النمو عبارة عن سلسلة من التغيرات المختلفة الجوانب، التي تهدف إلى غاية مرتبطة باكتمال النضج واستمراره وهو يحدث بطريقة خاصة تحكمها مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في الإنسان.
نبذة عن حياة انا فرويد (1895—1980)آخر أبناء فرويد لم يكن الحمل بها متوقعا و بعد حدوث الحمل كان فرويد يرغب في ابن ذكر؛تقول آنا فرويد عن ذلك "لو كان هناك موانع للحمل حينها لما ولدت"؛ يرى البعض أن ذلك أدى يها إلى الشعور بالرفض .أصبحت قريبة من والدها و لم تتزوج؛ بل نذرت نفسها للتحليل النفسي و البقاء بقربه.علاقتها بأمها لم تكن حميمة.يعتقد أنها لم تحل المركبات الأوديبية .وما قدمته يعتبر استمرارية لما قدمه فرويد ؛ وتكمن إسهاماتها في تطبيق التحليل النفسي على الأطفال ؛ وما أثمرت عنه من أفكار جديـــدة ناتجة عن هذا التطبيق كان أهمها مسارات النمو . هذه الأفكار مهدت لدراسة الأنا و النظر إليه على أنه جزء ذو فاعلية أكبر مما قال به فرويد.(الغامدي ،دت ، ص 1 )أهم ما قدمته للتحليل النفسي:خرجت من تحليلها للأطفال بالاتي : الطرق التحليلية التقليدية قد لا تجدي مع الأطفال لصعوبة السيطرة عليهم، و صعوبة كسب ثقتهم، وعدم قدرتهم على التركيز، بالإضافة إلى مصاعب اللغة.في حالة الكبار ترتبط المشكلات بالماضي أما عند الأطفال فهي مازالت حاضرة.في الطفولة المبكرة يمثل الآباء مصدرا للضبط كبديل للانا الأعلى كونه لم ينمو بعد.اللعب يمكن أن يكون بديلا للتداعي الحر في مرحلة الطفولة.تقبل الأحلام والخيالات كوسيلة للتشخيص والعلاج.طورت ميكانيزمات الدفاع وعددت مزيدا من الميكانيزمات...(أبو اسعد و الختاتنة، 2011 ، ص 99-102)لأن العلاقة التحويلية في حالات الكبار علاقة بديلة و تعويضية و تعد ميكانيزما دفاعيا ؛ أما العلاقة التحويلية مع الصغار فهي مصدر حقيقي للإشباع .لذا فإن عملية التحليل النفسي لا يمكن أن تتم قبل كسب ثقة الطفل.(الغامدي ،دت ، ص 1 )و ترى آنا فرويد أن اللعب لا يكون بالضرورة رمز لأي شيء ؛ و يقوم الطفل باللعب التخيلي فإن كان هناك لعبة معينة عبارة عن لعبة رمزية أو إن كان هناك دوافع محتملة خلفها ؛ فهذا ما ينبغي أن تعززه الأدلة عما يحيط بموقف الطفل في البيت و المدرسة و كذلك عن خبراته اليومية ؛ و معرفة برغباته و مشاعره و مخاوفه و اتجاهاته التي لا يستطيع الوالدان معرفتها إلا بعملية تآلف و مودة مع الطفل واكتساب ثقته.لقد اهتمت آنا فرويد تكيف الطفل و أعطت أهمية خاصة لتطور الأنا و نموها و آلياتها الدفاعية ؛ من هنا كان عنوان كتابها الأول ( الأنا و آلياتها الدفاعية ) سنة 1936. طورت فكرة ميكانيزمات الدفاع ؛ و عددت مزيدا من الميكانيزمات ..ومفهومها عن النمو الذي لا يسير على وتيرة واحدة و ليس متجانس ؛ استقته من خبرتها العيادية ؛ ذلك أن معظم الأطفال يظهرون عدم تجانس في النمو.(سليم، 2002 ، ص 88-89)خرجت بوجهة نظر عن النمو ترى فيها أن هناك خطوط (جوانب) للنمو ؛ حيث يمر الطفل بعدة مراحل في كل جانب ؛ هذه الجوانب تشمل :الاستقلال الانفعالي(من الاعتمادية إلى الاستقلال الانفعالي ).من المص إلى الأكل الطبيعي .من عدم ضبط أعضاء الجسم (الإخراج) إلى مرحلة الضبطمن عدم التمركز حول الذات إلى الاجتماعية .من اللعب بالجسم إلى اللعب بموضوعات خارجية .(الغامدي ،دت ، ص 2 )و قدمت آنا فرويد الإسهامات الأولى لدراسات التحليل النفسي في المراهقة ؛ و نقطة البداية عندها كانت هي ذاتها عند فرويد . يواجه المراهق من جديد انبعاث المشاعر الأوديبية الخطرة و بشكل نمطي ؛ فإن المراهق الصغير يكون على وعي كبير بامتعاض متنام ضد الأب من نفس الجنس ؛ و بمشاعر سفاحية تجاه الأب الآخر ؛ تظل مدفونة أكثر في العقل الباطن. وتقول آنا فرويد : عندما يختبر المراهق لأول مرة انطلاق المشاعر الأوديبية ؛ فإن دافعه القهري الأول هو أن يطير ؛ إذ يحس المراهق بالتوتر و القلق في وجود الأبوين ؛ و يشعر بالأمان عندما يكون بعيدا عنهما ؛ ويهرب بعض المراهقين من البيت فعليا في هذا الوقت ؛ بينما يبقى آخرون في منازلهم لكن في حدود معينة ؛ مغلقين غرفهم عليهم ؛ ولا يشعرون بالراحة إلا عندما يكونون مع الأقران. أحيانا يحاول المراهق أن يدفع أبويه بالهرب منهما بإظهار الاحتقار الواضح لهما ؛ وبدلا من الاعتراف بحبهما و الاعتماد عليهما ؛ يأخذ المراهق اتجاها معاكسا تماما ؛ ويبدو كما لو أنه يفكر أنه يستطيع أن يتحرر من الانضواء تحت سلطة الأبوين بعدم التفكير فيهما على الإطلاق ؛ وهنا مرة أخرى ؛ قد يتخيل المراهقون أنفسهم فجأة أنهم مستقلون ؛ لكن آباءهم مازالوا مسيطرين على حياتهم ؛ لأنهم يستهلكون جل طاقتهم في السخرية منهم و التهجم عليهم . و يحاول المراهق أن يدافع عن نفسه ضد المشاعر و النزعات جميعا بصرف النظر عمن ترتبط بهم هذه المشاعر ؛ وأحد استراتيجياته في هذا المجال هو الزهد و التقشف و التنسك ؛ كأن يحاول المراهق التخلص من المتع الجسمية أو الحسية ؛ وحيث يظهر الفتيان و الفتيات تمسكا بنظم متشددة ؛ ينكرون متع الملابس الجذابة و الرقص والموسيقى ؛ أو أي شيء مثير أو طائش ؛ ويسيطرون على أجسامهم بالتدريبات الشاقة ؛ وهناك إستراتيجية أخرى ضد هذه النزعات تتمثل في التعقل ؛ إذ يحاول المراهق أن ينقل مشكلة الجنس و العدوان إلى مجال عقلي مجرد ؛ و قد يبني التوسع في نظريات حول الطبيعة و الأسرة أو الحرية أو السلطة أو الدين ؛ وبينما تكون هذه النظريات أصيلة ومتوهجة ؛ فإنها قد تكون أيضا مجرد جهود لقناع رقيق كمرساة للقضايا الأوديبية على المستوى العقلي ؛ و قد لاحظت آنا فرويد أن الهياج الكبير و الدفاعات اليائسة و الاستراتيجيات الخاصة بهذه المرحلة هي طبيعية في حقيقتها ويمكن توقعها . وهي في العادة لا توصي بالعلاج ؛ وتعتقد بأنه ينبغي أن تتيح للمراهق الوقت والمجال لكي يعمل من أجل الحل بنفسه ؛ ومع ذلك فإن الآباء قد يحتاجون إلى التوجيه لأنه " توجد في الحياة مواقف قليلة أصعب من التعامل مع ابن أو ابنة مراهقة خلال محاولتهم لتحرير أنفسهم".(سليم، 2002، صص89-90)تقييم نظرية آنا فرويد :يمكن النظر إلى ما قدمته على انه المرحلة الانتقالية إلى سيكولوجية الأنا الحديثة لدى اريكسون.كانت البداية معها متواضعة، إذ على الرغم مما قدمته في مجال التحليل النفسي للأطفال، وتحديدها لمسارات النمو والتي لفتت الانتباه إلى أهمية الأنا، فقد بقيت وفية لما قدمه فرويد.(أبو سعد و الختاتنة، 2011 ص 103)...
نبذة عن حياة فرويد: سيجموند فرويد : (Sigmond Freud)وهو الأب الروحي للتحليل النفسي ، ولد في النمسا عام (1856). بدأ حياته العملية طبيبا عاما ثم انجذب بقوة الى الطب النفسي بتأثير من أستاذه (تشاركو) والذي التقى به في باريس واطلع على طريقته في علاج الحالات المظطربة نفسيا ، وعاد بعدها إلى موطنه ليبدع طريقته الخاصة به والتي أطلق عليها اسم : " التحليل النفسي " ، والتي بنيت على نواتج ملاحظاته للمرضى النفسيين الذين يترددون على عيادته لفترات زمنية طويلة ، حيث كان يرصد الأعراض و يمارس العلاج بالتحليل النفسي ويقيم مخرجات هذا العلاج، أما العلاج بهذه الطريقة فكان بالتنويم المغناطيسي ، والتداعي الحر ، والتحليل الأحلامتعريف التحليل النفسي:يعد التحليل النفسي في احد معانيه عملية يتم من خلالها استكشاف ماضي (خبرات) اللاشعور والتي تشمل على الأحداث والذكريات المؤلمة والصراعات والدوافع والانفعالات الشديدة التي تؤدي في النهاية الاضطراب النفسي كذلك يمكن تعريفه بأنه عملية استرجاع للخبرات المؤلمة من اللاشعور وذلك عن طريق التعبير الحر التلقائي (التداعي الحر ) والتنفيس الانفعالي ليتمكن الفرد من معرفة أسباب مشكلته الأساسيةالمبادئ الأساسية لنظرية فرويد :إن الواقعة التي تستثير سلوك الأسوياء هي نفسها التي تستثير سلوك المرضى العقليين.بالإضافة إلى المستوى الشعوري للعمليات العقلية يوجد اللاشعور ( الآثار الماضية التي كانت يوما ما على المستوى الشعوري) تؤثر تلك الآثار اللاشعورية على سلوكنا دون إن نكون على وعي بها وقد اعتبر فرويد ان الشعور مخزن للخبرات غير السارة المكبوتة (الكبت هو إقصاء للخبرة من الشعور ) مما يمكن التعبير عنها على المستوى الشعوري ولقد افترض فرويد وجود ما يسمى ما قبل الشعور ويتضمن الآثار التي لا توجد في نطاق الشعور ولكن يمكن إدخالها إلى الشعور باسترجاع الخبرات الماضية.تستثير الحيل الدفاعية الدوافع اللاشعورية ،وإذا كنا سنعرض لهذه الحيل فيما بعد إلا انه يمكن القول بأنها طرق وأساليب للتصرف تمكننا من حماية أنفسنا من اثر المواقف الصراعية التي لا يمكننا تحملها.خبرات الطفولة المبكرة هي المفتاح الذي يفسر الأنماط السلوكية التالية وبحسب رأي فرويد فان اكتشاف الخيارات الجنسية التي مر بها الطفل تساعد على توضيح كيفية تكوين شخصيته.مراحل النمو النفسي:المرحلة الفمية : يصفها فرويد كاولى مراحل التطور يراها بانها تتمركز حول منطقة الفم وتتجلى في صورة الرضاعة و الاكل ويعتقد بان الرضاعة تزود الطفل بشعورمن اللذة لان الاطفال يرضعون اصابعهم و يحققون الرضا و الاشباع من خلال اجسامهم الخاصة.المرحلة الشرجية :خلال العامين الثاني و الثالث من حياة الطفل تصبح المنطقة الشرجية مركز اهتمامات الطفل الجنسية حيث يتزايد وعي الاطفال باحساسات المتعة الناتجة عن حركة الامعاء للمنطقة الشرجية وفي هذه المرحلة تتصف علاقة الطفل مع محيطه وخاصة الام باهمية لتطوره اللاحق تمتد هذه المرحلة من الشهر الثامن الى منتصف السنة الرابعة وهي فترة التدريب على الاخراج ويستمد اللذة من احتباس او طرد الغائط فبعض الاطفال يتصفون باتلاف الاشياء او العناد اوالكرم او البخل او الاهمال وهي سلوكيات تتواجد كمضهر للشخصية الشرجية. (سليم ، 2002 ، ص49-52)المرحلة القضيبية : تبدا من السنة الثالثة تقريبا وحتى الخامسة او السادسة وتصبح الاعضاء التناسلية فيها مصدرا للحصول على اللذة و تشتد اللذة و التوتر من هذه المنطقة عندا ياخذ ملاحظة الفروق التشريحية بين الذكور او الاناث و اذا فقد الطفل التوازن بين الضبط و الاشباع سيحدث تثبيت عند هذه المرحلة فان نمط الشخصية يميل الى المغالاة في المهارة الجنسية و حب الذات مما قد يؤدي الى علاقات غير شرعية. مرحلة الكمون : اطلق فرويد على الفترة الممتدة من الخامسة او السادسة حتى اعتاب المراهقة في الثانية عشر من العمر اسم فترة الكمون وفي هذه الفترة تحدث عملية وتثبيت للسمات و المهارات التي اكتسبت في المراحل السابقة واهم مايميز هذه المرحلة في راي فرويد هو اختفاء الدوافع الجنسية الطفولة ويتحول النشاط الجنسي الى اشكال اخرى من التعاطف و التوحد ويفضل الطفل اختيار زملائه للعب من نفس الجنس كصورة مقنعة لذاته.المرحلة التناسلية : وهي المرحلة الاخيرة في النمو وهي تلي البلوغ وتمثل الهدف من النمو الطبيعي كما تمثل النضج الحقيقي وفي هذه المرحلة تصل اللذة الجنسية الى اقصاها وتكتمل الطاقة النفسية لمعرفة مواضع الاختلاف بين الجنسيين وقد اوضح فرويد ان الجنس لم يجعله يعصب عينيه عن اهمية الحب والعاطفة و تستمر هذه المرحلة حتى الفترة الاخيرة من نمو الشخصية حيث كانت توجد مناطق معينة من الجسم في المراحل الجنسية النفسية مراكز للثورات و اللذة الجنسية . مكونات الشخصية: الهو: وتشمل مكونات النفس التي نولد مزودين بها بم في ذلك الغرائز وهي لا شعورية تماما تمثل الجانب المظلم من الشخصية وتحتل الهو الحاجات البيولوجية الى توتر نفسي او رغبات وهدفها الوحيد الحصول على اللذةالانا: المكون الثاني للشخصية وتتكون الانا من مجموعة من الخبرات التي تقودنا الى التفرقة بين الذات و اللا ذات وهي بمثابة الجزء الذي يمثل واجهوا لهو فالانا عقلانية و منطقية تقوم بخطط واقعية من تصميمها لاشباع حاجات الهو فعلى الرغم من ا نالانا ترغب في الحصول على اللذة لكنها تؤجل ذلك لتحافظ على مبدا الواقعية كلما كانت قوية تققت الشخصية السوية تستخدم ميكانيزمات الدفاع تمثل السلطة التنفيذية في الشخصية تقوم بالعمليات الثانوية حفظ الذات و حل المشاكلالانا الاعلى: يبدا تكوينها من الانا مابين الثالثة و الخامسة من العمر ويشير فرويد اصلا الى ا ن الانا الاعلى على انها الانا المثالية وهي اداة نقل الافكار الى الضمير او الشعور و تنتج عن التوحد بين معايير الوالدين و تحلل عقدة اوديب تتكون من جزء شعوري واخر لاشعوري تكون واقعية وتثير مشاعر الانا باذنب او الكبرياء ربما تكون قوية جدا وقد تكون ضعيفة وينتج عن ذلك في كلتا الحالتين المرض النفسي تمثل المكون الاجتماعي للشخصية .(عبد الرحمان ، 1998، ص47-58)نقد النظرية: الجنس الانثوي : يعتقد ان المراة اقل درجة من الرجل لنقص او عيب في عضوها التناسلي والانا الاعلى لديها ضعيفة واكثر قابلية للاصابة بالعصاب اما التحليلين اختلفت وجهة رايهم عن فرويد بان المراة متفوقة عما كان يعتقد جسديا او روحياالاتساق الداخلي للنظرية : نالت كل الاهتمام والعناية الا ان بنائها الداخلي لم يكن متماسكالجنس و التعصب : واجهت النظرية هجوم قاسي بسبب تاكيده الزائد على الجنس من كل جوانبها لارجاعه كل الامراض النفسية الى الدافع الجنسيالمنهج و الطريقة : بعض النقاد ينظرون الى التحليل النفسي على انه عملية ذاتية غير منضبطة....
الوراثة:تنتقل الخصائص الوراثية للفرد عن طريق المورثات (الجينات) التى تحملها الصبغيات التى تحتويها البويضة الانثوية المخصبة من الحيوان المنوي الذكري بعد عمليةالجماع. تبين الوراثة ان الخصائص الجسمية للاطفال يمكن التنبؤ بها من الخصائص التى نعرفها في الوالدين ولكن نجد ان بعض الاطفال يختلفون عن والديهم اختلافا جوهريا بسبب وجود سمة وراثية متنحية من جيل سابق.تختلف الصفات الوراثية باختلاف الجنس ذكرا ام انثى اي ان بعض الصفات الوراثية ترتبط بجنس دون الاخر، فمن الملاحظ ان الصلع مثلا من الصفات الوراثية المرتبطة بالجنس والتي تظهر فقط في الذكور بعد البلوغ وتتنحى ولا تظهر لدى الاناث والامر ذاته بالنسبة لعمى الالوان. (سليم، 2002 ، 19-20)هدف الوراثة:تعمل الوراثة على المحافظة على الصفات العامة للنوع.تعمل على المحافظة على الصفات العامة لكل سلالات النوع ومن ثم فهي تقارب بين الوالدين والأبناء في صفاتهم الوراثية، فالطفل يرث نصف صفاته من والديه ويرث ربع صفاته الوراثية من أجداده المباشرين أي أنه يتأثر في صفاته بالوالدين والجيلين الأول والثاني من الأجداد.تهدف إلى المحافظة على الاتزان القائم في حياة النوع عامة وحياة الأفراد خاصة.المحافظة على فرب الأجيال من المتوسط فليسوا كل الناس طوالا ولا كلهم قصارا ولكن الجميع يتمتع بصفات قريبة من المتوسط والأبوين الطويلين مثلا قد بعض أطفالهم أطول منهما أو بعضهما أقصر منهما وربما البعض منهم مساو لهما في الطول وهكذا مع بقية الصفات الجسمية والعقلية الأخرى.ملاحضة: الأبوين وان تساويا في عدد الكروموزومات إلا انهما يختلفا في الصفات الوراثية أو في عدد الجينات التي يحملها كل كروموزوم كما أنهما يختلفان في طريقة اتحاد وتوزيع هذه الجينات وهذا ما يفسر لنا كيف أن الطفل الوليد قد يكون أكثر شبها للأم أو للأب. (عوض،1999،ص32-33)الغدد:الغــدد القنوية خارجية الإفراز: والتي تصب إفرازاتها عن طريق قنوات وتوصل هذه الإفرازات إلى سطح الجسم أو داخل تجاويفه مثل الغدد العرقية التي توصل إفرازاتها إلى سطح الجلد و الغدد اللعابية التي تسلم سوائلها إلى الفم .الغدد اللاقنوية الصمــــاء: هو مجموعة الغدد الصماء و التي عادة تصب إفرازاتها في الدم مباشرة واهمها:الغــــــــدة النخامية :تقع هذه الغدة في جيب صغير في احدى عظام الجمجمة في المنظقة السفلى من المخ، ويبلغ وزنها 0.5 غ، ويطلق عليها اسم ملكة الغدد او سيدتها، لان افرازاتها لها علاقة بتنشيط جميع الغدد الاخرى، اضافة لمل تقوم به من دور هام في البناء الجمي. وتتكون من فصين الامامي والخلفي، ويفرز الفص الامامي هرمونات من بينها هرمون النمو وزيادة إفرازه قبل البلوغ يؤدي إلى العملقة ؛ أما إفرازه بعد البلوغ فيؤدي إلى تضخم في النمو ويأخذ اتجاها عرضيا؛ إذ يتضخم الفكان واليدان و القدمان؛ ويفرز الفص الأمامي هرمونا يؤثر في الغدة الجنسية الأنثوية و تنظيم دورة الحيض وحليب الرضاعة ؛ أما نقص إفراز هذا الفص قبل البلوغ فيؤدي إلى القزامة و إلى السمنة المفرطة و انعدام توفر القوى التناسلية ؛ أما زيادة إفراز الفص الخلفي فإنه يساعد على زيادة نشاط الأمعاء والمثانة و تقوية عضلات الرحم أثناء الولادة كما يؤثر على ضغط الدم و تنظيم الماء في الجسم . وتفرز ايضا الهرمون المنشط للغدة الدرقية فزيادة هذا الهرمون يؤدي إلى تضخم في الغدة الدرقية و زيادة مفعولها.وهرمون كورتيكوتيروفين أو المنشط لقشرة الكظر الذي يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم .الغــــدة الصنوبرية:وتوجد بأعلى المخ ويبدأ تكوينها حوالي الشهر الخامس من عمر الجنين و يبلغ طولها حوالي 1 سم و عرضها 0.5 و و يختلف حجمها من فرد لآخر.تضمر هذه الغدة عند البلوغ و ضمورها في وقت مبكر يؤدي إلى زيادة نشاط الغدة التناسلية، وايضا يطلق على هذه الغدة غدة الطفولة مثلها مثل الغدة التيموسية. (الزغلول، الهنداوي،2014 ، ص 152-150)الغــــدة الدرقية :توجد هذه الغدة في مقدمة الجزء الأسفل من الرقبة أمام الحلقات الغضروفية للقصبة الهوائية تحت الجلد، وتتكون من فصين على جانبي القصبة متصلين برباط من الغدة نفسها، و تعتبر اكبر الغدد الصماء في الجسم البشري إذ تزن 20 - 30) غرام( كما تعد من أكثر الغدد الصماء تأثيرا على النمو والسلوك، ويلاحظ ازدياد حجمها في فترات البلوغ والحمل و كذا العادة الشهرية. وتفرز هذه الغدة عددا كبيرا من الهرمونات منها: الكالبتونين، والهرمونات اليودية حيث تلعب هذه الهرمونات دورا رئيسيا في النمو الجسمي والعقلي، ومن وظائف هذه الغدة تخزين مادة اليود وإفراز هرمون الثيركسين الذي يؤثر في النمو، وعمليات الايض métabolisme )الهدم والبناء(، والاضطراب الذي يمس الدرقية راجع أما لنقص أو زيادة في إفرازاتها، كما يمكن أن تصاب بتضخم بسبب أورام بسيطة أو سامة أو سرطانية، فنقص عمل الدرقية يؤدي إلى نقض في عملية الايض وزيادة الوزن، كما يجعل الفرد يميل إلى الكسل بالإضافة إلى الرغبة في النوم وزيادة العصبية والإحساس بالإعياء والإبقاء على الملامح الطفولية، وعدم التناسق في أعضاء الجسم، والأرق، وارتعاش نهايات الأطراف وتقلب المزاج. كما أن القصور الدرقي يعيق التثبيت الطبيعي للغدة الدرقية لكميات اليود الكبيرة في الجسم . وظاهرة القصاع ) القماء crétinism )التي تشكل احد الاعراض الاساسية للتخلف العقلي ناتجة عن نقصان إفراز الدرقية أو عدم كفاية وظيفتها.(جابر، 2015 ، ص108)جارات الدرقية : وهي أربع غدد على سطح الغدة الدرقية اثنان بكل جانب، وتقوم هرموناتها بتنظيم وضبط حاجة الجسم إلى الفسفور والكالسيوم في الدم ؛ ونقص إفرازها يؤدي إلى الشعور بالضيق والبلادة والخمول وألام في المفاصل والعضلات ؛ ويؤدي ذلك إلى سرعة الاستثارة والميل للمشاجرة مع الآخرين .(الزغلول، الهنداوي،2014 ، ص 151)وقصور جارات الدرقية يؤدي إلى نقص تكلس الدم و تراكم الفسفور في الجسم الشيء الذي يساعد على زيادة التهييج العصبي و ظهور أعراض و مظاهر نفسية متنوعة .(ملوحي، 1995، ص62)الغدة التيموسية:تقع بين عظمة الصدر والقلب وتتكون من جزأين متساويين تقريبا ويزداد حجمها عند الأطفال لذا يطلق عليها غدة الطفولة ؛ ثم ينقص حجمها بعد ذلك بسرعة عندما تبدأ الغدد الجنسية في النشاط وأهم هرموناتها الثيروكسين وتؤكد الأبحاث الحديثة أن هذه الغدة مصدر كريات الدم البيضاء الضرورية لمقاومة الإنسان عند المرض والضعف الذي يصيبها مرتبط بالضعف العقلي وتأخر المشي وتضخمها يؤدي إلى صعوبة التنفس.(جابر، 2015 ، ص120)الغدة الكظرية (فوق الكلوية):هما اثنتان فوق الكليتين وكل منهما يتكون من جزأين :الأول داخلي وهو اللب أو النخاع ويفرز الأدرينالين والنورادرينالين و الآخر خارجي وهو القشرة أو اللحاء ويفرز الهرمونات الستيرويدية وهي ثلاثة أنواع :الهرمونات السكرية- القشرية ويتزعمها الكورتيزون التي لها تأثيرات عديدة منها تأثير مضاد للالتهابات والمناعة والحساسية .الهرمونات المعدنية-قشرية ويتزعمها الألدوستيرون الذي يحبس الماء والصوديوم في الجسم ويطرح البوتاسيوم من الكلية .الأندروجينات التي تختص بالذكورة والاستروجينات التي تختص بالأنوثة.(جابر، 2015 ، ص108)ومن أهم وظائف الأدرينالين والنورأدرينالين توسيع حدقة العين-وزيادة سرعة القلب وقوة دقاته- ارخاء عضلات الشعب الهوائية، كف نشاط جدران المعدة، تحويل الجليكوجين في الكبد إلى سكر جلوكوز، ارخاء جسم المثانة وانقباض العضلة العاصرة، مقاومة التعب العضلي وزيادة قابلية العضلة للتنبيه، زيادة عدد كرات الدم الحمراء –سرعة تكوين الجلطة الدموية منعا للنزيف . الغدة التناسلية الجنسية: الخصيتان لدى الذكور تنظم نمو الخصائص الجنسية الثانوية وتحافظ عليها مثال شعر الوجه وخشونة الجلد وزيادة النمو العضلي ونمو أعضاء التناسل وتتسبب في حدوث التنبه والاستثارة الجنسية والإفراز الخارجي للخصيتين والحيوانات المنوية وأهم إفرازاتها الداخلية التستستيرون وهوهرمون الذكورة.المبيضان لدى الإناث تنظم نمو الخصائص الجنسية الثانوية وتهيئ الظروف العضوية للحمل وإفرازها الخارجي البويضات أما الداخلي فهو هرمون الايستروجين وهو هرمون الأنثوي الأساسي وله أثره في ظهور الخصائص الجنسية الثانوية لدى الإناث ؛ والبروجسترون (هرمون الحمل ) (عبد الخالق،2000، ص-152-153)الغذاء:يساعد الغذاء المتزن في النمو الجسمي والعقلي، وكما يقال"العقل السليم في الجسم السليم"، إذ يمكن اعتباره المصدر الأساسي للطاقة الحركية ولتنمية القدرات العقلية المختلفة.كما يعتمد عليه الفرد في نمو وبناء الخلايا الجديدة التي تحل محل الخلايا التالفة وكذا تحديد الطاقة التي يحتاجها الجسم والتي تسهم في تنمية وتوظيف القدرات المختلفة المكونة للشخصية.( زيان، 2007 ، ص 29)ويتأثر الغذاء باختلاف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل المجتمع الواحد،كما يتأثر بالعادات الغذائية لكل مجتمع،ولكي يقوم الغذاء بوظيفته الحيوية المهمة في بناء الجسم وتوليد الطاقة اللازمة للنمو والقيام بأي نشاط يطلب من الفرد،لابد أن يكون غذاء متكاملا يشمل العناصر و المركبات الأساسية اللازمة التي تساعد على النمو،ومنها البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية والماء،و الكربوهيدرات والدهون و الفسفور والكالسيوم.ويؤدي الغذاء غير الكافي أو غير الكامل إلى إخفاق الفرد في تحقيق إمكانيات نموه،فيؤدي نقصه إلى أمراض خاصة كالإسقربوط ولين العظام،بالإضافة إلى انه يؤدي إلى ضعف الفرد في مقاومة الأمراض،ويؤدي سوء التغذية إلى تأخير النمو والى نقص النشاط والتبلد والسقم و الهزال وربما الموت،ويؤدي عدم التوازن الغذائي وعدم تناسق المواد الغذائية إلى اضطراب النمو بصفة عامة. وكذلك إلى بعض الاثارالضارة على مستوى التحصيل،إذ يجعل التعليم عملية شاقة ومجهدة غير مثمرة.( أبو سيف ، 2011 ، ص92 )ويذكر مورجين وآخرون أن سوء التغذية في مرحلة ما قبل الولادة يمكن أن يؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي المركزي وغيره من أجزاء الجسم،وقد كشفت عمليات تشريح جثث الأطفال الدين توفوا أثناء الولادة أو بعدها بوقت قصير،عن وجود نقص في خلايا الدماغ ووزنه بمقدار%36 عن الوزن الطبيعي للدماغ عند أطفال التغذية الجيدة،إضافة إلى وجود شذوذ في تنظيم الدماغ.وكلما زاد نقص الغذاء عند الأم الحامل زاد نقص وزن الدماغ،ولاسيما إذا حدث سوء التغذية في الشهور الثلاثة الأخيرة من فترات الحمل،إذ أن الدماغ خلال هذه الفترة ينمو بسرعة كبيرة في الحجم،ولذا فان الحامل تكون بحاجة ماسة لجميع أنواع المواد الغذائية الأساسية اللازمة لنمو الدماغ إلى أقصى درجة ممكنة.( أبو جادو، ، 2009 ص98 )فالغذاء بأنواعه هو اصل المواد التي يحتاجها الجسم لنمو واستمرار بقاء الكائن حيا،فهو الذي يزود الجسم بالطاقة التي تمكنه من الحركة والسلوك الحسي والفسيولوجي والعقلي.تجدد الخلايا وتكاثرها الذي يؤدي بدوره إلى نمو الجسم وأجهزته المختلفة يعتمد على العناصر الغذائية والنمو الوظيفي كالسمع والبصر والكلام و التفكير مصدره الأعضاء التي لا تنمو ولا تؤدي وظائفها إلا بالغذاء،فبدون الغذاء لا نمو و لا حياة.( أبو جعفر، 2014 ، ص 28) وكثيرا ما ينتج عن سوء تغذية الحامل إسقاط لجنينها خلال الشهرين الأوليين من الحمل أو تشوه للوليد.أما نقص التغذية بعد الشهرين الأوليين فيؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي و التناسلي وحتى في تكوين العيون،وبالتالي نجد أن سوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى نقص في وزن المواليد والذي يعتبر أمرا بالغ الخطورة لأنه قد يسبب الوفاة. ومن هنا نجد أن التوازن الغذائي ضروري للمحافظة على نمو الجسم وأداء وظائفه،ووقايته من الأمراض خاصة إذا كان ذلك التوازن يشمل عناصر متكاملة من مواد بروتينية ونشوية و سكرية ودهنية وأملاح معدنية وفيتامينات وماء بالنسب التي يحتاج إليها الجسم.(الزغلول و الهنداوي، 2014، ص 156)البيئة:البيئة هي المجال الذي يحيط بالفرد ويؤثر فيه ويتأثر به، وهذا يعني أن البيئة تشير إلى كل العوامل التي يمكن أن تتفاعل مع الفرد طوال حياته، وعلى ذلك تشمل البيئة العوامل الطبيعية والجغرافية التي يعيش في وسطها الإنسان كما تشمل البشر الذين يحيطون به والعلاقات الإجتماعية التي تحكمهم كما تشمل كل الكائنات الأخرى من نبات وحيوان، ويغلب أن تقسم البيئة قسمين:البيئة الطبيعية بعناصرها المادية أو الفيزيقية وبما فيها من نبات وحيوان والبيئة الثقافية بعناصرها الإنسانية والإجتماعية.وقبل التعرض لتأثير البيئة بشقيها الطبيعي والثقافي فهناك البيئة الرحمية التي يعيش فيها الإنسان من قبل ولادته، فترة الحمل حيث أن العوامل الوراثية ينتهي عملها بإتحاد الحيوان المنوي بالبويضة الأنثوية وتفاعل الصبغيات الآتية من الوالد مع الصبغيات الآتية من الوالدة وتتحد كل الصفات الوراثية التي قدر للفرد أن يرثها عن أبويه وعن أجداده وأسلافه من هذا الإتحاد رغم أن هذا الإتحاد يتم في وسط أو بيئة معينة ويخضع لظروف وحالة هذه البيئة وأي تأثير يتعرض له الجنين بعد ذلك يعتبر تأثيرا بيئيا يحدث في بيئة الرحم، فحالة التغذية عند الأم والأمراض التي تتعرض لها ولأمرها والحال الانفعالية في العمل كل هذه العوامل تؤثر في حال الجنين أما العناصر الطبيعية. (كفافي،2009 ، ص46)أما العناصر الطبيعية ( الفيزيقية ) في البيئة من مناخ، طبع المنطقة، موقعها في الكرة الأرضية والظروف المحيطة بقساوتها، كلها تؤثر على شخصية الفرد وطبعه، هكذا سكان حوض البحر الأبيض المتوسط يعرفون بقصر قامتهم، سمرة بشرتهم وانبساطهم وتفتحهم في العلاقات الإجتماعية عكس سكان الشمال الأوروبي. (دريوش،دت،ص21)أما العناصر الثقافية في البيئة فهي أكثر تأثيرا من العناصر الطبيعية على الإنسان وتتضمن هذه العناصر الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران ومختلف المؤسسات الإجتماعية والثقافية في المجتمع، ولكل من هذه العناصر تأثيرها الفعال على جانب معين من جوانب النمو أو على النمو الكلي للإنسان ولكن مما شك فيه أن الأسرة تتقدم هذه العناصر كلها، وفيما يلي نشير بإشارة سريعة لكل من هذه العناصر .(كفافي،2009، ص46-47 ) الأسرة:يعظم تأثير الأسرة على الفرد لأنها تمارس تأثيرها عليه في الفترة التي تكون فيها في فترة التشكيل، ويمكن أن نميز في الأسرة جوانب مختلفة ومتعددة يؤثر كل منها في نمو الطفل، من هذه الجوانب حجم الأسرة من حيث كونها صغيرة أو كبيرة ونمطها أي من حيث كونها نووية أو ممتدة وتبين البحوث أن الأسرة التي تشبع حاجات الطفل بدون تطرف أو مغالات هي التي توفر المناخ المناسب لنموه نموا سويا.(كفافي،2009، ص46)ومن أهم العوامل الأسرية التي تلعب دورا كبيرا في نمو الطفل وبناء شخصيته، غياب أو وجود الوالدين، نمط شخصية الوالدين، أساليب التنشئة الإجتماعية. (لرينونة، 2015، ص86 )وكذلك المستوى الإقتصادي والإجتماعي للأسرة لأن هذا المستوى يمكن الأسرة من تقديم خدمات أفضل ورعاية أشمل للطفل ومن العوامل الأسرية الهامة أيضا هي ترتيب الطفل الولادي حيث أوضح أولر مواسن مدرسة علم النفس الفردي أن ترتيب الطفل بين إخوته يحدد له وصفا سيكولوجيا في الأسرة، فالطفل الأول يختلف عن الأوسط وعن الأخير فالأول مثلا تقيدا للمعاير الإجتماعية عن بقية إخوته. المدرسة:من المعروف أن التلاميذ يتأثرون إلى حد كبير بمعلميهم ويتخذونهم قدوة ومثلا عليا في السلوك كما أن الطفل ينمو إجتماعيا من خلال تعامله مع أقرانه ويخبر أساليب التعاون والتنافس والتسامح والتضحية في العمل والدراسة، وتصبح جماعة الأقران بالنسبة له جماعة مرجعية يجب أن يتوافق معها وأن يحظى فيها بمكانة طيبة.المؤسسات الإجتماعية والاعلامية:أما المؤسسات الإجتماعية والاعلامية الأخرى فلا يخلو نشاطها من تأثير على الطفل مثل التليفزيون والإذاعة، المكتبات العامة والمعارض والمتاحف والصحف والمجلات، وبالتالي فهي تسهم في تعميق الوازع الديني في نفوس الناشئة وكذلك الأندية والجمعيات الثقافية والإجتماعية وغيرها من المؤسسات لها دور تربوي يكمل عمل الأسرة والمدرسة.(كفافي،2009، ص48)وعلى العموم، كلما كانت البيئة صحية ومتنوعة كان تأثيرها حسنا في النمو، وكلما كانت البيئة غير ملائمة، أثرت تأثيرا سيئا على النمو، فالجوع في الغذاء قد يؤدي "إلى الهزال أو الموت كذلك يمكن أن نرى كيف يصل الحال بالفرد حين يجوع عقليا وحين يجوع اجتماعية أيضا. (زهران،2001، ص 45 )النضج والتعلم: يعد النضج و التعلم من اهم العوامل المؤثرة في النمو. النضج: لكي ينمو الفرد نموا سليما فهو بلا شك محتاج الى نضج العضلات و الاطراف و بقية اعضاء الجسم المختلفة، بحيث تصبح هذه الاعضاء قادرة على اداء عملها.والنضج هو النمو الطبيعي التلقائي الذي لا يحتاج الى تعليم او تدريب فنمو القدرات العقلية تحتاج الى نضج في الجهاز العصبي اولا ، و نمو المهارات كالمشي تحتاج الى نمو الارجل و الايدي اولا ، و نمو الكلام و المفردات اللغوية يحتاج الى نمو الحبال الصوتية ’ و هكذا فالنضج الجسمي العضوي شرط اساس للنمو العقلي و الاجتماعي و الانفعالي.( ابو جعفر،2014، ص 32) و يتضمن النضج عمليات النمو الطبيعي التلقائي التي يشترك فيها الافراد جميعا و التي تتمخض عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد بصرف النظر عن اي تدريب او خبرة سابقة ، اي انه امر تقرره الوراثة. و قد يمضي النمو طبقا للخطة الطبيعية للنضج على الرغم من التقلبات التي قد تعتري البيئة بشرط الا تتجاوز هذه التقلبات حدا معينا .ان الجنين لا يمكن ان يولد و يعيش ما لم يلبث في بطن امه سبعة اشهر كاملة على الاقل ، و كذلك الطفل لا يمكن ان يكتب ما لم تنضج عضلاته و قدراته اللازمة في الكتابة ، و الفتاة لا تحمل الا اذا نضج جهازها التناسلي ... و هكذا. و يلاحظ ان كل سلوك يظل في انتظار بلوغ البناء الجسمي درجة من النضج كافية للقيام بهذا السلوك.( زهران، 2001، ص52 )التعلم: هو التغير في السلوك نتيجة للخبرة و الممارسة ، و يتعلم الاطفال الجديد من السلوك بصفة مستمرة. و تتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا من الخبرة الجديدة و ما يتمخض عن هذا من نتائج سواء كانت في شكل معارف او مهارات او عادات او اتجاهات او قيم او معايير، و تلعب دورا هاما في هذا الصدد.و التدريب و التعلم ضروريان ايضا اذا ما توفر النضج لنمو اي مهارة او قوة حركية عقلية او معرفية فلو لم نعلم الطفل اللغة العربية فسوف لن يتعلمها حتى و ان كان جهازه الكلامي قادرا على النطق و كذلك الكتابة و الموسيقى و الرياضة وغيرها من المهارات الحركية و العقلية( ابو جعفر،2014، ص 32)و هناك عدد من التعميمات فيما يتعلق بالنضج و المهارة و الكفاية التي يبلغها الفرد عن طريق التعلم و التدريب . و اهم هذه التعميمات:كلما كان الفرد أكثر نضجا كلما قل مقدار التدريب اللازم للوصول إلي حد معين من الكفاية .إذا التدريب السابق لأوانه محبطا، فقد يكون ضرره أكثر من نفعه.( زهران، 2001، ص 53) ...
يعتبر علم النفس النمو من الميادين الهامة في علم النفس، ذلك انه يهتم بدراسة مراحل النمو التي يمر بها الكائن البشري منذ نشأته الأولى، كون ان مرحلة الطفولة مرحلة مهمة من العمر حيث تتشكل فيها المعالم العامة لشخصية الفرد والتي توجه حياته المستقبلية ،وهذا ما أكد عليه العلماء حيث يشير "فرويد" _ان شخصية الطفل تتحدد منذ القماطات –تعريف علم النفس: علم النفس هو دراسة السلوك بشتى مفاهيمه بهدف وصفه، وتحليله، وقياسه ،وتفسيره ،والتنبؤ به، وضبطه وتقويمه، إرشادا وعلاجا.(ابو زيد ، 2011، ص 11 -12)وهو العلم الذي يدرس العمليات العقلية مثل الادراك والتعلم والتذكروالتفكير وحل المشكلة والاباع وغيرها، وذلك في حالاتها السوية ( علم النفس العام) ، ودراسة هذه العمليا في احوالها غير السوية (علم النفس المرضي).(عبد الخالق،2000 ، ص 20)مفهوم النمو: النمو عبارة عن سلسلة من التغيرات المختلفة الجوانب، التي تهدف إلى غاية مرتبطة باكتمال النضج واستمراره وهو يحدث بطريقة خاصة تحكمها مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في الإنسان.(زيان ،2007، ص8) وهوسلسلة متتابعة متماسكة من تغيرات تهدف إلى غاية واحدة محددة هي اكتمال النضج.و مدى استمراره و بدء انحداره. فالنمو بهذا المعنى لا يحدث بطريقة عشوائية. بل يتطور بانتظام . خطوة سابقة تليها خطوة أخرى . أي انه لا يجري بطريقة عشوائية .و النمو يكون كميا في جانب . و كيفيا في جانب آخر . و هما يجريان معا .فالطفل تنمو أعضاء جسمه و تنمو في نفس الوقت وظائف هذه الأعضاء .(عوض ، 1999.ص 12 )وترى سليم(2002،ص13) ان النموهو مجموعة العمليات المتسلسلة التي تحدث للفرد عبر حياته منذ لحظة الإخصاب حتى الممات والتي تحدث تغيرات سلوكية ونمائية . وللنمو مظهران:النمو التكويني:ويتناول خصائص الطول والوزن والحجم،وهو ليس مجرد التغيرات التي تطرأ على الجسم فقط بل هو عملية متكاملة ناشئة عن تكامل تكوينات و وظائف عديدة.النمو الوظيفي: هو تغيّر إيجابي أو تطوّر نوعي في السلوك والعمليات المعرفية والانفعالية التي تحدث للفرد ويمّر بها خلال دورة حياته.مظاهر النمو: ان كلمة النمو في معناها الضيق تتضمن التغيرات الجسمانية و البدنية من حيث الطول و الوزن و الحجم نتيجة التفاعلات الكيماوية في الجسم.ولكن في معناها العام تشمل بالاضافة الى ما سبق التغير في السلوك و المهارات نتيجة نشاط الانسان و الخبرات التي يكتسبها عند استعمال عضلاته و اعصابه و حواسه وباقي اجزاء جسمه.وللنمو مظاهر وهي:مظاهر النموجوانب النموالنمو الجسمينمو الطول والوزن، النمو الهيكلي، التغيرات في أنسجة وأعضاء الجسم، صفات الجسم، القدرات الجسمية الخاصة، العجز الجسمي الخاص.النمو الفسیولوجينمو وظائف أعضاء الجسم المختلفة مثل: نمو الجهاز العصبي، وضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، والهضم، والإخراج ...إلخ .النوم، والتغذية، الغدد الصماء التي تؤثر إفرازاتها في النمو.النمو الحرکينمو حركة الجسم وانتقاله المهارات الحركية، وما يلزم الإنسان منأوجه النشاط المختلفة في الحياة.النمو الحسينمو الحواس المختلفة: البصر، والسمع، والشام، والتذوق، والاحساسات الجلدية، والاحساسات الحشوية: كالاحساس بالألم ، الجوع، العطش، امتلاء المعدة والمثانة ...إلخالنمو العقلي المعرفينمو الوظائف العقلية المعرفية مثل: الذكاء العام، والقدرات العقلية المعرفية المختلفة. العمليات العقلية العليا: كالادراك، والحفظوالتذكر، والانتباه، والتخيل، والتفكير ..إلخ، التحصیل...الخالنمو اللغوينمو السيطرة على الكلام، عدد المفردات ونوعها، طول الجملة النطق، المهارات اللغويةالنمو الانفعالىنمو الانفعالات المختلفة وتطور ظهورها مثل: التهيج والانشراح، والبهجة، والحنان والانقباض، والحب، والغضب، التفزز والخوف، .والغيرة... إلخالنمو الاجتماعي نمو عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي للفرد في الأسرة والمدرسة والمجتمع وفي جماعة الرفاق، المعايير الاجتماعية، الأدوار الاجتماعية، القيم الاجتماعية، التفاعل الاجتماعي ...إلخ.النمو الجنسينمو الجهاز التناسلي ووظائفه، أساليب السلوك الجنسي (وله جانبان: جانب جسمي و جانب نفسي) ويلاحظ أن مظاهر النمو المختلفة متكاملة تنمو كوحدة متماسكة في انسجام وتوافق تام، وهى ترتبط فيما بينها ارتباطا وظيفياً قوياً، ولذلك يلاحظ: أنه اذا حدثاضطراب أو نقص أو شذوذ في أي مظهر من مظاهر النمو ينعكس بدوره علىالمظاهر الأخرى....
من الطبيعي أن يكون لدى الوالدين شغف في مراقبة نمو الطفل منذ اللحظة الأولى لولادته ، و يتلهفون لرؤيته و هو ينمو كل سم وآخر ، و يتطور من حركة لأخرى..، فما هو نمو الطفل و كيف للوالدين أن يعرفا فيما إذا كان نمو الطفل طبيعياً أم لا ؟ما هو نمو و تطور الطفل منذ الولادة ؟المقصود بكلمة نمو هو النمو الجسدي من حيث زيادة الطول و الوزن و الصفات الجسمية الأخرى، أما المقصود بكلمة تطور فهو تطور القدرات العقلية واللغوية ، المهارات الذهنية و الاجتماعية والانفعالية للطفل. ما المقصود بنمو الطفل ؟يقصد بكلمة نمو الطفل الزيادة الحاصلة في الوزن و الطول بشكلٍ رئيسي ، إضافةً للتغيرات الأخرى في إنحاء جسم الطفل كنمو محيط الرأس و بقية أعضاء الجسم .., فالشعر ينمو ، و الأسنان تنمو .. و هكذا، حتى حدوث البلوغ و حصول هبة النمو أو فترة النمو السريع عند الطفل و المراهق. ما النمو الطبيعي عند الطفل:تختلف سرعة نمو الطفل من مرحلةٍ عمرية لأخرى ،فالجنين ينمو من 0 جرام إلى 3500 جرام خلال 9 أشهر ، و يكسب الطفل حوالي 7 كجم من الوزن و 25 سم من الطول خلال السنة الأولى من عمره ... ،و قد يتوقع الكثير من الآباء و الأمهات أن نمو طفلهم سيستمر على هذه الوتيرة ، على عكس الواقع طبعاً ، فوزن الطفل قد لا يزيد إلا بمقدار 1 أو 2 كغ في الوزن و 5 إلى 10 سم في الطول ما بين عمر سنة و سنتين ....، و بعد ذلك يستمر نمو الطفل بمعدل 5 إلى 6 سم طولاً كل سنة حتى البلوغ....و يمكن القول أنه لا يوجد طفل ينمو بسرعة أو وتيرة ثابتة أو منتظمة طيلة فترة الطفولة و المراهقة ، و قد تتخلل حياة الطفل فترات من بطء النمو و أخرى من هبة سريعة للنمو بشكلٍ طبيعي ، و يحدث النمو طولاً خلال النوم ليلاً ، و يكون النمو طولاً أكثر سرعةً في الربيع .. و تحدث هبة النمو أو فترة النمو السريع خلال البلوغ عند الجنسين ، فعند الذكور تكون بعمر 10 إلى 15 سنة ، و الإناث بعمر 8 إلى 13 سنة ، و تستمر فترة البلوغ عادةً ما بين 2 إلى 5 سنوات ، و تترافق مع النضج الجنسي ، و يحدث النضج الجسدي أو اكتمال النمو بعمر 15 سنة عند البنات و بعمر 17 سنة عند الذكور و قد يمتد حتى عمر 18 سنة عند الجنسين ليتوقف عندها النمو الطولي عند الإنسان... وفى السطور التالية سوف نلخص نمو الطفل من حيث الوزن ،والطول والتسنينالوزن:يتراوح وزن الطفل (حديث الولادة) ما بين 2.5 - 3.5 كجم، ويفقد الطفل بعض الجرامات من وزنه خلال الأيام الأولي لمولده ثم يستعيد وزنه في اليوم العاشر للولادة وبعد ذلك يزيد الطفل بمعدل 25 جم في اليوم أي أنه:أ. يزيد حوالي 3/4 كجم في الشهر (ويكون ذلك خلال الشهور الأربعة الأولي).ب. يزيد بمعدل 1/2 كجم في الشهر (في الشهور الأربعة الثانية).ت. يزيد بمعدل 1/4 كجم في الشهر (في الشهور الأربعة الثالثة.)ث. يتضاعف وزن الطفل في الشهر الرابع أو الخامس،( كما يصير مضاعفاً خلال السنة الأولي).ج. تستخدم هذه المعادلة لحساب وزن الطفل:وزن الطفل بالكيلوجرامات = (عمر الطفل+ 8 2x) الطول:أ. تعتبر الرقبة والأطراف قصيرة نسبياً ، أما الرأس فهي كبيرة.ب. تنمو الأرجل أسرع من الجذع.ت. يزيد الطول 2 سم في الشهر وذلك خلال الشهور الستة الأولي من حياته.ث. ويزيد 1.5 سم في الشهر خلال الستة شهور التالية.ج. وبعد العام الأول يمكن حساب الطول بالمعادلة الآتية:طول الطفل بالسنتيمترات = (عمره بالسنين )80x 5 + التسنين:أ. ظهور الأسنان اللبنية:& . القواطع السفلية الوسطي 7 - 8 شهور.& . القواطع العلوية الوسطي 8 - 9 شهور.& . القواطع الخارجية العليا 10- 11 شهر.& . القواطع الخارجية السفلي 11 - 12 شهر.& . الأضراس الأمامية الأولي 13 - 14 شهر.& . الأنياب 17 - 19 شهر.& . الأضراس الخلفية 19 - 25 شهر .ب. ظهور الأسنان الدائمة:&. القواطع الوسطي 6 - 8 سنوات.& .القواطع الخارجية 7 - 9 سنوات.& .الأنياب 9 - 11 سنة.& .الأضراس الأمامية الأولي 10 - 12 سنة .& .الأضراس الخلفية 11 - 13 سنة. ما دور الوالدين في تأمين النمو الجيد للطفل ؟يمكن للأم أن تقوم بما يلي لتضمن النمو الطبيعي لطفلها :1- تأكدي من حصول طفلك على حاجته الطبيعية من النمو و الراحة، فالنوم ضروري للنمو السليم.2- تأكدي من حصول طفلك على تغذية متوازنة، و هذا له أهمية في النمو من خلال تأمين المستلزمات الغذائية.3- تأكدي من قيام طفلك بالنشاط الرياضي المنتظم , لتجنب البدانة و ضعف العظام.... و أفضل الرياضة هي السباحة و الجري و الدراجة....4- لا تقارني طفلك بطفل آخر ، حتى وإن كان أخوه... و لكن تأكدي أن لديه مخطط نمو طبيعي عند الطبيب..5- قومي بزيارة الطبيب بشكلٍ دوي حتى دون مرض لمراقبة منحنى نمو طفلك....ماذا أفعل لو شَككت أن لدى طفلي مشكلة في النمو ؟يجب أولاً استشارة الطبيب، حيث سيقوم بتقييم حالة الطفل، و يرسم له مخطط و منحنى النمو، و قد يجري له بعض الفحوص الإشعاعية و المخبرية، و أكثر الحالات تكون سليمة و لا تحتاج سوى لمراقبة الطفل كل عدة أشهر .. كيف يتطور الطفل ؟يزن دماغ الطفل عند الولادة ما يعادل ربع وزن دماغ الإنسان الكبير ، فالدماغ لا يكون مكتمل النمو و النضج عند الولادة ، و ينمو الدماغ بسرعة خلال السنوات الأولى من عمر الطفل ، و يقصد بتطور الطفل عملية الاكتساب المتدرج للطفل للمهارات المختلفة منذ اللحظة الأولى لولادته و خلال فترة زمنية متوقعة أي بما يناسب عمره ، و هذه المهارات تشمل :تطور إدراك الطفل Cognitive Development: و هي قدرة الطفل على حل المشاكل، كان يقوم الطفل بعمر 3 أشهر بتقريب اللعبة من فمه، أو أن يقوم الطفل بعمر 5 سنوات بحل تمرين حساب بسيط.تطور الطفل الاجتماعي و العاطفي Social and Emotional Development: و يقصد بذلك تفاعله مع من حوله ،كأن يقوم الطفل بعمر 6 أسابيع بالابتسام ، أو أن يقوم الطفل بحركة "باي باي "بعمر 10 أشهر..تطور اللغة و الكلام عند الطفل Speech and Language Development: و هي تشمل فهم و استخدام اللغة، فالطفل بعمر سنة ينطق ببضع كلمات، و الطفل بعمر سنتين يعرف ماذا تعني كلمة عين ..تطور المهارات الحركية الدقيقة Fine Motor Skill Development: كاستخدام اليدين و الأصابع، أي العضلات الصغيرة، ليلتقط الأشياء الصغيرة، و من ثم يستخدم القلم..تطور المهارات الحركية الكبيرة .Gross Motor Skill Development: أي استخدام العضلات الكبيرة، و القدرة على الجلوس و المشي و من ثم القفز...ما المقصود بمعايير أو معالم التطور الروحي و الحركي عند الطفل ؟يقصد بمعيار التطور عند الطفل أي مهارة يكتسبها الطفل خلال فترة زمنية ما من عمره ، كأن يمشي بعمر حوالي السنة ، و تكتسب هذه المعايير أو المهارات بالتدرج ، و لا يمكن للطفل أن يقفز و يكتسب مهارة قبل أخرى ، فلا يمكن للطفل أن يقفز قبل أن يمشي .ماذا لو كان طفلي لا يتطور حسب المعايير الطبيعية للتطور عند الطفل ؟يجب العلم أن كل طفل يتطور بطريقة مختلفة عن الآخر رغم وجود هذه المعايير العامة ، و من الطبيعي أن يكون هناك فروق بسيطة بين طفلٍ و آخر ،فإذا بدء طفل ما بالمشي بعمر 11 شهراً و مشى طفلك بعمر سنة و نصف فلا تخفي و لا تخافي فهذه الفوارق طبيعية ، خاصة عند طفل سليم لا يشكو من علامات مرضية غير طبيعية ، و إذا تكلمت طفلتك بعمر 9 أشهر و لم يتكلم طفل آخر حتى عمر سنتين فلا يعني ذلك وجود مشكلة عند هذا الطفل ، إلا إذا رأى الطبيب غير ذلك ! و لكن متى يجب القلق و الحذر ؟يمكن القول أن هناك مجال زمني لاكتساب كل مهارة من المهارات عند الأطفال، فالمشي يحصل عند الأطفال ما بين عمر( 9 و 15 شهراً )، و بالتالي لا مشكلة في هذه الفترة ، و لكن يجب القلق مثلاً إذا بلغ الطفل عمر السنتين و لم يمشي ! ، و مجال بدء الكلام هو من سنة إلى سنتين ، أما إذا بلغ الطفل عمر سنتين و لم ينطق بكلمة فيجب استشارة الطبيب..حيث يكون له القرار الأخير في تقييم حالة الطفل ...كيف يراقب الطبيب نمو الطفل ؟يقوم الطبيب بمراقبة نمو الطفل من خلال مراقبة الوزن و الطول و محيط الرأس عند كل زيارة للطفل ، و تسجل هذه المقاييس على مخطط بياني يسمى مخطط أو منحنى نمو الطفل ، و هناك منحنى خاص للطول ، و آخر للوزن و لمحيط الرأس ، و بذلك تتم مقارنة نمو الطفل مع المعدلات العامة للنمو للمجتمع من خلال هذا المخطط ، و هناك مخططات لكل شعبٍ من الشعوب ، فلا يمكن مراقبة طفل من الشرق الأوسط على مخططات تخص الأطفال الآسيويين... ، و أكثر المخططات اعتماداً في الدول العربية هي مخططات منظمة الصحة العالمية و مخططات مركز مراقبة الأمراض الأمريكي و هناك فرق بسيط بينهما... فالطفل الذي ينمو نواً طبيعياً يكون له منحنى نمو يوازي المخططات الطبيعية، أما في حال وجود اضطراب في النمو فيشاهد انحراف مخطط الطفل عن المنحنيات الطبيعية.. كيف أتتعرف على مستوى طفلي الإنمائي؟ تتطلع كل أم إلى معرفة متى سينطق طفلها بكلمة "ماما" ومتى سيبدأ في المشي، وما أسعد الآباء عندما يبدأ طفلهما في إطلاق أولى ضحكاته، ورؤيته وهو يمر بمراحل النمو المختلفة أمام أعينهما. لا داعي للحيرة الآن فبوسع كل أب وكل أم التعرف على مراحل نمو الطفل المختلفة من سن شهر حتى ثلاث سنوات ... وما هي الأفعال المتوقع أن تصدر منه في كل مرحلة عمريه، مع الوضع في الاعتبار أن هذه ما هي إلا خطوط إرشادية عامة، ولا تعني أن جميع الأطفال تنمو بهذا المعدل، فبعضاً منهم ينمو بمعدل أسرع أو أبطأ من ذلك؛ لكن إذا كانت هذه المعدلات لا تنطبق على طفلك وتفوق بدرجة كبيرة مراحل نموه، يجب استشارة الطبيب على الفور.و يعطى نموذج "هاواي للتعليم المبكر (هيلب)" Hawaii Early Learning Profile صورة شاملة لمستويات الأطفال ، وهكذا يمكنك التركيز على الاحتياجـات التطــويرية لطفـلك ؛ وهي عبارة عن استمارة تتيح للآباء بأن يعملوا معا ،وهى تتضمن مجال ؛ التطوير المعرفي لـ"كارول هوساكا" ،وتطوير اللغة التعبيرية لـ"باربرا زيسلوفت" ،وتطوير الحركة الكبيرة لـ"كاترين أو ريلي" ، وتطوير الحركة الدقيقة لـ"تاكايو انستوكا" ،تطوير الحركة الاجتماعية لـ"طوني المان" ، تطوير مهارات الحياة اليومية والعناية بالذات....
يتميز لعب الأطفال عن لعب الكبار بعدة مميزات :1- اللعب عملية نمو :ويظهر ذلك في تتبعنا لنمو الطفل منذ ميلاده فإننا نلاحظ أن شكل النشاط بتغير بازدياد نضج الطفل ويلاحظ أن لعب الطفل في بداية حياته يكون بسيطاً لا تعقيد فيه يتألف من حركات عشوائية ومن استثارة لأعضاء الحس وكلما تطور نمو ذكاء الطفل يصبح لعبه معقداً فاللعب بالدمى يجتذب الطفل من سن مبكرة حيث يصل إلى ذروته في العام السابع أو الثامن من عمره ولهذا أطلق على هذه الفترة اسم ( سن اللعب بالدمى ) toy age ويلاحظ أيضاً أن اهتمام الطفل باللعب يبدأ في التغير ويظهر ذلك خلال العام الأول والثاني في حياته المدرسية ففي البداية يكون الطفل مهتماً بألعاب الجري ثم تصبح الألعاب الرياضية القائمة على نظم محددة هي تسليته المفضلة هذا إضافة إلى اهتمامه باتجاهات أخرى كالقراءة أو جمع الأشياء كالطوابع أو الأفلام والصور ويظهر هذا جلياً في مرحلة الطفولة المتأخرة ( 11-12 سنة ) وهي مرحلة الاتزان الحسي الحركي التي تتميز بالرشاقة والقوة والحيوية وسهولة انتقال الحركة وسرعة تعلم المهارات الحركية 2-ارتباط اللعب بعمر الطفل ( كماً ) :يقضي الأطفال أكثر أوقاتهم في اللعب ويتطابق هذا اللعب مع طبيعة النمو في السنوات الأولى لأنها مرحلة نشاط حركي ثم يزداد عدد أنواع اللعب بالتقدم في السن حتى البلوغ ويلاحظ أن ألعاب الحضانة ورياض الأطفال متنوعة كالألعاب التمثيلية واللعب بالمكعبات والماء والطين والرسم والموسيقى أما في مرحلة المدرسة الابتدائية فإن الأطفال يهتمون بالألعاب ذات النشاط الجسمي أكثر من اهتمامهم بالألعاب ذات النمط العقلي أو الجمالي العوامل المؤدية للتناقص الكمي في أنشطة اللعب :ويمكننا أن نرجع التناقص الكمي في أنشطة اللعب عند الأطفال إلى العوامل الآتية :1- تضاؤل مقدار الوقت المتاح للعب بسبب الواجبات الجديدة المفروضة عليه وبسبب الوقت الذي يقضيه في المدرسة وما يتبع ذلك من التزامات خارج المدرسة 2- مسايرة الطفل للضغوط الأسرية والمدرسية والاجتماعية وما يتبع ذلك من التنسيق بين عمله ولعبه 3- تزايد وعي الأطفال بميولهم وقدراتهم والتركيز على نمط واحد من اللعب لفترة طويلة والاستمتاع به 3- ارتباط اللعب بعمر الطفل ( كيفاً ) :في السنة الأولى يغلب على الطفل ألا يطيل في تركيز انتباهه على مؤشر ما فهو ينتقل من لعبة إلى أخرى أو من نشاط إلى آخر ولذلك يجب أن نوفر له عدداً كبيراً من الألعاب ففي السنة الثانية يستطيع الطفل أن يركز انتباهه في نشاط لعب معين لمدة ( 7 ) دقائق في المتوسط تقريباً ويزداد هذا المعدل فيصل إلى ( 12,6 ) دقيقة في الخامسة من عمره ومع تطور نمو الطفل وقدراته واهتماماته فإنه يأخذ في انتقاء ألعاب معينة من هذا العدد الكبير من الألعاب وهكذا نرى أن هذا التحول من ( الكم ) إلى ( الكيف ) في نشاط اللعب عند الطفل يدل على تغيرات كيفية في بنية الشخصية ففي اللعب الاجتماعي مثلاً نلاحظ أن الطفل في المراحل الأولى يلعب مع كثير من الأطفال دون تمييز فهو يلعب معهم أحياناً ويتعارك معهم أحياناً أخرى ثم يصالحهم بعد ذلك وكلما كبر الطفل مال إلى اصطفاء مجموعة معينة من الأصدقاء يعيش معها ويرتبط بها ومن مظاهر ( التحول الكيفي ) في نشاط اللعب عند الأطفال أن النشاط الجسمي يتناقص كلما كبر الطفل على حين نلاحظ ازدياد الميل إلى أنشطة اللعب ذات الطابع العقلي ومما يلاحظ أن لعب الأطفال ولا سيما الصغار منهم يتسم بالتلقائية واللاشكلية فالطفل الصغير يلعب بالكيفية التي يريدها مهما كانت مواد لعبه فهو سعيد مثلاً وهو يلعب بأشياء تخص والديه أو إخوته ولا يراعي في لعبه مواعيد خاصة أو مكاناً معيناً للعب ويلاحظ أنه في مرحلة المراهقة تختفي الكثير من تلقائية اللعب فالمراهق يزهو بارتدائه لزي مميز لبعض الألعاب ويشعر بحاجته إلى أدوات خاصة للعب كمضارب التنس مثلاً ويخضع نشاطه لنظام معين فهو يتفق على مواعيد محددة للقاء رفاقه واللعب معهم في وقت محدد....
يعد اللعب نشاطاً هاماً يمارسه الفرد ويقوم بدور رئيس في تكوين شخصيته من جهة وتأكيد تراث الجماعة أحياناً من جهة أخرى واللعب ظاهرة سلوكية تسود عالم الكائنات الحية - ولاسيما الإنسان -وتمتاز بها الفقريات العليا أيضاً ومن الجدير بالذكر أن اللعب - بوصفه ظاهرة سلوكية - لم ينل ما يستحقه من الدراسات الجادة والبحث المتعمق في الدراسات النفسية والسلوكية ولعل السبب في قصور الدراسات عن تناول مثل هذا الموضوع يعود إلى وضوح الظاهرة وعموميتها أو صعوبة الدراسة الجادة لهذه الظاهرة السلوكية أو كل هذا معاً واللعب في الطفولة وسيط تربوي هام يعمل على تكوين الطفل في هذه المرحلة الحاسمة من النمو الإنساني ولا ترجع أهمية اللعب إلى الفترة الطويلة التي يقضيها الطفل في اللعب فحسب بل إلى أنه يسهم بدور هام في التكوين النفسي للطفل وتكمن فيه أسس النشاط التي تسيطر على التلميذ في حياته المدرسية يبدأ الطفل بإشباع حاجاته عن طريق اللعب حيث تتفتح أمام الطفل أبعاد العلاقات الاجتماعية القائمة بين الناس ويدرك أن الإسهام في أي نشاط يتطلب من الشخص معرفة حقوقه وواجباته وهذا ما يعكسه في نشاط لعبه ويتعلم الطفل عن طريق اللعب الجمعي الذاتي ( self - control ) والتنظيم الذاتي ( self - regulation ) تمشياً مع الجماعة وتنسيقاً لسلوكه مع الأدوار المتبادلة فيها واللعب مدخل أساسي لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً وليس لنموه اجتماعياً وانفعالياً فقط ففي اللعب يبدأ الطفل في تعرف الأشياء وتصنيفها ويتعلم مفاهيمها ويعمم فيما بينها على أساس لغوي وهنا يؤدي نشاط اللعب دوراً كبيراً في النمو اللغوي للطفل وفي تكوين مهارات الاتصال لديه واللعب لا يختص بالطفولة فقط فهو يلازم أشد الناس وقاراً ويكاد يكون موجوداً في كل نشاط أو فاعلية يؤديها الفرد يقول فولكييه : (( لا يزال اللعب بزوال الطفولة فالراشد نفسه لا يمكن أن يقوم بفاعلية هائلة إلا إذا اشتغل وكأنه يلعب )) فاللعب يمتاز بالحرية والمرونة بينما يتطلب العمل التفكير بالنتائج والانتباه المتواصل ويحتل العمل مكانة هامة في نمو الطفل لكل دوره يختلف في حياة الطفل عنه في حياة الكبار إن العمل ينطوي على إمكانات تربوية وتعليمية هائلة في عملية النمو فنشاط العمل يشبع في الطفل حاجة أصيلة إلى الممارسات الشديدة والفعالة ويكون العمل جذاباً بقدر ما يبعث من مشاعر السرور لدى الطفل نتيجة لمساهمته بالنشاط مع الكبار والأطفال الآخرين فالأطفال الصغار يقومون بمهام عملية منفردة توجههم إليها دوافع ضيقة تتسم بالتركيز حول الذات وهم يعملون بغية الحصول على استحسان الوالدين والكبار ومع تقدم المراحل العمرية تأخذ دوافع العمل في التغير عند الأطفال فطفل الثالثة من العمر يكون العمل لديه أكثر اجتذاباً واستثارة وإذ يقوم بأداء ما يطلب إليه بالاشتراك مع الكبار يشعر بنفسه وكأنه شخص كبير وتأخذ دوافع العمل لدى أطفال السادسة والسابعة والثامنة من العمر في اكتساب مغزى اجتماعي أكثر وضوحاً وللعمل قيمة كبيرة في نمو المهارات اليدوية والقدرات العقلية فالطفل عندما يقلد الكبار وينفذ تعليماتهم يمكنه استخدام ما يتوفر له من أدوات المائدة وأدوات المدرسة فينبغي أن يتعلم انتقاء الأدوات والوسائل والمواد المناسبة لعمل وهدف معينين وأن يتمكن من تحديد الأداءات واستخدامها بتتابع دقيق والعمل إلى جانب ذلك يعد مجالاً لتنمية الإرادة عند الأطفال حيث يقوم الطفل بتحديد مواقف العمل ويخطط لتحقيق الأهداف المرجوة ويحاول التغلب على الصعوبات والمعوقات التي تعترضه ومن خلال العمل تترسخ معالم النمو الاجتماعي والعاطفي للطفل وهكذا نجد أن العمل المنظم تربوياً ينطوي على إمكانات هائلة للنمو المتكامل للطفل بما في ذلك حركاته وإحساساته ذاكراته وانتباهه وتفكيره وفي نشاط العمل تتوفر إمكانات كبيرة لنمو السلوك الهادف والمثابرة والإرادة والمشاعر الإنسانية الراقية...
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.