تستخدم دراسة جديدة شبكة تفاعل بروتينية قائمة على الكمبيوتر لتحديد ما إذا كانت الأدوية الحالية يمكن أن توفر نهجًا علاجيًا جديدًا للأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد (ASD). فقد اكتشف الباحثون أن عقارًا شائعًا مضادًا للإسهال قد يكون له القدرة على علاج الصعوبات الاجتماعية المرتبطة بالتوحد.وعلى الرغم من أن العلاجات الدوائية للأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد (ASD) غير متوفرة حاليًا، هل يمكن لعقار موجود أن يوفر علاجًا جديدًا، حتى لو لم يكن له ارتباط سابقًا بالتوحد؟ كان هذا هو السؤال الذي طرحته دراسة جديدة نشرت بمجلة «Frontiers in Pharmacology»؛ حيث استخدم الباحثون فيها نموذجًا حاسوبيًا يشمل البروتينات المشاركة في ASD والطريقة التي تتفاعل بها، وذلك وفق ما نقل موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.ومن خلال النظر في كيفية تأثير الأدوية المختلفة على البروتينات في النظام، حدد القائمون على الدراسة المرشحين المحتملين للعلاج. وكان الدواء المضاد للإسهال الشائع الاستخدام المسمى «loperamide» هو المرشح الواعد، ولدى الباحثين فرضية مثيرة للاهتمام حول كيفية عمله في علاج أعراض ASD؛ تتضمن بعض الأعراض الأكثر شيوعًا في ASD صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل.وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قالت الدكتورة إليز كوخ من جامعة أوسلو المؤلفة الرئيسية للدراسة «لا توجد أدوية معتمدة حاليًا لعلاج عجز التواصل الاجتماعي، وهو العرض الرئيسي في ASD... ومع ذلك، يتم علاج معظم البالغين وحوالى نصف الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد بأدوية مضادة للذهان، والتي لها آثار جانبية خطيرة أو تفتقر إلى الفعالية في ASD».وفي محاولة لإيجاد طريقة جديدة لعلاج اضطراب طيف التوحد، لجأ الباحثون إلى إعادة استخدام الأدوية التي تتضمن استكشاف الأدوية الموجودة كعلاجات محتملة لحالات مختلفة. ولهذا النهج الكثير من الفوائد؛ حيث غالبًا ما تكون هناك معرفة واسعة بالعقاقير الموجودة من حيث سلامتها وآثارها الجانبية والجزيئات البيولوجية التي تتفاعل معها في الجسم.ولتحديد علاجات جديدة لاضطراب طيف التوحد، استخدم الباحثون شبكة تفاعل بروتينية تعتمد على الكمبيوتر. وتشمل هذه الشبكات البروتينات والتفاعلات المعقدة بينها. ومن المهم مراعاة هذا التعقيد عند دراسة الأنظمة البيولوجية، حيث إن التأثير على بروتين واحد يمكن أن يكون له غالبًا تأثيرات غير مباشرة في مكان آخر.لذلك، أنشأ الباحثون شبكة تفاعل بروتينية تضمنت بروتينات مرتبطة بالتوحد.ومن خلال التحقيق في الأدوية الموجودة وتفاعلها مع البروتينات في الشبكة، حدد الفريق العديد من المرشحين الذين يتصدون للعملية البيولوجية الكامنة وراء ASD.جدير بالذكر، يُطلق على أكثر الأدوية الواعدة اسم «لوبيراميد» الذي يشيع استخدامه لعلاج الإسهال. في حين أنه قد يبدو من الغريب أن عقارًا مضادًا للإسهال يمكن أن يعالج أعراض ASD الأساسية، فقد طور الباحثون فرضية حول كيفية عمله.ويرتبط Loperamide وينشط بروتين يسمى مستقبلات الأفيون μ ، والذي يتأثر عادة بالأدوية الأفيونية مثل المورفين.وإلى جانب الآثار التي تتوقعها عادةً من عقار أفيوني مثل تخفيف الألم، تؤثر مستقبلات μ-opioid أيضًا على السلوك الاجتماعي.ففي الدراسات السابقة، أظهرت الفئران المعدلة وراثيًا التي تفتقر إلى مستقبلات الأفيون μ عجزًا اجتماعيًا مشابهًا لتلك التي شوهدت في ASD. ومن المثير للاهتمام أن الأدوية التي تنشط مستقبلات الأفيون ساعدت في استعادة السلوكيات الاجتماعية.وهذه النتائج في الفئران تسلط الضوء على الاحتمال المحير بأن اللوبيراميد، أو الأدوية الأخرى التي تستهدف مستقبلات الأفيون، قد تمثل طريقة جديدة لعلاج الأعراض الاجتماعية الموجودة في ASD. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لاختبار هذه الفرضية.وعلى أي حال، توضح الدراسة الحالية قوة افتراض أن الأدوية القديمة قد تتعلم بالفعل حيلًا جديدة....
كشفت أحدث دراسة نُشرت في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية لطب الأطفال JAMA Pediatrics، عن احتمالية اختفاء أعراض مرض التوحد autism في الأطفال المصابين به بعد علاجهم مبكراً.وأوضحت أن أولئك الذين تم تشخيصهم بطيف التوحد ASDفي مرحلة الطفولة المبكرة ليس بالضرورة أن يستمروا مرضى طوال حياتهم. ويمكن تخلصهم من الخصائص المميزة للمرض قبل دخولهم المدرسة الابتدائية (بداية التعليم الإلزامي) أي في عمر يقارب الست سنوات.دراسة مراجعة أميركيةأوضح الباحثون من مستشفى بوسطن بالولايات المتحدة أن هذه الدراسة كانت نتيجة لأوراق بحثية سابقة ونظريات علمية أشارت إلى إمكانية أن يلعب العلاج السلوكي الإدراكي المبكر دوراً كبيراً في تطور المرض وربما الشفاء منه بشكل كامل، وهو الأمر الذي حدث بالفعل في الدراسة الحالية، حيث وجد أن نسبة كبيرة بلغت نحو 37 في المائة تقريباً من الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد في مرحلة ما قبل الدراسة toddlers لم تنطبق عليهم أعراض المرض بعد أن أكملوا عامهم السادس.لفتت الدراسة النظر إلى الأهمية الكبيرة للتشخيص المبكر لضرورة العلاج، وقالوا إن الهدف من البداية المبكرة هو تحسن أداء الطفل حتى في حالة عدم شفائه بشكل كامل، بمعنى أن الطفل يمكن أن يحتفظ بوجود بعض الخصائص التشخيصية لطيف التوحد بنسبة بسيطة.وبذلك يمكن للأطفال الحصول على نتيجة جيدة سواء تم تشخيصهم بالمرض لاحقاً أم لا، ما يعنى أن التدخل السلوكي شديد الأهمية ولكنه لا يضمن الشفاء بالضرورة.أكد الباحثون أن اختفاء خصائص التوحد لا يعني بالضرورة أن الطفل سوف يصبح مثاليا وطبيعيا، ولكنه يكون قد تخلص فقط من أعراض التوحد. وعلى سبيل المثال يمكن للطفل أن يعاني من حالة نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، أو القلق، ومن صعوبات في التعلم والتواصل، خاصة اللغات، ويمكن أيضاً أن يعاني من انخفاض درجات الذكاء ولكن مع المتابعة الطبية الدقيقة يمكن التعامل مع كل مشكلة تبعاً لدرجة تأثيرها على الطفل.وجدت الدراسة أيضاً أن الأطفال أصحاب المستويات المنخفضة من مهارات التكيف المختلفة مع الأنشطة اليومية العادية، مثل التواصل مع الآخرين واتخاذ القرارات والعناية اليومية بالنظافة الشخصية وغيرها من المهارات البسيطة كانوا أكثر عرضة لاستمرار أعراض مرض التوحد من الآخرين.قام الباحثون بتتبع 213 من الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد حينما كانت أعمارهم تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام وجميعهم كانوا قد تلقوا علاجا سلوكيا حسب العمر، ثم خضعوا بعد ذلك لإعادة تقييم التشخيص في دراسة بحثية في عمر يتراوح بين خمس وسبع سنوات وذلك في الفترة من أغسطس (آب) 2018 وحتى يناير (كانون الثاني) 2022.نتائج مشجعةوكشفت النتائج عن وجود عدد من الأطفال بلغ 79 طفلا أي بنسبة 37 في المائة لم يعودوا مستوفين لمعايير التشخيص التي يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط رئيسية: وجود صعوبة في التواصل مع الآخرين - سلوك تكراري معين - خلل في التفاعل العاطفي.وأوضح الباحثون أن هناك نسبة بلغت 94 في المائة تم علاجها بالتحليل السلوكي التطبيقي applied behavior analysis الخاص بمرضى التوحد. وتبعاً للإحصاءات، كانت الفتيات أكثر من الذكور في الاستجابة للعلاج وعدم انطباق خصائص المرض عليهن، وكذلك الأطفال الذين تمتعوا بمهارات تكيفية عالية المستوى مثل قدرتهم على التواصل أكثر من غيرهم وتمكنهم من العناية بذواتهم بشكل معقول وكانت لديهم القدرة على اتخاذ قرارات بسيطة.وذكرت الدراسة أن جزءا كبيرا من تأخر العلاج يكون راجعا إلى عدم الاهتمام بالتشخيص. وعلى الرغم من أن خبراء التوحد أوضحوا أنه يمكن تحديد الحالة بشكل موثق بحلول عمر العامين، فإن العديد من الأطفال لا يتم تشخيصهم إلا بعد وقت طويل من بداية ظهور المرض حسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، الأميركية CDC، لأنهم لا يخضعون لعملية التقييم المبكر لطيف التوحد.أشار الباحثون إلى أن التشخيص في هذه الدراسة تم إجراؤه بواسطة 44 مجموعة مختلفة من أطباء الأطفال المتخصصين في العلاج السلوكي المعرفي للتوحد بجانب أطباء نفسيين وليس مجرد طبيب واحد فقط أو حتى مجموعة صغيرة من الأطباء، سواء أكانوا أطباء الأسرة أو اختصاصيي الأطفال.وتم استخدام مقياس معتمد في التقييم وهو جدول ملاحظة تشخيص مرض التوحد Autism Diagnostic Observation Schedule وذلك لأن الانتقاد الأساسي لنظرية إمكانية الشفاء من التوحد هو أن يكون هؤلاء الأطفال قد تم تشخيصهم بشكل خاطئ في البداية ولم يكونوا مرضى حقيقين.أكد الباحثون ضرورة متابعة التقييم باستمرار للمرضى، وكذلك تقديم الدعم التعليمي حتى بعد اختفاء الخصائص المميزة؛ وذلك لأن هؤلاء الأطفال في الأغلب يعانون من عدم قدرتهم على إظهار مشاعرهم ويحتاجون إلى دعم نفسي ومعنوي بخلاف التدريب على المهارات المختلفة وتنمية المواهب. ويستفيد معظم المرضى من التدخلات العلاجية وأطفال هذه الدراسة احتاجوا لهذه التدخلات بعد تشخيصهم بنحو 18 شهراً.وقال الخبراء إن الأمر يحتاج بالطبع إلى مزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كان العلاج الحالي لمرض التوحد ناجحاً أم لا في مساعدة المرضى على الحياة بشكل أقرب للطبيعي وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي والعاطفي لديهم وتنمية قدراتهم على تكوين العلاقات والحفاظ على استمراريتها.ومع نتائج الدراسة الجديدة تجددت الآمال في إمكانية شفاء هؤلاء الأطفال، خاصة الذين يتمتعون بقدر أكبر من التواصل الاجتماعي مما يتطلب مجهودا كبيرا لتطوير أساليب العلاج....
لا يوجد علاج شافٍ بعد لاضطراب طيف التوحد، وليست هناك طريقة علاج واحدة تناسب جميع الحالات. والهدف من العلاج هو زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال بأكبر قدر ممكن من خلال الحد من أعراض اضطراب طيف التوحد ودعم النمو والتعلم لديه. يمكن للتدخل المبكر خلال سنوات ما قبل المدرسة أن يساعد طفلك على تعلم المهارات الاجتماعية والوظيفية والسلوكية الحيوية ومهارات التواصل.وقد تساعد مجموعة من طرق العلاج والتدخلات المنزلية والمدرسية في علاج اضطراب طيف التوحد، كما قد تتغير احتياجات طفلك بمرور الوقت. يمكن لمقدم الرعاية الصحية أن يوصي بخيارات ويساعدك على التعرف على الموارد في منطقتك.إذا تم تشخيص طفلك باضطراب طيف التوحد، تحدث إلى الخبراء بشأن وضع إستراتيجية للعلاج وتكوين فريق من المتخصصين لتلبية احتياجات طفلك.قد تشمل خيارات العلاج:العلاجات السلوكية والاتصالية. تعالج العديد من البرامج مجموعة من الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد. وتركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، وتعليم مهارات جديدة. وتركز البرامج الأخرى على تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية أو التواصل بشكل أفضل مع الآخرين. كذلك يمكن أن يساعد تحليل السلوك التطبيقي (ABA) الأطفال على تعلم مهارات جديدة وتعميم هذه المهارات في حالات متعددة من خلال نظام التحفيز القائم على المكافآت.العلاجات التربوية. غالبًا ما يستجيب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد جيدًا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجة عالية من التنظيم. وتتضمن البرامج الناجحة عادةً فريقًا من الاختصاصيين، ومجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك. وغالبًا ما يظهر الأطفال قبل سن المدرسة ممن يحظون بتدخلات سلوكية فردية مركزة تقدمًا جيدًا.العلاج الأسري. يمكن أن يتعلم الآباء وأفراد الأسرة الآخرون كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المرضى بطرق تحفز المهارات الاجتماعية وتعالج المشكلات السلوكية وتعلمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل.العلاجات الأخرى. بناء على احتياجات طفلك، فإن علاج النطق لتحسن مهارات التواصل، والعلاج المهني لتعليم أنشطة الحياة اليومية، والعلاج الطبيعي لتحسين الحركة والتوازن قد يكون مفيدًا. وقد يوصي الطبيب النفسي باتباع طرق لعلاج مشاكل السلوك.الأدوية. ليس هناك أي دواء في إمكانه تحسين العلامات الأساسية لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك أدوية معينة تساعد في السيطرة على الأعراض. فعلى سبيل المثال، قد توصف بعض الأدوية لطفلك في حال كان يعاني من فرط النشاط؛ تستخدم الأدوية المضادة للذهان أحيانًا في علاج المشكلات السلوكية الحادة؛ كما قد توصف مضادات الاكتئاب لعلاج القلق. أطلع مقدمي الرعاية الصحية بشأن أي دواء أو مكمل غذائي يتناوله الطفل أولاً بأول. ففي بعض الأحيان، قد تتفاعل الأدوية مع المكملات الغذائية، وتُسبب آثارًا جانبية خطيرة.إدارة الحالات الطبية والنفسية الأخرىبالإضافة إلى اضطراب طيف التوحد، يمكن أن يعاني الأطفال والمراهقون والبالغون الآتي:مشاكل الصحة النفسية. قد يصاب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد أيضًا بمشاكل طبية، مثل الصرع واضطرابات النوم أو تفضيلات غذائية محدودة أو مشاكل في المعدة. اسأل طبيب طفلك عن كيفية تحسين إدارة هذه الحالات معًا.مشاكل مع الانتقال إلى مرحلة البلوغ قد يواجه المراهقون والشباب الذين يعانون اضطراب طيف التوحد صعوبة في فهم تغيرات الجسم. كما أن الأوضاع الاجتماعية تزداد تعقيدا في مرحلة المراهقة، وقد يكون هناك قدر أقل من التسامح إزاء الاختلافات الفردية. مشاكل السلوك قد تكون صعبة خلال سنوات المراهقة.اضطرابات الصحة النفسية الأخرى. غالبًا ما يعاني المراهقون والبالغون المصابون باضطراب طيف التوحد اضطرابات نفسية أخرى، مثل القلق والاكتئاب. يمكن أن يقدم طبيبك وأخصائي الصحة النفسية ومنظمات مناصرة للمرضى مجتمعية وخدمية المساعدة.التخطيط للمستقبلعادة ما يستمر الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد في التعلم والتعويض عن المشكلات طوال الحياة، ولكن معظمهم سيظل بحاجة إلى مستوى معين من الدعم. يمكن أن يجعل التخطيط لفرص طفلك المستقبلية، مثل التوظيف والكلية ووضع المعيشة والاستقلال والخدمات المطلوبة للدعم هذه العملية أكثر سلاسة....
هل من المهم معرفة كيف يتم التعامل مع مرض التوحد عند الكبار ؟ وما هي البدائل والخيارات المتاحة لعلاجه؟ وكيف يتم تقديم الدعم النفسي للمريض؟ بالطبع يجب أن نكون على دراية بكل هذه الجوانب، لنتمكن من إدارة مرض التوحد عند الكبار إذا كان لدينا من يعاني منه، وفي هذا المقال سنناقش كيفية علاج التوحد عند الكبار، ورعايتهم بالدعم اللازم، فتابع معنا عزيزي القارئ.ما سبب حدوث مرض التوحد عند الكبار؟قد يُصاب الطفل باضطراب طيف التوحد ويكبر دون أن يتمكن أحد من معرفة حالته، بمعنى أنه لم يتم تشخيص الحالة عندما كان صغيراً، رغم أنه من الممكن معرفة بعض العلامات والأعراض الشائعة لاضطراب طيف التوحد عند الأطفال، ولكن قد يكون لسبب أو لآخر، لم يتم الانتباه إلى حالة الطفل التي تشير إلى طيف التوحد، وكبر الطفل، وكبر معه المرض. لذلك إذا كان هناك شك في إصابة البالغ بالتوحد، يمكن اللجوء إلى المراكز المختصة وإجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من الحالة، ومن الطريف أن بعض الأطباء يقولون بأن طيف التوحد لدى البالغين قد يكون له فائدة كبيرة، وهو أن البالغين المصابين بالتوحد يكون لديهم استقلال مادي شخصي كبديل عن (بدل المعيشة) لمن تتراوح أعمارهم من 16 و 64 عاما.هل يمكن لمريض التوحد الدخول في مجال العمل؟قد يكون من الصعب لمريض التوحد الحصول على وظيفة، حيث سيعاني من بيئة عمل صاخبة جداً، أو قد يكون السفر إلى العمل مرهقاً جداً بسبب الازدحام، كما أن التغيرات المفاجئة في الروتين قد تكون مزعجة بالنسبة له. ومع ذلك إذا وجد مريض التوحد بيئة العمل المناسبة، وبالدعم اللازم ممن حوله، سيكون لديه الكثير ليقدمه، حيث أن لديه ملاحظة جيدة للتفاصيل، ويمكن أن يساعد في العديد من الجوانب.ما مدى قدرة مريض التوحد على اتخاذ القرارات؟قد يكون لدى الشخص البالغ المصاب بالتوحد القدرة على اتخاذ بعض القرارات البسيطة، مثل تحديد ما يجب شراءه من محلات البقالة (السوبر ماركت)، ولكنه قد يعجز عن اتخاذ القرارات الكبيرة، مثل الانتقال إلى العيش في مكان معين، أو القرارات التي تخص القضايا المالية المعقدة، وعموماً يمكن مساعدة مريض التوحد على اتخاذ القرار الذي يصب في مصلحته.علاج مرض التوحد عند الكبارمع التشخيص الصحيح، قد يتمكن البالغون المصابون بالتوحد من التوصل إلى خدمات دعم التوحد المحلية، إذا كانت متوفرة في منطقتهم، ويمكن البحث عنها باستخدام دليل الخدمات، ويجب أن يكون أخصائيو الرعاية الذين يقومون بتشخيص الحالة قادرين عل تقديم المعلومات والنصائح حول خدمات الرعاية والدعم المتوفرة.تتضمن أمثلة البرامج التي قد تكون متوفرة في المنطقة حول رعاية مرضي التوحد من الكبار ما يلي:• برامج التعلم الاجتماعي، والتي تساعد على معرفة كيفية التعامل في المواقف الاجتماعية.• برامج النشاط الترفيهي، وتشمل المشاركة في الأنشطة الترفيهية، مثل الألعاب والتمارين، أو الذهاب إلى السينما والمسرح مع مجموعة من الأشخاص، والاندماج معهم.• برامج الحياة اليومية، وهي تتضمن مهارات للمساعدة على حل أي مشكلة متعلقة بأداء الأنشطة اليومية، مثل الأكل أو التنظيف....
مقدمة:يُعدّ اضطراب التوحد طيفًا واسعًا من الاضطرابات العصبية النمائية التي تؤثر على كيفية تواصل وتفاعل الأفراد مع العالم من حولهم. و بينما لا يوجد علاج معروف لهذا الاضطراب، تُستخدم العديد من الأدوية والعلاجات للمساعدة في إدارة الأعراض وتحسين نوعية الحياة. و يُعدّ أريبيبرازول، وهو دواء مضاد للذهان غير تقليدي، أحد الأدوية التي أظهرت بعض الفعالية في معالجة بعض أعراض التوحد.آلية عمل أريبيبرازول:يعمل أريبيبرازول عن طريق التأثير على مستقبلات الدوبامين والسيروتونين في الدماغ. و يُعتقد أنّ هذه التأثيرات تُساعد في تنظيم وظائف الدماغ المرتبطة بالسلوكيات والمشاعر.استخدامات أريبيبرازول في علاج التوحد:تمّت الموافقة على استخدام أريبيبرازول من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج تهيج التوحد المرتبط بالعدوانية والسلوكيات الذاتية المؤذيةلدى الأطفال والمراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 18 عامًا. و أظهرت الدراسات البحثية أنّ أريبيبرازول قد يكون فعالًا في تحسين بعض أعراض التوحد الأخرى، مثل:
صعوبات التواصل:
قد يُساعد أريبيبرازول في تحسين مهارات التواصل لدى بعض الأطفال المصابين بالتوحد، مثل: التواصل البصري و فهم اللغة و استخدام اللغة التعبيرية.
السلوكيات المتكررة:
قد يُساعد أريبيبرازول في تقليل بعض السلوكيات المتكررة المرتبطة بالتوحد، مثل: رفرفة الأيدي و التأرجح و التركيز على اهتماماتٍ محددة.
اضطرابات القلق:
قد يُساعد أريبيبرازول في تقليل أعراض اضطرابات القلق المرتبطة بالتوحد، مثل: الخوف و التوتر و النوبات الهلعية. فعالية أريبيبرازول:أظهرت الدراسات البحثية أنّ أريبيبرازول قد يكون فعالًا في تحسين بعض أعراض التوحد لدى بعض الأطفال والمراهقين. و لكن تجدر الإشارة إلى أنّ نتائج هذه الدراسات قد تختلف من شخصٍ لآخر، و أنّ أريبيبرازول قد لا يكون فعالًا للجميع.الآثار الجانبية لأريبيبرازول:مثل أي دواء آخر، يمكن أن يُسبب أريبيبرازول بعض الآثار الجانبية. و تشمل بعض الآثار الجانبية الشائعة:
زيادة الوزن:
يُعدّ زيادة الوزن أحد الآثار الجانبية الشائعة لأريبيبرازول.
جفاف الفم:
قد يُسبب أريبيبرازول جفاف الفم.
النوم:
قد يُسبب أريبيبرازول النوم أو الأرق.
القلق:
قد يُسبب أريبيبرازول القلق.
ألم في المعدة:
قد يُسبب أريبيبرازول ألمًا في المعدة.
موانع استخدام أريبيبرازول:لا يُنصح باستخدام أريبيبرازول للمرضى الذين يعانون من فرط الحساسية للمادة الفعالة أو لأي من مكونات الدواء الأخرى.الخلاصة:يُعدّ أريبيبرازول دواءً واعدًا في علاج بعض أعراض التوحد لدى الأطفال والمراهقين.و لكن تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الدواء قد لا يكون فعالًا للجميع، و أنّ له بعض الآثار الجانبية.و من المهم استشارة الطبيب لمناقشة فوائد ومخاطر استخدام...
ابتكرت "ويفز أو تشينج" (أمواج التغيير) وهي مؤسسة اجتماعية في جنوب أفريقيا، طريقة علاجية جديدة لمساعدة الأطفال الذين يعانون من مرض التوحد، والذين غالبا ما يعانون من القلق الاجتماعي والعزلة، وذلك من خلال ركوب الأمواج، حسبما نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية.وتهدف المنظمة إلى توفير مساحة آمنة وشاملة لهؤلاء الأطفال بعيدًا عن المدرسة ومنازلهم من خلال ضمهم إلى مجتمع شامل ومقبول لهم؛ حيث يتم تعليمهم مهارات التأقلم، مثل تقنيات التأمل والتنفس التي تساعدهم على تنظيم أنفسهم عاطفياً والحد من القلق في حياتهم الاجتماعية. ومن خلال تقييم قدرة كل طفل ومستوى الراحة الذي يشعر به، يقدمهم المدربون إلى المحيط وركوب الأمواج.وتركز الجلسات الأسبوعية على المرح والتفاعل الاجتماعي والشعور بالانتماء والتعامل مع معلم داعم. وبطريقة لطيفة ولا تستبق الحكم، يتعلم الأطفال الاندماج في مجتمع أوسع، مما يقلل من مستويات العزلة.وتوفر مؤسسة Waves for Change مساحة آمنة ورعاية للبالغين كما أنه يمثل مهمة جديدة ومثيرة للتحدي وينمي مهارات التعامل مع سلوكهم وعواطفهم. مما يساعد على تقليل العزلة ويسمح للأطفال بالفخر بمن هم....
يمثل التوحد قلقا للأمهات في السنوات الأولى من عمر أطفالهن، لا سيما إن لاحظن قصورا في مهارات الطفل قبل سن الثالثة، ولأن علامات التوحد قد تختلط على البعض فإن المرحلة العمرية ابتداء من سن الثلاثة أعوام إلى السادسة تعد أكثر المراحل حرجا في تطور مهارات الطفل، والتي تحتاج إلى مراقبته للتدخل السريع لرفع مستوى النمو العقلي للطفل قدر الإمكان. في تقرير بمجلة "بيكيا بادريس" الإسبانية، قالت الكاتبة ماريا خوسيه رولدان برييتو، إن عددا من الأطفال في جميع أنحاء العالم بمعدل 1% يعانون من هذا الاضطراب بدرجات مختلفة، والجدير بالذكر أن التوحد من بين الاضطرابات النفسية القابلة للتعامل معها وتقليل أعراضها، ولكن لا يمكن للطفل التعافي منه بشكل جذري. وتشهد علاجات التوحد نوعا من التطور بشكل مستمر، ومن الأفضل أن يشخص الطفل في مراحل عمرية مبكرة حتى تتم السيطرة على أعراضه، لذا فهذه هي الأسئلة التي ربما تطرحها على نفسك في الوقت الحالي. 1- متى تظهر علامات التوحد؟ذكرت الكاتبة أن علامات مرض التوحد تظهر عادة في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث يبلغ متوسط عمر التشخيص من ثلاث إلى ست سنوات. ومع ذلك، يقع تشخيص حالات بعض الأطفال في سن مبكرة جدا عند بلوغهم السنتين. وتشمل بعض السلوكيات المرتبطة بالتوحد تأخر تعلم اللغة وصعوبة الاتصال البصري أو إجراء محادثة، ونوعية الاهتمامات الضيقة والمكثفة، فضلا عن ضعف المهارات الحركية والحساسيات الحسية. ويستطيع أي شخص في محيط الطفل ملاحظة العديد من سلوكيات طيف التوحد هذه أو بعضها لدى الطفل.2- ما علامات التحذير؟أوردت الكاتبة أن تطبيق تشخيص اضطراب طيف التوحد يجرى على أساس تحليل جميع السلوكيات ومدى شدتها، وتعد هذه السلوكيات الرئيسية التي قد تشير إلى مرض التوحد. نذكر من بينها عدم القدرة على الكلام أو التأخر في تعلم الكلام، وصعوبة فهم مشاعر الآخرين أو التعبير عن مشاعره وأداء الحركات المتكررة مثل التوازن وبعض الحركات اليدوية "الرفرفة" أو حركة الطيران أو الدوران حول نفسه.بالإضافة إلى ذلك، لا يتواصل الطفل المصاب بالتوحد بصريا مع الآخرين، بل يتحاشى النظر في أعينهم، قد يبدو الأمر أحيانا أن الطفل خجولا، ولكن إذا تكرر الأمر مع أفراد الأسرة وليس الغرباء وحدهم، فهذا الأمر يعد مثيرا للقلق.كما أن الطفل المصاب بالتوحد لا يحب اللعب مع أقرانه، ويفضل البقاء وحيدا، ولا يلعب بشكل تلقائي أو يتسلى بألعاب من وحي خياله. أحيانا، لا يأبه طفل التوحد بشعور الألم أو درجة الحرارة.3-الإجراء المناسبوأردفت الكاتبة أن هذه الأعراض لا تعني دائما أن الطفل مصاب بالتوحد. وتختلف أعراض اضطراب التوحد لدرجة أن هذه العلامات لا تعني أن طفلك مصاب بالتوحد. ولكن، إذا أظهر طفلك مثل هذه السلوكيات فعليك مناقشة الأمر مع طبيب الأطفال، الذي بدوره يقوم بتحويلك إلى طبيب الأعصاب لتقييم حالة طفلك وتشخيص الدماغ والعمود الفقري والجهاز العصبي، يلي ذلك تقييم الطفل من قبل المختصين في مجالات التخاطب والسلوك. 4- كيف يشخص المرض؟أشارت الكاتبة إلى أنه لا يوجد اختبار للدم أو فحص دماغ أو أي اختبار موضوعي آخر يمكنه تشخيص مرض التوحد، رغم أن الباحثين يحاولون بنشاط تطوير هذا الاختبار. كما يتضمن تشخيص اضطراب طيف التوحد خطوتين: فحص نمو الطفل والتقييم التشخيصي الشامل. ورغم أنه يمكن تشخيص التوحد بعد عامين من تاريخ ولادة الطفل، فإنه لا يقع تشخيص معظم الحالات إلا بعد سن الرابعة.وأوضحت الكاتبة أن تقييم النمو يسعى إلى معرفة إذا كان الأطفال يتعلمون المهارات الأساسية عندما يتعين عليهم ذلك، أو إذا كانوا قد يعانون من تأخر في النمو.وتتمثل الخطوة التالية للتشخيص في إجراء تقييم شامل يتضمن مراجعة معمقة تحلل سلوك الطفل وتطوره الشامل، وعادة تتضمن مقابلة مع أولياء الأمور. وغالبا يتم إجراء اختبار السمع والبصر مع الاختبارات العصبية والجينية. 5- أهمية التشخيص المبكرأفادت الكاتبة بأن التشخيص المبكر للتوحد أمر مهم جدا، لأن التحديد المبكر لهذا الاضطراب يعني التدخل المبكر، مما قد يؤدي إلى مكاسب كبيرة في تحسين معدل الذكاء والتواصل والتفاعل الاجتماعي. وتشمل الخدمات العلاج لمساعدة الطفل على المشي والتحدث والتفاعل مع الآخرين.ومن الممكن أن تلعب هذه الخدمات دورا كبيرا على مستوى سلوك الطفل ووظائفه ورفاهه في المستقبل. على عكس ذلك، قد يؤدي إهمال تشخيص الطفل في سن مبكرة إلى تفاقم وضعه واحتداد أعراض التوحد. 6- ماذا يعني الطيف؟أوضحت الكاتبة أن التوحد أو اضطراب طيف التوحد يسبب تحديات اجتماعية وتواصلية وسلوكية كبيرة، ويقع تعريفه من خلال مجموعة محددة من السلوكيات، ويوصف التوحد "بطيف التوحد"، لأنه يتضمن درجات شديدة التباين، انطلاقا من الموهوبين إلى الذين يعانون من إعاقة حادة.إن التعلم وحل المشكلات وتعزيز المهارات المعرفية للأشخاص الذين يعانون من مرض التوحد تلعب دورا مهما في علاجهم. وسيحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من طيف التوحد إلى الكثير من المساعدة في حياتهم اليومية، في حين يحتاج الآخرون إلى معدل أقل من المساعدة، وربما لا يحتاجونها تماما، ويقوم العلاج السلوكي وعلاج التخاطب برفع المهارات لدى الطفل حتى يصل لمرحلة الاستقلال وعدم الاعتماد على الغير في جميع المهارات الحياتية اليومية. 7- هل يوجد علاج للتوحد؟لا يوجد علاج شاف للتوحد، ولكن جميع محاولات العلاج تكمن في رفع مستوى المهارات لدى الطفل، وكثير من حالات التوحد غير الحادة لا يمكن ملاحظة أي اضطراب لدى أصحابها، فستجد الطفل موهوبا في هواية أو رياضة ما، وربما متفوقا عن أقرانه في مجالات الرياضيات والعلوم، وقد تكمن بعض مشاكله في عدم الرغبة في التواصل مع الآخرين، أو العصبية الزائدة في بعض المواقف التي نراها عادية؛ فمرضى التوحد يرفضون أن يقتحم أحد دائرتهم، واندماجهم في أي روتين أمر شديد الصعوبة ويحتاج لكثير من التدريب....
يصف الأهل الذين تم إبلاغهم بأن ابنهم يعاني من مرض التوحد (Autism)، لحظة تلقيهم لهذا الخبر بأنها كانت صدمة بكل معنى الكلمة، لحظة يشعرون فيها أن عالمهم قد تدمر. ويقول البعض إنها كانت لحظة أدركوا فيها أن عليهم التأقلم مع طفل لا يستطيعون التواصل معه، وأن على طفلهم التأقلم مع عالم لا يستطيع هو التواصل فيه مع أحد. عند تشخيص إصابة الطفل بالتوحد، يصبح من واجب العائلة أن تعيد تنظيم صفوفها من جديد. يشمل هذا الأمر الجانب الاقتصادي، الجانب العلاجي، وحتى ترتيب البيت من جديد. يتطلب علاج التوحد 24 ساعة من الاهتمام ومراقبة الطفل المتوحد (الذاتوي). وتبدأ المراقبة من أدق التفاصيل وأصغرها: النظافة الشخصية، الطعام، الملابس، وغيرها... وتصل إلى كل عملية "تواصل" الطفل وعلاقته مع العالم المحيط به، بالإضافة للحفاظ على أمنه وسلامته.لا يستطيع الطفل المصاب بالتوحد (الذاتوي) إدراك ذاته ولا ومحيطه، ولذلك فمن الممكن أن يكون في خطر دون أن يعلم. كذلك، فإن عدم وجود علاج طبي للتوحد يزيد من المصاعب التي على الأهل مواجهتها، ويؤدي في بعض الأحيان لأزمة عائلية.وفق الإحصائيات، فإن هنالك ارتفاعا مستمرا في عدد الأطفال الذين يتم تشخيص إصابتهم بالتوحد. في الولايات المتحدة، يتم تشخيص طفل واحد من كل مئة وخمسين طفلا، على أنه مصاب بالتوحد.في معظم دول العالم، هنالك جمعيات تساعد عائلات الأطفال المصابين بالتوحد. تتم هذه المساعدة عبر أطر علاجية مختلفة: مراكز الدعم، تحسين القوانين، والمساعدة في التعامل مع السلطات المختلفة. لكن، ومع كل هذا، نلاحظ أن المجتمع يواجه صعوبة حقيقية وكبيرة بتقبل الأطفال المصابين بالتوحد.يختلف الطفل المصاب بالتوحد (الذاتوي)، عن بقية الأطفال المعاقين الذين يمكن تمييز إعاقتهم. في الحقيقة أن هذا الأمر يوفر على الطفل المصاب بالتوحد الشعور بالبعد أو التعرض للسخريه وانعدام التسامح الذي يبديه المجتمع تجاه الأطفال المعاقين، خصوصا من أبناء جيله. ومع هذا، وما أن يتضح أن الطفل يعاني من التوحد، نلاحظ أن المجتمع بدأ بالتنكر له ولعائلته، ويفقد المحيطون به صبرهم عليه، بل إن بعضهم يقوم باستغلال واقعه المرضي ضده وضد عائلته.كذلك، تشعر عائلة الطفل، أحيانا، بالخجل من وجود طفل مصاب بالتوحد لديها، ويحاول أفراد أسرته مرارا وتكرارا تجاهل وجوده والإقلال من ذكره. كما أن بعضهم، يقوم في كثير من الأحيان، بإخفاء حقيقة وجود طفل مصاب بالتوحد في العائلة عن المحيط القريب، لألا يمس الأمر بسمعة العائلة!!! على الرغم من أنهم يقدمون للطفل المتوحد، داخل البيت، كل العناية والمحبة الممكنة واللازمة له. كذلك، من الظواهر المنتشرة في مثل هذه العائلات، أن أخوان وأشقاء الطفل المصاب بالتوحد يفضلون عدم الظهور معهم، كما يمتنعون عن دعوة أصدقائهم لزيارتهم في البيت خشية أن ينكشف أمر أخيهم المصاب بالتوحد، لاعتقادهم أن الأمر يسبب لهم الضرر على المستوى الاجتماعي. بالمقابل، بدأنا، خلال السنوات القليلة الماضية، نلاحظ أن هناك انفتاحا أكبر على موضوع التوحد بالمقارنة مع ما مضى. أصبحت العائلات تتكلم بانفتاح أكبر عن تربية الأطفال المصابين بالتوحد، كما أن عددا كبيرا من المؤسسات والمنظمات بدأت توظف فيها عمالا وموظفين هم في الواقع أشخاص مصابون بالتوحد (وإن كان بدرجة طفيفة من الإصابة). كذلك بدأت بعض الدول تسن قوانين وتشريعات تدافع عن حقوق العائلات التي لديها أطفال مصابون بالتوحد، بوتيرة أكبر، كما باتت بعض المجتمعات أكثر انفتاحا وتفهما (وحتى دعما) في تعاملها مع أهل الطفل المصاب بالتوحد. لكن، مع كل هذا، ما زال المجتمع يستصعب تقبّل الأطفال المصابين بالتوحد، ويستصعب رؤية هذا المرض كإعاقة مثلها مثل بقية الإعاقات الأخرى التي يعرفها.تنبع المشكلة من انعدام التوعية الصحيحة والكافية للموضوع في المجتمع. يتم النظر للإصابة بالتوحد كشيء أحادي الأبعاد، وأحادي الدرجات، ويتم في الغالب النظر إلى الموضوع كموضوع هامشي، رغم أنه ظاهرة واسعة الانتشار تخترق الكثير من الفئات المجتمعية. في بعض الأحيان، تتنازل العائلات أيضا عن الحاجة للنضال الاجتماعي، لكنها تبذل قصارى جهدها عند العناية بالطفل المصاب بالتوحد، ويتنازل أفرادها عن تمثيل الطفل أمام المجتمع ورفع الوعي لكل ما يتعلق بهذه المشكلة....
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.