد اختبارات لتقييم مدى قدرة الطفل على القراءة، مثل اختبار التعرف السريع لاختبار الذاكرة القصيرة المدى و مهارات التسلسل، و اختبارات الترميز الصوتي، و مختلف اختبارات الذكاء… هذه الاختبارات و غيرها تمكن الأخصائيين من الحكم بشمولية على حالة الطفل و تحديد درجة إصابته و نوعها.5- علاج عسر القراءةبعد تشخيص عسر القراءة، ينبغي اعتماد خطة علاجية بإشراك جميع الفاعلين انطلاقا من الطبيب المعالج، و الأسرة و الإدارة التربوية، ووصولا إلى المدرس و الطلاب، فالطفل الذي يعاني من عسر القراءة يحتاج إلى التشجيع المستمر من قِبَل الأهل من أجل رفع معنوياته، كما يحتاج لمعاملة خاصة في المدرسة لمراعاة الإشكاليات التي يعاني منها وإعطائه فرصة لاستغلال مهاراته وقدراته العقلية السليمة.من جهة أخرى، ينبغي أن تتناسب الخطة العلاجية والأسباب الكامنة وراء الديسلكسيا، فإذا كانت هذه الأسباب نفسية بالأساس، فلابد من تدخل الطبيب النفسي و التنسيق مع الأسرة و المدرسة. أما إذا كانت الأسباب تعليمية تربوية، فينبغي مراجعة الطرائق و المناهج و الوسائل المتبعة في التدريس، بحثا عن السبب وراء هذا الإضطراب في التعلم، سعيا نحو تجاوزه. و في الإطار التعليمي التربوي، يمكن للمدرسين الذين يعانون من مشكلة عسر القراءة في صفوفهم الدراسية اتباع بعض الاستراتيجيات التي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :توفير بيئة مساعدة على التعلم و الاستيعاب، و خالية من كل عوامل التشويش و تشتيت الانتباه.التحدث أمام الطلاب بصوت واضح، و لغة سليمة خالية من الأخطاء النحوية.مراعاة مستوى المتعلمين حين اختيار النصوص و المفردات التي سيشتغلون عليها.طرح الأسئلة بشكل واضح، والابتعاد عن الأسئلة المتداخلة، أو المعقدة.تحفيز الطلاب الذين يعانون من الديسلكسيا و تشجيعهم على المشاركة.تفادي إحراج الطلاب المعسرين أمام زملائهم خلال القراءة الجهرية.الكتابة بخط واضح ومقروء سواءً على السبورة، أو خلال كتابة نماذج الحروف في كراسات المتعلمين .تخصيص الوقت الملائم للمعسرين سواء خلال الامتحانات أوحتى خلال إنجاز الواجبات المنزلية.التعرف على جوانب القوة في أفراد الدسلكسيا و ميولاتهم، والتركيز عليها.التواصل مع الآباء وتوعيتهم بأسباب المرض و طرق التعامل مع أبنائهم في البيت.الصبر وطول البال و عدم التسرع في طلب نتيجة المجهودات المبذولة. المراجع :– تهاني عتيق الله الصبحي ( “عسر القراءة” لدى الأطفال الناطقين باللغة العربية ) . جامعة أم القرى– صالح عثمان الزهراني، العسر القرائي «الديسلكسيا Dyslexia» لدى الطلاب، http://www.manhal.net/art/s/11133– عسر القراءة، ويكيبيديا، عسر_القراءة/http://ar.wikipedia.org/wiki– فهد حماد التميمي، قراءة متدرجة في المفهوم: العسر القرائي.. «الدسلكسيا»،http://www.almarefh.net/show_content_sub.php?CUV=357&Model=M&SubModel=143&ID=316&ShowAll=On- Emily Lapkin, Understanding Dyslexia, http://www.understood.org/en/learning-attention-issues/child-learning-disabilities/dyslexia/understanding-dyslexia...
"الدسلكسيا" أو عسر القراءة هي صعوبة تعلُم شائعة في عمليات القراءة والكتابة والإملاء لدى الأطفال، وهي لا تتأثر بمستوى الذكاء لدى الطفل، وكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لديهم ذكاء طبيعي ويتلقون التعليم المناسب ودعم الوالدين، لكنهم يجدون صعوبة في بعض مهارات التعلم.ولم تتضح كل الأسباب المسببة لهذا الاضطراب، ولكن يرجح البعض أن يكون سبب هذه المشكلة وراثيا، فمثلا إذا كان الآباء مصابين بهذا الاضطراب فهناك نسبة 40% أن يصاب الأطفال أيضا، ويحدث لدى الإناث والذكور على حد سواء.وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك عدداً من الجينات الوراثية التي تتسبب في حدوثه، وينتُج عنها مشكلات في نُضج الدماغ ونموه، وتحديداً المناطق القشرية المختصة باللغة، بحسب موقع ميديسن نت.هناك نسبة صغيرة من المصابين بعُسر القراءة يكتسبون الحالة بعد الولادة، عادةً بسبب إصابة في الدماغ أو سكتة دماغية أو أي نوع آخر من الصدمات.وفي كتابه "سيكولوجية عسر القراءة" يقول د. أحمد عبد الكريم حمزة إن الأطفال المُصابين بالعُسر القرائي قد يُظهرون تفوقا دراسيا ملحوظا، و15% من تلاميذ المدارس بالولايات المتحدة يُعانون من هذه الحالة، وقال مكتب التربية إن حوالي مليونين من البالغين يعدون فعلا أميين لأن الاضطراب قد يستمر مدى الحياة.ووفقًا للنظام الصحي بجامعة ميشيغان، فإن عُسر القراءة هو أكثر صعوبات التعلم شيوعًا، فحوالي 80% من الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعانون من عسر القراءة.الأعراض– تحصيل الطفل في القراءة أقل بكثير من عمره العقلي وسنوات دراسته.– لا يُظهر أي دليل على وجود عجز متعلق بحاستي السمع والإبصار، أو تلف بالمخ.– لدى الطفل صعوبة كبيرة في تذكر نماذج الكلمة كاملة، كما لا يتعلم بسهولة من خلال الطريقة البصرية للقراءة.– لا يستطيع التمييز بسهولة بين الكلمات الصغيرة والتي تتشابه في الشكل العام.– قارئ ضعيف فيما يتعلق بجانب القراءة الجهرية.– تأخر تطور اللغة في وقت مبكر.– يُعاني مشكلات في التعرف على الاختلافات بين الأصوات المتشابهة أو الكلمات المقسمة.– بطء تعلم الكلمات الجديدة.– صعوبة في النسخ من السبورة أو كتاب.– قد لا يتمكن من تذكر المحتوى، حتى إذا كان يتضمن مقطع فيديو أو كتاب قصص مفضلًا.– يواجه الطفل صعوبة في ممارسة الألعاب المُنظمة.– يقرأ الكلمات والأحرف بصورة معكوسة.– يواجه صعوبة في تذكر أو فهم ما يسمعه، أو التعبير عما يريده.– قد يكون من الصعب تذكر تسلسل الأشياء أو أكثر من أمر في وقت واحد.– تفويت أجزاء من الكلمات أو الجمل بأكملها وقد تبدو الكلمات مضحكة.– يشكو من الدوخة والصداع أو آلام في المعدة أثناء القراءة.– التأتأة في محاولات القراءة تحت الضغط.– صعوبة في تحديد الوقت أو إدارته أو تعلم المعلومات أو المهام المتسلسلة بالوقت المحدد.– الاعتماد على عد الأصابع في عمليات الحساب، وفي الغالب يعرف الإجابات لكن لا يمكنه ترجمتها على الورق.– إمكانية العد مع صعوبة في حساب الأشياء والتعامل مع المال والجداول الحسابية.– ذاكرة طويلة الأمد للتجارب والمواقع والوجوه مع ضعفها للتسلسل والحقائق والمعلومات التي لم تتم تجربتها.– صعوبة في تذكر أيام الأسبوع وأشهر السنة والألوان.– يكون مهرج الصف، أو صانع المتاعب، أو يكون على العكس هادئا للغاية.– قد تنشأ لدى المصاب مشكلات تتعلق بحجم تقديره لنفسه، إضافة لعلاقاته المتوترة بأقرانه أو أشقائه.– في حالة عدم الاكتشاف المبكر تظهر بعض المشكلات النفسية، كالانطواء والاكتئاب والعزلة وعدم الثقة بالنفس.– قد يعاني من اضطراب فرط الحركة الناجم عن نقص الانتباه، مقارنةً بباقي الأطفال.العلاجعادة يتم اكتشاف هذا الاضطراب بالمرحلة الابتدائية، ورغم أنه يمكن ملاحظة أعراضه في أي عمر فإن بعضها قد تظهر عادة في الطفولة المبكرة، فقد يتعلم من يعانون من عسر القراءة الزحف والمشي والتحدث وركوب الدراجة في وقت متأخر عن أقرانهم.ويمكن علاج حوالي 95% من الحالات إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر، وهناك العديد من المناهج التعليمية الخاصة بهم، فإذا حصل من يعانون من عسر القراءة على تدريب صوتي فعال في رياض الأطفال والصف الأول فسيواجهون مشكلات أقل بكثير في تعلم القراءة ممن لم تتم مساعدتهم حتى الصف الثالث.والطبيب النفسي أو طبيب المخ والأعصاب هما أفضل من يقوم بتشخيص عسر القراءة، إلى جانب طبيب الأطفال أو أخصائي علم النفس التربوي.في المنزل قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تدريس إضافي ومعلم خاص لتحسين قراءتهم، أو مجموعات مشتركة مع حالات مماثلة، لكن استشارة الطبيب النفسي ضروري لتنمية قدرتهم على الثقة بأنفسهم.دور الأبوين بالمنزل لا يقل أهمية عن الدعم النفسي والتدخل الطبي، فعليهما مساعدة الطفل على القراءة عن طريق تبسيط المهام بحيث تطلب منه أن يميز شيئاً واحداً جديداً (حرف أو كلمة) كل مرة، وبعد إتقانه للحرف الأول بصورة تامة، ينتقل الوالدان بعد ذلك لتعليمه الحرف الآخر المقابل، مع اللجوء للتكرار، على أن تكون فترة التدريب قصيرة، حتى يتاح للطفل تثبيت ما تعلمه من مهارات جديدة. ...
عسر القراءة إحدى صعوبات التعلم، وهي حالة يكون فيها الدماغ غير قادر على التعرف على ومعالجة رموز معينة، وتسمى أيضا الديسلكسيا (Dyslexia) وذلك وفقا للمكتبة الوطنية للصحة في الولايات المتحدة.ويحدث عسر القراءة عندما تكون هناك مشكلة في منطقة بالدماغ التي تساعد على تفسير اللغة، مع التأكيد هنا أنه ليس مشكلة ناجمة عن ضعف البصر، بل مشكلة في معالجة المعلومات.بالمقابل فإن عسر القراءة لا يؤثر على قدرات التفكير، فغالبية من يعانون عسر القراءة لديهم معدلات ذكاء عادية أو أعلى من المعدل.وتظهر تلك المشكلة في بعض العائلات، ولذلك من الضروري من الأبوين الانتباه إذا كان لدى أحد في العائلة أو لديهم عسر قراءة، وذلك عبر التنبه للأعراض المبكرة لدى الطفل لتوفير المساعدة مبكرا له.وحاول علماء معهد ماكس بلانك للإدراك البشري في مدينة لايبزيغ الألمانية معرفة أسباب نشوء عسر القراءة، وذلك بهدف تطوير تشخيص متكامل لهذا المرض الذي يظهر في مراحل الطفولة.وبإجراء فحوصات على أحد المصابين بعسر القراءة، اكتشف الباحثون وجود مناطق بالدماغ -كان يعتقد أنها مسؤولة عن الإدراك – مسؤولة عن اللغة أيضا، وأن هذا الجزء من الدماغ يعمل لدى مرضى عسر القراءة بطريقة مختلفة.الأعراض:صعوبة في ربط أصوات اللغة بالأحرف.مشاكل في استيعاب معاني الجمل.صعوبة في فهم الجمل البسيطة.مشاكل في التعرف على الكلمات المكتوبة.صعوبات في تنسيق الكلمات التي لديها نفس القافية، أي أنه لا يستطيع مثلا فهم أن ماء وسماء لهما نفس القافية (Rhyming).مضاعفات عسر القراءة:مشاكل في المدرسة.مشاكل سلوكية.تقدير منخفض للذات لدى الذي يعاني من عسر القراءة.مشاكل في القراءة تستمر مع التقدم في العمر.صعوبات في العمل.العلاج:تقديم مساعدة تعليمية إضافية تدعى العلاج التصحيحي (remedial instruction).الحصول على دروس خاصة.تعزيز الذات وتحسين الثقة بالنفس، لأن الكثيرين من المصابين يعانون من تقدير منخفض للذات....
أظهرت دراسة سويدية حديثة أن مكملات الأحماض الدهنية المعروفة باسم "أوميغا 3″، يمكن أن تحسّن مهارات القراءة لدى الأطفال الذين يعانون من صعوبات في التعلم ومن مشاكل في الانتباه.جاء ذلك في دراسة أجراها باحثون بجامعة غوتنبرغ في السويد على 154 من أطفال المدارس، تراوحت أعمارهم بين تسع سنوات وعشر.وتوصل الباحثون إلى تلك النتائج بعد أن أعطوا نصف الأطفال مكملات "أوميغا 3" لمدة ثلاثة أشهر، بينما أعطوا النصف الآخر دواء وهميا، ثم قاموا بقياس مهارات القراءة لاختبار سرعة قراءة المفردات اللغوية.ووجد فريق البحث أن مهارات القراءة تحسّنت بشكل ملحوظ لدى الأطفال الذين تلقوا مكملات "أوميغا 3″، وتمكنوا من القراءة بصوت عال، ونطقوا المفردات بشكل صحيح، مقارنة مع من تلقوا دواء وهميا.وفي إطار تفسير النتائج، قال قائد فريق البحث الدكتور ماتس جونسون إن الأحماض الدهنية مهمة لنقل الإشارات بين الخلايا العصبية، وتنظيم عمل نظام الإنذار في الدماغ.وتستخلص أحماض "أوميغا 3" الدهنية من الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة والماكريل والسردين وزيت السمك، ويمكن الحصول على المكملات الغذائية "أوميغا 3" من الصيدليات.ورصدت دراسات سابقة فوائد صحية عدة لأحماض "أوميغا 3″، على رأسها تقليل خطر الإصابة بالاكتئاب وأمراض القلب والسكر والكلى، وتقليل نسبة الكولسترول في الدم، بالإضافة إلى الوقاية من التهاب المفاصل الروماتويدي.وأضافت الدراسات أن توافر الأحماض الدهنية الأساسية في الجسم، بالإضافة إلى فيتامين "د"، يحسن وظيفة الإدراك والسلوك، ويمنع الإصابة بمجموعة واسعة من اضطرابات الدماغ التي تصيب الأطفال وعلى رأسها مرض التوحد ونقص الانتباه....
تقف العديد من الاضطرابات حائلا بين الطفل والتعلم، ولعل أبرز هذه الاضطرابات عسر القراءة والكتابة والحساب. وفي هذا الإطار، يدعو اختصاصيون إلى ضرورة فهم هذه الاضطرابات قبل البت في البحث عن طرق علاجها.وأكدت الكاتبة باسكال سنك، في تقريرها الذي نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن هذه الأنواع من الاضطرابات تصيب ما بين 5 و10% من الأطفال، أي ما يعادل طفلين إلى ثلاثة في كل فصل. ووفقا لمختصين، فإن هذه الاضطرابات تعرقل مسيرة الأطفال التعليمية، وهو أمر خارج عن إرادتهم نظرا لأنها على علاقة بتطور الخلايا العصبية.وأفادت الكاتبة بأن أسباب هذه الاضطرابات تختلف من طفل إلى آخر، حيث يتحدث المختصون عن أسباب مرضية، مثل حالات الولادة المبكرة والمعاناة التي ترافق الأطفال حديثي الولادة. كما يمكن أن تكون الأسباب جينية، ومن شأنها أن تحدث تغييرا في نظام الدماغ المسؤول عن استيعاب اللغة المكتوبة، هذا بالإضافة إلى الأسباب البيئية؛ أي المحيطة ببيئة الطفل، مثل الوسط العائلي غير المتعلم.وأشارت الكاتبة إلى أن الأطفال الذين يعانون من هذا العسر يجدون صعوبة في تنظيم أفكارهم وحفظ المعلومات والتحسن مع الوقت، كما يجدون صعوبة في التركيز. وفي الوقت الذي ينجح فيه باقي الأطفال في تجاوز الصعوبات، يبقى الطفل الذي يعاني اضطرابا ما غير قادر على تجاوز الصعوبات في مسيرته التعليمية، حيث يمكن أن تتطور معه في المستقبل.ونوهت الكاتبة إلى وجود عامل آخر، ألا وهو صعوبة تحديد نوعية الاضطراب الذي يعاني منه الطفل، وما إذا كان عسرا في القراءة أو الكتابة. وللتوضيح أكثر؛ يمكن أن يتسبب عسر القراءة لدى الطفل في خلق عسر في التعبير الكتابي؛ لذلك دعا المختصون إلى إخضاع الطفل إلى العديد من الخبراء، مثل مختصين في الأعصاب والتخاطب والعلاج النفسي، لتشخيص وإدارة هذه الاضطرابات المعقدة وعلاجها.اضطرابات عسر القراءة والكتابة والحساب تصيب ما بين 5 و10% في الفصول الدراسية (غيتي)عسر القراءةوذكرت الكاتبة أن عسر القراءة عبارة عن اضطراب تعلمي يتضح بشكل أساسي كصعوبة في القراءة والهجاء، وهو أكثر الاضطرابات المتداولة لدى الأطفال. ويشمل هذا الاضطراب عسر القراءة الصوتية، حيث يصعب على الطفل تمييز الكلمات من الناحية الصوتية. وفي بعض الحالات يستطيع الطفل تحديد الكلمات وقراءتها، لكن يصعب عليه فهم المعنى، مما سيجعله مجبرا على التركيز على محاولة الفهم والقراءة ببطء شديد. وفي هذه الحالة، يكون الطفل عرضة إلى عسر مزدوج في القراءة، أي عسر القراءة الصوتية وصعوبة فهم الكلمات.العلاجقالت الكاتبة إن العلاج يتلخص في علاج النطق، بما في ذلك فك تشفير الحروف والأصوات وإنعاش الذاكرة اللفظية للطفل، كما يمكن إخضاع الطفل إلى تمارين تركز على الصوتيات واستيعاب الكلمات غير المنتظمة بهدف تحسين تركيزه البصري واللفظي، فضلا عن تدريبه عبر تمارين خاصة بالمهارات الحركية الدقيقة. كما يوصي المختصون باعتماد العلاج بالموسيقى لتقليل اضطرابات الانتباه، وتحسين التركيز السمعي وتسهيل استيعاب اللغة.عسر الكتابةأكدت الكاتبة أن هذا الاضطراب يتمثل في عدم القدرة على الكتابة والهجاء أثناء الكتابة، كما أن هذا الاضطراب يتلخص أيضا في العجز عن القيام بأي تمرين كتابي، حيث يعاني منه نحو 10% من الأطفال في فرنسا.العلاجنوهت الكاتبة بأن العلاج يقتصر على إخضاع الطفل إلى عملية إعادة تعلم طرق الكتابة مما سيسهم في إصلاح وتحسين أسلوبه الكتابي. ويشمل هذا العلاج طريقة مسك أصابعه للقلم، بالإضافة إلى تعليمه الحروف.تجدر الإشارة إلى أن الاختصاصي النفسي يلعب دورا مهما في نجاح العلاج عبر تحفيز الطفل من الناحية النفسية.خلل الأداء التنموي هو اضطراب عصبي يظهر في مرحلة الطفولة (بيكساباي)خلل الأداء التنمويأشارت الكاتبة إلى أن هذا الاضطراب عبارة عن اضطراب عصبي يظهر في مرحلة الطفولة. ويتعلق هذا الاضطراب أساسا "بالتطبيق العملي" للطفل، أي من ناحية إنجازه للمهام والتمارين. ويتفاقم خلل الأداء التنموي في الكثير من الأحيان بسبب نقص الانتباه واضطرابات التعلم الأخرى مثل عسر القراءة والكتابة والحساب.العلاجأكدت الكاتبة أن طرق علاج هذا الاضطراب تتطلب تضافر جهود العديد من المختصين، كمختص نفسي يشجع الطفل على تنظيم عملية التنسيق بين إيماءات دماغه وإيماءاته الحركية، بالإضافة إلى مختص في العلاج الوظيفي لإعادة تأهيل الحركات اليدوية، ومختص في تقويم النطق لتدريبه على حركات العين.إذا كان تنظيم اللغة لدى الطفل يعاني ضعفا هيكليا فمن الضروري استشارة طبيب أطفال ومقوم نطق (مواقع التواصل)الضعف اللغوي الخاصذكرت الكاتبة أن هذه الحالة تتمثل في اضطراب اللغة، أي أن الطفل يعاني من ضعف قدرته على الفهم أو التعبير عن رسالة لفظية أو مكتوبة مما يؤثر على إدراك الطفل.ونوهت الكاتبة إلى أنه يمكن تشخيص الضعف اللغوي الخاص عبر تشخيص حالة اضطراب معين في تطور اللغة الشفوية خلال بلوغ الطفل السنتين، حيث ينطق جملا غير منظمة وخالية من المفردات، وإذا كانت لديه مشكلة في التعبير عما يشعر به، أو يفكر فيه، وإذا كان تنظيم اللغة لديه يعاني ضعفا هيكليا، فمن الضروري استشارة طبيب أطفال ومقوم نطق.العلاجبالنسبة للكاتبة، يكمن الحل في علاج النطق لدى الطفل، ولا يخضع الطفل لهذا العلاج إلا بعد تشخيص مكثف لحالته من الطبيب المشرف عليه. ويوصي المختصون بالخضوع لدورتين في تقويم النطق أسبوعيا على مدار عدة أشهر. عسر الحسابيعد عسر الحساب صعوبة فطرية في تعلم أو استيعاب الحسابات الرياضية. ويجد الطفل صعوبة كبيرة في التعرف على الأرقام وحفظ جداول الحساب (الجمع والطرح والضرب والقسمة) وفهم الأرقام، ويعاني كلا الجنسين من هذا الاضطراب، كما يزداد عدد الأطفال الذين لديهم حساسية من الرياضيات.العلاجقالت الكاتبة إن كلا من المختصين في تقويم النطق والعلاج الوظيفي والمختصين النفسيين يتكفلون بفك شفرة الأداء المعرفي للطفل قبل التعاون مع المدرسين لإجراء تعديلات في الفصل على التمارين المكلف بها الطفل المتعلقة بالعمليات الحسابية.ما يجب القيام به في المدرسةوأفادت الكاتبة بأن هناك طرق علاج في الفصل ترتكز على تقديم الوالدين طلبا إلى المدرسة لتحديد خطة دعم خاصة بالطفل الذي يعاني من اضطراب من شأنها أن تعزز اندماجه التعليمي. ويمكن أن يزاول الطفل الذي يعاني اضطرابا ما تعليمه في أي مدرسة مع باقي الأطفال. في المقابل، ينبغي عليه الحصول على دعم مختص في الحياة المدرسية....
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.