اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك. يُشير مصطلح "الطيف" في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة في اليوم العالمي للتوحد 2023، فإن التوحد حالة عصبية تظهر خلال مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الحالتين الاجتماعية والاقتصادية. ويتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم بشهر أبريل (نيسان) من كل عام، إذ تجتمع منظمات التوحد في جميع أنحاء العالم معاً من أجل إجراء الأبحاث والتشخيصات والعلاج لأولئك الذين لديهم مسار نو متأثرم بالتوحد.ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن اضطراب طيف التوحد يشكل مجموعة متنوعة من الحالات المتعلقة بتطور الدماغ. وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من حالات متزامنة، بما في ذلك الصرع والاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بالإضافة إلى السلوكيات الصعبة مثل صعوبة النوم وإيذاء النفس. يختلف مستوى الأداء الفكري بين المصابين بالتوحد بشكل كبير، حيث يمتد من ضعف شديد إلى مستويات أعلى.حقائق حول التوحد• انتشار التوحد. في عام 2023، حدثت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC) نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد (ASD) إلى ما يقرب من طفل واحد من بين كل 36 طفلاً في الولايات المتحدة، وذكرت أن الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد 4 مرات من الفتيات، وأن التوحد يؤثر على جميع المجموعات العرقية والاجتماعية والاقتصادية.ويعاني 31 في المائة من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من إعاقة ذهنية (معدل الذكاء [IQ] أقل من 70)، و25 في المائة في النطاق الحدودي (معدل الذكاء 71-85)، و44 في المائة لديهم درجات حاصل ذكاء في النطاق المتوسط إلى فوق المتوسط (أي، معدل الذكاء اكثر من 85).ولا يزال يتم تشخيص معظم الأطفال بعد سن الرابعة، على الرغم من أنه يمكن تشخيص مرض التوحد بشكل موثوق في وقت مبكر من سن الثانية، حيث يوفر التدخل المبكر أفضل فرصة لدعم التنمية الصحية وتقديم فوائد طول العمر.وأخيراً، لا يوجد كشف طبي للتوحد.• ما الذي يسبب التوحد؟ التوحد هو اضطراب في النمو يؤثر على التواصل والسلوك. يُعتقد أنه ناتج عن عوامل بيئية وجينية. يجد المصابون بالتوحد التفاعلات الاجتماعية صعبة، وكذلك لديهم سلوكيات متكررة واهتمامات مركزة. والتوحد هو أيضاً اضطراب طيفي، مما يعني أن شدة ونطاق الأعراض يختلفان من شخص لآخر.تشير الأبحاث إلى أن علم الوراثة متورط في الغالبية العظمى من الحالات، وفقاً لموقع «أوتيزم سبيكس» (autismspeaks.org):- الأطفال المولودون لأبوين أكبر سناً هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.- الآباء والأمهات الذين لديهم طفل مصاب باضطراب طيف التوحد لديهم فرصة بنسبة من 2 إلى 18 بالمائة في إنجاب طفل ثانٍ مصاب أيضاً.- أظهرت الدراسات أنه من بين التوائم المتماثلة، إذا كان أحد الأطفال مصاباً بالتوحد، فسوف يتأثر الآخر بنحو من 36 إلى 95 بالمائة. وفي حالة التوائم غير المتطابقة، إذا كان أحد الأطفال مصاباً بالتوحد، فإن الطفل الآخر يتأثر بنحو 31 بالمائة.- على مدى العقدين الماضيين، تساءل كثير من الدراسات والأبحاث المكثفة عما إذا كان هناك أي صلة بين لقاحات الطفولة ومرض التوحد. جاءت النتائج واضحة: اللقاحات لا تسبب التوحد.المؤشرات والمضاعفاتفيما يلي بعض مؤشرات التوحد، وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية - V.( American Psychiatric Association)- عدم الكلام أو التأشير بعمر سنة واحدة، ولا توجد كلمات مفردة بعمر 16 شهراً أو عبارات من كلمتين بعمر سنتين.- ضعف القدرة على تكوين صداقات مع الأقران.- ضعف القدرة على بدء أو استمرار المحادثة مع الآخرين.- الاستخدام المتكرر أو غير المعتاد للغة.- اهتمام شديد أو مركّز بشكل غير طبيعي.- الانشغال بأشياء أو مواضيع معينة.- التقيد غير المرن بأنماط أو طقوس معينة.تقول الدكتورة ميريام سوندرز (Merriam Saunders)، وهي أخصائية نفسية في كاليفورنيا، إنه يمكن اعتبار اضطراب طيف التوحد (ASD) شيئاً يؤثر على اللغة ونظرية العقل، كما يعني تأثير اللغة أنهم غير صوتيين أو لديهم استخدام محدود للغة. عادة ما تكون هذه هي الحالات «الأكثر خطورة». وتوضح سوندرز أيضاً أن الأعراض الأخرى، مثل المشكلات الحسية (صعوبة في الأصوات، والتذوق، واللمس، والضوء)، يمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة.أما مضاعفات اضطراب طيف التوحد فهي:- يمكن أن يؤثر التوحد على الجسم كله.- يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) على ما يقدر بنحو من 30 إلى 61 في المائة من الأطفال المصابين بالتوحد.- يعاني أكثر من نصف الأطفال المصابين بالتوحد من مشكلة أو أكثر من مشاكل النوم المزمنة.- تؤثر اضطرابات القلق على ما يقدر بنحو من 11 إلى 40 في المائة من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من طيف التوحد.- الاكتئاب يصيب ما يقدر بـ7 في المائة من الأطفال و26 في المائة من البالغين المصابين بالتوحد.- الأطفال المصابون بالتوحد أكثر عرضة بنحو 8 مرات للإصابة بواحد أو أكثر من اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة مقارنة بالأطفال الآخرين.- يعاني ما يصل إلى ثلث المصابين بالتوحد من الصرع (اضطراب النوبات).- تشير الدراسات إلى أن الفصام يصيب ما بين 4 و35 بالمائة من البالغين المصابين بالتوحد. على النقيض من ذلك، يصيب مرض انفصام الشخصية ما يقدر بنحو 1.1 في المائة من عامة السكان.- تمتد المشاكل الصحية المرتبطة بالتوحد مدى الحياة - من الأطفال الصغار إلى كبار السن. ما يقرب من الثلث (32 في المائة) من 2 إلى 5 سنوات من المصابين بالتوحد يعانون من زيادة الوزن، و16 في المائة يعانون من السمنة. على النقيض من ذلك، يعاني أقل من الربع (23 بالمائة) من عمر 2 إلى 5 سنوات من زيادة الوزن و10 بالمائة فقط يعانون من السمنة المرضية.- هناك دواءان وحيدان معتمدان من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لعلاج الإثارة والتهيج المرتبطين بالتوحد؛ هما ريسبيريدون (Risperidone)، وأريبيبرازول (aripiprazole).دراسات حديثة• سلوكيات مؤذية. تشير نتائج الدراسات الحديثة إلى أن ما يقدر بنحو من 25 إلى 30 في المائة من الأشخاص المصابين بالتوحد هم أشخاص غير لفظيين (nonverbal) أو شفهيون (أقل من 30 كلمة أو غير قادرين على استخدام الكلام وحده للتواصل).وما يقرب من نصف المصابين بالتوحد يبتعدون عن الأمان، بينما تعرض ما يقرب من ثلثي الأطفال المصابين بالتوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً للتنمر.وما يقرب من 28 في المائة من الأطفال في سن 8 سنوات المصابين بالتوحد لديهم سلوكيات مؤذية للنفس. ومن بين أكثر الطرق شيوعاً ضرب الرأس وعض الذراع وخدش الجلد. ولا يزال الغرق سبباً رئيسياً لوفاة الأطفال المصابين بالتوحد ويشكل ما يقرب من 90 بالمائة من الوفيات المرتبطة بالتجول أو الانزلاق في سن 14 عاماً أو أقل.• مصير التوحد في مرحلة البلوغ. توضح الأبحاث أن الأنشطة الوظيفية التي تشجع على الاستقلال تقلل من أعراض التوحد وتزيد من مهارات الحياة اليومية.- على مدى العقد المقبل، سيدخل ما يقدر بـ707 آلاف إلى مليون و116 ألف مراهق (70700 إلى 111600 كل عام) مرحلة البلوغ ويخرجون من خدمات التوحد القائمة على المدرسة.- المراهقون المصابون بالتوحد الذين يتلقون خدمات الرعاية الصحية الانتقالية هم نصف عدد الأشخاص الذين لديهم احتياجات رعاية صحية خاصة أخرى. والشباب الذين يقترن لديهم التوحد مع مشاكل طبية مصاحبة أخرى هم أقل عرضة لتلقي الدعم الانتقالي.- لا يتلقى كثير من الشباب المصابين بالتوحد أي رعاية صحية لسنوات بعد توقفهم عن زيارة طبيب الأطفال.- يظل أكثر من نصف الشباب المصابين بالتوحد عاطلين عن العمل وغير ملتحقين بالتعليم العالي في العامين التاليين للمدرسة الثانوية. هذا معدل أقل من معدل الشباب في فئات الإعاقات الأخرى، بما في ذلك صعوبات التعلم أو الإعاقة الذهنية أو ضعف الكلام واللغة.- من بين ما يقرب من 18 ألف شخص مصاب بالتوحد ممن استخدموا برامج إعادة التأهيل المهني الممولة من الدولة في عام 2014، ترك البرنامج 60 بالمائة فقط مع وظيفة. ومن بين هؤلاء، 80 في المائة يعملون بدوام جزئي بمعدل أسبوعي متوسط قدره 160 دولاراً، مما يجعلهم أقل بكثير من مستوى الفقر.• ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 عاماً والمصابين بالتوحد لم يشغلوا أبداً وظيفة مدفوعة الأجر.الدعمان الخارجي والعائلي• التدخل والدعم المبكر. أجمعت كل الدراسات على أن التدخل المبكر يمكن أن يحسن التعلم والتواصل والمهارات الاجتماعية للمصاب بطيف التوحد، وكذلك في نمو الدماغ الأساسي.ومن التدخلات:- تحليل السلوك التطبيقي (Applied behavior analysis (ABA)) والعلاجات القائمة على مبادئها هي التدخلات السلوكية الأكثر بحثاً والأكثر استخداماً لمرض التوحد.- يستفيد كثير من الأطفال المصابين بالتوحد أيضاً من التدخلات الأخرى مثل النطق والعلاج المهني.- التدخل للحد من الانحدار النمائي، أو فقدان المهارات، مثل اللغة والاهتمامات الاجتماعية، يؤثر على نحو 1 من كل 5 أطفال سيتم تشخيصهم بالتوحد، ويحدث عادةً بين سن 1 و3 سنوات.* مقدمو الرعاية والعائلات. في المتوسط، وُجد أن مرض التوحد يكلف ما يقدر بنحو 60 ألف دولار في السنة خلال مرحلة الطفولة، الجزء الأكبر منها لتكاليف الخدمات الخاصة والأجور المفقودة المرتبطة بزيادة الطلب على أحد الوالدين أو كليهما. تزداد التكاليف مع حدوث الإعاقة الذهنية.أما أمهات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وأولئك اللائي يملن إلى العمل في رعاية الطفل المصاب ومناصرته، فمن غير المرجح أن يعملن خارج المنزل. في المتوسط، يكون العمل ساعات أقل في الأسبوع والكسب 56 في المائة أقل من أمهات الأطفال الذين لا يعانون من قيود صحية، و35 في المائة أقل من أمهات الأطفال الذين يعانون من إعاقات أو اضطرابات أخرى.• دور النظام الغذائي السليم والتغذية في التوحد. في كثير من الأحيان، تظل الحالة التغذوية للأطفال المصابين بالتوحد معرضة للخطر. يُلاحظ أنهم عادةً ما يعانون من نقص الفيتامينات أو المعادن الأخرى، مثل فيتامين إيه وفيتامين بي6 وفيتامين بي12 ونقص حمض الفوليك. قد يكون هذا نتيجة لصعوبات في البلع أو مشاكل حسية مثل تفضيلات الطعام أو مشاكل متعلقة بالأمعاء مثل الإسهال والإمساك والالتهابات المتكررة والانتفاخ وآلام الجهاز الهضمي. قد تكون مشكلات مثل عدم القدرة على الجلوس في مكان واحد أثناء أوقات الوجبات أحد الأسباب أيضاً.عندما تسوء الأمور في «القناة الهضمية»، يمكن أن تحدث تغيرات سلوكية سلبية ومشاكل معرفية أو يمكن أن تتفاقم. ومن ثم، فإن خطة النظام الغذائي للتوحد مع تغيير النظام الغذائي فيما يتعلق بالمتطلبات الغذائية بعد تقييم الجوانب الأخرى مثل القدرة على البلع والهضم، أمر ضروري لتحسين نوعية حياة المريض.تماماً كما الحال مع الأطفال الآخرين، قد يكون من الصعب على والد الطفل المصاب بالتوحد، ضمان حصول طفله على جميع العناصر الغذائية المناسبة بالنسب الصحيحة. ومن ثم، فإن خطة النظام الغذائي الصحي والمغذي والمتوازن لاحتياجات التوحد يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في قدرتهم على التعلم، وكيف يديرون عواطفهم وكيف يعالجون المعلومات.عادة، يتم اتباع أنظمة غذائية مثل النظام الغذائي الخالي من الغلوتين والكازين (GFCF) والنظام الغذائي المحدد للكربوهيدرات (SCD) والنظام الغذائي البيئي للجسم Body Ecology Diet (BED) والنظام الغذائي الخالي من اللوتين (Sara›s Diet) لمساعدة الأطفال المصابين بطيف التوحد....
بالتزامن مع أحدث ندوة عقدت عبر الإنترنت في الولايات المتحدة حول أفضل الطرق لدعم مرضى التوحد، صدرت دراسة حديثة نشرت في النسخة الإلكترونية من «مجلة العلوم الطبية البريطانية (British Medical journal Open)» ناقشت احتمالية أن تلعب الإصابات المتكررة للجزء الأعلى من الجهاز التنفسي والأذن دوراً في رفع معدل خطورة الإصابة بطيف من أطياف التوحد (autism spectrum)، وذلك في الأسبوع الأخير من شهر أبريل (نيسان) الماضي.طيف التوحدوفق أحدث الإحصاءات من «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)» بالولايات المتحدة؛ فإن هناك واحداً من كل 36 طفلاً، يجري تشخيصه بطيف التوحد في كل عام، مقابل واحد من كل 44 طفلاً قبل عامين فقط. وربما يكون ذلك بسبب زيادة الوعي بالأعراض في مرحلة مبكرة من عمر الطفل؛ مما يؤدي إلى سرعة التشخيص، ولذلك تعدّ كلمة «طيف» معبرة جداً عن تفاوت شدة الحالات من طفل إلى آخر، فضلاً عن أن المرض غالباً ما يتميز بحالات طبية أخرى مثل اضطرابات الجهاز الهضمي وكذلك الأمراض النفسية المصاحبة له مثل الاكتئاب والقلق... وغير ذلك.الدراسة الجديدة التي أجراها علماء من «كلية بريستول للطب (Bristol Medical School)» في المملكة المتحدة وجدت أن الأطفال الصغار الذين يعانون من مشكلات صحية في الأذن والأنف والحنجرة، سواء أكانت التهابات متكررة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، أم حساسية موسمية، أم عيوباً خلقية في الأذن، كانوا أكثر عرضة لاحقاً للإصابة بطيف التوحد. وبالطبع؛ فهذا لا يعني أن جميع الأطفال الذين يصابون بالتهابات الأذن سوف يجري تشخيصهم في النهاية بالتوحد، كما أنه لا يعني أن جميع المصابين بالتوحد كانوا قد أصيبوا بعدوى الجهاز التنفسي العلوي عندما كانوا أطفالاً.أوضحت الدراسة أن الأسباب الأكيدة لارتباط هذه الالتهابات بالتوحد غير معروفة بشكل قاطع، ولكن هناك احتمالية أن تؤدي هذه الإصابات المتكررة إلى ضعف في السمع، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التواصل بشكل كامل، وهو الأمر الذي يدخل الطفل دائرة مفرغة؛ فينعزل الطفل بشكل تلقائي عن مجموعات الزملاء لعدم قدرته على سماعهم بوضوح والتواصل معهم، مما يضعف القدرات الاجتماعية أكثر، وبالتالي تزيد فرص تأثير الأسباب الاجتماعية عليه؛ لأن التوحد يحدث نتيجة لأسباب عدة؛ جينية وبيئية ومناعية.إصابات متكررةكان الباحثون راجعوا بيانات 14 ألفاً من الأطفال الذين ولدوا في إنجلترا خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي، وكذلك البيانات الخاصة بذويهم، وأجابت الأمهات عن 3 استبيانات عن أعراض الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي التي تعرض لها هؤلاء الأطفال في أعمار 18 شهراً و30 شهراً و42 شهراً؛ ومنها ما يتعلق بالأنف والحنجرة، مثل الشخير أثناء النوم والتنفس من الفم، وأيضاً ما يتعلق بالأذن، مثل قيام الطفل بشد حلمة الأذن دليلاً على الألم؛ سواء من الخارج والداخل، وأيضاً السؤال عن احمرار الأذن وتقرحها، وتأثر السمع في أثناء نزلات البرد، وأيضاً نزول إفرازات من الأذن من عدمه، وكذلك عدد المرات التي تكررت فيها إصابات الأطفال وطبيعتها في كل مرة.وطُلب من الأمهات استكمال 3 استبيانات تتعلق بأعراض الأنف والأذن والحنجرة مرة أخرى عندما كان أطفالهن في أعمار 3 و6 و9 سنوات، وشملت هذه الاستبيانات السؤال عن وجود أي مشكلات تتعلق بالكلام والقدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين؛ سواء أكانوا الأقران أم الأب والأم. وكذلك شملت السؤال عن ممارسة سلوكيات متكررة أو غير مألوفة لدى الأطفال في مثل هذا العمر، وأيضاً عن أي مشكلات تتعلق بالنمو العصبي أو الوجداني. وجمع الباحثون تشخيصات التوحد من السجلات الرسمية الصحية والمدرسية وأيضاً عن طريق أولياء الأمور.ثبت الباحثون وحيّدوا العوامل البيئية التي يحتمل أن تلعب دوراً في الإصابة بالمرض، وسئلت الأمهات عن حدوث ولادة مبكرة أو بعد الموعد الفعلي للولادة، وعدد حالات الحمل السابقة؛ سواء بالأطفال الأحياء والوفيات التي حدثت، وكذلك عن الرضاعة الطبيعية، واكتئاب ما بعد الولادة، ومستوى التعليم، وعمّا إذا كانت الأم مدخنة من عدمه خصوصاً في الأسابيع الأولى من الحمل، وعمّا إذا كان الأب أيضاً مدخناً. ووضع في الحساب جنس الأطفال (التوحد أكثر حدوثاً لدى الذكور).ارتبط معدل تكرار الأعراض الخاصة بالجزء الأعلى من الجهاز التنفسي بارتفاع الأعراض التي يمكن أن تشير إلى التوحد مثل عدم القدرة على الكلام بشكل مرتب ومتماسك والسلوكيات المتكررة. وكان هذا الارتباط أكثر وضوحاً بشكل خاص في سن 30 شهراً وحتى فترة ما قبل الدراسة، وأيضاً كان الأطفال الذين لديهم إفرازات صديد أو مخاط لزج من الأذن أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بـ3 أضعاف من أقرانهم الآخرين، وبالنسبة إلى الأطفال الذين عانوا من ضعف السمع بعد نزلات البرد؛ فكانوا عرضة لخطر الإصابة مرتين أكثر.نصحت الدراسة الآباء بضرورة أخذ حالات التهاب الأذن بجدية أكبر والذهاب مباشرة إلى الطبيب لعلاجها؛ لأنه في كثير من الأحيان لا تكون الالتهابات مؤلمة وتكون مجرد إفرازات مزمنة، ويجب على الآباء في حالة التراجع الدراسي للطفل معرفة موقعه في الفصل الدراسي وسؤاله عما إذا كان يسمع الدروس بوضوح من عدمه لمعرفة ما إذا كان يعاني من ضعف السمع حتى ولو بدرجة طفيفة، ويجب عمل مقياس سمع لتقييم الحالة حتى يمكن تفادي تفاقم الأمر، مما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى التوحد....
اضطرابات طيف التوحد هي الحالات التي يواجه فيها الأشخاص صعوبة في تطوير العلاقات الاجتماعية العادية، أو استخدام اللغة بشكل طبيعي، أو يعجزون عن استخدامها بشكل مطلق، ويُظهرون سلوكيات مقيَّدة أو تكرارية.ويواجه المصابون صعوبة في التواصل مع الآخرين والارتباط بهم.تكون لدى المصابين باضطراب طيف التوحد أيضًا أنماط سلوكية و/أو اهتمامات و/أو أنشطة محدودة، وغالبًا ما يتبعون روتينًا صارمًا في حياتهم.يستند التشخيص إلى مراقبة الطفل، وتقارير الأهل ومقدمي الرعاية، والاختبارات النوعية المعتمدة للتحري عن التوحد.يستجيب معظم المصابين بشكل جيد إلى المداخلات العلاجية القائمة على المداخلات السلوكية المُنظمة بشكلٍ عالٍ.تُعد اضطرابات طيف التوحد من اضطرابات التطور العصبي.جرى اعتبار التوحد بأنه طيف أو نطاق من الاضطرابات، لأن مظاهره تتباين كثيرًا من حيث النوع والشدة.كان التوحد فيما سبق يُصنف في خمسة أنواع: التوحد التقليدي، ومتلازمة أسبرجر، والإعاقة الذهنية، والاضطراب التحللي الطفولي، واضطراب الارتقاء المنتشر.ولكن، نظرًأ لوجود تداخل كبير جعل من الصعب التميز بينها، ولذلك لا يستخدم الأطباء حاليًا هذه المصطلحات، ويُطلقون على جميع أنواع التوحد اسم اضطرابات طيف التوحد (باستثناء متلازمة ريت، التي تُعد اضطرابًا وراثيًا مميزًا).يختلف اضطراب طيف التوحد عن متلازمة ريت، على الرغم من أن الكثير من المصابين بالتوحد يُعانون من كلا الحالتين.ويؤكد نظام تصنيف اضطرابات طيف التوحد على أنه ضمن الطيف الواسع للمرض قد تتباين سماته من حيث الشدة أو الوضح بين مريض وآخر.تحدث هذه الاضطرابات بمعدل حالة واحدة لكل 54 شخصًا في الولايات المتحدة، وتكون أكثر شيوعًا عند الذكور بنسبة 4 أضعاف مما هو الحال عند الإناث.وتشير الإحصائيات إلى أن العدد التقريبي للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد قد ازداد بسبب تعلم الأطباء ومزودي الرعاية المزيد حول أعراض الاضطراب.أسباب اضطرابات طيف التوحدلا تزال الأسباب النوعية لاضطرابات طيف التوحد غير مفهومة بشكل كامل، على الرغم من أنها غالبًا ما تتصل بعوامل جينية.في حال وجود طفل في العائلة مصاب بالتوحد، فإن خطر ولادة طفل آخر مُصاب بالتوحد يبلغ 3 إلى 10%.قد ترتبط العديد من العوامل الجينية مثل متلازمة الصبغي X الهش، ومعقد التصلب الحدبي، ومتلازمة داون، مع الإصابة باضطرابات طيف التوحد.كما يمكن لأنواع العدوى قبل الولادية، مثل عدوى الحصبة الألمانية أو العدوى بالفيروس المضخم للخلايا، أن تمارس دورًا في الإصابة.قد يكون الخداج (الولادة المبكرة) أيضًا عامل خطورة: فكلما وُلد الطفل في مرحلة مبكرة أكثر، كلما ازداد خطر حدوث اضطراب طيف التوحد.يكون لدى بعض الأطفال المصابين بالتوحد فُروق في كيفية تشكُّل دماغهم وكيفية قيامه بوظائفه.من المؤكد بأن اضطرابات طيف التوحد لا تنجم عن سوء رعاية الأبوين، أو العنف الأسري والتجارب القاسية في الطفولة، أو اللقاحات (انظر أيضًا اللقاح الثلاثي والمخاوف بشأن التوحد).هل تعلم... لا تنجم اضطرابات طيف التوحد عن اللقاحات.أعراض اضطرابات طيف التوحدتبدأ أعراض التوحد بالظهور في أول سنتين من الحياة، ولكن الأشكال البسيطة من المرض قد لا يمكن تمييزها حتى وصول الطفل إلى عمر المدرسة.تتطور الأعراض لدى مرضى طيف التوحد في المجالين التاليين:التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرينالأنماط السلوكية المُقيدة والمتكررةتتراوح أعرَاض اضطراب طيف التوحد بين الخفيفة والشديدة، ولكن معظم الأشخاص يحتاجون إلى مستوى معين من الدعم في كلا المجالين.يتباين مرضى طيف التوحد بشكل كبير من حيث قدرتهم على القيام بالمهام الاعتيادية باستقلالية سواءً في المدرسة أو المجتمع، وفي حاجتهم إلى الدعم.وبالإضافة إلى ذلك، فإن حوالى 20 إلى 40٪ من الأطفال الذين يعانون من التوحد، وخاصة أولئك الذين يكون معدل الذكاء لديهم أقل من 50، يُصابون باختلاجات قبل الوصول إلى سن البلوغ.في حوالى 25% من الأطفال المصابين، يحدث فقدان المهارات المكتسبة سابقًا (ارتداد أو ارتكاس النمو) بالتزامن مع تشخيص المرض، وقد يكون ذلك المؤشر الأول على الإصابة.التواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرينكثيراً ما تحدث المعانقة والتواصل البصري بشكل غير مألوف لدى الأطفال الرضع المُصابين بالتوحد.وعلى الرغم من أن بعض الأطفال الرضع المُصابين ينزعجون عند فصلهم عن ذويهم، إلا أنهم لا يلجؤون إلى آبائهم طلبًا للحماية كما يفعل بقية الأطفال.وكثيرًا ما يفضل الأطفال الأكبر سنًا اللعب بمفردهم، ولا يقيمون علاقات وثيقة، ولا سيما خارج الأسرة.وعند التفاعل مع الأطفال الآخرين، فقد يتجنب الطفل التواصل البصري ولا يستخدم التعبيرات الوجهية لتأسيس تفاعل اجتماعي، وقد يواجه صعوبة في تفسير تعبيرات وأمزجة الآخرين.قد يواجه الطفل صعوبة في معرفة كيفية المشاركة في الأحاديث، وتمييز الكلمات الودودة من الكلمات الجارحة.تؤدي هذه العوامل إلى جعل الطفل يبدو غريب الأطوار بنظر الآخرين، مما يؤدي إلى عزلته اجتماعيًا.اللغةفي الحالات الشديدة جدًا من التوحد لا يمكن للطفل أن يتعلم الكلام.وإذا تمكن الطفل من الكلام، فلا يكون ذلك إلا في وقت متأخر، ويستخدم الكلمات بمواضع غريبة.وكثيرًا ما يكرر الطفل الكلمات المنطوقة إليه (صدى النص echolalia)، أو يستخدم الكلام المحفوظ بدلًا من التكلم بعفوية، أو يعكس الاستخدام العادي للضمائر، ولا سيما استخدام "أنت" بدلًا من "أنا"، أو ضمير الملكية "لي" بدلًا من "لهم".قد لا تكون المحادثة مع الطفل تفاعلية، وغالبًا ما يستخدم اللغة لتسمية الأشياء أو طلب مساعدة، وليس لمشاركة الأفكار أو المشاعر.قد يتكلم الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد بإيقاع ونبرة غير عاديين.السلوك، والاهتمامات، والأنشطةغالبًا ما يكون الشخص المُصاب باضطراب طيف التوحد مقاومًا جدًا للتغيير، مثل تناول طعام أو ممارسة ألعاب الجديدة، أو ترتيب الأثاث والملابس.وقد يتعلق بشدة بالجمادات.وكثيرًا ما يُكرر القيام بالأشياء.وكثيرًا ما يكرر الأطفال الأصغر سنًا و/أو الأكثر تضررًا أعمالاً معينة، مثل الأرجحة، أو تقليب الكفين، أو تدوير الأجسام.وقد يلحق بعضهم الأذى بنفسه من خلال تلك السُّلُوكيات المتكررة، مثل هز رؤوسهم أو عض أنفسهم.أما الأطفال الأقل تضررًا، فقد يشاهدون الفيديو نفسه عدة مرات، أو يُصرون على تناول نفس الطعام في كل وجبة.غالبًا ما تكون اهتمامات المصابين بالتوحد غير اعتيادية وشديدة التخصص.على سبيل المثال، قد يكون الطفل مولعًا بالمكانس الكهربائية.كثيرًا ما تكون ردات فعل الأطفال المصابين بالتوحد تجاه الحواس شديدة أو ضعيفة جداً.فعلى سبيل المثال، قد ينزعجون بشدة من ملمس أو روائح أو مذاقات معينة، أو يستجيبون بشكل باهت لإحساسات مؤلمة أو باردة أو حارة يجدها الآخرون مزعجة للغاية.وقد يتجاهلون بعض الأصوات، في حين قد تزعجهم أصوات أخرى بشكل شديد.الذكاءيعاني الكثير من المصابين بالتوحد من درجة ما من الإعاقة الذهنية (معدل ذكاء IQ أقل من 70).ويتفاوت أداؤهم بشكل كبير.وعادة ما يكون أداؤهم أفضل في اختبارات المهارات الحركية والاستيعاب الفراغي، وذلك بالمقارنة مع الاختبارات اللفظية.يمتلك بعض المصابين بالتوحد مهارات ذاتية التعلم أو فريدة، مثل القدرة على القيام بعمليات حسابية معقدة، أو امتلاك مهارات موسيقية متقدمة.ولكن للأسف، كثيرًا ما يعجز هؤلاء الأشخاص عن توظيف مهاراتهم بطريقة تفاعلية أو مثمرة اجتماعيًا....
لا يوجد علاج شافٍ بعد لاضطراب طيف التوحد، وليست هناك طريقة علاج واحدة تناسب جميع الحالات. والهدف من العلاج هو زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال بأكبر قدر ممكن من خلال الحد من أعراض اضطراب طيف التوحد ودعم النمو والتعلم لديه. يمكن للتدخل المبكر خلال سنوات ما قبل المدرسة أن يساعد طفلك على تعلم المهارات الاجتماعية والوظيفية والسلوكية الحيوية ومهارات التواصل.وقد تساعد مجموعة من طرق العلاج والتدخلات المنزلية والمدرسية في علاج اضطراب طيف التوحد، كما قد تتغير احتياجات طفلك بمرور الوقت. يمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يوصي بخيارات ويساعدك على التعرف على الموارد في منطقتك.إذا تم تشخيص طفلك باضطراب طيف التوحد، تحدث إلى الخبراء بشأن وضع إستراتيجية للعلاج وتكوين فريق من المتخصصين لتلبية احتياجات طفلك.قد تشمل خيارات العلاج:العلاجات السلوكية والاتصالية. تعالج العديد من البرامج مجموعة من الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد. وتركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، وتعليم مهارات جديدة. وتركز البرامج الأخرى على تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية أو التواصل بشكل أفضل مع الآخرين. كذلك يمكن أن يساعد تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال على تعلم مهارات جديدة وتعميم هذه المهارات في حالات متعددة من خلال نظام التحفيز القائم على المكافآت.العلاجات التربوية. غالبًا ما يستجيب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد جيدًا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجة عالية من التنظيم. وتتضمن البرامج الناجحة عادةً فريقًا من الاختصاصيين، ومجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك. وغالبًا ما يظهر الأطفال قبل سن المدرسة ممن يحظون بتدخلات سلوكية فردية مركزة تقدمًا جيدًا.العلاج الأسري. يمكن أن يتعلم الآباء وأفراد الأسرة الآخرون كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المرضى بطرق تحفز المهارات الاجتماعية وتعالج المشكلات السلوكية وتعلمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل.العلاجات الأخرى. بناء على احتياجات طفلك، فإن علاج النطق لتحسن مهارات التواصل، والعلاج المهني لتعليم أنشطة الحياة اليومية، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن قد يكون مفيدًا. وقد يوصي الطبيب النفسي باتباع طرق لعلاج مشاكل السلوك.الأدوية. ليس هناك أي دواء في إمكانه تحسين العلامات الأساسية لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك أدوية معينة تساعد في السيطرة على الأعراض. فعلى سبيل المثال، قد توصف بعض الأدوية لطفلك في حال كان يعاني من فرط النشاط؛ تستخدم الأدوية المضادة للذهان أحيانًا في علاج المشكلات السلوكية الحادة؛ كما قد توصف مضادات الاكتئاب لعلاج القلق. أطلع مقدمي الرعاية الصحية بشأن أي دواء أو مكمل غذائي يتناوله الطفل أولاً بأول. ففي بعض الأحيان، قد تتفاعل الأدوية مع المكملات الغذائية، وتُسبب آثارًا جانبية خطيرة.إدارة الحالات الطبية والنفسية الأخرىبالإضافة إلى اضطراب طيف التوحد، يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون والبالغون الآتي:مشاكل الصحة النفسية. قد يصاب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد أيضًا بمشاكل طبية، مثل الصرع واضطرابات النوم أو تفضيلات غذائية محدودة أو مشاكل في المعدة. اسأل طبيب طفلك عن كيفية تحسين إدارة هذه الحالات معًا.مشاكل مع الانتقال إلى مرحلة البلوغ قد يواجه المراهقون والشباب الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في فهم تغيرات الجسم. كما أن الأوضاع الاجتماعية تزداد تعقيدا في مرحلة المراهقة، وقد يكون هناك قدر أقل من التسامح إزاء الاختلافات الفردية. مشاكل السلوك قد تكون صعبة خلال سنوات المراهقة.اضطرابات الصحة النفسية الأخرى. غالبًا ما يعاني المراهقون والبالغون المصابون باضطراب طيف التوحد اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب. يمكن أن يقدم طبيبك وأخصائي الصحة النفسية ومنظمات مناصرة للمرضى مجتمعية وخدمية المساعدة.التخطيط للمستقبلعادة ما يستمر الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد في التعلم والتعويض عن المشكلات طوال الحياة، ولكن معظمهم سيظل بحاجة إلى مستوى معين من الدعم. يمكن أن يجعل التخطيط لفرص طفلك المستقبلية، مثل التوظيف والكلية ووضع المعيشة والاستقلال والخدمات المطلوبة للدعم هذه العملية أكثر سلاسة....
أكد مختصون أن التشخيص المبكر والدمج من عوامل تخفيف أعراض طيف التوحد، مشيرين إلى أن تصحيح المفاهيم الخاطئة أبرز التحديات التي تواجه الأخصائيين بمراكز التأهيل والعلاج.ونظمت المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة ظفار، ممثلة في دائرة البرامج التعليمية قسم التربية الخاصة، مؤخرا، دورة تدريبية لأعضاء قسم التربية الخاصة والأخصائيات الاجتماعات وأولياء الأمور وأعضاء من قسم التربية الخاصة للتعريف بطيف التوحد الأسباب والأعراض، وسيكولوجية أطفال طيف التوحد، إضافة الى تعديل سلوك أطفال طيف التوحد. واستمرت الدورة لمدة خمسة أيام بمركز التدريب بالسعادة وبحضور 30 معلمة حلقة أولى.وقالت فاطمة أحمد فرج الغساني مديرة دائرة البرامج التعليمية إنه تم الإعداد والتنسيق والتنفيذ للورشة التدريبية حول طيف التوحد إيمانا بأهمية التثقيف للأسر والعاملين في تعليم أطفال طيف التوحد والتوعية بأهمية التشخيص المبكر للتدخل العلاجي المبكر وتصحيح المفاهيم الشائعة والتوعية بكيفية التعامل مع هذه الفئة ومساندتها في تخفيف الاضطراب واكتساب المهارات. وقالت عائشة بنت خليفة بن علي الكيومية الحاصلة على دكتوراه في التربية الخاصة نائبة الجمعية العمانية للتوحد والمحاضرة في هذه الدورة: لابد أن تتاح لهذه الفئة الخدمات الأساسية في الرعاية التأهيلية التربوية والتعليمية المجانية أسوة ببقية المواطنين من هم في سن التعليم الإلزامي؛ والقاعدة المعمول بها في المجال التعليمي لمصابي طيف التوحد هي الإدماج الشامل والجزئي ليتمكن من الاختلاط الطبيعي مع من هم في نفس عمره ليكتسب منهم السلوكيات الطبيعية المقبولة وتتلاشى منه السلوكيات غير المرغوبة. ولا يتم الحكم على الطفل في أول أيام التحاقه بالمدرسة ولا يكون من خلال حكم معلمة أو إدارة المدرسة ولكن من خلال فريق مختص مشكل من إدارة المدرسة ومعلمة الصعوبات ومعلمة التربية الخاصة والأخصائية الاجتماعية ومشرف التربية الخاصة وأحد المسؤولين بإدارات التربية الخاصة وكذلك المختص النفسي أو طبيب الاضطرابات النمائية السلوكية، فتتوقف حياة الطفل التوحدي ومستقبله على هذا القرار الهام جدا في أي مسار يتم وضعه.بينما يقول شوين الخميسي ماجستير علوم تواصل واضطرابات في مجال التوحد عضو مجلس إدارة الجمعية العمانية للتوحد:قمنا بالتركيز على خصائص الطفل التوحدي والوقوف على احتياجاته التربوية والتعليمية كذلك تم عرض خصائص معلم التربية الخاصة، ومن خلال هذه الدورة والتي استمرت 5 أيام لاحظنا مدى تقبل واستيعاب وتفاعل المستهدفين من هذه الدورة. أما صفاء عبدالجليل عوض بيت سليم رئيسة قسم التربية الخاصة فتقول: إن الإحصاءات الأخيرة تشير إلى تزايد المصابين باضطراب التوحد في السلطنة فأصبحت هناك حاجة ملحة للتحرك بشكل واسع، وأصبح من اللازم العمل على توعية أولياء الأمور بأهمية التدخل المبكر للحصول على التأهيل المبكر المناسب لتطوير مهارات طفل طيف التوحد وكذلك التعرف على أهمية التدخلات وآلية تنفيذها ومساندة الأسرة على فهم حالات التوحد والتعامل معها. ويقول علي محمد جعبوب عضو دراسات ومتابعة بمكتب مديرة دائرة البرامج التعليمية: جاءت فكرة إقامة ورشة استراتيجيات أطفال طيف التوحد لوجود بعض الحالات المشكوك في إصابتها في المدارس، ونظرا لعدم إيجاد وسائل تعليمية مناسبة للحالات المشابهة لأطفال طيف التوحد.ونأمل أن يتم تنفيذ دورات أخرى في نفس المجال لإدارات المدارس وكذلك موظفي ديوان المديرية للتعرف عن كثب على طفل التوحد أعراضه وأسبابه وطرق تعليميه بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص مثل الجمعية العمانية للتوحد ووزارة التنمية الاجتماعية ونطمح أن يتم توفير ما يلزم من إمكانيات مادية وبشرية لدمج أطفال التوحد وتوفير خدمات تعليمية تناسب قدراتهم.وتضيف وفاء سعيد أحمد الزوامري مشرفة صعوبات تعلم بقسم التربية الخاصة قائلة: سعينا من خلال الورشة لتوضيح اللغط في تشخيص الحالات المشكوك في إصابتها بطيف التوحد والمحالة إلى قسم التربية الخاصة ومعرفة الفرق بين الاضطرابات السلوكية والانفعالية وأعراض طيف التوحد وتوعية البيئة المدرسية والمجتمع المحلي بمثل هذه الفئة والتي قد تتواجد في الفصل العادي.أما رمزاء سالم بيت عفيف معلمة مجال أول مدرسة العوقدين فتقول: تضمنت الدورة الكثير من المعلومات المفيدة عن التوحد، حيث لم يسبق لي المشاركة في مثل هذه الدورات، ومن الأهمية بمكان توفير الأجواء المناسبة في الغرفة الصفية لتتلاءم مع أطفال التوحد وتوفير معلمات تربية خاصة أيضًا في المدرسة للوقوف مع المعلمة في سبيل الاهتمام بالطفل التوحدي. وأتمنى تكثيف الدورة على جميع الهيئات الإدارية والتدريسية لتوضح رؤية ضرورة دمج الطفل التوحدي مع أقرانه في المدرسة فهو له الحق في التعليم والدمج مع المجتمع والمدرسة كغيره ممن هم في عمره.وقالت آيات محمد محمود معلمة مجال أول مدرسة شهب أصعيب إن الدورة تضمنت نقاطا ومواضيع مهمة كخصائص الطفل التوحدي ومواصفات معلم ذوي الاحتياجات الخاصة وتعريف التوحد وسمات التوحد وصفات الطفل التوحدي ونسبة شفاء الطفل من سمات التوحد وعرض نماذج من شخصيات التوحد مثل بيل جيتس ثم كيفية دمج الطفل التوحدي وذوي الاحتياجات الخاصة مع أقرانهم العاديين ثم صفات معلم ذوي الاحتياجات الخاصة. كل تلك المواضيع قدمت لنا الكثير، بحيث يكون لدى المعلم خصائص تؤهله لإتمام عملية الدمج وإعداد مراحل لتطوير وتنمية مواطن القوة ومعرفة خطوات لإجادة التفكير الإبداعي وطرق لتفادي نقاط الضعف مثل ضعف التواصل ثم وضع طرق لتنمية مهارات التواصل لدى الطفل التوحدي سواء في المدرسة أو المنزل توظيف حواس الطفل في تنمية التواصل بكل فروعه يصاحب ذلك نماذج من الصور والمواقف.ويقول أحد أولياء الأمور: في البداية أشكر دائرة البرامج التعليمية متمثلة بقسم التربية الخاصة على إقامة الدورة التدريبية عن التوحد حيث استضافوا فيها أعضاء من الجمعية العمانية للتوحد والتقوا بمعلمات الحلقة الأولى وأولياء أمور أطفال التوحد وكذلك بقسم التربية الخاصة والأخصائيات الاجتماعية في مدارس المحافظة.تكمن أهمية هذه الورشة فيما قدمته من مادة ومهمة من حيث مناقشة الصعوبات التي تواجه أطفال التوحد والإجراءات التي تساعد على معالجة الكثير من الصعوبات المحيطة بهذه الفئة من المجتمع، وحقيقة الأمر القضية بحاجة إلى تضافر كل الجهات ابتداء من الأسرة والمدرسة والجهات الحكومية وانتهاء بمؤسسات المجتمع المحلي.ويشير أحمد تبوك الى أن ظاهرة التوحد في السلطنة ليست جديدة، والكرة الآن بملعب وزارة التربية والتعليم لاحتضان هذه الفئة من الأطفال وإدماجهم في المدارس وتوفير وتسخير الإمكانات الممكنة التي من شأنها أن تكسبهم الثقة ومهارات التواصل مع أقرانهم في نفس الفئة العمرية من الأطفال الأسوياء.وقالت عزيزة بنت نصيب صفرار أخصائية اجتماعية مدرسة وادي عين: الدورة جاءت في الوقت المناسب حيث تم دعم الأخصائية الاجتماعية بالمعارف والمعلومات والمهارات المفيدة جدا للتدخل السليم مع أطفال اضطرابات السلوك وكيفية التعامل معها وتهيئة البيئة المدرسية لخدمتهم وتوعية الأسرة والمجتمع بهذه الفئة وأهميتهم وحاجتهم إلى وقفة جادة لعلاجهم والتغلب على مشاكلهم وليعيشوا بعد ذلك يمارسون احتياجاتهم كالأفراد الطبيعيين .أما فاطمة عامر زيدي العمري أخصائية اجتماعية بمدرسة الأمانة للتعليم الأساسي فتضيف: ونتمنى من المسؤولين تقديم المزيد من الدعم للأخصائي الاجتماعي من حيث التأهيل والتدريب للتعامل مع هذه الحالات.وتقول فاطمة بنت محمد بن أحمد محفوظ الشيخ معلمة تربية خاصة دمج فكري بمدرسة القوف: الدورة أضافت معلومات جديدة لنا نحن المختصين في مجال التربية الخاصة، لتكتمل حلقة التعاون مع الأخصائيين والأطباء والوالدين للتعامل مع حالات أطفال التوحد ولكل منهم دور مهم سواء كان تعديل سوك أو علاجا آخر ....
أصبح مرض التوحد من الأمراض التي يُمكن تشخيصها في سنٍ مبكرة للأطفال، حتى في الشهور الأولى من عمر الطفل، ويُمكن للآباء عبر ملاحظة بعض الإشارات الصغيرة، أن ينأوا بطفلهم عن مخاطر ذلك الاضطراب العقلي، الذي يؤثر على علاقات الطفل الاجتماعية، وتواصله وتفاعله مع المجتمع فيما بعد.تبدأ علامات التوحد في الظهور لدى معظم الأطفال المصابين به قبل سن الثالثة، وربما يصاب الطفل بالتوحد ولا تظهر أعراضه قبل أن يتم الثانية من عمره، أي إن الطفل ينمو طبيعياً ثم فجأة يفقد بعض مهاراته العقلية، ويصبح أقل قدرة على اكتساب المهارات الجديدة مثل أقرانه في عمره نفسه .ومن أهم علامات التوحد: عدم إدراك الطفل العالَم المحيط به، وتجنُّب الاتصال الجسدي والاتصال بالعينين، وأيضاً تأخر اكتساب مهارات اللغة، لكن موقع Good House الروسي يشير إلى أن التأكد من إصابة الطفل بالتوحد يحتاج أكثر من علامة للتشخيص السليم له حسب ما ترجم موقع هافينغتون بوست .لذا، نستعرض في هذا التقرير أبرز العلامات التي تشير إلى إصابة الطفل بالتوحد:1- لا يبدي اهتماماً بالآخرينالطفل المصاب بالتوحد انطوائي، فلا يتفاعل أو يلعب مع الآخرين حوله حتى والديه؛ بل وقد يكون رد فعله عنيفاً تجاه من يحاول اللعب معه، كما لا يجيب عمن يناديه، ويتجاهل الأطفال الآخرين، كما لا ينتابه فضول حيال اكتشاف الأشياء الجديدة حوله.2- تعبيرات الوجهتبدو على الطفل المصاب بالتوحد بعض الإشارات الجسدية، مثل صرف نظره بعيداً عن المتحدث بصورة مستمرة ولا ينظر في عينيه، كما قد لا يتجاوب مع الصور البشرية أمامه، ولا يُبدي تعبيرات كالابتسام والضحك.3- يكره الكثير من الأشياءالطفل المصاب بالتوحد يكره الكثير من الأشياء حوله، مثل: الأصوات الصاخبة، وارتداء بعض قطع الملابس، كالجوارب والسراويل والحزام وقبعات الرأس، وقد يكره لمس والديه له أو تقبيلهما.4- لا يتكلمقد يتأخر نطق الطفل المصاب بالتوحد إلى ما بعد العامين، وقد يتعلم النطق في مثل عمر أقرانه، لكنه يُحجم عن الكلام، أو قد يكرر الكلمات نفسها مراراً دون تطور في معرفته اللغوية.5- سلوكهيُمكن ملاحظة قيام الطفل بالدوران المتكرر في المكان نفسه، أو التأرجح بصورة متكررة، كما قد يظهر الأمر من خلال طريقة لعبه وتحريكه جسمه وأصابعه ورأسه؛ إذ يكرر حركاته بضع مرات، وغيرها من السلوكيات الحركية المختلفة عن أقرانه.6- الاضطرابات الحركيةقد يبلغ الطفل سنته الأولى أو الثانية دون أن يستطيع المشي أو الجلوس، ولا يفرق بين صعود السلالم أو النزول، ويواجه صعوبة في تقدير المسافة عند المشي، كما قد يعاني ضعف التنسيق بين حركات جسده، وإمساك الأشياء بيديه.7- يلعب بأشياء غير تقليديةالطفل المصاب بالتوحد يترك اللعب بصفة مستمرة، وتجذبه أشياء أخرى للعب، مثل غسالة الملابس في أثناء عملها!8- الحزنكثير من الأطفال المصابين بالتوحد يشعرون بالحزن الشديد دائماً بسبب أي تغيير بسيط حولهم.9- التعبير عما يريدقد يعجز الطفل عن التعبير عما يريد، ويستخدم الإشارة بدلاً من الكلام، وذلك في عمر عامين، فمثلاً: إذا أراد الماء فلا يطلب ذلك بكلمات صريحة أو بديلة تحمل المعنى نفسه، ولكن يلحُّ على الأم بالوصول إلى الثلاجة لإحضار الماء.من الممكن أن يعاني الطفل الطبيعي أي عرض من الأعراض السابقة، غير أن وجودها مجتمعة أو وجود أكثر من عرض لدى الطفل بمثابة جرس إنذار للأسرة للتعامل مع المرض....
نظرة عامةاضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك. يُشير مصطلح "الطيف" في عبارة اضطراب طيف التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.يتضمن اضطراب طيف التوحد حالات كانت تعتبر منفصلة في السابق — التوحد، ومتلازمة أسبرجر، واضطراب التحطم الطفولي وأحد الأشكال غير المحددة للاضطراب النمائي الشامل. لا زال بعض الأفراد يستخدمون مصطلح "متلازمة أسبرجر"، والتي يعتقد بوجه عام أنها تقع على الطرف المعتدل من اضطراب طيف التوحد.يبدأ اضطراب طيف التوحد في مرحلة الطفولة المبكرة ويتسبب في نهاية المطاف في حدوث مشكلات على مستوى الأداء الاجتماعي — على الصعيد الاجتماعي، في المدرسة والعمل، على سبيل المثال. غالبًا ما تظهر أعراض التوحد على الأطفال في غضون السنة الأولى. يحدث النمو بصورة طبيعية على ما يبدو بالنسبة لعدد قليل من الأطفال في السنة الأولى، ثم يمرون بفترة من الارتداد بين الشهرين الثامن عشر والرابع والعشرين من العمر عندما تظهر عليهم أعراض التوحد.في حين لا يوجد علاج لاضطراب طيف التوحد، إلا أن العلاج المكثف المبكر قد يؤدي إلى إحداث فارق كبير في حياة العديد من الأطفال.الأعراضتظهر بعض علامات اضطراب طيف التوحد على الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، مثل قلة الاتصال بالعين أو عدم الاستجابة لاسمهم أو عدم الاكتراث لمقدمي الرعاية. قد ينمو أطفال آخرون بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من عمرهم، لكنهم يصبحون فجأة انطوائيين أو عدوانين أو يفقدون المهارات اللغوية التي قد اكتسبوها بالفعل. عادة ما تظهر العلامات عند عمر عامين.من المرجح أن يكون لكل طفل يعاني من اضطراب طيف التوحد نمطًا فريدًا من السلوك ومستوى الخطورة — من الأداء المنخفض إلى الأداء العالي.يعاني بعض الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في التعلم، وبعضهم لديه علامات أقل من الذكاء المعتاد. يتراوح معدل ذكاء الأطفال الآخرون الذين يعانون هذا الاضطراب من طبيعي إلى مرتفع — حيث إنهم يتعلمون بسرعة، إلا أن لديهم مشكلة في التواصل وتطبيق ما يعرفونه في الحياة اليومية والتكيف مع المواقف الاجتماعية.يمكن في بعض الأحيان أن تكون الشدة صعبة التحديد، بسبب المزيج الفريد للشعور بالأعراض في كل طفل. حيث إنها تعتمد بشكل عام على مستوى حالات الضعف وكيفية تأثيرها على قدرة القيام بالوظائف.ترد أدناه بعض العلامات الشائعة التي يُظهرها الأشخاص الذين يعانون اضطراب طيف التوحد.التواصل والتفاعل الاجتماعيقد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في التفاعل الاجتماعي ومهارات التواصل، بما في ذلك أي من العلامات التالية:عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقاتيرفض العناق والإمساك به، ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده؛ أي ينسحب إلى عالمه الخاصضعف التواصل البصري، وغياب تعبيرات الوجهعدم الكلام أو التأخر في الكلام، أو قد يفقد الطفل قدرته السابقة على التلفظ بالكلمات والجملعدم القدرة على بدء محادثة أو الاستمرار فيها أو قد يبدأ المحادثة للإفصاح عن طلباته أو تسمية الأشياء فحسبيتكلم بنبرة أو إيقاع غير طبيعي؛ وقد يستخدم صوتًا رتيبًا أو يتكلم مثل الإنسان الآلييكرر الكلمات أو العبارات الحرفية، ولكن لا يفهم كيفية استخدامهايبدو ألا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطةلا يعبر عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو غير مدرك لمشاعر الآخرينلا يشير إلى الأشياء أو يجلبها لمشاركة اهتماماتهيتفاعل اجتماعيًا على نحو غير ملائم بأن يكون متبلدًا أو عدائيًا أو مخرّبًالديه صعوبة في التعرف على الإشارات غير اللفظية، مثل تفسير تعبيرات الوجه الأخرى للأشخاص أو وضع الجسم أو لهجة الصوتأنماط السلوكقد يعاني طفل أو شخص بالغ مصاب باضطراب طيف التوحد من مشاكل في الأنماط السلوكية المحدودة والمتكررة أو الاهتمام أو الأنشطة، بما في ذلك أي من العلامات التالية:يقوم الطفل بحركات متكررة، مثل التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدينقد يقوم بأنشطة من الممكن أن تسبب له الأذى، مثل العض أو ضرب الرأسيضع إجراءات أو طقوسًا معينة، وينزعج عندما يطرأ عليها أدنى تغييريعاني من مشكلات في التناسق أو لديه أنماط حركية غريبة، مثل حركات غير متزنة أو السير على أصابع القدمين، ولديه لغة جسد غريبة أو متصلبة أو مبالغ فيهاقد ينبهر من تفاصيل شيء ما، مثل العجلات التي تدور في السيارة اللعبة، ولكن لا يدرك الصورة المجملة لهذا الشيء أو وظيفتهقد يكون حساسًا بشكل غير عادي تجاه الضوء والصوت واللمس، وعلى الرغم من ذلك لا يبالي للألم أو الحرارةلا تشغله ألعاب التقليد أو اللعب التخيليقد ينبهر بجسم أو نشاط ما بحماسة أو تركيز غير طبيعيينقد تكون لديه تفضيلات معينة من الأطعمة، مثل تناول القليل من الأطعمة فحسب أو رفض تناول الأطعمة ذات ملمس معينعندما يكبر الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد، تتحسن حالتهم ويصبحون أكثر اجتماعية ويظهرون سلوكًا اضطرابيًا أقل. يمكن لبعض المصابين الذين يعانون أعراض أقل شدة أن يعيشوا حياة طبيعية أو شبه طبيعية. ومع ذلك، يستمر البعض في مواجهة صعوبة في المهارات اللغوية أو الاجتماعية، ويمكن أن تزداد المشاكل السلوكية والانفعالية سوءًا في فترة المراهقة.متى تزور الطبيبينمو الأطفال بوتيرة خاصة بهم، ولا يتبع العديد منهم المواعيد الدقيقة المذكورة في بعض كتب الأبوة والأمومة. ولكن عادةً ما يظهر على الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد بعض علامات تأخر النمو قبل بلوغ الثانية من العمر.في حالة الشعور بقلق حيال نمو الطفل أو الاشتباه في إمكانية إصابة الطفل باضطراب طيف التوحد، يرجى الإعراب عن مخاوفك للطبيب. كما أن الأعراض المرتبطة بالاضطراب قد تكون مرتبطة كذلك باضطرابات النمو الأخرى.غالبًا ما تظهر علامات اضطراب طيف التوحد مبكرًا في مرحلة النمو عندما يكون هناك تأخر واضح في مهارات اللغة والتفاعلات الاجتماعية. ربما يوصي الطبيب بإجراء اختبارات النمو لتحديد ما إذا كان الطفل يعاني تأخرًا في المهارات الإدراكية والاجتماعية ومهارات اللغة أم لا، إذا كان الطفل:لا يستجيب بابتسامة أو بتعبير عن السعادة ببلوغه الشهر السادسلا يقلد الأصوات أو تعبيرات الوجه ببلوغه الشهر التاسعلا يتلعثم بالكلام أو يصدر صوتًا ببلوغه الشهر الثاني عشرلا يومئ بحركات — مثل الإشارة أو التلويح باليد — ببلوغه الشهر الرابع عشرلا ينطق كلمات متفرقة ببلوغه الشهر السادس عشرلا يلعب ألعاب "التخيل" أو التظاهر ببلوغه الشهر الثامن عشرلا ينطق عبارات تتألف من كلمتين ببلوغه الشهر الرابع والعشرينيفقد مهارات اللغة أو المهارات الاجتماعية في أي عمرالأسبابلا يوجد سبب واحد معروف للإصابة باضطراب طيف التوحد. وبالأخذ بالاعتبار تعقيد هذا الاضطراب، وتباين أعراضه وشدته، فمن المحتمل أن يكون هناك العديد من الأسباب له. قد يلعب التكوين الوراثي والبيئة دورًا.العوامل الوراثية. يبدو أن عدة جينات مختلفة تدخل في نشأة اضطراب طيف التوحد. قد يرتبط اضطراب طيف التوحد في بعض الأطفال باضطراب جيني مثل متلازمة ريت أو متلازمة الصبغي إكس الهش. وقد تعزز التغيرات الجينية (الطفرات) خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد في أطفال آخرين. لكن بالوقت نفسه قد تؤثر جينات أخرى في تطور الدماغ أو طريقة تواصل خلايا الدماغ أو قد تحدد شدة الأعراض. قد تبدو بعض الطفرات الجينية موروثة، بينما تحدث طفرات أخرى بشكل تلقائي.العوامل البيئية. يدرس الباحثون حاليًا ما إذا كانت العوامل، مثل العدوى الفيروسية أو الأدوية أو المضاعفات أثناء الحمل أو ملوثات الهواء تلعب دورًا في التسبب في اضطراب طيف التوحد.لا توجد علاقةٌ بين التحصينات واضطراب طيف التوحدواحدٌ من أكبر الخلافات القائمة على حالة اضطراب طيف التوحد هو ما إن كان له علاقةٌ بالتحصينات التي يأخذها المصاب في فترة طفولته. وبالرغم من كثرة الأبحاث المتعلقة بهذه القضية، فإن أيًا منها لم يُثبت وجود علاقةٍ بين اضطراب طيف التوحد وأيٍ من التحصينات الشائعة. بل إن الدراسة الأصلية التي أثارت ذلك الخلاف قبل سنواتٍ تم ضحدها نظرًا إلى ضعف حجتها والوسائل الدراسية المستخدمة فيها.قد يعرّض إهمال التحصينات طفلك للإصابة بالعديد من الأمراض الخطيرة ونقلها للآخرين، مثل السعال الديكي (أبو شاهوق)، والحصبة الألمانية، وحمى النكاف.عوامل الخطريرتفع عدد الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد. وليس من الواضح ما إذا كان هذا بسبب الرصد والإبلاغ بشكل أفضل أو بسبب الزيادة الحقيقة لعدد الحالات أو كليهما معًا.ويؤثر اضطراب طيف التوحد في الأطفال من الجنسيات والأجناس الأخرى، ولكن تزيد بعض العوامل الخطر لدى الطفل. قد يتضمن هذا:نوع جنس طفلك. يعتبر الذكور أكثر احتمالاً للإصابة باضطراب طيف التوحد بحوالي أربع مرات عن الإناث.التاريخ العائلي. إن العائلة التي لديها طفلاً واحدًا يعاني اضطراب طيف التوحد أكثر عرضة لولادة طفلٍ آخر مصاب بالاضطراب. ولا يُعتبر أيضًا غير شائعًا للوالدين أو أقارب الطفل الذي يعاني اضطراب طيف التوحد أنهم قد يعانون مشاكل طفيفة مع المهارات الاجتماعية ومهارات التواصل أو أنهم ينخرطوا في بعض السلوكيات المصاحبة للاضطراب.اضطرابات أخرى. بعض الأطفال الذين يعانون حالات طبية معينة لديهم مخاطر أعلى للإصابة باضطراب طيف التوحد أو أعراض مماثلة لأعراض هذا الاضطراب. تتضمن الأمثلة الإصابة بمتلازمة الصبغي X الهش، وهو اضطراب موروث يُسبب مشاكل فكرية؛ والتصلب الحدبي وهو حالة تنمو فيها أورام حميدة الدماغ؛ ومتلازمة ريت وهي حالة وراثية تصيب الفتيات بشكل حصري وتٌسبب تباطؤ في نمو الرأس والإعاقة الذهنية واستخدام اليدين دون هدف.الولادة قبل إكتمال فترة الحمل. قد يكون الأطفال المولودين قبل مرور 26 أسبوع على الحمل أكثر عرضة للإصابة باضطراب طيف التوحد.عمر الأبوين. قد تكون هناك صلة بين الأطفال المولودين لأبوين أكبر سنًا والإصابة باضطراب طيف التوحد، ولكن ليس هناك أبحاث كافية تثبت ذلك.المضاعفاتيمكن أن تؤدي المشكلات المتعلقة بالتفاعل الاجتماعية والتواصل والسلوك إلى ما يلي:مشاكل بالمدرسة وذات صلة بالتعلم الناجحمشاكل وظيفيةعدم القدرة على العيش باستقلاليةالعزل الاجتماعيالضغط النفسي داخل الأسرةالوقوع ضحية والتعرض للتنمرالوقايةلا توجد وسيلة لمنع اضطراب طيف التوحد، ولكن هناك خيارات للعلاج. يعتبر التشخيص والتدخل المبكر مفيدًا للغاية ويمكنه تحسين السلوك والمهارات وتطوير اللغة. ومع ذلك، التدخل مفيد في أي عمر. على الرغم من أن الأطفال لا يتخلصون عادةً من أعراض اضطراب طيف التوحد، إلا أنهم قد يتعلمون الأداء بشكل جيد....
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.