صعوبات التعلم اضطراب يعيق عملية التعلم الطبيعية، وهذا الاضطراب يكون في العمليات التي تدخل في عملية التعلم مثل الذاكرة والإدراك والانتباه والتفكير واستراتيجيات التعلم، وكيفية معالجة المواد اللغوية الشفوية والمكتوبة، وغالباً تتأثر القراءة والكتابة (الإملاء، والتعبير التحريري، والخط ) وكذلك الرياضيات بهذه الاضطرابات.
يُعرف الإدراك بأنه مصطلحٌ يصف قدرة دماغنا على معالجة المعلومات التي يستقبلها عن طريق الحواس المختلفة كالسمع والبصر مثلًا، والاستجابة لهذه المعلومات بشكلٍ منطقي، ولكن إذا تعاملت مع المصاب بصعوبات الإدراك فستعلم أنه يُعاني من خلل في هذه القدرة، ولا يحدث ذلك نتيجة تلف الأعضاء الحسية كالأذن والعين، بل عادةً ترتبط صعوبات الإدراك بمشاكل في الدماغ نفسه، فكيف يتم علاج صعوبات الإدراك؟العلاج المهنييُمكن أن يلجأ الطبيب إليه لعلاج بعض أعراض ومشاكل صعوبات الإدراك الحسية، حيث يُركز العلاج المهني على تحسين جودة حياة المصاب، وقدرته على القيام بالأنشطة اليومية بشكلٍ طبيعي قدر الإمكان،فمثلًا قد يُساعد العلاج المهني على تحسين المهارات الآتية:مهارات الحياة اليومية:مثل استخدام أدوات المائدة أو ارتداء الملابس.المهارات الحركية الدقيقة:فهذا سيحسن قدرة المصاب على الكتابة أو الإمساك بالمقص.المهارات الحركية الكبرى:مثل رمي الكرات وصعود الدرج.الحمية الحسيةوهذا يعني أن المعالج الطبيعي سيُصمم خطة تتضمن مجموعة من الأنشطة التي تهدف إلى إشباع الحاجات الحسية، ويُمكن تطبيق هذه الخطة في المدرسة والمنزل، فمثلًا سيقترح المعالج الآتي:مشي المصاب لمدة 10 دقائق كل ساعة.السماح باستخدام السماعات والاستماع للموسيقى أثناء القيام ببعض المهام الدراسية.السماح للمصاب بالتأرجح وتحريك ساقيه أثناء الجلوس في الصف.استخدام السبينر.العلاج الحسي التكاملييُركز هذا العلاج على تخفيف أعراض صعوبات الإدراك الحسية لدى المصاب، فهو سيُساعد على تعلم كيفية توظيف واستخدام الحواس المختلفة بشكلٍ صحيح،ويتضمن العلاج الحسي التكاملي القيام بأنشطةٍ محددة تُحفز حواس المصاب بصورة معتدلة، دون أن تُسبب هذه الأنشطة الشعور بالإزعاج وعدم الراحة.التدريب السمعيقد يقترح الطبيب هذا الخيار العلاجي إذا كان المصاب يُعاني من صعوبات الإدراك السمعية، حيث سيُعزز التدريب السمعي قدرة الدماغ على معالجة المعلومات السمعية، بما في ذلك الآتي:قدرة الدماغ على تجاهل الضوضاء الخلفية والتركيز على الأصوات المهمة فقط.القدرة على فهم كلام الآخرين حتى عند وجود أجزاء ناقصة منه.فهم الكلام السريع وتحليله.تذكر الأصوات التي يسمعها على المدى الطويل أو القصير.القدرة على التركيز على صوتٍ واحدٍ فقط.ويتضمن التدريب السمعي ما يُعرف باسم التدريب الإدراكي؛ حيث سيُركز الطبيب على تعليم كيفية التعرف على أصوات الحروف وفهم كلام الآخرين أثناء التواصل معهم.العلاج البصريلا يستطيع دماغ المصاب بصعوبات الإدراك البصرية معالجة المعلومات التي يراها، فمثلًا لا يمكنه تحديد حجم الأغراض التي يراها أو تقدير المسافة التي تفصله عنها، ويُركز العلاج البصري على تحسين المهارات الآتية:المهارات البصرية مثل تتبع الأشياء بالعين والتركيز عليها.المهارات البصرية الحركية.التنسيق بين اليد والعين.ويتضمن هذا العلاج القيام بتمارين مخصصة للعيون، والاستفادة من النظارات والعدسات اللاصقة الطبية قدر الإمكان، كما قد يلجأ الطبيب إلى استخدام بعض الأجهزة والأدوات التقنية أيضًا....
وجدت دراسة نرويجية أن بعض صعوبات التعلم، كسوء الخط وقصور المهارات الحركية والتعثر في الرياضيات، تكمن في العين لا في الدماغ. ويعتقد الباحثون النرويجيون أن هذه الصعوبات تعود إلى أن خلايا العينين لا تعمل جميعها كما ينبغي، حسب بيان الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU).والمعلوم أن شبكية العين تحتوي على مجموعات من الخلايا تستجيب لمحفزات معينة، فيتفاعل بعضها مع ألوان معينة، ويتفاعل بعضها الآخر مع التمايزات والحركة، وتقوم هذه الخلايا منفردة بجمع المعلومات التي تتيح مجتمعة خبرتنا البصرية الإجمالية.إحدى هذه المجموعات تسمى خلايا "ماغنو" وتستجيب للحركات السريعة ناقلة إشارات العين للدماغ. وهو ما يساهم في فهم ملاحظة أن أنماطا عديدة من صعوبات التعلم غالبا ما تحدث معا، والتي كانت مستعصية على الفهم.وتحول المعلومات التي ترسلها الخلايا مشاهداتنا إلى لقطات فيديو حية. وبدونها تفهم أدمغتنا ما نراه على أنه سلسلة صور ثابتة، ليس لها بينها صلة مباشرة، أشبه بكتب الفكاهة المصورة.ورجح الباحثون أن فشل خلايا ماغنو في العمل كما ينبغي يفسر كثيرا من صعوبات التعلم ومشكلات النمو. إن الشخص لدى محاولة التقاط كرة، إذا لم يتصور جيدا مسار حركة الكرة بالنسبة لجسمه، لن يتمكن من التقاطها، لأن مهاراته الحركية أقل دقة مما يجب.صعوبات مترافقةلكن الأشخاص الذين يعانون مشكلات حركية لديهم غالبا مشكلات أخرى. فما بين ثلاثة وثمانية بالمائة من أطفال المدارس يعانون صعوبة كبيرة في تعلم الرياضيات، ونصف هؤلاء يعانون أيضا عسر القراءة ومشكلات في نمو المهارات الحركية.وكان من المعروف أن أنماطا عديدة من صعوبات التعلم غالبا ما تحدث معا، لكن السبب لم يكن مفهوما.التحدي التربوي هو إيجاد تقنيات تدريس تسهل وصول المعلومات البصرية إلى مناطق بالدماغ لأجل معالجة أكثرودرس البروفيسور هرمندر سيغموندسن مبادئ التعلم العامة، وكذلك صعوبات التعلم. وهو يدعم الدراسات التي تظهر أن الأطفال ذوي الصعوبات الكبيرة في تعلم الرياضيات لديهم أيضا قصور في التصور البصري المرتبط بسرعة تغير البيئة المحيطة.وشارك في الدراسة أطفال في سن العاشرة من مدرستين، وأجري لهم امتحان رياضيات. ثم أجريت اختبارات أخرى نفسية وبدنية لمجموعتي المتفوقين والمتخلفين، إذ اختبرت قدراتهم ومعالجاتهم البصرية.تناول الاختبار الأول القدرة على تتبع نقاط على الشاشة تتحرك بأنماط مختلفة، متوقعة وغير متوقعة. وأظهر الاختبار قدرة الأطفال على تتبع الحركات المتوقعة والتنبؤ بها مقارنة بالحركات العرضية، مما يعني تقييما كميا لقدرة الأطفال على إدراك التغيرات السريعة بالبيئة.وكان الآخر اختبار سيطرة لفحص القدرة على تصور الأشكال باستخدام الدوائر، ولا يتضمن أي حركة.أساليب جديدةجاءت فروق الأداء بين المجموعتين عالية في اختبار تتبع النقاط المتحركة، وسجّل فيه الأقل قدرة بالرياضيات أقل أداء أيضا. لكن لا فروق بينهما في اختبار السيطرة.أثبتت الاختبارات الآلية التي يعتقد سيغموندسن وزملاؤه أنها وراء بعض إعاقات التعلم، وكلها تتعلق بكيفية معالجة الجهاز البصري لمعلومات البيئة المحيطة، من خلال خلايا ماغنو وغيرها. ويؤدي وقوع خطأ محدود هنا لعواقب كبيرة ويتسبب في أنماط مختلفة من إعاقات التعلم.ويلفت سيغموندسن إلى أن ظهور دليل على إعاقة تعلم لدى الأطفال في مجال معين يوجب أن نتوقع صعوبات تعلم في مجالات أخرى، موضحا أننا عندما نرصد مصدر المشكلة يسهل تكوين وتكييف برامج علاجية تساعد الأطفال في الوصول لأفضل أداء.ويلاحظ الباحث أن فهم الأسباب الكامنة وراء إعاقات التعلم يمكن أن يقود إلى منهج جديد في الأساليب التربوية، إذ إن الأطفال الذين يعانون اختلالا وظيفيا بخلايا ماغنو قد يحتاجون إلى أدوات خاصة لمساعدتهم في تصور المعلومات البصرية أكثر مما كان يعتقد سابقا.غير أن التحدي التربوي هو إيجاد تقنيات تدريس تسهل وصول المعلومات البصرية إلى مناطق بالدماغ لأجل معالجة أكثر....
"الدسلكسيا" أو عسر القراءة هي صعوبة تعلُم شائعة في عمليات القراءة والكتابة والإملاء لدى الأطفال، وهي لا تتأثر بمستوى الذكاء لدى الطفل، وكثير من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب لديهم ذكاء طبيعي ويتلقون التعليم المناسب ودعم الوالدين، لكنهم يجدون صعوبة في بعض مهارات التعلم.ولم تتضح كل الأسباب المسببة لهذا الاضطراب، ولكن يرجح البعض أن يكون سبب هذه المشكلة وراثيا، فمثلا إذا كان الآباء مصابين بهذا الاضطراب فهناك نسبة 40% أن يصاب الأطفال أيضا، ويحدث لدى الإناث والذكور على حد سواء.وتشير الدراسات الجينية إلى أن هناك عدداً من الجينات الوراثية التي تتسبب في حدوثه، وينتُج عنها مشكلات في نُضج الدماغ ونموه، وتحديداً المناطق القشرية المختصة باللغة، بحسب موقع ميديسن نت.هناك نسبة صغيرة من المصابين بعُسر القراءة يكتسبون الحالة بعد الولادة، عادةً بسبب إصابة في الدماغ أو سكتة دماغية أو أي نوع آخر من الصدمات.وفي كتابه "سيكولوجية عسر القراءة" يقول د. أحمد عبد الكريم حمزة إن الأطفال المُصابين بالعُسر القرائي قد يُظهرون تفوقا دراسيا ملحوظا، و15% من تلاميذ المدارس بالولايات المتحدة يُعانون من هذه الحالة، وقال مكتب التربية إن حوالي مليونين من البالغين يعدون فعلا أميين لأن الاضطراب قد يستمر مدى الحياة.ووفقًا للنظام الصحي بجامعة ميشيغان، فإن عُسر القراءة هو أكثر صعوبات التعلم شيوعًا، فحوالي 80% من الطلاب ذوي صعوبات التعلم يعانون من عسر القراءة.الأعراض– تحصيل الطفل في القراءة أقل بكثير من عمره العقلي وسنوات دراسته.– لا يُظهر أي دليل على وجود عجز متعلق بحاستي السمع والإبصار، أو تلف بالمخ.– لدى الطفل صعوبة كبيرة في تذكر نماذج الكلمة كاملة، كما لا يتعلم بسهولة من خلال الطريقة البصرية للقراءة.– لا يستطيع التمييز بسهولة بين الكلمات الصغيرة والتي تتشابه في الشكل العام.– قارئ ضعيف فيما يتعلق بجانب القراءة الجهرية.– تأخر تطور اللغة في وقت مبكر.– يُعاني مشكلات في التعرف على الاختلافات بين الأصوات المتشابهة أو الكلمات المقسمة.– بطء تعلم الكلمات الجديدة.– صعوبة في النسخ من السبورة أو كتاب.– قد لا يتمكن من تذكر المحتوى، حتى إذا كان يتضمن مقطع فيديو أو كتاب قصص مفضلًا.– يواجه الطفل صعوبة في ممارسة الألعاب المُنظمة.– يقرأ الكلمات والأحرف بصورة معكوسة.– يواجه صعوبة في تذكر أو فهم ما يسمعه، أو التعبير عما يريده.– قد يكون من الصعب تذكر تسلسل الأشياء أو أكثر من أمر في وقت واحد.– تفويت أجزاء من الكلمات أو الجمل بأكملها وقد تبدو الكلمات مضحكة.– يشكو من الدوخة والصداع أو آلام في المعدة أثناء القراءة.– التأتأة في محاولات القراءة تحت الضغط.– صعوبة في تحديد الوقت أو إدارته أو تعلم المعلومات أو المهام المتسلسلة بالوقت المحدد.– الاعتماد على عد الأصابع في عمليات الحساب، وفي الغالب يعرف الإجابات لكن لا يمكنه ترجمتها على الورق.– إمكانية العد مع صعوبة في حساب الأشياء والتعامل مع المال والجداول الحسابية.– ذاكرة طويلة الأمد للتجارب والمواقع والوجوه مع ضعفها للتسلسل والحقائق والمعلومات التي لم تتم تجربتها.– صعوبة في تذكر أيام الأسبوع وأشهر السنة والألوان.– يكون مهرج الصف، أو صانع المتاعب، أو يكون على العكس هادئا للغاية.– قد تنشأ لدى المصاب مشكلات تتعلق بحجم تقديره لنفسه، إضافة لعلاقاته المتوترة بأقرانه أو أشقائه.– في حالة عدم الاكتشاف المبكر تظهر بعض المشكلات النفسية، كالانطواء والاكتئاب والعزلة وعدم الثقة بالنفس.– قد يعاني من اضطراب فرط الحركة الناجم عن نقص الانتباه، مقارنةً بباقي الأطفال.العلاجعادة يتم اكتشاف هذا الاضطراب بالمرحلة الابتدائية، ورغم أنه يمكن ملاحظة أعراضه في أي عمر فإن بعضها قد تظهر عادة في الطفولة المبكرة، فقد يتعلم من يعانون من عسر القراءة الزحف والمشي والتحدث وركوب الدراجة في وقت متأخر عن أقرانهم.ويمكن علاج حوالي 95% من الحالات إذا تلقت مساعدة فعالة في وقت مبكر، وهناك العديد من المناهج التعليمية الخاصة بهم، فإذا حصل من يعانون من عسر القراءة على تدريب صوتي فعال في رياض الأطفال والصف الأول فسيواجهون مشكلات أقل بكثير في تعلم القراءة ممن لم تتم مساعدتهم حتى الصف الثالث.والطبيب النفسي أو طبيب المخ والأعصاب هما أفضل من يقوم بتشخيص عسر القراءة، إلى جانب طبيب الأطفال أو أخصائي علم النفس التربوي.في المنزل قد يحتاج الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب إلى تدريس إضافي ومعلم خاص لتحسين قراءتهم، أو مجموعات مشتركة مع حالات مماثلة، لكن استشارة الطبيب النفسي ضروري لتنمية قدرتهم على الثقة بأنفسهم.دور الأبوين بالمنزل لا يقل أهمية عن الدعم النفسي والتدخل الطبي، فعليهما مساعدة الطفل على القراءة عن طريق تبسيط المهام بحيث تطلب منه أن يميز شيئاً واحداً جديداً (حرف أو كلمة) كل مرة، وبعد إتقانه للحرف الأول بصورة تامة، ينتقل الوالدان بعد ذلك لتعليمه الحرف الآخر المقابل، مع اللجوء للتكرار، على أن تكون فترة التدريب قصيرة، حتى يتاح للطفل تثبيت ما تعلمه من مهارات جديدة. ...
تُعرف الإعاقة بصفة عامة على أنها إصابة بدنية أو عقلية أو نفسية تسبّب ضرراً لنمو الفرد البدني أو العقلي أو كلاهما، وقد تؤثر في حالته النفسية وفي تطوّر تعليمه وتدريبه، وبذلك يصبح الفرد أو الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة لأنه أقل من رفقائه أو أقرانه من نفس العُمر في الوظائف البدنية أو الإدراك أو كلاهما.والإعاقة ليست مرضاً ولكنها حالة من الانحراف أو التأخّر الملحوظ في النمو الذي يُعتبر عادياً من الناحية الجسمية والحسّية والعقلية والسلوكية واللغوية والتعليمية، ما ينتج منها صعوبات خاصة لا توجد لدى الأفراد الآخرين، وهذه الصعوبات والحاجات تستدعي توفير فرَص خاصة للنمو والتعليم باستخدام أدوات وأساليب مكيّفة يتم تنفيذها فردياً أو جماعياً وباللغة التربوية، لأن الإعاقة بشكل عام تفرض قيوداً على الأداء الأكاديمي للفرد، الأمر الذي يجعل التعلّم في الصف العادي وبالطُرق التربوية العادية أمراً يصعب أو يستحيل تحقيقه في كثير من الحالات.أنواع الإعاقاتتصنيف الإعاقة هو تقسيم ذوي الإعاقة (الاحتياجات الخاصة) إلى مجموعات تتشابه أو تختلف بناء على خاصية معينة، بحيث تساعد على تحديد الطبيعة والمقدار ونوع الخدمة التي تحتاجها كل فئة، هذا وتتعدّد التصنيفات والتسميات للإعاقة وفقاً لمعايير ذاتية وطبية وتربوية واجتماعية، إضافة إلى أسباب ظهورها في المراحل العُمرية المتعاقبة والمظهر الخارجي للحواس المختلفة، وقد أجمع العلماء على ان انواع الاعاقات تصنيف الي:1- الإعاقة العقلية (الذهنية): وهي الإعاقة الناتجة من خلل في الوظائف العليا للدماغ كالتركيز والعد والذاكرة والاتصال مع الآخرين، والتي تنتج منها إعاقات تعليمية أو صعوبات تعلّم أو خلل في التصرّفات والسلوك العام للفرد، كما ويمكن تصنيف الإعاقات العقلية إلى الفئات الآتية:أ- التخلّف العقلي: والذي يظهر قبل سن الثامنة عشرة، وهو حالة تشير إلى جوانب قصور ملموسة في الأداء الوظيفي الحالي للفرد، ويكون ذلك بانخفاض ملحوظ في مستوى القدرات العامة (درجة الذكاء تقل عن 70 درجة باستخدام أحد مقاييس الذكاء) وعجز في السلوك التكيّفي وعدم القدرة على الأداء المستقل أو تحمّل المسؤولية المتوقّعة ممن هم في نفس العُمر (الأقران)، كما وتتصف هذهالحالة بأداء عقلي أقل من المتوسّط بشكل واضح ويكون متلازماً مع جوانب قصور في مجالين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية: (التواصل - العناية الذاتية - الحياة المنزلية - المهارات الاجتماعية - استخدام المصادر المجتمعية - التوجيه الذاتي - الصحة والسلامة - المهارات الأكاديمية الوظيفية - وقت الفراغ ومهارات العمل)، هذا ويصنّف التخلّف العقلي تربوياً إلى:- القابلون للتعلّم: وتتراوح درجة ذكائهم ما بين 75 – 55 درجة تقريباً على اختبار وكسلر أو 73 – 52 درجة تقريباً على اختبار ستانفورد بينية أو ما يعادل أياً منهما من اختبارات ذكاء مقننة أخرى.- القابلون للتدريب: وتتراوح درجة ذكائهم ما بين 54 – 40 درجة تقريباً على اختبار وكسلر أو 51 – 36 درجة تقريباً على اختبار ستانفورد بينية أو ما يعادل أياً منهما من اختبارات ذكاء مقننة أخرى.- الفئة الاعتمادية: وتكون درجة ذكائهم أقل من 40 درجة على اختبار وكسلر أو أقل من 36 درجة تقريباً على اختبار ستانفورد بينية أو ما يعادل أياً منهما من اختبارات ذكاء مقننة أخرى.ب- صعوبات التعلّم: وهو اضطراب في العمليات النفسية الأساسية (الانتباه – التذكّر – التفكير – الإدراك) اللازمة لاستخدام اللغة أو فهمها وتعلّم القراءة والكتابة والحساب وغيرها من خلال الأساليب التربوية العادية، أي هي اضطرابات في واحد أو أكثر من العمليات الأساسية التي تتضمّن فهم واستخدام اللغة المكتوبة أو المنطوقة، والتي تظهر في اضطرابات الاستماع والتفكير والكلام والقراءةوالكتابة (الإملاء والتعبير والخط) والرياضيات، إلا أنها لا تعود إلى أسباب تتعلّق بالقصور العقلي أو السمعي أو البصري أو غيرها من أنواع القصور أو ظروف التعلّم أو الرعاية الأسرية. ج- اضطراب التوحّد: وهو اضطراب يحدث لدى الطفل قبل بلوغه سن 36 شهراً، ومن مظاهره الأساسية الإخفاق في تنمية القدرة على الكلام والتحدّث وعدم القدرة على استخدام ما تعلّمه وما هو موجود لديه أصلاً للتواصل الطبيعي مع الآخرين مع وجود سلوكيات نمطية غير هادفة ومتكرّرة بشكل واضح، إضافة إلى الانطواء والانعزال وعدم المقدرة على تكوين علاقات عادية مع الآخرين. 2- الإعاقة الحركية (الجسمية – البدنية): وهي الإعاقة الناتجة من خلل وظيفي في الأعصاب أو العضلات أو العظام أو المفاصل، والتي تؤدّي إلى فقدان القدرة الحركية بشكل عادي للجسم نتيجة (إصابات العمود الفقري - ضمور العضلات - ارتخاء العضلات وموتها – الروماتيزم - البتر)، ما يستدعي توفير خدمات متخصّصة للفرد المُصاب.3- الإعاقة الحسيّة: وهي الإعاقة الناتجة من إصابة الأعصاب الرأسية للأعضاء الحسية (العين – الأذن – اللسان)، والتي تنتج منها الإعاقات الحسية التالية:أنواع ذوي الاحتياجات الخاصةأ- الإعاقة البصرية: وهي ضعف بصري شديد حتى بعد تصحيح الوضع جراحياً أو بالعدسات، ما يحد من قدرة الفرد على التعلّم عبر حاسة البصر بالأساليب التعليمية العادية، ومن مظاهر الإعاقة البصرية حالات قصر النظر وطول النظر وصعوبة تركيز النظر، كما ويندرج تحت مفهوم الإعاقة البصرية من الناحية الإجرائية جميع الفئات التي تحتاج إلى برامج وخدمات التربية الخاصة بسبب وجود نقص في القدرات البصرية، والتصنيفات الرئيسية لهذه الفئات هي:- الكفيف: وهو الشخص الذي تقل حدّة إبصاره بأقوى العينين بعد التصحيح عن 6 / 60 متراً ( 20 / 200 قدم) أو يقل مجاله البصري عن زاوية مقدارها ( 20 ) درجة.- ضعيف البصر: وهو الشخص الذي تتراوح حدّة إبصاره بين 6/24 و 6/60 متراً (20/20,80/200 قدم ) بأقوى العينين بعد إجراء التصحيحات الممكنة.ب- الإعاقة السمعية: وهي فقدان سمعي يؤثر بشكل ملحوظ على قدرة الفرد لاستخدام حاسة السمع لديه للتواصل مع الآخرين والتعلّم من خلال الأساليب التربوية العادية، كما ويندرج تحت مفهوم الإعاقة السمعية من الناحية الإجرائية جميع الفئاتالتي تحتاج إلى برامج وخدمات التربية الخاصة بسبب وجود نقص في القدرات السمعية، ومنها الإعاقة السمعية البسيطة والمتوسّطة والشديدة والشديدة جداً، هذا ويمكن تقسيم الإعاقة السمعية إلى:- الأصمّ: وهو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي يبدأ بـ 70 ديسبل فأكثر بعد استخدام المعينات السمعية، ما يحول دون اعتماده على حاسة السمع في فهم الكلام.- ضعيف السمع: وهو الشخص الذي يعاني من فقدان سمعي يتراوح بين 30 و 69 ديسيبل بعد استخدام المعينات السمعية، ما يجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد على حاسة السمع فقط.ج- اضطرابات الكلام واللغة (التواصل): وهي اضطرابات ملحوظة في النطق والصوت أو الطلاقة الكلامية أو عدم تطوّر اللغة التعبيرية أو اللغة الاستقبالية، الأمر الذي يجعل الفرد (الطفل) بحاجة إلى برامج علاجية وتربوية خاصة، هذا وتنقسم هذه الاضطرابات إلى نوعين هما:- اضطرابات الكلام: وهي خلل في الصوت أو لفظ الأصوات الكلامية أو في الطلاقة النطقية، وهذا الخلل يلاحظ في إرسال واستخدام الرموز اللفظية، وتصنّف اضطرابات الكلام إلى: (اضطرابات الصوت – اضطرابات النطق – اضطرابات الطلاقة).- اضطرابات اللغة: وهي خلل أو شذوذ في نمو أو تطوّر استخدام الرموز المنطوقة والمكتوبة للغة، وهذا الاضطراب يمكن أن يشمل أحد أو جميع جوانب اللغة التالية: (شكل اللغة (لأصوات/التراكيب/القواعد ) – محتوى اللغة (المعنى) – الاستخدام الوظيفي للغة (الاستخدام العملي للغة في المواقف المختلفة لتخدم أغراضاً مختلفة).4- الإعاقة العقلية (النفسية): وهي الإعاقة الناتجة من أمراض نفسية أو أمراض وراثية أو شلل دماغي نتيجة لنقص الأوكسجين أو نتيجة لأمراض جينية أو كل ما يعيق العقل عن القيام بوظائفه العادية المعروفة، ما يؤدي إلى حدوث آثار ظاهرة واضطرابات سلوكيةتؤدي إلى انحراف السلوك من حيث تكراره أو مدته أو شدّته أو شكله عما يعتبر سلوكاً عادياً مثل (الانطواء - الانفصام – القلق)، ما يجعل الفرد بحاجة إلى أساليب تربوية خاصة.5- الإعاقة المزدوجة: وهي وجود إعاقتين مختلفتين للشخص الواحد.6- الإعاقة المركّبة: وهي عبارة عن مجموعة من الإعاقات المختلفة لدى الشخص الواحد، كما وأن بعض الإعاقات قد تصاحبها نواحي قصورٍ أخرى، فمثلاً قد يعاني المتخلّف عقلياً من نوعٍ أو أكثر من نواحي القصور في السمع أو الحركة أو التخاطب...إلخ، بحيث لا يمكن التعامل معها من خلال البرامج التربوية المُعدّة خصيصاً لنوع واحد من أنواع الإعاقة....
لا يزال موضوع صعوبات التعلّم أو التأخر الدراسي يحوز رصيدا مهماً من مجموع المشكلات التي تعاني منها كل دول العالم، فغالباً ما تعزّى هذه المشكلة لأسباب ذهنية ترتبط بعدم القدرة على التحليل والربط، وأخرى عقلية ترتبط بتدني مستوى الذكاء العام لدى الطالب. بشكل عام، تبدو هذه الأسباب واقعية لدى الفئات العمرية الأولى، التي تخطو خطواتها الأولى في المؤسسات التعليمية، ولكن هل من الواقعي إسقاط الأسباب العقلية والذهنية لصعوبات التعلم على فئات المراهقة التي قطعت شوطاً من التعليم الأساسي ومن المتوسط؟لا بد بدايةً من ربط مظاهر المراهقة بمفهوم الحداثة والتقدّم، بحيث أنها كانت مفهوما غير متدوال في مجتمعات الـ"ما قبل حداثوية" نتيجة التوافق والخضوع التام للسلطة الأهلية والمنزلية. إن مشاكل المراهقة اليوم، تعد من المشاكل البارزة التي تواجه المجتمعات، من حيث عدم التوافق مع السلطة الأهلية والفئات المربية، وكثرة انتشار المؤثرات الثقافية التي تساهم في تشتيت وضياع هذه الفئات، ما يجعل أغلب المشاكل التي تواجه المراهقة ذو أبعاد نفسية-اجتماعية. فغالبا ما نجد نتائج (الدراسات) العربية التي تتعلق بصعوبات التعلم لدى المراهقين تصب في نتائج ذو أبعاد نفس-بيئية أبرزها: ضعف دافعية للانجاز (أسامة محمد، 1976)، ضعف والتوافق الاجتماعي (د. ذكرى الطائي، 2006)، العزو الادراكي السلبي (سيف الدين عبدون 1990)، ارتباط الضغوط النفسية والقلق بالتأخر الدراسي (عبد الحفيظ جدو، 2014). وبحسب هذه الدراسات، فغالباُ ما ينتج سلوك الانطواء الاجتماعي، فشل العلاقات الاجتماعية، الشرود الذهني، أحلام اليقظة وضعف الثقة بالذات نتيجة الفشل التحصيلي، وهي جميعها من الجوانب النفس-اجتماعية.من جهة أخرى، فان العوامل البيئية المنزلية تعكس دوراً مباشرا لسلوك الطالب في المدرسة، فغالباً ما تكون المشاكل الأسرية عاملاً في التأخر الدراسي نتيجة الضغوط النفسية وضعف الاهتمام بالأبناء التي ترافقها هذه الحالات وتأثيرها على انتاجية الطالب داخل المؤسسات التعليمية. أما الخطاب السلبي الموجّه للأبناء-الطلاب وكثرة المقارنة وضعف التحفيز الإيجابي يدعّم التأخر الدراسي ويزعزع صورة الذات لدى الأبناء-الطلاب.إن الاطار المدرسي لحالات التأخر الدراسي يستدعي دائماً تدخّل مباشر من قبل مرشدين ومختصين في المجال النفسي التربوي، فان الدينامية الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي الفعال داخل الصفوف المدرسية أساسي في التعامل مع الحالات التي تعاني من تأخر دراسي. إن النظم الفعالة تتجه إلى فرز الطلاب على حسب كفاءاتهم وقدراتهم الدراسية (الأعمار البالغة) وليس دمجهم مع المفوقين دراسياً، أما الارشاد الجماعي (داخل الصفوف بشكل عام) فيركّز على التعلّم بالمشاركة وليس التلقين، وذلك لتسخير الدعم المعنوي اللفظي خلال مشاركة ذوي التأخر الدراسي في عملية التعلم والفهم. أما الثبات على المناهج التقليدية في معاقبة الكسالى واستدعاء الأهل وتقزيم صورتهم الاجتماعية أمام الآخرين، فهي من الأساليب الضارة والقاتلة التي يجب الغاؤها بشكل نهائي.بالنسبة للإرشاد الفردي لذوي صعوبات التعلم، المركّز على الفرد دون سواه، فكما قلنا إن غالباً ما تكون الأفكار السلبية وضعف الثقة بالذات عوامل أساسية في ضعف التحصيل الدراسي، فان أساليب تأكيد الذات الموجّه ذهنياً والتدريب على المواقف الاجتماعية (غالباً ما تستخدم في العلاج السلوكي) يمكن أن يؤدي إلى نتائج فعالة من حيث قدرة الطلاب على سهولة الاندماج الاجتماعي في البيئة المدرسية وتفعيل الدور الذاتي في الحصص الصفية، كما مواجهة القلق والضغوط النفسية. كما يمكن استخدام أسلوب التحصين المنظّم الواقعي أو التصوري، بحيث تدرس بشكل عام الأفكار التي تراود الطالب في عملية التعلّم، وتوقيتها، وتدريب الحالات على إدراكها، ثم استبدال هذه التصورات بتصورات إيجابية عبر استخدام تجارب مباشرة في التعلّم والفهم، والتي يمكن أن تؤدي الى تحسين التحصيل الدراسي بشكل ملموس.أخيراً، فإنه من الضرورة أولاً تغيير المعتقد السائد من قبل الكادر المدرسي بالنسبة للتأخر الدراسي على أنه تقاعس وضعف مجهود من قبل الطلاب من جهة، وكذلك على الدول أن تدعم الجهود المبذولة لتخطي هذه المشكلات وخاصة في المدارس الرسمية التابعة لها نظراً لكثرة انتشار المشاكل في هذه الدوائر نتيجة المشكلات الاجتماعية التي تواجه طلابها مما يؤثر بشكل جذري على المسار الأكاديمي للطلاب من ذوي التأخر الدراسي وتهديد مستقبلهم....
وجدت دراسة نرويجية أن بعض صعوبات التعلم، كسوء الخط وقصور المهارات الحركية والتعثر في الرياضيات، تكمن في العين لا في الدماغ. ويعتقد الباحثون النرويجيون أن هذه الصعوبات تعود إلى أن خلايا العينين لا تعمل جميعها كما ينبغي، حسب بيان الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا (NTNU).والمعلوم أن شبكية العين تحتوي على مجموعات من الخلايا تستجيب لمحفزات معينة، فيتفاعل بعضها مع ألوان معينة، ويتفاعل بعضها الآخر مع التمايزات والحركة، وتقوم هذه الخلايا منفردة بجمع المعلومات التي تتيح مجتمعة خبرتنا البصرية الإجمالية.إحدى هذه المجموعات تسمى خلايا "ماغنو" وتستجيب للحركات السريعة ناقلة إشارات العين للدماغ. وهو ما يساهم في فهم ملاحظة أن أنماطا عديدة من صعوبات التعلم غالبا ما تحدث معا، والتي كانت مستعصية على الفهم.وتحول المعلومات التي ترسلها الخلايا مشاهداتنا إلى لقطات فيديو حية. وبدونها تفهم أدمغتنا ما نراه على أنه سلسلة صور ثابتة، ليس لها بينها صلة مباشرة، أشبه بكتب الفكاهة المصورة.ورجح الباحثون أن فشل خلايا ماغنو في العمل كما ينبغي يفسر كثيرا من صعوبات التعلم ومشكلات النمو. إن الشخص لدى محاولة التقاط كرة، إذا لم يتصور جيدا مسار حركة الكرة بالنسبة لجسمه، لن يتمكن من التقاطها، لأن مهاراته الحركية أقل دقة مما يجب.صعوبات مترافقةلكن الأشخاص الذين يعانون مشكلات حركية لديهم غالبا مشكلات أخرى. فما بين ثلاثة وثمانية بالمائة من أطفال المدارس يعانون صعوبة كبيرة في تعلم الرياضيات، ونصف هؤلاء يعانون أيضا عسر القراءة ومشكلات في نمو المهارات الحركية.وكان من المعروف أن أنماطا عديدة من صعوبات التعلم غالبا ما تحدث معا، لكن السبب لم يكن مفهوما. ودرس البروفيسور هرمندر سيغموندسن مبادئ التعلم العامة، وكذلك صعوبات التعلم. وهو يدعم الدراسات التي تظهر أن الأطفال ذوي الصعوبات الكبيرة في تعلم الرياضيات لديهم أيضا قصور في التصور البصري المرتبط بسرعة تغير البيئة المحيطة.وشارك في الدراسة أطفال في سن العاشرة من مدرستين، وأجري لهم امتحان رياضيات. ثم أجريت اختبارات أخرى نفسية وبدنية لمجموعتي المتفوقين والمتخلفين، إذ اختبرت قدراتهم ومعالجاتهم البصرية.تناول الاختبار الأول القدرة على تتبع نقاط على الشاشة تتحرك بأنماط مختلفة، متوقعة وغير متوقعة. وأظهر الاختبار قدرة الأطفال على تتبع الحركات المتوقعة والتنبؤ بها مقارنة بالحركات العرضية، مما يعني تقييما كميا لقدرة الأطفال على إدراك التغيرات السريعة بالبيئة.وكان الآخر اختبار سيطرة لفحص القدرة على تصور الأشكال باستخدام الدوائر، ولا يتضمن أي حركة.أساليب جديدةجاءت فروق الأداء بين المجموعتين عالية في اختبار تتبع النقاط المتحركة، وسجّل فيه الأقل قدرة بالرياضيات أقل أداء أيضا. لكن لا فروق بينهما في اختبار السيطرة.أثبتت الاختبارات الآلية التي يعتقد سيغموندسن وزملاؤه أنها وراء بعض إعاقات التعلم، وكلها تتعلق بكيفية معالجة الجهاز البصري لمعلومات البيئة المحيطة، من خلال خلايا ماغنو وغيرها. ويؤدي وقوع خطأ محدود هنا لعواقب كبيرة ويتسبب في أنماط مختلفة من إعاقات التعلم.ويلفت سيغموندسن إلى أن ظهور دليل على إعاقة تعلم لدى الأطفال في مجال معين يوجب أن نتوقع صعوبات تعلم في مجالات أخرى، موضحا أننا عندما نرصد مصدر المشكلة يسهل تكوين وتكييف برامج علاجية تساعد الأطفال في الوصول لأفضل أداء.ويلاحظ الباحث أن فهم الأسباب الكامنة وراء إعاقات التعلم يمكن أن يقود إلى منهج جديد في الأساليب التربوية، إذ إن الأطفال الذين يعانون اختلالا وظيفيا بخلايا ماغنو قد يحتاجون إلى أدوات خاصة لمساعدتهم في تصور المعلومات البصرية أكثر مما كان يعتقد سابقا.غير أن التحدي التربوي هو إيجاد تقنيات تدريس تسهل وصول المعلومات البصرية إلى مناطق بالدماغ لأجل معالجة أكثر....
عندما ترزق الأسرة بطفل صغير يصبح حلم كل أم أن يكون سليما وبصحة جيدة، وتظل تتابع نموه وتطور قدراته يوما بعد يوم حتى يطمئن قلبها أنه ينمو طبيعيا، فإذا تأخر في المشي أسرعت إلى الطبيب لتسأل عن السبب، أما إذا تأخر في الكلام فيرادوها الشك والقلق من وجود مشكلة لدى طفلها، ربما يكون تأخر المهارات مسألة وقت، لكنه في بعض الأحيان يصبح بمثابة دلالة على وجود "صعوبات تعلم" لدى الطفل.وعادة ما تكتشف الأم المشكلة لدى ابنها بعد التحاقه بالمدرسة وعند ظهور علامات صعوبات التعلم لديه أو بعضها، مثل عدم التركيز أثناء شرح الدرس، أو سهولة التشتت، أو عند سؤاله مجموعة من الأسئلة التي لا يمكنه الإجابة عنها جميعا ويكتفي بإجابة أول سؤال منها، كذلك عند تكليفه ببعض المهام التي لا يستطيع تنفيذها كلها، وقد يكتب الحروف بشكل معكوس، والأرقام أحيانا، كذلك ينسى بسهولة ما قيل له في الدرس.وصعوبات التعلم يمكن أن تكون عاطفية وسلوكية، أو صعوبات في الفهم والتفكير والتعلم، أو في اللغة والتواصل، أو صعوبات جسدية مثل ضعف السمع، بحسب ما نشره موقع "فاميلي لايفز".من علامات صعوبات التعلم أن الطفل ينسى بسهولة ويكتب بالمعكوس (بيكسابي)وعن الخطوات الواجب اتباعها للتعامل مع صعوبات التعلم عند طفلك:1- تقول استشارية صعوبات التعلم لميس نافع للجزيرة نت "إن أول خطوة على الأم القيام بها هي تقييم أداء الطفل من خلال اختبارات أكاديمية في الأماكن المخصصة لصعوبات التعلم، وتسمى "المهارات المعرفية" المسؤولة عن الجزء المعرفي والتعليمي لدى الطفل".وأضافت "تقيس تلك الاختبارات مهارات التركيز والانتباه والذاكرة قصيرة وطويلة المدى وبعض المهارات الأخرى، مما يمكنهم من تحديد نقاط ضعف الطفل للتعامل معها بعد ذلك، ليبدأ المختصون بعدها في رسم خطة على أساس نتائج التقييم وفق برنامج محترف عبارة عن جلسات مع الطفل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا".2- تؤكد لميس أن الأم عامل أساسي ومهم في نجاح تحقيق نتائج ملموسة مع طفلها، لذا يجب أن تكون مؤهلة علميا ونفسيا لتقديم المساعدة له، والجانب النفسي ينعكس بدوره على ابنها، فإذا كانت الأم محبطة ويائسة فإنها لن تستطيع توصيل الدعم المطلوب له مهما حاولت.أما الأم القوية المتفائلة فيمكنها اجتياز التحديات التي يقابلها طفلها والتشجيع المستمر على المحاولة، والاحتفال بأقل النتائج يجعله يشعر بالفخر بما يصنع، ويجب أن تعرف الأم أن الحب غير المشروط هو مفتاح طفلها، وأن عليها محاولة التحكم في أعصابها قدر المستطاع حتى لا تؤذي مشاعره بكلمة في لحظة انفعال أو عند نفاد صبرها.وعن التأهيل العلمي، تقول نافع إن "المراكز المتخصصة في صعوبات التعلم توفر دورات تدريبية للأمهات وأولياء الأمور لتعريفهم بكيفية التعامل مع هذه المشكلة، لأن للبيت دورا مهما في متابعة تنفيذ نفس البرنامج المتبع في المركز مع الطفل".ويهدف التواصل بين المركز والمدرسة إلى وضع خطة تعليمية مناسبة لعمر الطفل، فعلى سبيل المثال، في حالة الطفل كثير الحركة أو مشتت الانتباه يطلب المركز من المدرسة أن يجلس الطفل في أول صف بالقرب من المعلمة حتى تتيسر متابعته، ولا يفضل أن يجلس وسط مجموعات تفاديا لتشتت انتباهه.وتحتاج معلمة الصف أن تحرك يديها أثناء الشرح لجذب انتباهه، ويمكن أن تعطيه مساحة للحركة مقبولة وسط الفصل أحيانا، ولحل مشكلة التركيز مع الطفل، يمكن للمعلمة تكليفه بمهمة واحدة حتى ينجزها، ثم الثانية، وهكذا حتى ينتهي منها جميعا.يمكن تحفيز الأطفال بمكافآت عند تحقيق المهمة المطلوبة (بيكسابي)3- يمكن تحفيز الأطفال بمكافآت عند تحقيق المهمة المطلوبة، واتباع نظام (النتيجة الطبيعية) لسلوكهم الخاطئ بدلا من العقاب، فعلى سبيل المثال، إذا ألقى الطفل طعامه على الأرض فخذي منه صحنه بعيدا عنه، فالجزاء من جنس العمل.وبحسب موقع "كيدز هيلث"، فإنه على الأم محاولة الاستعاضة عن السلوك غير المقبول بآخر جيد، فالطفل عندما يصرخ أو يضرب أمه لجذب الإنتباه عليها أن توضح له أن كلمة "ساعديني" أفضل من الصراخ، وأنه يستطيع الربت على كتفها إذا كانت مشغولة حتى تلتفت إليه.4- توصيل المعلومة بشكل مبسط وسهل باستخدام وسائل مختلفة، مثل الصور والتمثيل والحركات حتى يستطيع الطفل فهم المطلوب، ولضمان تحقيق ذلك يمكن التنسيق بين الأم وأفراد العائلة والمعلمة لاتباع نفس الطريقة معه في توصيل المعلومة، ومكافأته على المجهود الذي بذله وليس فقط على النتيجة، مما يدفعه إلى بذل المزيد وتكرار المحاولة.5- الروتين اليومي يساعد طفلك إذا كان مصابا بـ"التوحد" أو "اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط"، حيث يحتاج أن يكون على علم مسبق بالمطلوب منه، ويصبح الجدول الزمني محفزا له، سواء في صورته المكتوبة التقليدية أو في هيئة ملصقات مصورة لتوصيل المعلومة إلى الطفل البصري، مما يمكنه من متابعة المهام المكلف بها طوال اليوم.عليك الإيمان بقدرات ابنك والصبر عليه، فمحاولاته الفاشلة يعقبها نجاح فلا داعي للعجلة ورفع راية الاستسلام، وإن تشجيعك المستمر له ووقوفك بجانبه هما العمود الرئيسي في طريقه....
تؤثر صعوبات التعلم في الطريقة التي يتعلم بها الشخص أشياء جديدة، و الكيفية التي يتعامل بها مع المعلومات، و طريقة تواصله مع الآخرين. و تشمل صعوبات التعلم جميع مجالات الحياة، وليس فقط التعلم في المدرسة، كما يمكن أن تؤثر في كيفية تعلم المهارات الأساسية مثل القراءة والكتابة و الرياضيات، و في طريقة تعلم مهارات عالية المستوى مثل التنظيم و تخطيط الوقت، التفكير المجرد، و تنمية الذاكرة الطويلة أو القصيرة المدى و الاهتمام. ف ما هي صعوبات التعلم ؟ أسبابها و طرق علاجها ؟1- ما هي صعوبات التعلم؟أ- تعريف ويكيبيدياصعوبات التعلم مصطلح عام يصف التحديات التي تواجه الأطفال ضمن عملية التعلم، ورغم أن بعضهم يكون مصاباً بإعاقة نفسية أو جسدية إلا أن الكثيرين منهم أسوياء، رغم أنهم يظهرون صعوبة في بعض العمليات المتصلة بالتعلم: كـالفهم، أو التفكير، أو الإدراك، أو الانتباه، أو القراءة (عسر القراءة)، أو الكتابة، أو التهجي، أو النطق ،أو إجراء العمليات الحسابية أو في المهارات المتصلة بكل من العمليات السابقة. وتتضمن حالات صعوبات التعلم ذوي الإعاقة العقلية والمضطربين انفعالياً والمصابين بأمراض وعيوب السمع والبصر وذوي الإعاقات بشرط ألا تكون تلك الإعاقة هي سبب الصعوبة لديه.ب- تعريف جمعية الأطفال والكبار ذوي صعوبات التعلم (1985)تعتبر صعوبات التعلم حالة مستمرة، ويفترض أن تكون ناتجة عن عوامل عصبية تتدخل في نمو القدرات اللفظية وغير اللفظية، وتوجد صعوبات التعلم كحالة إعاقة واضحة مع وجود قدرة عقلية عادية إلى فوق العادي، وأنظمة حسية حركية متكاملة وفرص تعليم كافية. وتتنوع هذه الحالة في درجة ظهورها وفي درجة شدتها. وتؤثر هذه الحالة خلال حياة الفرد على تقدير الذات، التربية، المهنة، التكيف الاجتماعي، وفي أنشطة الحياة اليومية.2- نشأة صعوبات التعلمبدأ الاهتمام بصعوبات التعلم أساسا في المجال الطبي، وخاصة من قبل العلماء المهتمين بما يعرف الآن باضطرابات النطق، أما دور التربويين في تنمية وتطوير حقل صعوبات التعلـّم فلم يظهر بشكل ملحوظ إلا في مطلع القرن العشرين، و خصوصا في الستينات من القرن الماضي، حيث ظهر مصطلح صعوبات التعلـّم حين قام ” صموئيل كيرك ” Samuel A. Kirk عالم النفس الأمريكي في عام 1962 بإعداد كتاب جامعي يتحدث عن التربية الخاصة ظهر فيه أول التعريفات الخاصة بصعوبات التعلم.وفي نفس العام أيضا كانت البداية العلمية عندما استخدم كل من كيرك و بيثمان هذا المصطلح لوصف مجموعة من الأطفال في الفصول الدراسية الذين يعانون من صعوبات تعلم القراءة والتهجي أو إجراء العمليات الحسابية .وفي عام 1963 عقد مؤتمر حضره التربويون وعلماء النفس والمهتمون بموضوع صعوبات التعلم وذلك لمناقشة واكتشاف مشكلات الأطفال المعاقين إدراكيا.وفي عام 1975 تم قبول مصطلح ” صعوبة التعلم ” في القانون الفيدرالي (التعليم لكل الأطفال المعاقين) وكانت هذه هي الخطوة الأخيرة لاستقرار المصطلح على المستوى الوطني بعد جهود كبيرة لتطوير تعريف أكثر تحديدا له وللمعايير المتعلقة به في السجل الفيدرالي عام 1977.وامتازت حقبة السبعينيات أيضا بظهور القانون العام 94 / 142 ، والذي يعتبر لدى التربويين من أهم القوانين التي ضمنت لذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام حقوقهم في التعليم والخدمات الأخرى المساندة، وحددت أدوار المتخصصين وحقوق أسرهم، وكان لمجال صعوبات التعلـّم نصيب كبير كغيره من مجالات الإعاقة فيما نص عليه هذا القانون ، وقد تغير مسمى هذا القانون وأصبح يعرف الآن بالقانون التربوي للأفراد الذين لديهم إعاقات، وقد أعطى هذا القانون منذ ظهوره في عام 1975م الجمعيات والمجموعات الداعمة لمجال صعوبات التعلـّم قاعدة قانونية يستفيدون منها في مناداتهم ومطالباتهم بتقديم تعليم مجاني مناسب للتلاميذ الذين لديهم صعوبات تعلـّم.وقد تم الاعتراف رسمياً بصعوبات التعلم بموجب القانون العام للولايات المتحدة 91/230 عام 1969 الخاص بالأطفال ذوي صعوبات التعلم. 3- تمييز صعوبات التعلم عن بعض المصطلحات المشابهة 4- تصنيف وأنماط صعوبات التعلميصنف المتخصصون في مجال صعوبات التعلم هذه الأخيرة إلى مجموعتين رئيسيتين :1- صعوبات التعلم النمائية Developmental Learning Disabilitiesتتعلق هذه الصعوبات بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها الطفل في تحصيله الأكاديمي، وقد يكون السبب في حدوثها هو اضطرابات وظيفية تخص الجهاز العصبي المركزي، و تؤثر هذه الصعوبات على العمليات ما قبل الأكاديمية، مثل الانتباه والإدراك و الذاكرة والتفكير و اللغة، والتي يعتمد عليها التحصيل الأكاديمي، وتشكل أهم الأسس التي يقوم عليها النشاط العقلي المعرفي للفرد.2- صعوبات التعلم الأكاديمية Academic Learning Disabilitiesويقصد بها صعوبات الأداء المدرسي المعرفي الأكاديمي، والتي تتمثل في القراءة و الكتابة والتهجئة و التعبير الكتابي و الحساب، وترتبط هذه الصعوبات إلى حد كبير بصعوبات التعلم النمائية. فيما يلي جرد لأهم صعوبات التعلم الأكاديمية، و نبدة عن كل منها ، على أن نخصص مقالات منفردة تتناول كل صعوبة على حدى:أ- عسر القراءة (صعوبات القراءة)وهو مصطلح معروف باسم “ديسلكسيا” أي عدم تمكن التلميذ من القراء، و تنقسم إلى نوعين:صعوبات القراءة : يظهر الطلاب الذين يعانون من هذه الصعوبة قدرة منخفضة في اكتساب مهارات القراءة والكتابة، و كثيرا ما تسبب هذه الصعوبات في تجنب القراءة والكتابة ومحاولة تعلم المادة عن ظهر قلب، من أجل اخفاء صعوبات القراءة. و من مظاهر صعوبات القراءة : انعدام الدقة في القراءة و القراءة ببطء و صعوبات في فهم المقروء و صعوبة الهجاء، الكتابة العكسية للكلمات والحروف، وأحيانا حتى صعوبات لغوية في تنظيم الجمل والتمييز بين الأصوات.صعوبات الفهم : نتحدث عن هذا المفهوم عندما لا يستطيع التلميذ فهم معاني الكلمات والعبارات والجمل.ب- صعوبة الكتابة (ديسجرافيا)يشير هذا المصطلح إلى عدم تمكن التلميذ من الكتابة، أو أنه لا يستطيع التفكير أثناء الكتابة.ج- اضطرابات الانتباه والتركيز تظهر الاضطرابات في الانتباه والتركيز (ADD) في صعوبة الحفاظ المستمر على الانتباه، تشتت الذهن وحساسية كبيرة للمؤثرات الخارجية. عندما تكون الاضطرابات في الانتباه والتركيز مصحوبة بالنشاط المفرط (ADHD)، يصاحب هذه الأعراض نشاط مفرط، اندفاع (تهور)، تقلب عاطفي وصعوبة في تأجيل الاكتفاء (إشباع الرغبات).د- صعوبة الحساب (ديسكالكيولا)تؤثر على القدرة على اكتساب المهارات الحسابية، و يتميز الطلاب الذين يعانون من هذه الصعوبة بقصور في فهم العلاقة بين الأرقام، صعوبات في الإدراك البصري أو السمعي للأرقام، كما يعانون أيضا من صعوبة في إجراء العمليات الحسابية وغيرها.ت- صعوبة الحركة (ديسبراكسيا)يعبر هذا المصطلح عن اضطراب التكامل الحسي وتشمل مشاكل «الاتزان – التوافق بين أداء اليد والنظر»، أي عدم تمكن التلميذ من تنسيق و التحكم في الحركات البسيطة مثل الكتابة والتقطيع، أو الحركات الأكثر تعقيدا مثل الجري والقفز. 5- ما هي علامات صعوبات التعلم؟من الصعب الكشف عن صعوبات التعلم بسبب تعقدها و تداخلها مع أعراض أخرى، لكن الخبراء عادة ما يستكشفونها عن طريق قياس ما يحققه الطفل بالمقارنة مع المتوقع منه بحسب مستوى ذكائه وعمره، و بصفة عامة هناك بعض المؤشرات التي تدل على وجود صعوبة في التعلم، نلخصها فيما يلي:قبل أربعة سنوات:عسر في نطق الكلمات.عسر في الالتزام بالنغمة أثناء الغناء أو الإنشاد.مشكلات في تعلم الحروف والأرقام والألوان والأشكال و أيام الأسبوع.صعوبة في فهم الاتجاهات ومتابعتها، وفي اتباع الروتين أيضا.صعوبة في الامساك بالقلم أو الطباشير أو المقص.صعوبة في التعامل مع الأزرار و ربط الحذاء…من سن أربعة إلى تسعة:صعوبة في الربط بين الحروف وطريقة نطقها.صعوبة في ربط أصوات الحروف ببعضها لنطق كلمة.يخلط بين الكلمات عندما يقرِِؤها.يخطىء في التهجي باستمرار، ويخطىء في القراءة دائما.صعوبة في تعلم المفاهيم الأساسية للحساب مثل الجمع والطرح.صعوبة في قراءة الوقت وتذكر ترتيب أجزاء اليوم والساعة.بطىء في تعلم المهارات الجديدة.من سن تسعة إلى خمسة عشر:صعوبة في قراءة النصوص وإجراء العمليات الحسابية.صعوبة في الإجابة على الأسئلة التي تحتاج إلى الكتابة.يتجنب القراءة والكتابة.كتابة كلمة واحدة بأكثر من طريقة في موضوع واحد.ضعف في الترتيب والتنظيم.لا يستطيع الاندماج في مناقشات الفصل والتعبير عن أفكاره.رداءة الخط.الخطاطة التالية تلخص أهم صعوبات التعليم و خصائص كل صعوبة على حدى6- أسباب صعوبات التعلمأظهرت الدراسات الحديثة وجود أسباب متعددة و متداخلة لصعوبات التعلم، نوجزها فيما يلي:عيوب في نمو المخ خلال مراحل نمو الجنين، قد تحدث بعض العيوب والأخطاء التي قد تؤثر على تكوين و اتصال الخلايا العصبية ببعضها البعض، و يعتقد العلماء أن هذه الأخطاء أو العيوب في نمو الخلايا العصبية هي التي تؤدي إلى ظهور صعوبات التعلم عند الأطفال.العيوب الوراثيةيلاحظ في كثير من الأحيان انتشار صعوبات التعلم في أسر معينة، و يعتقد أن هذا الأمر يعود لأساس وراثي، فعلى سبيل المثال فإن الأطفال الذين يفتقدون بعض المهارات المطلوبة للقراءة مثل سماع الأصوات المميزة والمفصلة للكلمات ، من المحتمل أن يكون أحد الأبوين يعاني من مشكلة مماثلة .مشاكل أثناء الحمل و الولادةيمكن أن يرتبط ظهور صعوبات التعلم لدى الطفل بالمراحل التي تسبق ولادته، ففي بعض الحالات يتفاعل الجهاز المناعي للأم مع الجنين كما لو كان جسما غريبا يهاجمه، وهذا التفاعل يؤدي إلى اختلال فى نمو الجهاز العصبي لهذا الأخير.في حالات أخرى، قد يحدث التواء للحبل السري حول نفسه أثناء الولادة مما يؤدي إلى نقص مفاجئ للأوكسجين الذي يصل للجنين، مما يؤدي إلى الإعاقة في عمل المخ وصعوبة في التعلم في الكبر.كما يمكن أيضا أن يسبب التدخين أو تناول الخمور، أو بعض الأدوية الخطيرة أثناء الحمل إلى معاناة الطفل من صعوبات التعلم .مشاكل التلوث و البيئةأثبتت الأبحاث أن التلوث البيئي من الممكن أن يؤدي إلى صعوبات التعلم بسبب تأثيره الضار على نمو الخلايا العصبية، وقد أظهرت الدراسات أن الرصاص وهو من المواد الملوثة للبيئة والناتج عن احتراق البنزين والموجود كذلك في مواسير مياه الشرب، من الممكن أن يؤدي إلى كثير من صعوبات التعلم.7- علاج صعوبات التعلمرأينا فيما سبق من هذا المقال أن لصعوبات التعلم أسبابا متعددة، و من الطبيعي أن يكون العلاج متناسبا مع طبيعة الصعوبة التي يعاني منها الطفل و درجة خطورتها، و من الطبيعي أيضا تظافر الجهود بين مختلف المتدخلين في تربية الطفل من آباء و معلمين و أطباء نفسيين. و عموما، يمكن التخفيف من الآثار المحتملة لصعوبات التعلم من خلال تفعيل التوجيهات التالية:أ- تفهم الوالدين للمشكلةيجب على الآباء أن يتفهموا طبيعة مشاكل أبنائهم و أن يساعدوا المدرسة في بناء برنامج علاجي لهؤلاء الأبناء بعيدا عن التوترات النفسية.ب- البرنامج التعليمي الخاصيجب تخطيط برنامج تعليمي خاص مناسب لكل طفل حسب نوع الصعوبة التعليمية التي يعاني منها، ويكون ذلك بالتعاون بين الأخصائي النفسي والمدرس والأسرة.ج- التشخيص والتدخل المبكر إن تشخيص حالة الطفل المصاب ينبغي أن تتم تحت إشراف الأخصائيين النفسيين ، و كلما كان التشخيص مبكرا، كلما تمكنا من التعامل بشكل أفضل مع الطفل، و تجنب الكثير من سوء الفهم.د- التعاون بين المدرسة والعائلةتؤثر صعوبات التعلم على الحياة ككل، ولذلك يجب أن يكون البرنامج العلاجي شاملا لكل نواحي التعلم، و بتنسيق تام بين الأسرة و المدرسة. حاولنا في هذا المقال أن نقارب مفهوم صعوبات التعلم، و نبرز أسبابه و طرق علاجه، على أن نتحدث عن كل صعوبة تعليمية بالتفصيل في مقالات قادمة إن شاء الله. ...
صعوبات التعلم وعلاقتها بأنماط التعلم يعدّ الطلبة ذوو صعوبات التعلم فئة لا يمكن إهمالها،لما تشكله من نسبة ليست ببسيطة في المدارس .حيث إنهم يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام ومحاولة إيجاد الوسائل والأساليب التدريسية المتنوعة التي تتلاءم وخصائصهم ، فالبرامج التربوية والأساليب التدريسية المتنوعة التي يقدمها المعلمون عادةَ لتعليم الطلبة في الغرف الصفية قد لا تتلاءم مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم . مما قد يشكل ضعفاً في الجوانب التحصيلية وفي المهارات الدراسية التي يمتلكونها وبالتالي تؤدي إلى إخفاقهم في المدرسة. ومن هنا برز الاهتمام بكل ما يتعلق بفئة ذوي صعوبات التعلم من حيث خصائصهم وأساليب التعامل معهم وطرق تعليمهم والطريقة التي يتعلم بها هؤلاء الطلبة. فكما هو معروف أن صعوبات التعلم لها أسباب عديدة ومنها إصابة الدماغ وهذه الإصابة تؤثر على التحصيل والتعلم سلباً ، وقبل أن نشير إلى الطرق التي يجب أن نعلم بها الطلبة ذوي صعوبات التعلم لابد أن نتطرق إلى كيفية تعلمهم وأن نحصر أنماط تعلمهم ونربطها بخصائصهم النفسية والتي تمثل المحرك الأساسي لتمكنهم من التعلم (السرطاوي،2001).والنمط التعلمي هو الأسلوب أو المنحى الفردي الذي يفضله الطالب لتأدية المهمة التعليمية ، إذ يعتبر أحد أوجه الفروق الفردية التي تؤثر على التعلم في غرفة الصف. وقد حظيت الأنماط التعلمية في السنوات الماضية باهتمام كبير من الباحثين في الميادين التربوية والنفسية وبوجه عام ، ثمة اعتقاد بإمكانية تحسين الأداء الأكاديمي من خلال تنفيذ التدريس على نحو يراعي الأنماط التعليمية للطلبة(الحديدي والخطيب،2005) تعد أساليب التعلم والتعليم عوامل مهمة جداً في تحديد نتاجات عملية التعلم والتعليم والتي تعكس أثارها على الخبرات التي يكتسبها المتعلم من مواقف التعلم التي يتعرض إليها وهذه الخبرات المكتسبة يحتاجها المتعلم من أجل استمرارية التفاعل البناء بين المتعلم والبيئة المحيطة به، بغرض فهم البيئة والتكيف معها ومن ثم تحسينها ( قطامي وقطامي،2000). وتعتبر أساليب التعلم المختلفة المعتمدة على الحواس هي الأكثر شيوعاً وتُسمى عموماً بالنموذج البصري والصوتي والحسي الحركي، ويصف هذا الإطار المتعلمين من الناحية البصرية أو السمعية أو الحسية الحركية. ويقوم المتعلمون عبر حاسة البصر بمعالجة المعلومات المرئية بأكبر مستوى من الكفاءة ويفهم المتعلمون عبر حاسة السمع من خلال السمع بشكل أفضل ويتعلم المتعلمون من خلال الناحية الحسية الحركية/الحسية من خلال الحركة واللمس. وأشار ميلر ( 2001Miller,) أن (92%) من كافة الطلبة في المدارس الأساسية والثانوية يتعلمون من خلال حاسة البصر و(34%) يتعلمون من خلال وسائل سمعية و(37%) يتعلمون بشكل أفضل من خلال أوضاع حسية حركية/حسية . وفي هذا الصدد وضّح كل من فليمنج وبونويل (Fleming& Bonwell,2002) أنماط التعلم المفضلة لدى الطلبة من خلال عملهم على نموذج فارك (VARK) لأنماط التعلم المفضلة لدى الطلبة ، وهي اختصار للحروف الأربعة الأولى لأنماط التعلم وهي : النمط المرئي ، والنمط السمعي ، والنمط القرائي/ الكتابي ، والنمط العملي ، وهذه الأنماط الأربعة تركز على وسائل حسية إدراكية ، يفضل المتعلم من خلالها استيعاب وتجهيز ومعالجة المعلومات والخبرات لديه بهدف حدوث التعلم. إن النمط المرئي أو البصري في التعلم هو نمط يعتمد المتعلم من خلاله على الإدراك البصري والذاكرة البصرية ، حيث يتعلم على نحو أفضل من خلال رؤية المادة التعليمية : كالرسوم والأشكال ، والتمثيلات البيانية والتخطيطية والعروض السينمائية وأجهزة العرض إلى غير ذلك من تقنيات مرئية . أما النمط السمعي للمتعلم : فإن المتعلم يعتمد على الإدراك السمعي والذاكرة السمعية ويتعلم على نحو أفضل من خلال سماع المادة التعليمية : كسماع المحاضرات ، والأشرطة المسجلة والمناقشات ، والحوارات الشفوية إلى غير ذلك من ممارسات شفوية. وفي نمط التعلم القرائي /الكتابي ؛ فإن المتعلم يعتمد على إدراك الأفكار والمعاني المقروءة والمكتوبة ، ويتعلم على نحو أفضل من خلال قراءة الأفكار والمعاني ، أو كتابتها التي تستلزم الكتب والمراجع والقواميس والنشرات والمقالات وأوراق العمل والأعمال الكتابية إلى غير ذلك من ممارسات قرائية أو كتابيه. وبالنسبة إلى نمط التعلم العملي أو الحركي ، يعتمد المتعلم على الإدراك اللمسي العملي والتعلم باستخدام الأيدي لتعلم الأفكار والمعاني من خلال العمل اليدوي المخبري ، وعمل التصميم والنماذج والمجسمات ، وإجراء التجارب والأنشطة الحركية إلى غير ذلك من ممارسات عملية . كما يوجد نمط خامس للتعلم وهو نمط التعلم المتعدد ، وفيه يمتلك الطلبة أكثر من جانب من جوانب التفضيل ، وبالتالي يختارون أكثر من أسلوب يتعاملون معه ، كما يتمتعون بالمقدرة على التحول من أسلوب إلى آخر بكل سهولة وبالتالي هم أكثر تأقلماً من غيرهم(Fleming,2001). وبمعرفة المعلمين لأنماط تعلم طلبتهم باستخدامهم المقاييس الخاصة بذلك ، والملاحظات الذاتية، والخبرات السابقة،يمكن أن يصبحوا أكثر معرفة لتنوع أساليب تعلم طلبتهم، ويتمكنوا بالتالي من تقبل الاختلافات في حاجات الطلبة التعلمية،وتفسير التنوع في هذه الحاجات على أنه تعبير عن طريقتهم وأسلوبهم في التعلم ( قطامي وقطامي، 2000). كما يتمكنون من تزويد طلبتهم باستراتيجيات تعلمية تلائم أنماط التعلم المفضلة لديهم،وتساعدهم في التغلب على الصعوبات التعلمية، وتساعدهم على استغلال قدراتهم واستعدادهم للامتحانات (Fleming,2004 ). المراجع العربية والأجنبية:الحديدي ،منى والخطيب ،جمال (2005) استراتيجيات تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. دار الفكر، عمان: الأردن.السرطاوي ،زيدان و السرطاوي ،عبد العزيز ، وخشان ،أيمن وأبو جودة،وائل .(2001). مدخل إلى صعوبات التعلم ، أكاديمية التربية الخاصة .الرياض: المملكة العربية السعودية قطامي ،يوسف وقطامي ،نايفة (2000) . سيكولوجية التعلم الصفي . عمان : الأردن الشرق للنشر والتوزيع Miller, P. (2001). Learning styles: The multimedia of the mind. EDFleming, N.D. (2004). How Do I Learn Best?. Available: http//www.VARK-Lean.com.Fleming , N .P .(2001) . Frequently asked questions .Available : http //www . vark – lern . com...
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.