صعوبات التعلم وعلاقتها بأنماط التعلم يعدّ الطلبة ذوو صعوبات التعلم فئة لا يمكن إهمالها،لما تشكله من نسبة ليست ببسيطة في المدارس .حيث إنهم يحتاجون إلى مزيد من الاهتمام ومحاولة إيجاد الوسائل والأساليب التدريسية المتنوعة التي تتلاءم وخصائصهم ، فالبرامج التربوية والأساليب التدريسية المتنوعة التي يقدمها المعلمون عادةَ لتعليم الطلبة في الغرف الصفية قد لا تتلاءم مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم . مما قد يشكل ضعفاً في الجوانب التحصيلية وفي المهارات الدراسية التي يمتلكونها وبالتالي تؤدي إلى إخفاقهم في المدرسة. ومن هنا برز الاهتمام بكل ما يتعلق بفئة ذوي صعوبات التعلم من حيث خصائصهم وأساليب التعامل معهم وطرق تعليمهم والطريقة التي يتعلم بها هؤلاء الطلبة. فكما هو معروف أن صعوبات التعلم لها أسباب عديدة ومنها إصابة الدماغ وهذه الإصابة تؤثر على التحصيل والتعلم سلباً ، وقبل أن نشير إلى الطرق التي يجب أن نعلم بها الطلبة ذوي صعوبات التعلم لابد أن نتطرق إلى كيفية تعلمهم وأن نحصر أنماط تعلمهم ونربطها بخصائصهم النفسية والتي تمثل المحرك الأساسي لتمكنهم من التعلم (السرطاوي،2001).والنمط التعلمي هو الأسلوب أو المنحى الفردي الذي يفضله الطالب لتأدية المهمة التعليمية ، إذ يعتبر أحد أوجه الفروق الفردية التي تؤثر على التعلم في غرفة الصف. وقد حظيت الأنماط التعلمية في السنوات الماضية باهتمام كبير من الباحثين في الميادين التربوية والنفسية وبوجه عام ، ثمة اعتقاد بإمكانية تحسين الأداء الأكاديمي من خلال تنفيذ التدريس على نحو يراعي الأنماط التعليمية للطلبة(الحديدي والخطيب،2005) تعد أساليب التعلم والتعليم عوامل مهمة جداً في تحديد نتاجات عملية التعلم والتعليم والتي تعكس أثارها على الخبرات التي يكتسبها المتعلم من مواقف التعلم التي يتعرض إليها وهذه الخبرات المكتسبة يحتاجها المتعلم من أجل استمرارية التفاعل البناء بين المتعلم والبيئة المحيطة به، بغرض فهم البيئة والتكيف معها ومن ثم تحسينها ( قطامي وقطامي،2000). وتعتبر أساليب التعلم المختلفة المعتمدة على الحواس هي الأكثر شيوعاً وتُسمى عموماً بالنموذج البصري والصوتي والحسي الحركي، ويصف هذا الإطار المتعلمين من الناحية البصرية أو السمعية أو الحسية الحركية. ويقوم المتعلمون عبر حاسة البصر بمعالجة المعلومات المرئية بأكبر مستوى من الكفاءة ويفهم المتعلمون عبر حاسة السمع من خلال السمع بشكل أفضل ويتعلم المتعلمون من خلال الناحية الحسية الحركية/الحسية من خلال الحركة واللمس. وأشار ميلر ( 2001Miller,) أن (92%) من كافة الطلبة في المدارس الأساسية والثانوية يتعلمون من خلال حاسة البصر و(34%) يتعلمون من خلال وسائل سمعية و(37%) يتعلمون بشكل أفضل من خلال أوضاع حسية حركية/حسية . وفي هذا الصدد وضّح كل من فليمنج وبونويل (Fleming& Bonwell,2002) أنماط التعلم المفضلة لدى الطلبة من خلال عملهم على نموذج فارك (VARK) لأنماط التعلم المفضلة لدى الطلبة ، وهي اختصار للحروف الأربعة الأولى لأنماط التعلم وهي : النمط المرئي ، والنمط السمعي ، والنمط القرائي/ الكتابي ، والنمط العملي ، وهذه الأنماط الأربعة تركز على وسائل حسية إدراكية ، يفضل المتعلم من خلالها استيعاب وتجهيز ومعالجة المعلومات والخبرات لديه بهدف حدوث التعلم. إن النمط المرئي أو البصري في التعلم هو نمط يعتمد المتعلم من خلاله على الإدراك البصري والذاكرة البصرية ، حيث يتعلم على نحو أفضل من خلال رؤية المادة التعليمية : كالرسوم والأشكال ، والتمثيلات البيانية والتخطيطية والعروض السينمائية وأجهزة العرض إلى غير ذلك من تقنيات مرئية . أما النمط السمعي للمتعلم : فإن المتعلم يعتمد على الإدراك السمعي والذاكرة السمعية ويتعلم على نحو أفضل من خلال سماع المادة التعليمية : كسماع المحاضرات ، والأشرطة المسجلة والمناقشات ، والحوارات الشفوية إلى غير ذلك من ممارسات شفوية. وفي نمط التعلم القرائي /الكتابي ؛ فإن المتعلم يعتمد على إدراك الأفكار والمعاني المقروءة والمكتوبة ، ويتعلم على نحو أفضل من خلال قراءة الأفكار والمعاني ، أو كتابتها التي تستلزم الكتب والمراجع والقواميس والنشرات والمقالات وأوراق العمل والأعمال الكتابية إلى غير ذلك من ممارسات قرائية أو كتابيه. وبالنسبة إلى نمط التعلم العملي أو الحركي ، يعتمد المتعلم على الإدراك اللمسي العملي والتعلم باستخدام الأيدي لتعلم الأفكار والمعاني من خلال العمل اليدوي المخبري ، وعمل التصميم والنماذج والمجسمات ، وإجراء التجارب والأنشطة الحركية إلى غير ذلك من ممارسات عملية . كما يوجد نمط خامس للتعلم وهو نمط التعلم المتعدد ، وفيه يمتلك الطلبة أكثر من جانب من جوانب التفضيل ، وبالتالي يختارون أكثر من أسلوب يتعاملون معه ، كما يتمتعون بالمقدرة على التحول من أسلوب إلى آخر بكل سهولة وبالتالي هم أكثر تأقلماً من غيرهم(Fleming,2001). وبمعرفة المعلمين لأنماط تعلم طلبتهم باستخدامهم المقاييس الخاصة بذلك ، والملاحظات الذاتية، والخبرات السابقة،يمكن أن يصبحوا أكثر معرفة لتنوع أساليب تعلم طلبتهم، ويتمكنوا بالتالي من تقبل الاختلافات في حاجات الطلبة التعلمية،وتفسير التنوع في هذه الحاجات على أنه تعبير عن طريقتهم وأسلوبهم في التعلم ( قطامي وقطامي، 2000). كما يتمكنون من تزويد طلبتهم باستراتيجيات تعلمية تلائم أنماط التعلم المفضلة لديهم،وتساعدهم في التغلب على الصعوبات التعلمية، وتساعدهم على استغلال قدراتهم واستعدادهم للامتحانات (Fleming,2004 ). المراجع العربية والأجنبية:الحديدي ،منى والخطيب ،جمال (2005) استراتيجيات تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. دار الفكر، عمان: الأردن.السرطاوي ،زيدان و السرطاوي ،عبد العزيز ، وخشان ،أيمن وأبو جودة،وائل .(2001). مدخل إلى صعوبات التعلم ، أكاديمية التربية الخاصة .الرياض: المملكة العربية السعودية قطامي ،يوسف وقطامي ،نايفة (2000) . سيكولوجية التعلم الصفي . عمان : الأردن الشرق للنشر والتوزيع Miller, P. (2001). Learning styles: The multimedia of the mind. EDFleming, N.D. (2004). How Do I Learn Best?. Available: http//www.VARK-Lean.com.Fleming , N .P .(2001) . Frequently asked questions .Available : http //www . vark – lern . com...
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.