اضطراب التوحد عبارة عن حالة ترتبط بنمو الدماغ وتؤثر على كيفية تمييز الشخص للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي، مما يتسبب في حدوث مشكلات في التفاعل والتواصل الاجتماعي. كما يتضمن الاضطراب أنماط محدودة ومتكررة من السلوك. يُشير مصطلح التوحد إلى مجموعة كبيرة من الأعراض ومستويات الشدة.
يصنف التوحد على أنّه إعاقة اجتماعية، ويُشترط لتشخيصه أن يواجه المريض تحديات في التواصل الاجتماعي والتفاعل، وهذه التحديات تخلق سلوكيات تفاعلية غير مرغوبة عند الأشخاص المشخصين بالتوحد، فمثلًا؛ قد يصرخ أحدهم أو يضرب رأسه بالجدار للتعبير عن حاجة ما مثل الجوع، أو يضع إصبعه في فمه ليتقيأ ويجمع حوله الآخرين.يواجه الأهل ضغوطات نفسية كبيرة، ويحتاجون إرشادات كثيرة للتعامل مع هذه السلوكيات وتعديلها، وحتى الأخصائيين الذين يتعاملون مع هذه الفئة من الناس لا بد لهم أن يكونوا على دراية كافية بالطرق الملائمة لفهم السلوك وتعديله، وهنا يبرز دور علم تعديل السلوك، الذي من شأنه تحليل السلوكيات، ومحاولة معرفة أسبابها، ثم التعامل معها، وهو علم لا يتعامل مع مرض بعينه، بل يتعامل مع السلوكيات غير المرغوبة بشكل عام، فقد تكون هذه السلوكيات عند الأشخاص المشخصين بمتلازمة داون أو جوبرت مثلًا.قد يستهين الأهل بموضوع تعديل السلوك في بداية الأمر، ولكن لإهماله تبعات سلبية كبيرة قد يحتاج الأهل لفترات طويلة لتجاوزها، لذا يُنصَح باستشارة أخصائي في تحليل السلوكإنّ نقطة البداية هي معرفتنا أنّ أي سلوك ينتهجه الأشخاص المشخصون بالتوحد لا يخرج عن أربعة أسباب رئيسية فقط:1. الهروب، بمعنى محاولة الشخص أن يريح نفسه من أعباء مهمة ما فيلجأ لسلوك غير مرغوب، مثلًا؛ أب يطلب من ابنه أن يقفل الباب، فيقوم الابن بعض نفسه، فيشفق عليه الأب ويقفل الباب بنفسه.2. جلب الانتباه، إنّ الأشخاص المشخصين بالتوحد يشعرون بثقة أقل، وعدم اهتمام من الأشخاص المحيطين، فيسعون لجلب الانتباه بسلوك غير مرغوب، مثلًا؛ يضرب الطفل شخصًا آخر ليتجمع الأشخاص حوله، أو يضع الأشياء في فمه ليلقى رد فعل ما من الأهل.3. الحصول على شيء مادي، مثل لعبة أو طعام، مثلًا يضرب الطفل المشخص بالتوحد الطاولة أمامه للحصول على الطعام.4. وجود تحديات حسية، والتحديات الحسية هي قصور الجهاز العصبي المركزي عن تفسير المدخلات الحسية التي يستقبلها الإنسان من حواسه السبعة -اللمس والبصر والسمع والشم والتذوق والحاسة الدهليزية وحاسة المفاصل والعضلات- والتحديات الحسية تتطلب أخصائي علاج وظيفي لتقييمها والتعامل معها.إنّ معرفة الدافع وراء السلوك يقودنا لطريقة التعامل معه، وبالرغم من عدم وجود طريقة مثلى، أو ترتيب ثابت لخطوات التعامل مع السلوك، إلا أنّ هناك بعض الخطوط العريضة التي تساعد في التعامل مع السلوك غير المرغوب. ينبغي عدم الاستجابة للسلوك غير المرغوب، فإذا قام الطفل مثلًا بعض نفسه من أجل أن يأخذ لعبة معينة، وردت الأم بالاستجابة له بإعطائه تلك اللعبة، فإنّ الطفل يربط بين عض نفسه والاستجابة له، وتكون الأم قد بنت طريقة خاطئة للتواصل مع ابنها.التجاهل قد يكون حلًا جذريًا للعديد من المشاكل السلوكية، فإذا تجاهل الأهل سلوكًا غير مرغوب فإنّ الطفل يبحث عن سلوك آخر للتواصل معهم، إلى أن يصل إلى ذلك السلوك المقبول لديهم. والتعزيز الإيجابي قد يكون حلًا آخر، ويكون التعزيز بشيء يحبه الطفل في مقابل سلوك مرغوب.أمّا المشاكل الحسية فيجب استشارة أخصائي علاج وظيفي للتعامل معها، مع ملاحظة أنّ المشاكل الحسية قد تنتهي تمامًا، ولكن السلوك يبقى، مثلًا؛ إذا كان الطفل يضع يده على أذنيه عند سماعه الأصوات بسبب وجود حساسية زائدة للصوت، وباستمرار جلسات العلاج الوظيفي زال المسبب، ولكن الطفل الذي اعتاد وضع يديه على أذنيه لسنوات لن يتخلى عن هذه العادة مباشرةً، وهنا تكون المشكلة قد خرجت من دائرة التحديات الحسية، ودخلت في باب التعود والروتين.من المهم أن يكون برنامج تعديل السلوك مطبقًا من قبل كل من يتعامل مباشرةً وكثيرًا مع الطفل المشخص بالتوحد، لأنّ شخص واحد لا يكفي لتعليم الطفل الطرق المناسبة للتواصل، بل يجب أن يألف الطفل السلوك المرغوب، وطريقة تقبله من الجميع حتى يتعلمه.قد يستهين الأهل بموضوع تعديل السلوك في بداية الأمر، ولكن لإهماله تبعات سلبية كبيرة قد يحتاج الأهل لفترات طويلة لتجاوزها، لذا يُنصَح باستشارة أخصائي في تحليل السلوك مباشرةً عند تشخيص حالة ابنهم بالتوحد....
قدمت العديد من المؤسسات -مثل؛ الجمعية
الأمريكية للطب النفسي، والجمعية الأمريكية للتوحد، ومجلس البحث الوطني الأمريكي-
تعريفاتٍ مختلفة للتوحد، وقد اتفقت هذه التعريفات على أنّ التوحد هو اضطراب عصبي،
يظهر في الثلاث سنوات الأولى من عمر الإنسان، ويعاني الأفراد المشخصون به تحدياتٍ
في مجالات التواصل والتفاعل الاجتماعي، وسلوكهم مقيّد بأنماط محددة يرفضون
تغييرها، ولديهم اثنان أو أكثر من الأعراض التالية: 1-
التكرار
والنمطية في الحركات الجسدية، أو في استخدام الأدوات، أو في الكلام، مثل؛ الرفرفة،
وتكرار كلام المتحدث.2-
الإصرار على الرتابة، أو عدم تقبل تغيير الروتين، أو
المحافظة على أنماط وطقوس معينة للسلوكيات اللفظية وغير اللفظية، مثل؛ إظهار
الانفعال الشديد عند أي تغيير بسيط، وعدم تقبّل الانتقال من نشاط لآخر.3- إظهار اهتمامات في أشياء محدودة جدًا، وقد
تكون هذه الأشياء غير مثيرة للاهتمام، مثل أغطية العُلَب أو ورق الحائط.4- وجود تحديات حسية تظهر على شكل حساسية
زائدة للمدخلات الحسية، أو حساسية ناقصة لها، أو اهتمام غير عادي بأنشطة من شأنها
زيادة المدخلات الحسية، مثل؛ التذوق الزائد للأشياء، ووجود التحديات الحسية يستدعي
مراجعة أخصائي علاج وظيفي للتقييم والكشف عن وجود اضطراب المعالجة الحسية. اضطراب
المعالجة الحسية يستقبل الإنسان المعلومات القادمة من
البيئة بواسطة حواسه، والمعالجة الحسية هي التنظيم الصحيح للمدخلات الحسية،
واستقبالها بشكل سليم، والجهاز العصبي المركزي هو المسؤول عن تلك المعالجة،
ويُعرِّف علم "التكامل الحسي" سبع حواس؛ اللمس، والبصر، والسمع، والتذوق،
والشم، والحاسة الدهليزية، وحاسة المفاصل والعضلات. واضطراب المعالجة الحسية هو
خلل في استقبال وتنظيم المدخلات الحسية، ويكون هذا الخلل على ثلاثة أشكال؛ حساسية
زائدة، أو حساسية ناقصة، أو بحث عن المدخلات الحسية. يترجم الأشخاص المشخصون
بالتوحد اضطرابَ المعالجة الحسية إلى سلوكيات ظاهرة، مثلًا؛ يضع الأشخاص من ذوي
الحساسية الزائدة للصوت أيديهم على أذُنِهم لعدم قدرتهم على تحمل الصوت الذي
يعتبره الآخرون عاديًا، ويضغط الأشخاص من ذوي الحساسية الناقصة للمس على الأشياء
بقوة للشعور بها، ويتحرك الأشخاص الباحثون عن مدخلات حسية من الحاسة الدهليزية
كثيرًا. تزيد هذه السلوكيات من الضغط النفسي الذي
يواجهه الأهل في التعامل مع أبنائهم المشخصين بالتوحد، فقد أظهرت نتائج دراسة
أجريتها في الأردن أنّ أهل الأشخاص المصابين بالتوحد يعانون ضغوطًا نفسية أكبر إذا
ما قورنوا بأهل الأطفال المشخصين بمتلازمة داون، وبأهل الأطفال ذوي التطور
الطبيعي، ممّا يزيد حاجة الأهل لمعرفة ماهية المشاكل الحسية. والخلل في استقبال
المدخلات الحسية يؤدي بالضرورة إلى خلل في معالجتها، ممّا يتسبب في تحديات على
المستوى الإدراكي، والمستوى العقلي، مثل؛ التركيز، ومدة الانتباه القصيرة،
بالإضافة إلى تحديات على مستوى أداء المهام الأساسية، أو ما يُعرَف أكاديميًا
ب"السلوك التكيفي". السلوك
التكيفي يشير مصطلح "السلوك التكيفي" إلى
قدرة الأشخاص على أداء المهام الأساسية بشكل مستقل في البيئة، ويصنف مقياس فينلاند
(Vineland Adaptive Behavior Scales-Third Edition (Vineland-III) ) تلكَ المهام الأساسية إلى خمسة مجالات؛ التواصل، ومهارات الحياة
اليومية، والتفاعل الاجتماعي، والمهارات الحركية، والسلوك.قمنا -مهند عميرة وفاطمة الزهراء عمر- بإجراء
دراسة على تأثير المعالجة الحسية على المجال الحركي في السلوك التكيفي لدى الأطفال
المشخصين بالتوحد في مصر، وقد أظهرت النتائج أنّ 96.67/100 من الأطفال عانوا من
تحديات حسية بشكل متكرر في حاسة واحدة على الأقل، وأظهر الأطفال المستور الأعلى من
التحديات في حاسة البصر، كما أثبتت الدراسة تأثيرًا معاكسًا للتحديات المرتبطة
بالحاسة الدهليزية على المهارات الحركية الكبيرة في السلوك التكيفي، بمعنى أنّ
وجود اضطرابات أكبر في الحاسة الدهليزية يؤدي إلى قدرة أقل على التكيف في مجال الحركات
الكبرى.
والحاسة الدهليزية تقدم للإنسان معلوماتٍ حول موقعه
في الفراغ وعلاقته بالجاذبية، والمهارات الحركية تُقسَم إلى قسمين؛ القسم الأول هو
المهارات الحركية الكبيرة، مثل؛ المشي والركض والتسلق، والقسم الثاني هو المهارات الحركية
الدقيقة، وهي المهارات التي تُؤدَّى داخل كفّ اليد، مثل؛ استخدام المقص ومسك القلم
ولظم الخرز. يتوجب على الأهل في حال معرفتهم أو ظنهم بوجود مشاكل حسية لدى أطفالهم
التواصل مع أخصائي علاج وظيفي، مع ملاحظة أنّ المشكلات الحسية غير مرتبطة باضطراب أو
مرض معين، فقد تظهر عند المشخصين بأمراض أخرى غير التوحد، كالشلل الدماغي ومتلازمة
داون ومتلازمة جوبرت؛ وهذا على سبيل المثال لا الحصر....
على الرغم من أن الاتصال البصري يعد جزءا
مهما للغاية في التفاعلات اليومية، فإن السمة الشائعة لمن يعاني من اضطراب طيف
التوحد (ASD) هي
قلة التواصل البصري مع الآخرين في الظروف الطبيعية.يذكر موقع "أوتزم بارتنرشب" (Autism Partnership) أن
التواصل البصري سلوك تلقائي لمعظم الناس، ولا يتعين عليهم عادة التفكير أو التدرب
على كيفية النظر إلى الآخرين وأين ينظرون ومتى ينظرون بعيدا.وعلى الرغم من ذلك، يواجه الأطفال
المصابون بالتوحد صعوبات في فهم الاتصالات غير اللفظية ولا ينتبهون لأفكار الآخرين
ومشاعرهم، فالأشياء التي يهتمون بها مثل الملصقات أو الأشياء الدوارة وما إلى ذلك
تشتت انتباههم بسهولة، ومن ثم سيكون الأطفال أقل حماسة للنظر إلى الشخص أمامهم
وبمرور الوقت سيقرن الطفل اتصال العين بالملل.وفي البحث عن أسباب ضعف التواصل البصري
وارتباطه بالتوحد، توصل باحثون من جامعة ييل بالولايات المتحدة الأميركية أخيرا
إلى تحديد مناطق معينة من الدماغ مرتبطة بالأعراض الاجتماعية الخاصة بالتوحد،
ومنها ضعف القدرة على التواصل البصري. توصلت
الدراسة التي نُشرت في 9 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في مجلة "بلوس وان"
(PLOS ONE)، إلى وجود منطقة من الدماغ تُعرف باسم
"القشرة الجدارية الظهرية" تُظهر نشاطا أقل عندما يقوم شخص مصاب بالتوحد
بإجراء اتصال وجها لوجه مقارنة بشخص غير مصاب بالتوحد. وتوفر هذه النتيجة مؤشرا بيولوجيا
يساعد في كشف الإصابة بالتوحد وتقييم درجته. وتوصلت
الدراسة، وفقا لموقع "Psychiatrist"،
كذلك إلى أن السمات الاجتماعية لاضطراب طيف التوحد ارتبطت أيضا بالنشاط في المنطقة
نفسها من الدماغ. وإذا
كان ذلك هو ما توصلت إليه الدراسة فيما يتعلق بعلاقة الدماغ بضعف التواصل البصري لدى
مصابي التوحد، فهل يمكن بشكل عام مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد على تحسين الاتصال
بالعين؟ التواصل
البصري مرهق لطفل التوحد فلا تجبريه على ذلكغالبا
ما يسبب التواصل بالعين مع الآخرين ضائقة شديدة لأطفال التوحد ويكون غير مريح لهم،
لذلك يفضل الطفل ببساطة التفاعل مع الآخرين بطرق لا تتطلب منهم إجراء هذا النوع من
الاتصال، فهم يفضلون النظر إلى شيء آخر في بيئتهم أثناء التواصل مع الشخص الآخر. وعلى
الرغم من أن الاتصال بالعين مع الآخرين مهارة مفيدة في الحياة اليومية، فإنه ليس ضروريا
دائما ولا ينبغي أن يكون سببا في أن تضغط على طفلك للقيام به. ويمكن لبعض الأطفال والبالغين المصابين باضطراب
طيف التوحد تعلم كيفية التواصل البصري إلى حد ما، لكن إجبارهم أو محاولة الضغط عليهم
للقيام بذلك قد لا يكون أفضل طريقة لمساعدتهم على تحسين قدرتهم ورغبتهم في القيام بذلك.
النظر إلى شيء آخر
أحد الأشياء التي يتعلم الأفراد المصابون
بالتوحد القيام بها لمساعدتهم على تعويض الانزعاج الذي يشعرون به عند إجراء اتصال
بالعين هو النظر إلى شيء آخر غير وجه شريكهم في التواصل أثناء التفاعل الاجتماعي،
فدعيهم يفعلون ذلك.وعلى الرغم من كون الطفل لا يقوم بالتواصل
البصري، فإنه يظل قادرا على المشاركة في محادثة وإبداء الاهتمام بما يتواصل معه
الشخص الآخر.
انتبه للفروق الفردية
عند اتخاذ قرار يتعلق بضرورة مساعدة طفلك
على التواصل بالعين، تأكدي من مراعاة ما يشعر به الطفل أو ما يختبره عندما يحاول
الاتصال بالعين؛ هل يجعله ذلك قلقا أم يجعله مرتاحا؟ هل يعبر الطفل عن نفسه لفظيا
بشكل أكثر فاعلية عندما لا يقوم بالاتصال بالعين أو يقلق بشأن التواصل البصري؟كما يجب التعامل بحذر مع مسألة تعليم الأطفال
المصابين بالتوحد كيفية إجراء اتصال بالعين، والتأكد إذا كان ذلك مفيدا للطفل أم لا. نصائح لتحسين الاتصال بالعينلا توجد
طريقة واحدة للتعامل مع مساعدة الأطفال على التواصل البصري. وفي ما يلي بعض
النصائح حول كيفية التعامل مع التواصل البصري لدى الأطفال المصابين بالتوحد:
تقوية حوادث
الاتصال بالعين
تتمثل إحدى طرائق مساعدة
الأطفال على التواصل بالعين مع الآخرين في ملاحظة ذلك حينما يحدث بشكل طبيعي،
وتقويته. وأحد الأشياء للقيام بذلك هو قول شيء، مثل "شكرا لأنك نظرت إلي
عندما كنت أتحدث".
إجراء محادثات
حول الموضوعات المفضلة لطفلك
يعد
الانخراط في محادثة حول موضوع يهتم به طفلك طريقة أخرى يمكنك من خلالها محاولة
تعزيز التواصل البصري لطفلك معك. على سبيل المثال، وبينما يتحدث طفلك عن موضوعه
المفضل سواء كان ذلك الأبطال الخارقين أو القطارات أو غيرها، يمكنك إلقاء نظرة
عليه والمشاركة في المحادثة.قد يساعد
انخراطك في المحادثة وإظهار اهتمامك بما يقوله طفلك عن موضوعه المفضل في تعزيز
التواصل البصري معك نموذج
تقليد الاتصال بالعينترتبط هذه الإستراتيجية بتقليد السلوك، فإذا
رآك طفلك تتواصلين بصريا مع الآخرين فمن المرجح أن يحاول القيام بذلك أما إذا رآك تنظرين
إلى هاتفك وتتحدثين إلى شخص ما في الوقت نفسه فمن المحتمل أن يلتقط هذا النوع من السلوك. التواصل
مع المقربين أولاقد
يكون من الأفضل العمل على دعم التواصل البصري لطفلك مع الأشخاص الذين يعرفهم جيدا مثل
الوالدين أو أحد الأشقاء قبل محاولة حثهم على التواصل بالعين مع الآخرين في حياتهم
اليومية مثل المعلم أو حتى أي شخص غريب. تشجيع
الاتصال بالعين
إحدى الإستراتيجيات التي قد تجعل طفلك ينظر
نحوك وربما يجري اتصالا بالعين هي التوقف بعد أن يطلب منك شيئًا ما. إذا قال طفلك
"هل يمكنني الحصول على بعض العصير؟" بدلًا من مجرد تسليمه له، انتظري لحظة
ولاحظي إذا كان ينظر إليك، يمكنك حثه على النظر في اتجاهك إذا كان ذلك منطقيًّا له....
تستخدم دراسة جديدة شبكة تفاعل بروتينية قائمة على الكمبيوتر لتحديد ما إذا كانت الأدوية الحالية يمكن أن توفر نهجًا علاجيًا جديدًا للأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد (ASD). فقد اكتشف الباحثون أن عقارًا شائعًا مضادًا للإسهال قد يكون له القدرة على علاج الصعوبات الاجتماعية المرتبطة بالتوحد.وعلى الرغم من أن العلاجات الدوائية للأعراض الأساسية لاضطراب طيف التوحد (ASD) غير متوفرة حاليًا، هل يمكن لعقار موجود أن يوفر علاجًا جديدًا، حتى لو لم يكن له ارتباط سابقًا بالتوحد؟ كان هذا هو السؤال الذي طرحته دراسة جديدة نشرت بمجلة «Frontiers in Pharmacology»؛ حيث استخدم الباحثون فيها نموذجًا حاسوبيًا يشمل البروتينات المشاركة في ASD والطريقة التي تتفاعل بها، وذلك وفق ما نقل موقع «ميديكال إكسبريس» الطبي المتخصص.ومن خلال النظر في كيفية تأثير الأدوية المختلفة على البروتينات في النظام، حدد القائمون على الدراسة المرشحين المحتملين للعلاج. وكان الدواء المضاد للإسهال الشائع الاستخدام المسمى «loperamide» هو المرشح الواعد، ولدى الباحثين فرضية مثيرة للاهتمام حول كيفية عمله في علاج أعراض ASD؛ تتضمن بعض الأعراض الأكثر شيوعًا في ASD صعوبات في التفاعل الاجتماعي والتواصل.وفي توضيح أكثر لهذا الأمر، قالت الدكتورة إليز كوخ من جامعة أوسلو المؤلفة الرئيسية للدراسة «لا توجد أدوية معتمدة حاليًا لعلاج عجز التواصل الاجتماعي، وهو العرض الرئيسي في ASD... ومع ذلك، يتم علاج معظم البالغين وحوالى نصف الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد بأدوية مضادة للذهان، والتي لها آثار جانبية خطيرة أو تفتقر إلى الفعالية في ASD».وفي محاولة لإيجاد طريقة جديدة لعلاج اضطراب طيف التوحد، لجأ الباحثون إلى إعادة استخدام الأدوية التي تتضمن استكشاف الأدوية الموجودة كعلاجات محتملة لحالات مختلفة. ولهذا النهج الكثير من الفوائد؛ حيث غالبًا ما تكون هناك معرفة واسعة بالعقاقير الموجودة من حيث سلامتها وآثارها الجانبية والجزيئات البيولوجية التي تتفاعل معها في الجسم.ولتحديد علاجات جديدة لاضطراب طيف التوحد، استخدم الباحثون شبكة تفاعل بروتينية تعتمد على الكمبيوتر. وتشمل هذه الشبكات البروتينات والتفاعلات المعقدة بينها. ومن المهم مراعاة هذا التعقيد عند دراسة الأنظمة البيولوجية، حيث إن التأثير على بروتين واحد يمكن أن يكون له غالبًا تأثيرات غير مباشرة في مكان آخر.لذلك، أنشأ الباحثون شبكة تفاعل بروتينية تضمنت بروتينات مرتبطة بالتوحد.ومن خلال التحقيق في الأدوية الموجودة وتفاعلها مع البروتينات في الشبكة، حدد الفريق العديد من المرشحين الذين يتصدون للعملية البيولوجية الكامنة وراء ASD.جدير بالذكر، يُطلق على أكثر الأدوية الواعدة اسم «لوبيراميد» الذي يشيع استخدامه لعلاج الإسهال. في حين أنه قد يبدو من الغريب أن عقارًا مضادًا للإسهال يمكن أن يعالج أعراض ASD الأساسية، فقد طور الباحثون فرضية حول كيفية عمله.ويرتبط Loperamide وينشط بروتين يسمى مستقبلات الأفيون μ ، والذي يتأثر عادة بالأدوية الأفيونية مثل المورفين.وإلى جانب الآثار التي تتوقعها عادةً من عقار أفيوني مثل تخفيف الألم، تؤثر مستقبلات μ-opioid أيضًا على السلوك الاجتماعي.ففي الدراسات السابقة، أظهرت الفئران المعدلة وراثيًا التي تفتقر إلى مستقبلات الأفيون μ عجزًا اجتماعيًا مشابهًا لتلك التي شوهدت في ASD. ومن المثير للاهتمام أن الأدوية التي تنشط مستقبلات الأفيون ساعدت في استعادة السلوكيات الاجتماعية.وهذه النتائج في الفئران تسلط الضوء على الاحتمال المحير بأن اللوبيراميد، أو الأدوية الأخرى التي تستهدف مستقبلات الأفيون، قد تمثل طريقة جديدة لعلاج الأعراض الاجتماعية الموجودة في ASD. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من العمل لاختبار هذه الفرضية.وعلى أي حال، توضح الدراسة الحالية قوة افتراض أن الأدوية القديمة قد تتعلم بالفعل حيلًا جديدة....
ربما تكون الطريقة التي يتحدث بها جميع البالغين بشكل تلقائي إلى الأطفال فعلاً مشتركاً بين البشر في مختلف الثقافات. وهي تعتمد بشكل أساسي على تلحين الكلمات بصوت عالي النبرة منغّم وأقرب للغناء منه إلى الحديث العادي.وبطبيعة الحال؛ نظراً إلى أن الأم تلازم الطفل بشكل خاص تقريباً طوال الوقت؛ فقد أطلق العلماء مصطلح «كلام الأمهات (motherese)» على هذه الطريقة من الكلام.وأشارت أحدث دراسة تناولت «طيف التوحد (autism)» إلى إمكانية استخدام تفاعل الأطفال مع هذه الطريقة من الكلام وسيلةً للتشخيص المبكر للإصابة بالمرض.تشخيص التوحدالدراسة؛ التي نشرت في مطلع فبراير (شباط) 2023 في النسخة الإلكترونية من مجلة «الرابطة الطبية الأميركية (JAMA Network Open)» لباحثين من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا - سان دييغو بالولايات المتحدة، أوضحت أن عدم اهتمام أو عدم تفاعل الطفل مع الأحاديث التي يغلب عليها «كلام الأمهات»؛ سواء في نطاق الأسرة وبشكل عام، ربما يكون علامة مبكرة على الإصابة بالتوحد، وذلك في الفئة العمرية من عمر عام وحتى 4 أعوام (أي الطفولة المبكرة «Toddlers»).وأشارت إلى ضرورة تفاعل الطفل بشكل كاف مع محاولات الحديث أو اللعب معه أو تدليله، وإلى أن عدم التفاعل يعكس صورة مستقبلية لضعف مهارات التواصل الاجتماعي وعدم المقدرة على التكيف مع المجتمعات المختلفة، وهو الأمر الذي يتطلب محاولة علاجه وتغييره. وذكر الباحثون أنهم طوروا اختباراً معيناً لتتبع العين لتحديد مستوى اهتمام الطفل بالأحاديث المثارة حوله والتي تحمل الطابع المرح والملحن لمحاولة جذب انتباهه. ويرى الباحثون إمكانية تشخيص «اضطراب طيف التوحد (ASD)» من خلال هذه الاختبار.من المعروف أن طريقة «كلام الأمهات» تثير انتباه الأطفال، وتعلمهم المفردات اللغوية المختلفة، وتطوِّر التفاعل العاطفي لديهم، عن طريق تحفيز القشرة المخية المسؤولة عن التعامل مع الأصوات المختلفة واللغة. وفي حالة الأطفال المصابين بالتوحد فإنهم لا يتفاعلون مع حديث الأم بالقدر نفسه من الاهتمام، وهو ما يؤثر بالسلب على اكتسابهم المهارات الاجتماعية لاحقاً.اختبار تتبّع العينهذا الاهتمام والتفاعل يمكن رصده مهما كان عمر الطفل صغيراً، حتى لو كان بمجرد حركة العين في رد الفعل. ولذلك عرض الباحثون صوراً متحركة على الأطفال الذين كانت أعمارهم تتراوح بين 12 و48 شهراً، واستخدموا «تتبع العين» لتقييم انتباههم. وكانت النتيجة أن بعض الأطفال الذين اهتموا بقدر أكبر بالمشاهد التي من دون أشخاص بدلاً من شخص يقول عبارات مرحة وبطريقة مثيرة، جرى تشخيصهم لاحقاً بـ«التوحد» بدقة تصل إلى 94 في المائة، وهي نسبة كبيرة جداً يمكن الاعتماد عليها.أوضح الباحثون أن الاختبار الخاص بـ«تتبع العين (eye - tracking test)» مفيد بشكل خاص في العثور على مجموعة جديدة فرعية من الأطفال المصابين بالتوحد، وهم الذين يعانون من مشكلات تتعلق بالكلام أو عدم الاهتمام الكافي به والتفاعل معه؛ حيث إن هؤلاء الأطفال يصعب التعرف عليهم وتشخيصهم؛ لأن نحو 18 في المائة فقط من الأطفال المصابين بالتوحد بالفعل هم الذين فشلوا في «اختبارات تتبع العين»؛ بينما غالبية الأطفال المصابين اجتازوا الاختبار بالفعل.أجرى الفريق البحثي التجربة على 653 طفلاً تتراوح أعمارهم بين سنة واحدة و4 سنوات، وهؤلاء الأطفال كان بعضهم مصاباً بالفعل بمرض التوحد والبعض الآخر غير مصاب، وعُرضت مقاطع فيديو على جميع الأطفال. وكان أحد هذه المقاطع لسيدة تتحدث بطريقة «كلام الأمهات»، والمقطع الآخر كان إما مجرد تصوير لطريق سريعة مزدحمة، وإما مجرد فيلم بأشكال وأرقام مجردة مصحوباً بموسيقى إلكترونية فقط وليست لها دلالات معينة. ورُصدت حركة عيون الأطفال للحكم على تعلقهم بفيديو معين دون الآخر.أظهرت النتيجة أن الأطفال الطبيعيين وغير المصابين قضوا نحو 80 في المائة من الوقت في مشاهدة الفيديو الذي تظهر فيه السيدة التي تتحدث بـ«لغة الأمهات»، بينما كان الأطفال الذين قضوا 30 في المائة فقط أو أقل من الوقت في التركيز مع السيدة هم المصابين بالفعل بـ«التوحد». وجرى التعرف عليهم فقط بتتبع حركة العين، كما حصل هؤلاء الأطفال المصابون على درجات أقل في اختبارات اللغة والمهارات الاجتماعية المختلفة.وأشار العلماء إلى أنه حتى الأطفال المصابون بالحالة، لكن الذين ركزوا وقتاً أطول في متابعة الحديث الذي يغلب عليه طابع الأمومة، تمتعوا بمهارات اجتماعية ولغوية أفضل من أقرانهم الآخرين المصابين أيضاً، ولكن لم يهتموا بالقدر نفسه بالحديث.أوضح الباحثون أن تتبع حركات العيون فيما يتعلق بالمحفزات السمعية والبصرية وليس فقط بالمحفزات البصرية، يجب أن يساعد في فهم طبيعة المرض ويمهد للعلاج؛ خصوصاً إذا حدث تدخل مبكر. ومع الوقت يمكن لتقنية «تتبع العين» مستقبلاً أن تصبح أكبر من مجرد وسيلة للكشف المبكر عن التوحد فقط؛ بل أيضاً تساعد في تحديد الأطفال الأكثر عرضة لخطر التأخر اللغوي ومشكلات الكلام بشكل خاص.نصحت الدراسة الآباء بضرورة أن يقوموا بملاحظة سلوك أطفالهم في عمر مبكر بداية من عمر السنة، ويعرفوا حدود التصرفات الطبيعية وغير الطبيعية. وعلى سبيل المثال؛ يجب أن يلتفت نظر الأم إلى عدم تفاعل طفلها معها بشكل دائم (خصوصاً إذا كان سليماً من الناحية العضوية)؛ سواء كان هذا التفاعل محاولة مشاركة الحديث واللعب والضحك، وحتى مجرد التحديق في الأشياء الجديدة والمثيرة للاهتمام؛ بما فيها الأحاديث المختلفة من الأم أو التلفزيون أو البيئة المحيطة....
وفقاً لتقرير الأمم المتحدة في اليوم العالمي للتوحد 2023، فإن التوحد حالة عصبية تظهر خلال مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر مدى الحياة، بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الحالتين الاجتماعية والاقتصادية. ويتم الاحتفال به في جميع أنحاء العالم بشهر أبريل (نيسان) من كل عام، إذ تجتمع منظمات التوحد في جميع أنحاء العالم معاً من أجل إجراء الأبحاث والتشخيصات والعلاج لأولئك الذين لديهم مسار نو متأثرم بالتوحد.ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن اضطراب طيف التوحد يشكل مجموعة متنوعة من الحالات المتعلقة بتطور الدماغ. وغالباً ما يعاني الأشخاص المصابون بالتوحد من حالات متزامنة، بما في ذلك الصرع والاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، بالإضافة إلى السلوكيات الصعبة مثل صعوبة النوم وإيذاء النفس. يختلف مستوى الأداء الفكري بين المصابين بالتوحد بشكل كبير، حيث يمتد من ضعف شديد إلى مستويات أعلى.حقائق حول التوحد• انتشار التوحد. في عام 2023، حدثت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأميركية (CDC) نسبة انتشار اضطراب طيف التوحد (ASD) إلى ما يقرب من طفل واحد من بين كل 36 طفلاً في الولايات المتحدة، وذكرت أن الأولاد أكثر عرضة للإصابة بالتوحد 4 مرات من الفتيات، وأن التوحد يؤثر على جميع المجموعات العرقية والاجتماعية والاقتصادية.ويعاني 31 في المائة من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من إعاقة ذهنية (معدل الذكاء [IQ] أقل من 70)، و25 في المائة في النطاق الحدودي (معدل الذكاء 71-85)، و44 في المائة لديهم درجات حاصل ذكاء في النطاق المتوسط إلى فوق المتوسط (أي، معدل الذكاء اكثر من 85).ولا يزال يتم تشخيص معظم الأطفال بعد سن الرابعة، على الرغم من أنه يمكن تشخيص مرض التوحد بشكل موثوق في وقت مبكر من سن الثانية، حيث يوفر التدخل المبكر أفضل فرصة لدعم التنمية الصحية وتقديم فوائد طول العمر.وأخيراً، لا يوجد كشف طبي للتوحد.• ما الذي يسبب التوحد؟ التوحد هو اضطراب في النمو يؤثر على التواصل والسلوك. يُعتقد أنه ناتج عن عوامل بيئية وجينية. يجد المصابون بالتوحد التفاعلات الاجتماعية صعبة، وكذلك لديهم سلوكيات متكررة واهتمامات مركزة. والتوحد هو أيضاً اضطراب طيفي، مما يعني أن شدة ونطاق الأعراض يختلفان من شخص لآخر.تشير الأبحاث إلى أن علم الوراثة متورط في الغالبية العظمى من الحالات، وفقاً لموقع «أوتيزم سبيكس» (autismspeaks.org):- الأطفال المولودون لأبوين أكبر سناً هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد.- الآباء والأمهات الذين لديهم طفل مصاب باضطراب طيف التوحد لديهم فرصة بنسبة من 2 إلى 18 بالمائة في إنجاب طفل ثانٍ مصاب أيضاً.- أظهرت الدراسات أنه من بين التوائم المتماثلة، إذا كان أحد الأطفال مصاباً بالتوحد، فسوف يتأثر الآخر بنحو من 36 إلى 95 بالمائة. وفي حالة التوائم غير المتطابقة، إذا كان أحد الأطفال مصاباً بالتوحد، فإن الطفل الآخر يتأثر بنحو 31 بالمائة.- على مدى العقدين الماضيين، تساءل كثير من الدراسات والأبحاث المكثفة عما إذا كان هناك أي صلة بين لقاحات الطفولة ومرض التوحد. جاءت النتائج واضحة: اللقاحات لا تسبب التوحد.المؤشرات والمضاعفاتفيما يلي بعض مؤشرات التوحد، وفقاً للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية - V.( American Psychiatric Association)- عدم الكلام أو التأشير بعمر سنة واحدة، ولا توجد كلمات مفردة بعمر 16 شهراً أو عبارات من كلمتين بعمر سنتين.- ضعف القدرة على تكوين صداقات مع الأقران.- ضعف القدرة على بدء أو استمرار المحادثة مع الآخرين.- الاستخدام المتكرر أو غير المعتاد للغة.- اهتمام شديد أو مركّز بشكل غير طبيعي.- الانشغال بأشياء أو مواضيع معينة.- التقيد غير المرن بأنماط أو طقوس معينة.تقول الدكتورة ميريام سوندرز (Merriam Saunders)، وهي أخصائية نفسية في كاليفورنيا، إنه يمكن اعتبار اضطراب طيف التوحد (ASD) شيئاً يؤثر على اللغة ونظرية العقل، كما يعني تأثير اللغة أنهم غير صوتيين أو لديهم استخدام محدود للغة. عادة ما تكون هذه هي الحالات «الأكثر خطورة». وتوضح سوندرز أيضاً أن الأعراض الأخرى، مثل المشكلات الحسية (صعوبة في الأصوات، والتذوق، واللمس، والضوء)، يمكن أن تتراوح من خفيفة إلى شديدة.أما مضاعفات اضطراب طيف التوحد فهي:- يمكن أن يؤثر التوحد على الجسم كله.- يؤثر اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) على ما يقدر بنحو من 30 إلى 61 في المائة من الأطفال المصابين بالتوحد.- يعاني أكثر من نصف الأطفال المصابين بالتوحد من مشكلة أو أكثر من مشاكل النوم المزمنة.- تؤثر اضطرابات القلق على ما يقدر بنحو من 11 إلى 40 في المائة من الأطفال والمراهقين الذين يعانون من طيف التوحد.- الاكتئاب يصيب ما يقدر بـ7 في المائة من الأطفال و26 في المائة من البالغين المصابين بالتوحد.- الأطفال المصابون بالتوحد أكثر عرضة بنحو 8 مرات للإصابة بواحد أو أكثر من اضطرابات الجهاز الهضمي المزمنة مقارنة بالأطفال الآخرين.- يعاني ما يصل إلى ثلث المصابين بالتوحد من الصرع (اضطراب النوبات).- تشير الدراسات إلى أن الفصام يصيب ما بين 4 و35 بالمائة من البالغين المصابين بالتوحد. على النقيض من ذلك، يصيب مرض انفصام الشخصية ما يقدر بنحو 1.1 في المائة من عامة السكان.- تمتد المشاكل الصحية المرتبطة بالتوحد مدى الحياة - من الأطفال الصغار إلى كبار السن. ما يقرب من الثلث (32 في المائة) من 2 إلى 5 سنوات من المصابين بالتوحد يعانون من زيادة الوزن، و16 في المائة يعانون من السمنة. على النقيض من ذلك، يعاني أقل من الربع (23 بالمائة) من عمر 2 إلى 5 سنوات من زيادة الوزن و10 بالمائة فقط يعانون من السمنة المرضية.- هناك دواءان وحيدان معتمدان من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لعلاج الإثارة والتهيج المرتبطين بالتوحد؛ هما ريسبيريدون (Risperidone)، وأريبيبرازول (aripiprazole).دراسات حديثة• سلوكيات مؤذية. تشير نتائج الدراسات الحديثة إلى أن ما يقدر بنحو من 25 إلى 30 في المائة من الأشخاص المصابين بالتوحد هم أشخاص غير لفظيين (nonverbal) أو شفهيون (أقل من 30 كلمة أو غير قادرين على استخدام الكلام وحده للتواصل).وما يقرب من نصف المصابين بالتوحد يبتعدون عن الأمان، بينما تعرض ما يقرب من ثلثي الأطفال المصابين بالتوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و15 عاماً للتنمر.وما يقرب من 28 في المائة من الأطفال في سن 8 سنوات المصابين بالتوحد لديهم سلوكيات مؤذية للنفس. ومن بين أكثر الطرق شيوعاً ضرب الرأس وعض الذراع وخدش الجلد. ولا يزال الغرق سبباً رئيسياً لوفاة الأطفال المصابين بالتوحد ويشكل ما يقرب من 90 بالمائة من الوفيات المرتبطة بالتجول أو الانزلاق في سن 14 عاماً أو أقل.• مصير التوحد في مرحلة البلوغ. توضح الأبحاث أن الأنشطة الوظيفية التي تشجع على الاستقلال تقلل من أعراض التوحد وتزيد من مهارات الحياة اليومية.- على مدى العقد المقبل، سيدخل ما يقدر بـ707 آلاف إلى مليون و116 ألف مراهق (70700 إلى 111600 كل عام) مرحلة البلوغ ويخرجون من خدمات التوحد القائمة على المدرسة.- المراهقون المصابون بالتوحد الذين يتلقون خدمات الرعاية الصحية الانتقالية هم نصف عدد الأشخاص الذين لديهم احتياجات رعاية صحية خاصة أخرى. والشباب الذين يقترن لديهم التوحد مع مشاكل طبية مصاحبة أخرى هم أقل عرضة لتلقي الدعم الانتقالي.- لا يتلقى كثير من الشباب المصابين بالتوحد أي رعاية صحية لسنوات بعد توقفهم عن زيارة طبيب الأطفال.- يظل أكثر من نصف الشباب المصابين بالتوحد عاطلين عن العمل وغير ملتحقين بالتعليم العالي في العامين التاليين للمدرسة الثانوية. هذا معدل أقل من معدل الشباب في فئات الإعاقات الأخرى، بما في ذلك صعوبات التعلم أو الإعاقة الذهنية أو ضعف الكلام واللغة.- من بين ما يقرب من 18 ألف شخص مصاب بالتوحد ممن استخدموا برامج إعادة التأهيل المهني الممولة من الدولة في عام 2014، ترك البرنامج 60 بالمائة فقط مع وظيفة. ومن بين هؤلاء، 80 في المائة يعملون بدوام جزئي بمعدل أسبوعي متوسط قدره 160 دولاراً، مما يجعلهم أقل بكثير من مستوى الفقر.• ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 عاماً والمصابين بالتوحد لم يشغلوا أبداً وظيفة مدفوعة الأجر.الدعمان الخارجي والعائلي• التدخل والدعم المبكر. أجمعت كل الدراسات على أن التدخل المبكر يمكن أن يحسن التعلم والتواصل والمهارات الاجتماعية للمصاب بطيف التوحد، وكذلك في نمو الدماغ الأساسي.ومن التدخلات:- تحليل السلوك التطبيقي (Applied behavior analysis (ABA)) والعلاجات القائمة على مبادئها هي التدخلات السلوكية الأكثر بحثاً والأكثر استخداماً لمرض التوحد.- يستفيد كثير من الأطفال المصابين بالتوحد أيضاً من التدخلات الأخرى مثل النطق والعلاج المهني.- التدخل للحد من الانحدار النمائي، أو فقدان المهارات، مثل اللغة والاهتمامات الاجتماعية، يؤثر على نحو 1 من كل 5 أطفال سيتم تشخيصهم بالتوحد، ويحدث عادةً بين سن 1 و3 سنوات.* مقدمو الرعاية والعائلات. في المتوسط، وُجد أن مرض التوحد يكلف ما يقدر بنحو 60 ألف دولار في السنة خلال مرحلة الطفولة، الجزء الأكبر منها لتكاليف الخدمات الخاصة والأجور المفقودة المرتبطة بزيادة الطلب على أحد الوالدين أو كليهما. تزداد التكاليف مع حدوث الإعاقة الذهنية.أما أمهات الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، وأولئك اللائي يملن إلى العمل في رعاية الطفل المصاب ومناصرته، فمن غير المرجح أن يعملن خارج المنزل. في المتوسط، يكون العمل ساعات أقل في الأسبوع والكسب 56 في المائة أقل من أمهات الأطفال الذين لا يعانون من قيود صحية، و35 في المائة أقل من أمهات الأطفال الذين يعانون من إعاقات أو اضطرابات أخرى.• دور النظام الغذائي السليم والتغذية في التوحد. في كثير من الأحيان، تظل الحالة التغذوية للأطفال المصابين بالتوحد معرضة للخطر. يُلاحظ أنهم عادةً ما يعانون من نقص الفيتامينات أو المعادن الأخرى، مثل فيتامين إيه وفيتامين بي6 وفيتامين بي12 ونقص حمض الفوليك. قد يكون هذا نتيجة لصعوبات في البلع أو مشاكل حسية مثل تفضيلات الطعام أو مشاكل متعلقة بالأمعاء مثل الإسهال والإمساك والالتهابات المتكررة والانتفاخ وآلام الجهاز الهضمي. قد تكون مشكلات مثل عدم القدرة على الجلوس في مكان واحد أثناء أوقات الوجبات أحد الأسباب أيضاً.عندما تسوء الأمور في «القناة الهضمية»، يمكن أن تحدث تغيرات سلوكية سلبية ومشاكل معرفية أو يمكن أن تتفاقم. ومن ثم، فإن خطة النظام الغذائي للتوحد مع تغيير النظام الغذائي فيما يتعلق بالمتطلبات الغذائية بعد تقييم الجوانب الأخرى مثل القدرة على البلع والهضم، أمر ضروري لتحسين نوعية حياة المريض.تماماً كما الحال مع الأطفال الآخرين، قد يكون من الصعب على والد الطفل المصاب بالتوحد، ضمان حصول طفله على جميع العناصر الغذائية المناسبة بالنسب الصحيحة. ومن ثم، فإن خطة النظام الغذائي الصحي والمغذي والمتوازن لاحتياجات التوحد يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في قدرتهم على التعلم، وكيف يديرون عواطفهم وكيف يعالجون المعلومات.عادة، يتم اتباع أنظمة غذائية مثل النظام الغذائي الخالي من الغلوتين والكازين (GFCF) والنظام الغذائي المحدد للكربوهيدرات (SCD) والنظام الغذائي البيئي للجسم Body Ecology Diet (BED) والنظام الغذائي الخالي من اللوتين (Sara›s Diet) لمساعدة الأطفال المصابين بطيف التوحد....
كشفت نتائج 3 دراسات صادرة (الثلاثاء) عن وجود أداة جديدة على درجة عالية من الدقة، تساعد في تشخيص مرض التوحد لدى الأطفال في سن مبكرة.وكانت الدراسات السريرية الثلاث، التي أجريت على أكثر من 1500 طفل، قد اختبرت عدداً من القياسات التي يمكن أن تساعد في تشخيص الأطفال المصابين بالتوحد قبل سن الثالثة.وبحسب ما أكده الباحثون من مركز «ماركوس للتوحد» التابع لمنظمة رعاية صحة الأطفال في أتلانتا بالولايات المتحدة، أظهرت نتائج الدراسات الثلاث التي نشرت معاً اليوم، في دورية الجمعية الطبية الأميركية (JAMA) ودورية «جاما نتوورك أوبن» أن قياسات السلوكيات الظاهرية للأطفال يمكنها أن تساعد في تشخص مرض التوحد لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و30 شهراً.واستطاع الباحثون عن طريق هذه القياسات، توفير مؤشر تشخيصي شامل، بالإضافة إلى قياسات فردية لمستويات الإعاقة الاجتماعية والقدرة اللفظية ومهارات التعلم غير اللفظية لكل طفل. كما يمكن لهذا المؤشر مساعدة الأطباء على تشخيص التوحد في وقت مبكر مع توفير قياسات موضوعية لنقاط القوة والضعف لدى كل طفل، للبدء في تقديم الرعاية للطفل والأسرة.وقال الباحث الرئيسي الدكتور وارن جونز، مدير الأبحاث في مركز ماركوس للتوحد في كلية الطب بجامعة إيموري الأميركية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «تعتبر هذه النتائج تتويجاً لأكثر من 20 عاماً من الأبحاث، حيث أدت إلى تطوير أداة تشخيصية لمرض التوحد، وأصبحت الآن متاحة للاستخدام في الولايات المتحدة، بعد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية».ووفق منظمة الصحة العالمية، يعاني طفل واحد من كل 100 طفل على مستوى العالم من التوحد، الذي يشار إليه أيضاً باضطرابات طيف التوحد، وهي مجموعة من الاعتلالات المتنوعة المرتبطة بنمو الدماغ وتظهر لدى الأطفال في شكل صعوبات في التفاعل الاجتماعي وعمليات التواصل، والاستغراق في التفاصيل وردود الفعل غير الاعتيادية.ويمكن للتدخلات النفسية والاجتماعية المدعومة بالبيانات أن تحسن من مهارات التواصل والسلوك الاجتماعي إلى جانب تأثيرها الإيجابي في تحسين جودة حياة المصابين بالمرض والقائمين على رعايتهم كما يعد التشخيص المبكر مهماً أيضاً في دعم الصحة والتعلم والرفاهية على المدى الطويل لجميع الأطفال المصابين بالتوحد.التدخل المناسبلأكثر من عقدين من الزمن، قام الدكتور جونز والمؤلف المشارك آمي كلين، مدير مركز ماركوس للتوحد في مركز الرعاية الصحية للأطفال في أتلانتا، بدراسة كيف ينظر الأطفال إلى البيئة الاجتماعية المحيطة بهم ويتعلمون منها، وكيف يختلف هذا عند الأطفال المصابين بالتوحد.وأظهرت نتائج الأبحاث السابقة أن هذه الاختلافات تظهر في وقت مبكر من مرحلة الطفولة وترتبط بشكل مباشر بالفروق الجينية الفردية.وخلال عملهما الحالي، طور جونز وكلين، تقنية جديدة لقياس هذه الاختلافات بشكل موثوق بوصفه مؤشراً حيوياً للأطباء يمكنهم استخدامه.وقال الدكتور كلين، رئيس قسم التوحد وإعاقات النمو في كلية الطب بجامعة إيموري الأميركية: «إن الآثار بعيدة المدى لهذه النتائج قد تعني أن الأطفال الذين لديهم في الوقت الحالي إمكانية محدودة في الحصول على الرعاية الصحية، ينتظرون عامين أو أكثر قبل أن يتم تشخيصهم في سن الرابعة أو الخامسة، ولكن الآن يمكن تشخيصهم مبكراً». وأضاف: «يمكن وفق التقنية الحديثة تشخيص الطفل في عمر يتراوح بين 16 و30 شهراً».يعاني طفل من كل 100 طفل على مستوى العالم من التوحد (بابليك دومين)وتابع: «بالإضافة إلى ذلك، تقيس هذه التكنولوجيا المستويات الفردية لكل طفل من الإعاقة الاجتماعية والقدرة اللفظية والقدرة على التعلم غير اللفظي، وهي معلومات مهمة للأطباء عند تطوير خطط علاج شخصية لمساعدة كل طفل على تحقيق أكبر المكاسب».ويعلق جونز: «نأمل أن تؤدي هذه النتائج إلى تخفيف الأعباء الحالية على نظام الرعاية الصحية وتقليل قوائم الانتظار الطويلة للتقييم»، موضحاً أنه «عندما نتمكن من تقليل الوقت أمام عمليات التشخيص وبدء الدعم الطبي، يمكننا المساعدة في التأثير بشكل إيجابي على حياة العديد من الأطفال والأسر».وأضاف: «إذا تولدت لدى الوالدين مخاوف بشأن نمو طفلهما، فيجب عليهما التحدث إلى طبيب الأطفال أو طبيب الرعاية الأولية»، مشدداً على أنه «يمكن للوالدين التعرف على المعالم المهمة في نمو الطفل والعلامات المبكرة لتأخر النمو، عبر العديد من الأدلة المتاحة الآن عتام حديثه، قال جونز: «نجري الآن دراسات حول فاعلية هذه الأداة في الفحص السكاني العام، ونختبر ما إذا كان يمكن التعرف على العلامات المبكرة للتوحد باستخدام الأداة الجديدة عند عمر 9 أشهر فقط»....
بالتزامن مع أحدث ندوة عقدت عبر الإنترنت في الولايات المتحدة حول أفضل الطرق لدعم مرضى التوحد، صدرت دراسة حديثة نشرت في النسخة الإلكترونية من «مجلة العلوم الطبية البريطانية (British Medical journal Open)» ناقشت احتمالية أن تلعب الإصابات المتكررة للجزء الأعلى من الجهاز التنفسي والأذن دوراً في رفع معدل خطورة الإصابة بطيف من أطياف التوحد (autism spectrum)، وذلك في الأسبوع الأخير من شهر أبريل (نيسان) الماضي.طيف التوحدوفق أحدث الإحصاءات من «مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)» بالولايات المتحدة؛ فإن هناك واحداً من كل 36 طفلاً، يجري تشخيصه بطيف التوحد في كل عام، مقابل واحد من كل 44 طفلاً قبل عامين فقط. وربما يكون ذلك بسبب زيادة الوعي بالأعراض في مرحلة مبكرة من عمر الطفل؛ مما يؤدي إلى سرعة التشخيص، ولذلك تعدّ كلمة «طيف» معبرة جداً عن تفاوت شدة الحالات من طفل إلى آخر، فضلاً عن أن المرض غالباً ما يتميز بحالات طبية أخرى مثل اضطرابات الجهاز الهضمي وكذلك الأمراض النفسية المصاحبة له مثل الاكتئاب والقلق... وغير ذلك.الدراسة الجديدة التي أجراها علماء من «كلية بريستول للطب (Bristol Medical School)» في المملكة المتحدة وجدت أن الأطفال الصغار الذين يعانون من مشكلات صحية في الأذن والأنف والحنجرة، سواء أكانت التهابات متكررة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، أم حساسية موسمية، أم عيوباً خلقية في الأذن، كانوا أكثر عرضة لاحقاً للإصابة بطيف التوحد. وبالطبع؛ فهذا لا يعني أن جميع الأطفال الذين يصابون بالتهابات الأذن سوف يجري تشخيصهم في النهاية بالتوحد، كما أنه لا يعني أن جميع المصابين بالتوحد كانوا قد أصيبوا بعدوى الجهاز التنفسي العلوي عندما كانوا أطفالاً.أوضحت الدراسة أن الأسباب الأكيدة لارتباط هذه الالتهابات بالتوحد غير معروفة بشكل قاطع، ولكن هناك احتمالية أن تؤدي هذه الإصابات المتكررة إلى ضعف في السمع، مما يؤدي إلى عدم القدرة على التواصل بشكل كامل، وهو الأمر الذي يدخل الطفل دائرة مفرغة؛ فينعزل الطفل بشكل تلقائي عن مجموعات الزملاء لعدم قدرته على سماعهم بوضوح والتواصل معهم، مما يضعف القدرات الاجتماعية أكثر، وبالتالي تزيد فرص تأثير الأسباب الاجتماعية عليه؛ لأن التوحد يحدث نتيجة لأسباب عدة؛ جينية وبيئية ومناعية.إصابات متكررةكان الباحثون راجعوا بيانات 14 ألفاً من الأطفال الذين ولدوا في إنجلترا خلال سنوات التسعينات من القرن الماضي، وكذلك البيانات الخاصة بذويهم، وأجابت الأمهات عن 3 استبيانات عن أعراض الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي التي تعرض لها هؤلاء الأطفال في أعمار 18 شهراً و30 شهراً و42 شهراً؛ ومنها ما يتعلق بالأنف والحنجرة، مثل الشخير أثناء النوم والتنفس من الفم، وأيضاً ما يتعلق بالأذن، مثل قيام الطفل بشد حلمة الأذن دليلاً على الألم؛ سواء من الخارج والداخل، وأيضاً السؤال عن احمرار الأذن وتقرحها، وتأثر السمع في أثناء نزلات البرد، وأيضاً نزول إفرازات من الأذن من عدمه، وكذلك عدد المرات التي تكررت فيها إصابات الأطفال وطبيعتها في كل مرة.وطُلب من الأمهات استكمال 3 استبيانات تتعلق بأعراض الأنف والأذن والحنجرة مرة أخرى عندما كان أطفالهن في أعمار 3 و6 و9 سنوات، وشملت هذه الاستبيانات السؤال عن وجود أي مشكلات تتعلق بالكلام والقدرة على التواصل الاجتماعي مع الآخرين؛ سواء أكانوا الأقران أم الأب والأم. وكذلك شملت السؤال عن ممارسة سلوكيات متكررة أو غير مألوفة لدى الأطفال في مثل هذا العمر، وأيضاً عن أي مشكلات تتعلق بالنمو العصبي أو الوجداني. وجمع الباحثون تشخيصات التوحد من السجلات الرسمية الصحية والمدرسية وأيضاً عن طريق أولياء الأمور.ثبت الباحثون وحيّدوا العوامل البيئية التي يحتمل أن تلعب دوراً في الإصابة بالمرض، وسئلت الأمهات عن حدوث ولادة مبكرة أو بعد الموعد الفعلي للولادة، وعدد حالات الحمل السابقة؛ سواء بالأطفال الأحياء والوفيات التي حدثت، وكذلك عن الرضاعة الطبيعية، واكتئاب ما بعد الولادة، ومستوى التعليم، وعمّا إذا كانت الأم مدخنة من عدمه خصوصاً في الأسابيع الأولى من الحمل، وعمّا إذا كان الأب أيضاً مدخناً. ووضع في الحساب جنس الأطفال (التوحد أكثر حدوثاً لدى الذكور).ارتبط معدل تكرار الأعراض الخاصة بالجزء الأعلى من الجهاز التنفسي بارتفاع الأعراض التي يمكن أن تشير إلى التوحد مثل عدم القدرة على الكلام بشكل مرتب ومتماسك والسلوكيات المتكررة. وكان هذا الارتباط أكثر وضوحاً بشكل خاص في سن 30 شهراً وحتى فترة ما قبل الدراسة، وأيضاً كان الأطفال الذين لديهم إفرازات صديد أو مخاط لزج من الأذن أكثر عرضة للإصابة بالتوحد بـ3 أضعاف من أقرانهم الآخرين، وبالنسبة إلى الأطفال الذين عانوا من ضعف السمع بعد نزلات البرد؛ فكانوا عرضة لخطر الإصابة مرتين أكثر.نصحت الدراسة الآباء بضرورة أخذ حالات التهاب الأذن بجدية أكبر والذهاب مباشرة إلى الطبيب لعلاجها؛ لأنه في كثير من الأحيان لا تكون الالتهابات مؤلمة وتكون مجرد إفرازات مزمنة، ويجب على الآباء في حالة التراجع الدراسي للطفل معرفة موقعه في الفصل الدراسي وسؤاله عما إذا كان يسمع الدروس بوضوح من عدمه لمعرفة ما إذا كان يعاني من ضعف السمع حتى ولو بدرجة طفيفة، ويجب عمل مقياس سمع لتقييم الحالة حتى يمكن تفادي تفاقم الأمر، مما يمكن أن يؤدي أيضاً إلى التوحد....
من المعروف أن التدخل السلوكي يُعدّ العلاج الأمثل للأطفال مرضى التوحد autism، وكلما كان مبكراً كانت النتائج أفضل بطبيعة الحال؛ ولذلك هناك أهمية كبيرة لرصد الحالات بشكل مبكر.وفى أحدث دراسة بحثية عن تشخيص حالات التوحد، نجح باحثون من جامعة لويزفيل University of Louisville بالولايات المتحدة في تطوير نظام ذكاء اصطناعي (AI) يتمتع بدقة كبيرة جداً في التشخيص تصل إلى 98.5 في المائة، وهى نتيجة شبه مثالية، على حد تعبير العلماء.ذكاء اصطناعي يرصد المسارات العصبيةاستخدم الباحثون نظام الذكاء الذي تم تطويره لتحليل صور أشعات معينة للرنين المغناطيسي (MRI) متخصصة في رصد نشاط المخ، وذلك لأطفال تتراوح أعمارهم بين عامين وأربعة أعوام مصابين بالتوحد. وسوف يتم عرض هذه النتائج الأسبوع المقبل في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للأشعة (RSNA) في بداية شهر ديسمبر (كانون الأول) من العام الحالي، ثم تُنشر في المجلات العلمية.ضم الفريق الباحث المصري محمد خضري، وهو باحث زائر في جامعة لويزفيل، كجزء من فريق متعدد التخصصات طوّر نظاماً ثلاثي المراحل لتحليل أشعات الرنين المغناطيسي الوظيفي عن طريق تقنية خاصة للكشف عن مسار التوصيلات العصبية في المخ، ومن خلال هذا الكشف يمكن معرفة المسارات العصبية الطبيعية والتي تشكّل سلوكاً مرضياً.كشف خلل التوصيلاتيقوم الذكاء الاصطناعي بعمل فصل للصور الخاصة بالنسيج الطبيعي للمخ عن الصور الخاصة برصد نشاط المسارات العصبية المختلفة داخل خلايا. وعن طريق التعلم الذاتي للآلة machine learning يستطيع الجهاز عمل المقارنة بين نمط مسار الوصلات العصبية في خلايا مخ الأطفال المصابين بالتوحد مع مسارات التوصيلات العصبية الطبيعية في المخ؛ لأن التوحد يقوم بعمل خلل في التوصيلات بشكل أساسي، ومن هنا يحدث ضعف القدرة على التواصل مع الآخرين.دقة عالية للرصد في سن مبكرةأجرى الفريق التجربة على 226 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 24 و48 شهراً، وكان من بينهم 126 طفلاً مصابون بالتوحد و100 طفل طبيعيون. وأظهرت التجربة حساسية الجهاز في رصد الحالات المصابة بنسبة إجمالية بلغت 98.5 في المائة تبعاً للتشخيصات السابقة التي تم إجراؤها على الأطفال من قبل. وتبعاً لتصريحات الخضيري، فإن التجربة تهدف إلى توفير التكنولوجيا الحديثة للكشف المبكر عن مرض التوحد لدى الأطفال دون سن الثانية من العمر؛ لأن التدخل العلاجي قبل سن الثالثة يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل، بما في ذلك إمكانية تحقيق الأفراد المصابين بالتوحد قدراً أكبر من الاستقلالية ورفع معدلات الذكاء لديهم.تبعاً للتقرير الصادر هذا العام من المراكز الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها (CDC) عن التوحد، فإن أقل من نصف الأطفال الذين يعانون اضطراب طيف التوحد فقط هم الذين يتم تشخيصهم وتقييم حالاتهم قبل عمر ثلاث سنوات. و30 في المائة لم يتم تشخيصهم بشكل رسمي قبل عمر الثامنة. وأوضح التقرير، أن الفكرة وراء التدخل المبكر هي الاستفادة من مرونة المخ وقدرته على التكييف مع وسائل العلاج.* يقدم النظام أيضاً بيانات عن التأثير المتوقع مستقبلاً على بقية خلايا المخ *تقييم نشاط المخ وسلامتهوقال الباحثون: إن الطريقة الجديدة البالغة الدقة عن طريق التصوير المغناطيسي وتحليل التوصيلات العصبية توفر الجهد المبذول في التشخيص والوقت والتكلفة؛ لأن الطريقة التقليدية تعتمد بشكل أساسي على التحليل النفسى والتقييم الإدراكي للطفل مما يستلزم جلسات عدة مع أطباء ومقدمين رعاية مختصين في التعامل مع الطفل التوحد كما أن التحليل الشخصي يمكن أن يتأثر بالكثير من العوامل، مثل خجل الطفل وعدم ارتياحه للمكان أو مقدم الخدمة بعكس التصوير والتقييم الإلكتروني.وأوضحت الدراسة، أن نظام الذكاء الاصطناعي لا يقدم بياناً يوضح بالتفصيل المسارات العصبية التي تأثرت بالتوحد فقط بل ويقدم بيانات عن التأثير المتوقع مستقبلاً على بقية خلايا المخ ومدى سلامة قيامها بوظائفها بشكل جيد. وهو بذلك يعدّ جزءاً من العلاج وليس مجرد أداة للتشخيص. وقال الباحثون: إن الجهاز يمكنه عن طريق التعلم الذاتي، التنبؤ بأفضلية علاج سلوكي معين حسب حالة كل طفل، وأيضاً التحذير من بعض أنواع من أنماط العلاج إذا كانت تمثل خطورة على تطور مخ الطفل.ويسعى الباحثون للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) على النظام الجديد في أقرب فرصة لاستخدام التقنية الجديدة على نطاق كبير، خاصة أنها لا تمثل خطورة طبية وبالغة الدقة، وفى حالة حصول الجهاز على الموافقة. ومع شيوع استخدامه سوف ينعكس ذلك على رخص ثمنه وتوفيره لأكبر عدد من المرضى....
كشفت أحدث دراسة نُشرت في مطلع شهر أكتوبر (تشرين الأول) من العام الحالي في مجلة الرابطة الطبية الأميركية لطب الأطفال JAMA Pediatrics، عن احتمالية اختفاء أعراض مرض التوحد autism في الأطفال المصابين به بعد علاجهم مبكراً.وأوضحت أن أولئك الذين تم تشخيصهم بطيف التوحد ASDفي مرحلة الطفولة المبكرة ليس بالضرورة أن يستمروا مرضى طوال حياتهم. ويمكن تخلصهم من الخصائص المميزة للمرض قبل دخولهم المدرسة الابتدائية (بداية التعليم الإلزامي) أي في عمر يقارب الست سنوات.دراسة مراجعة أميركيةأوضح الباحثون من مستشفى بوسطن بالولايات المتحدة أن هذه الدراسة كانت نتيجة لأوراق بحثية سابقة ونظريات علمية أشارت إلى إمكانية أن يلعب العلاج السلوكي الإدراكي المبكر دوراً كبيراً في تطور المرض وربما الشفاء منه بشكل كامل، وهو الأمر الذي حدث بالفعل في الدراسة الحالية، حيث وجد أن نسبة كبيرة بلغت نحو 37 في المائة تقريباً من الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد في مرحلة ما قبل الدراسة toddlers لم تنطبق عليهم أعراض المرض بعد أن أكملوا عامهم السادس.لفتت الدراسة النظر إلى الأهمية الكبيرة للتشخيص المبكر لضرورة العلاج، وقالوا إن الهدف من البداية المبكرة هو تحسن أداء الطفل حتى في حالة عدم شفائه بشكل كامل، بمعنى أن الطفل يمكن أن يحتفظ بوجود بعض الخصائص التشخيصية لطيف التوحد بنسبة بسيطة.وبذلك يمكن للأطفال الحصول على نتيجة جيدة سواء تم تشخيصهم بالمرض لاحقاً أم لا، ما يعنى أن التدخل السلوكي شديد الأهمية ولكنه لا يضمن الشفاء بالضرورة.أكد الباحثون أن اختفاء خصائص التوحد لا يعني بالضرورة أن الطفل سوف يصبح مثاليا وطبيعيا، ولكنه يكون قد تخلص فقط من أعراض التوحد. وعلى سبيل المثال يمكن للطفل أن يعاني من حالة نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، أو القلق، ومن صعوبات في التعلم والتواصل، خاصة اللغات، ويمكن أيضاً أن يعاني من انخفاض درجات الذكاء ولكن مع المتابعة الطبية الدقيقة يمكن التعامل مع كل مشكلة تبعاً لدرجة تأثيرها على الطفل.وجدت الدراسة أيضاً أن الأطفال أصحاب المستويات المنخفضة من مهارات التكيف المختلفة مع الأنشطة اليومية العادية، مثل التواصل مع الآخرين واتخاذ القرارات والعناية اليومية بالنظافة الشخصية وغيرها من المهارات البسيطة كانوا أكثر عرضة لاستمرار أعراض مرض التوحد من الآخرين.قام الباحثون بتتبع 213 من الأطفال الذين تم تشخيصهم بالتوحد حينما كانت أعمارهم تتراوح بين عام واحد وثلاثة أعوام وجميعهم كانوا قد تلقوا علاجا سلوكيا حسب العمر، ثم خضعوا بعد ذلك لإعادة تقييم التشخيص في دراسة بحثية في عمر يتراوح بين خمس وسبع سنوات وذلك في الفترة من أغسطس (آب) 2018 وحتى يناير (كانون الثاني) 2022.نتائج مشجعةوكشفت النتائج عن وجود عدد من الأطفال بلغ 79 طفلا أي بنسبة 37 في المائة لم يعودوا مستوفين لمعايير التشخيص التي يمكن تلخيصها في ثلاث نقاط رئيسية: وجود صعوبة في التواصل مع الآخرين - سلوك تكراري معين - خلل في التفاعل العاطفي.وأوضح الباحثون أن هناك نسبة بلغت 94 في المائة تم علاجها بالتحليل السلوكي التطبيقي applied behavior analysis الخاص بمرضى التوحد. وتبعاً للإحصاءات، كانت الفتيات أكثر من الذكور في الاستجابة للعلاج وعدم انطباق خصائص المرض عليهن، وكذلك الأطفال الذين تمتعوا بمهارات تكيفية عالية المستوى مثل قدرتهم على التواصل أكثر من غيرهم وتمكنهم من العناية بذواتهم بشكل معقول وكانت لديهم القدرة على اتخاذ قرارات بسيطة.وذكرت الدراسة أن جزءا كبيرا من تأخر العلاج يكون راجعا إلى عدم الاهتمام بالتشخيص. وعلى الرغم من أن خبراء التوحد أوضحوا أنه يمكن تحديد الحالة بشكل موثق بحلول عمر العامين، فإن العديد من الأطفال لا يتم تشخيصهم إلا بعد وقت طويل من بداية ظهور المرض حسب مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، الأميركية CDC، لأنهم لا يخضعون لعملية التقييم المبكر لطيف التوحد.أشار الباحثون إلى أن التشخيص في هذه الدراسة تم إجراؤه بواسطة 44 مجموعة مختلفة من أطباء الأطفال المتخصصين في العلاج السلوكي المعرفي للتوحد بجانب أطباء نفسيين وليس مجرد طبيب واحد فقط أو حتى مجموعة صغيرة من الأطباء، سواء أكانوا أطباء الأسرة أو اختصاصيي الأطفال.وتم استخدام مقياس معتمد في التقييم وهو جدول ملاحظة تشخيص مرض التوحد Autism Diagnostic Observation Schedule وذلك لأن الانتقاد الأساسي لنظرية إمكانية الشفاء من التوحد هو أن يكون هؤلاء الأطفال قد تم تشخيصهم بشكل خاطئ في البداية ولم يكونوا مرضى حقيقين.أكد الباحثون ضرورة متابعة التقييم باستمرار للمرضى، وكذلك تقديم الدعم التعليمي حتى بعد اختفاء الخصائص المميزة؛ وذلك لأن هؤلاء الأطفال في الأغلب يعانون من عدم قدرتهم على إظهار مشاعرهم ويحتاجون إلى دعم نفسي ومعنوي بخلاف التدريب على المهارات المختلفة وتنمية المواهب. ويستفيد معظم المرضى من التدخلات العلاجية وأطفال هذه الدراسة احتاجوا لهذه التدخلات بعد تشخيصهم بنحو 18 شهراً.وقال الخبراء إن الأمر يحتاج بالطبع إلى مزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كان العلاج الحالي لمرض التوحد ناجحاً أم لا في مساعدة المرضى على الحياة بشكل أقرب للطبيعي وتنمية مهارات التواصل الاجتماعي والعاطفي لديهم وتنمية قدراتهم على تكوين العلاقات والحفاظ على استمراريتها.ومع نتائج الدراسة الجديدة تجددت الآمال في إمكانية شفاء هؤلاء الأطفال، خاصة الذين يتمتعون بقدر أكبر من التواصل الاجتماعي مما يتطلب مجهودا كبيرا لتطوير أساليب العلاج....
تكشف ظاهرة «متلازمة النبوغ المكتسب» ما يحدث عندما يُطلق تلف الدماغ العنان للألمعية.حالة مرَضية: الألوان والأشكالكانت «ديانا دي أفيلا» في حوض سباحتها ذات يوم من عام 2017 عندما وكأنها «سقطت فجأة على سطح القمر» كما تقول. كانت قد وصلت لتوها إلى المنزل من المستشفى، حيث عولجت من التهاب العصب البصري ومن الدوار، وكانت تحاول الاسترخاء في الماء الهادئ.وفجأة، بدأت الألوان والأشكال الزاهية تظهر أمامها. كان اللون الأصفر يأخذ شكل مثلث، أما اللون البرتقالي فكان على شكل مستطيل. فشعرت كما لو أنها تستطيع أن تمد يدها وتلمسها. وأقوى ما في الأمر أنها شعرت برغبة عارمة في الإبداع. تقول دي أفيلا: «كان الأمر أشبه بالبرق الخاطف. مثل شيء ما يحدث في برهة. لقد كان ذلك لغزاً بالنسبة لي».وقالت إنها بدأت الرسم على الفور. لم يكن لديها تدريب في الفن، لكن يديها كانتا تعرفان ما يجب عليهما فعله. تقول دي أفيلا: «لقد كان من المريح ربط الخط والشكل. إنني أدع الأمور تسترشد بالحدس». وبعد ساعتين، كان القماش مغطى ببقع من اللون الأزرق المخضر، والبني، والبرتقالي. وقد أطلقت على لوحتها الأولى عنوان «الفقاعات والبوميرانغ».ثم غلب عليها الإكراه. لقد صنعت خمس أو ستة قطع في اليوم، يوماً بعد يوم. كانت تستيقظ في منتصف الليل لصنع فنونها. كانت تعزف الموسيقى، وأحياناً الأغنية نفسها بشكل متكرر، لتهدئ ذهنها المهووس. وبعد بضعة أشهر، كانت منهكة تماماً.أجرت بعض الأبحاث ووجدت شخصاً ربما يعرف ماذا يجري لها. كتبت: «أنت لا تعرفني من زمن آدم، ولكن قل لي ماذا يحدث لي؟».متلازمة النبوغ المكتسبكانت «دي أفيلا» في خضم ظاهرة نادرة للغاية «متلازمة النبوغ المكتسب» acquired savant syndrome. في هذه الحالات، يصبح الفرد فجأة عبقرياً، ويُظهر موهبة لا تصدق في مجال معين «عادة الموسيقى، أو الفن، أو حسابات التقويم، أو المهارات الرياضية والرقمية، أو المهارات الميكانيكية أو المكانية، فضلاً عن قدرات الذاكرة المذهلة» التي يبدو أنه لا توجد سابقة لها في تجربة حياتهم السابقة. وقد تتجسد المتلازمة بعد الإصابة، أو المرض، أو السكتة الدماغية، أو الخرف، أو الاعتداء. ومتلازمة النبوغ المكتسب نادرة للغاية: تم تحديد 32 حالة في تقرير عام 2015. أما التقديرات الحالية فأعلى قليلاً، ومن المؤكد أن هناك حالات موجودة لم تُسجل في الأدبيات.أصيب 10 في المائة من الموهوبين بمتلازمة النبوغ المكتسب، في حين أن الغالبية العظمى منهم يعانون من متلازمة النبوغ الخَلَقِية congenital savant syndrome.لوضع الأمر في سياقه؛ تؤثر متلازمة النبوغ الخلقية على 10 في المائة من الأشخاص المصابين بالتوحد، وأقل من 1 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من الإعاقات الذهنية و- أو النمائية.أما 50 في المائة من الأشخاص المصابين بمتلازمة النبوغ المكتسب فهم من المعانين من التوحد autism، في حين أن البقية يعانون عموماً من اضطرابات أخرى في النمو.ويفوق عدد الذكور النوابغ المكتسبين عدد الإناث بنسبة 6 إلى 1. ويروي فيلم «رجل المطر»، الذي ربما يكون التصوير الأكثر شعبية لمتلازمة النبوغ المكتسب، قصة «كيم بيك» الحقيقية الذي يستطيع، من بين العديد من المهارات الأخرى، قراءة صفحتين من كتاب في الوقت نفسه، وحفظ المادة كاملة بعد قراءة واحدة.وبينما يعدّ التعايش بين الموهبة الفائقة والإعاقة الذهنية في متلازمة النبوغ الخلقية أمراً جديراً بالملاحظة في حد ذاته، فإن هناك شيئاً ما حول متلازمة النبوغ المكتسب يُحيّر العقل، وهو الفرز الحاد بين الإصابة والنمو، وبين المأساة والانتصار.جزر النبوغ وإعاقات الدماغكان «دارولد تريفرت» أحد الأشخاص الذين فتنتهم هذه الظاهرة. وبصفته طبيباً نفسياً حديث العهد في عام 1962، كُلف تريفرت ببدء وحدة للأطفال في معهد «وينيباغو» للصحة العقلية في ولاية ويسكونسن. وسرعان ما أصبح لديه 30 مريضاً يعانون من تحديات وإعاقات عقلية بالغة. ومع ذلك برز أربعة فتيان صغار. أحدهم حفظ نظام سير الحافلات في ميلووكي بأكمله. والثاني كان ينظر إلى أحجية مكونة من 500 قطعة، وإلى جانبه الصورة الكاملة، ويُعيد بناءها بسلاسة. ويقرأ الثالث ما حدث في «مثل هذا اليوم» بذاكرة موسوعية. والأخير كان يسدد الرميات الحرة في كرة السلة مع دقة واتساق أشبه بالماكينة.كتب تريفرت: «صُدمتُ (بجزر النبوغ) هذه، إذ غمرني فيها بحر من الإعاقات العقلية الشديدة والمتغلغلة. فكيف يمكن لذلك أن يكون؟».أصبح تريفرت المرجع الدولي بشأن متلازمة النبوغ المكتسب، وتراسل مع أو التقى المئات من النوابغ طوال حياته. كانت العلاقات التي شكّلها ذات صفة تحويلية للكثيرين منهم. توفي تريفرت عام 2020، بعد أن ساهم في تشكيل المفهوم الحالي لمتلازمة النبوغ.فرضيات علميةلا توجد نظرية واحدة يمكن أن تفسر جميع حالات متلازمة النبوغ. ولكن إحدى الفرضيات الرئيسية، لا سيما لمتلازمة النبوغ المكتسبة، هي أن الشذوذ أو التلف في نصف الكرة الأيسر من الدماغ يعيد توصيل الدماغ بشكل أساسي، ويُجند قدرة جديدة أو يُحرر قدرة ساكنة من نصف الكرة الأيمن السليم، تماماً مثلما يعتمد الشخص المصاب بكسر في الساق بشكل أكبر على الطرف المقابل السليم، مما يقوي من قدرته.غالباً ما يكون التمييز بين نصفي الدماغ مبالغاً في تبسيطه، لكن الاختلافات موجودة: إذ يتخصص النصف الأيسر من الدماغ في العمليات المنطقية، والتتابعية، والعمليات القائمة على اللغة، بينما يتخصص النصف الأيمن في العمليات الإبداعية والفنية.تنطوي متلازمة النبوغ المكتسب بشكل كبير على تلف النصف الأيسر من الدماغ والمهارات المتخصصة في النصف الأيمن. فالإصابة، أو المرض، أو العجز «يُحرر» الدماغ بصفة رئيسية، ما يؤدي إلى «تفجُر» منطقة معينة في الأداء والازدهار. وبعد عاصفة عنيفة، تتفتح نباتات جديدة مزدهرة.تدعم الأبحاث دور الاختلافات الدماغية النصف كروية في النبوغ. وقد خلصت أبحاث التصوير إلى أن بعض مناطق الدماغ لدى النوابغ تكون أكبر حجماً، وتركيزات الناقلات العصبية أعلى، وأن الاتصال أقوى في النصف الأيمن من المخ مقارنة بالنصف الأيسر.تقول نيفا كوريغان، عالمة الأبحاث في جامعة واشنطن، إن الناقلات الكهربائية صارت أكثر قوة، ما ينسجم مع الأبحاث التي تُثبت أن النصف الأيمن من المخ يستخدم طاقة أكبر لتوليد نشاط أكثر من النصف الأيسر، قياساً على استهلاك الغلوكوز والأكسجين. وفي حالة متلازمة النبوغ المكتسبة، يقول إيريم أونين من جامعة إسطنبول ميديبول، والمؤلف المشارك لمقالة مراجعية عام 2023 حول متلازمة النبوغ: «يَضعُف اليسار، ويتحرر اليمين».التوحد والموهبةلماذا فقط يكون بعض الناس المصابين بالتوحد من النوابغ؟ لماذا يكتسب بعض الأشخاص فقط الذين يعانون تلفاً في الجهاز العصبي النبوغ؟ الجواب ليس واضحاً تماماً.قد ينطوي الأمر على اختلافات عصبية فردية أو مكان التعرض للإصابة بالضبط. قد تلعب البيولوجيا دوراً، حيث إن زيادة هرمون التستوستيرون في الرحم يمكن أن يُغيّر نمو نصف الدماغ الأيسر، ما قد يُفسر لماذا يكون الرجال أكثر إصابة بالتوحد والنبوغ من النساء. وقد تلعب الجينات دوراً، إذ إن العديد من الجينات مسؤولة، وغالباً ما تظهر قدرات خاصة لدى أقارب المصابين بمتلازمة النبوغ. ولكن الجينات وحدها لا تكفي لإنتاج هذه الظاهرة.إصابات وإبداعاتعانت السيدة «دي أفيلا» عدداً من إصابات الدماغ على مر السنين. وكمراهقة، كانت تعرف أنها تريد الخدمة في الجيش. في اليوم الذي بلغت فيه 18 عاماً، التحقت بالشرطة العسكرية. بعد بضعة أشهر فقط في الخدمة، تعرضت لحادث دراجة نارية الذي ألحق الضرر بالمنطقة الجبهية الصدغية اليسرى من دماغها.* مجلة «سايكولوجي توداي»...
تعد الاضطرابات المرتبطة بالجين المسمى «إس سي إن 2 إيه» (SCN2A) سبباً معروفاً لنوبات الصرع الطفولية، واضطراب طيف التوحد، والإعاقة الذهنية، بالإضافة إلى مجموعة واسعة من الإعاقات المتوسطة إلى العميقة الأخرى في الحركة والتواصل والأكل والرؤية.دراسة جينيةويمكن أن تختلف شدة هذه الاضطرابات بشكل كبير من شخص لآخر؛ لكن لا يُعرف سوى القليل عما يحدث على مستوى بروتين الجين الذي يسبب هذه الاختلافات.وتلقي دراسة حديثة أجرتها عالمة الأعصاب آن بيرغ، من قسم طب الأعصاب بكلية الطب، جامعة «نورث وسترن فاينبرغ»، شيكاغو، إلينوي، الولايات المتحدة الأميركية، وزملاؤها، الضوء على كيفية تأثير التغيرات في جين «إس سي إن 2 إيه» على تطور وشدة هذه الاضطرابات. ونشرت الدراسة في مجلة «برين» (Brain) في 23 أبريل (نيسان) 2024.وتساعد الدراسة الجديدة في تفسير كيفية تأثير التغيرات في هذا الجين على ما إذا كان الطفل سيصاب بالتوحد أو الصرع أم لا. وكذلك والسن الذي تبدأ فيه النوبات لدى المصابين بالصرع، وشدة الإعاقات الأخرى لدى الطفل.نشاط قنوات الصوديومانصب البحث على فهم كيفية تأثير متغيرات الجين المختلفة على وظيفة قناة الصوديوم، وعلى تفسير النتائج من خلال تحليل البيانات السريرية ومتغيرات جين «إس سي إن 2 إيه» من أفراد 81 عائلة من جميع أنحاء العالم.وجمع الباحثون بيانات ومعلومات سريرية مفصلة، لتحديد متغيرات الجين الخاصة بهم. وكان متوسط السن 5.4 سنة؛ حيث كانت سن أصغر مشارك شهراً واحداً، وأكبرهم سناً يبلغ 29 عاماً.وحلل الباحثون التأثيرات الوظيفية لكل متغير من الجين أعلاه على نطاق واسع على قنوات الصوديوم، وهي بوابات صغيرة في أغشية الخلايا العصبية التي تتحكم في تدفق أيونات الصوديوم إلى الخلية، وتساعد الخلايا العصبية في الدماغ على العمل بشكل صحيح.واعتماداً على المتغير الجيني قد تكون القناة مفرطة النشاط، أي أنها تسمح بتدفق أيونات الصوديوم بحرية أكبر، أو غير نشطة تماماً، أي أن القناة لا تعمل على الإطلاق.وتختلف الحالة السريرية للطفل باختلاف التأثير الوظيفي على القناة؛ حيث يميل الأطفال الذين لديهم قنوات صوديوم مفرطة النشاط، إلى التعرض لنوبات صرع في الأسبوع الأول من الحياة، في حين أن أولئك الذين لديهم قنوات غير نشطة تماماً لا يعانون في كثير من الأحيان من النوبات.كما اتبعت شدة السمات الأخرى المرتبطة بالمرض هذا التدرج مع الأشخاص ذوي الإعاقة الشديدة، أي غير القادرين على المشي والتواصل والأكل واستخدام أيديهم، وكان عمرهم أصغر عند بداية النوبة، وقنواتهم مفرطة النشاط. ومع زيادة السن عند ظهور النوبات أصبحت القنوات أقل نشاطاً، وأضحت الإعاقات العصبية الشديدة لدى الطفل أقل حدة.نتائج تتحدى الفهم السائدوقال المؤلف المشارك للدراسة، الدكتور ألفريد جورج، رئيس قسم الصيدلة بجامعة «نورث وسترن فاينبرغ» في شيكاغو، إن هناك فهماً سائداً بين العلماء، أن النوبات المبكرة ترتبط فقط بقنوات الصوديوم المفرطة النشاط، وأن القنوات الخاملة أو غير النشطة ترتبط بالتوحد.وبدلاً من ذلك تسلط الدراسة الضوء على مدى تعقيد العلاقة بين متغيرات الجين «إس سي إن 2 إيه» وبداية النوبات والنتائج السريرية، مما له آثار مهمة على أساليب الطب الدقيق التي تستهدف متغيرات الجين؛ حيث قد تحتاج العلاجات إلى تصميمها بناءً على التأثير الوظيفي المحدد للمتغير.وتلعب قنوات الصوديوم دوراً حاسماً في وظيفة الخلايا العصبية، من خلال تنظيم تدفق أيونات الصوديوم؛ حيث يمكن للمتغيرات في جين «إس سي إن 2 إيه» أن تغير وظيفة قنوات الصوديوم، مما يؤدي إلى قنوات مفرطة النشاط، أو قنوات غير نشطة، أو تغييرات أكثر تعقيداً.والأهم من ذلك وجدت الدراسة أن التأثير الوظيفي لمتغيرات الجين على قنوات الصوديوم يرتبط بالنتائج السريرية.وبشكل عام، توضح الدراسة أهمية فهم العواقب الوظيفية للمتغيرات الجينية في جين «إس سي إن 2 إيه» لاستراتيجيات العلاج الشخصية، كما يتضح من هذه الدراسة أمر بالغ الأهمية لتعزيز فهمنا للأمراض الوراثية النادرة، وتطوير علاجات فعالة.طريقة جديدة لاختبار التوحدمن جهة أخرى، اكتشف فريق من علماء جامعة كاليفورنيا، في سان فرنسيسكو، بالولايات المتحدة، برئاسة كيفن بيندر، أستاذ علم الأعصاب، في البحث المنشور بمجلة «نيورون» (Neuron) في 24 فبراير (شباط) 2024 طريقة جديدة لاختبار مرض التوحد، من خلال تحليل كيفية تحرك عيون الأطفال استجابة لحركات الرأس.ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يحملون متغيراً من جين «إس سي إن 2 إيه» المرتبط بالتوحد الشديد، يظهرون حركة مفرطة للرأس.وقد تم ربط المتغيرات في هذا الجين بالأشكال الحادة من مرض التوحد والصرع والإعاقة الذهنية، ومن خلال دراسة المنعكس الدهليزي العيني VOR) «Vestibulo-ocular reflex») الذي يعمل على تثبيت النظرة خلال حركات الرأس.لاحظ الباحثون أن الأطفال الذين لديهم متغيرات هذا الجين، أظهروا استجابات منعكسة مبالغاً فيها، والمعروفة أيضاً باسم ردود الفعل المفرطة النشاط، والتي تشير إلى استجابة مبالغ فيها لردود أفعال الجسم تجاه محفز معين؛ حيث يمكن أن تشير ردود الفعل المتزايدة هذه إلى حالة طبية كامنة أو مشكلة عصبية.ولهذا الاكتشاف آثار كبيرة على أبحاث التوحد وتشخيصه. وقام الباحثون باستخدام جهاز بسيط لتتبع العين، يستطيع الأطباء به قياس فرط حساسية المنعكس الدهليزي العيني لدى الأطفال، ما يوفر أداة تشخيصية فعالة وغير جراحية.ويعد هذا النهج مفيداً بشكل خاص للأطفال غير اللفظيين؛ إذ يلعب التواصل غير اللفظي دوراً حاسماً في دعم الأطفال الصغار الذين قد يعانون من طرق التشخيص التقليدية، وخصوصاً أولئك الذين لا يستطيعون النطق أو الذين يعانون من صعوبات في التواصل.وتقترح الدراسة وسيلة علاجية محتملة لمعالجة الأعراض المرتبطة بالتوحد، فقد استعاد الباحثون التعبير الجيني الطبيعي لـلجين في الفئران، باستخدام التكنولوجيا المعتمدة على «كريسبر» (CRISPR) ما أدى إلى تحسينات في المنعكس الدهليزي العيني.وتوفر هذه النتائج الأمل لاستراتيجيات التدخل المبكر للتخفيف من أعراض التوحد.وبشكل عام، تسلط هذه الدراسة الضوء على أهمية التعاون متعدد التخصصات بين علم الأعصاب وعلم الوراثة والبحوث السريرية، في تعزيز فهمنا، وعلاج اضطرابات طيف التوحد. تغيرات في جين «إس سي إن 2 إيه» تؤثر على تطور وشدة عدد متنوع من الاضطرابات...
سؤال يسأله الكثير من الأهالي كيف نفرّق بين اضطراب فرط الحركة والتوحد؟ في هذا المقال سنحاول الاجابة على هذا السؤال والذي يعد من اهم الأسئلة التي توتجهها الاسر وهو التفريق بين فرط الحركة والتوحد كون أن هناك صفات متشابهة بين الاضطرابيين وهما من الاكثر الاضطرابات شيوعا في العالموتكون في مرحلة الطفولة وتوثر على المراحل العمرية والنمائية المختلفة من حياة الطفليعد اضطرابا فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) وطيف التوحد (ASD) النوعين الأكثر شيوعاً من اضطرابات النمو العصبي، وهي حالات تتطور خلال مرحلة الطفولة، وتؤثر على كيفية تعلمك وتفكيرك، وتواصلك وتصرفك.ويمكن أن يؤثر اضطرابا «فرط الحركة ونقص الانتباه» و«التوحد» على حياتك الشخصية والاجتماعية والدراسية والعملية. ومع ذلك، فإن الطريقة التي يؤثر بها الاضطرابان على هذه المجالات من حياتك مختلفة، وفق ما ذكره موقع «هيلث» المتخصص في أخبار الصحة والتغذية.ويؤثر اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» في المقام الأول على الانتباه والاندفاع، مما قد يؤدي إلى الرفض الاجتماعي، بينما يؤثر اضطراب «طيف التوحد» بشكل مباشر على التواصل والتفاعل الاجتماعي، مما قد يمنعك من تطوير العلاقات والحفاظ عليها؛ لأنك قد لا تتمكن من ضبط سلوكك مع الأوضاع الاجتماعية المختلفة.أعراض الاضطرابينفي حين أن اضطرابي «فرط الحركة ونقص الانتباه» و«طيف التوحد» يؤثران على مدى انتباهك، والتفاعلات الاجتماعية، والكلام، والحركة، والتحكم في النفس، والاندفاع، فإن الطرق المحددة التي يؤثر بها كل اضطراب يمكن أن تختلف.ومن أعراض اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» الصعوبة في الاستماع والتركيز (عدم الانتباه)، ومقاطعة الآخرين أو التطفل عليهم، والصعوبة في التأقلم أو تكوين صداقات، والإفراط في الحديث، والتململ، وضعف السيطرة على النفس ونوبات الغضب من الاندفاع، والنسيان أو تشتيت الانتباه بسهولة.بينما تظهر أعراض اضطراب «طيف التوحد» في التوحد، والتركيز المفرط على اهتمامات معينة، والانفصال الاجتماعي، والعزلة واللامبالاة، وتكرار الكلمات أو استخدام الكلمات بطرق غير معتادة، مثل استخدام مصطلح «تدفئة القدمين» بدلاً من «لبس الجوارب»، والسلوكيات والأفعال المتكررة، ونوبات الغضب الناتجة عن عدم القدرة على تحمل التغيير، والحاجة إلى التشابه والروتين.اختلافاتعلى الرغم من أن اضطرابي «فرط الحركة ونقص الانتباه»، و«طيف التوحد» هما أكثر اضطرابات النمو شيوعاً، فإنهما يختلفان في انتشارهما، وشدتهما، وموعد ظهورهما، وكيفية تشخيصهما، وكيفية علاجهما.ويعد اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» وهو اضطراب النمو العصبي الأكثر شيوعاً في مرحلة الطفولة، والذي يمكن أن يستمر حتى مرحلة البلوغ. ويؤثر اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» على نحو 10 في المائة من الأطفال، و4 في المائة من البالغين في الولايات المتحدة.ويزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب إذا تمت إساءة معاملة الأطفال وإهمالهم، أو في حال التعرض للسموم التي تضر الجهاز العصبي، أو شرب الأم للكحوليات أثناء فترة الولادة. وتشير الأبحاث إلى أن الوراثة تلعب دوراً في تطور اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه».ووفقاً لأحدث البيانات، فإن واحداً من بين كل 36 طفلاً أميركياً يعاني من اضطراب «طيف التوحد»، وهذا يعني أن نحو 2 أو 3 في المائة من الأطفال والبالغين في الولايات المتحدة يعانون من هذا الاضطراب.ويزيد خطر الإصابة بهذا الاضطراب في حال وجود شقيق مصاب بالتوحد، أو وجود حالات وراثية أو كروموسومية معينة، أو التعرض لمضاعفات عند الولادة، أو الولادة لأبوين بالغين في الكبر.وعادة ما يتم تشخيص اضطراب «طيف التوحد» في وقت مبكر. ويمكن ملاحظة علامات «التوحد» عندما يكون عمر الطفل من 12 إلى 24 شهراً، بينما يمكن ملاحظة علامات اضطراب «فرط الحركة ونقص الانتباه» في أول 12 عاماً من عمر الطفل....
يعاني الكثير من الأطفال من التوحد، ورغم اعتقاد
الكثيرين أنهم غير قادرين على إظهار التعاطف، فإن مدير معهد أبحاث الدماغ بمدرسة لوزان
الاتحادية للفنون التطبيقية، هنري ماركرام، يرى عكس ذلك.وفي مقابلته مع صحيفة فيلت الألمانية، تحدث
ماركرام عن النتائج التي توصل إليها انطلاقا من تجربته مع ابنه الذي يعاني من التوحد. وفي هذا السياق، قال ماركرام إن "كاي" كان منذ صغره طفلا فطنا ونشطا، حيث دائما ما كانت عيناه تتفحصان كل مكان ، وفي وقت لاحق،
أصبح كاي يتحدث قليلا مع الأشخاص الذين يلتقيهم، رغم أنه كان يعاني من صعوبة في الفهم ،ومع مرور الوقت، تفطنا إلى أنه لا ينمو مثل أقرانه". وهذا السبب الذي دفعه إلى تكثيف أبحاثه بشأن
اضطرابات النمو وإلى تفنيد النظريات التي تؤكد أن الأطفال المتوحدين لا يشعرون بالتعاطف،
أوضح الباحث المتخصص في علم الدماغ قائلا "لم أبن استنتاجاتي على ما لاحظته عند
مراقبتي لكاي فحسب، حيث كان ابني عاطفيا للغاية ويتجاوب بشكل جيد مع الأصوات والروائح
واللمسات، كما أنه كان لا ينسى أي شيء على الاطلاق. وفي الوقت نفسه، كان كاي يعلم كيف
يجعلنا نشعر إما بالغضب أو بالسعادة وأكد ماركرام أن "الباحثين كانوا يركزون
على العيوب الوراثية التي يحظى بها الأطفال المتوحدون خاصة تلك المتعلقة بعجز المخيخ،
والحال أن كلا من الذاكرة والمشاعر تقعان في القشرة الدماغية. وعندما أجرينا تجارب
على الفئران المصابة بالتوحد وجدنا أن الخلايا العصبية الموجودة في القشرة الدماغية
لهذه الفئران كانت نشطة وحيوية بشكل أكثر من المعتاد وصرح ماركرام قائلا "لم نتفاجأ بتشكيك
بعض الباحثين في نظريتنا. ورغم أننا أجرينا العديد من التجارب على بعض الحيوانات، فإن
النتائج التي توصلنا إليها لا تنطبق بالكامل على البشر. قامت زوجتي السابقة
كاميليا، المتخصصة بدورها في علم الأعصاب، بتحليل البيانات التي ترتكز عليها النظريات
السابقة، وتوصلت إلى نتيجة مفادها أنه من الضروري إعادة تفسيرها وفقا لنظريتنا". وأضاف "كان كاي يبلغ من العمر 15 عاما،
وعندما راقبنا سلوكه تفطنا متأخرين إلى أنه مصاب بالتوحد. وفي الواقع، كان علينا أن
نتعامل معه بشكل مختلف منذ صغره وأن نعتني به عوض التجول معه من مكان إلى آخر. في الأثناء،
حملناه إلى مدرسة خاصة بالأطفال المتوحدين. وهناك حاول المدرسون تدريبه على كيفية رد
الفعل تجاه الآخرين. في المقابل، كان تصرفه عنيفا حيث كان يركل كل الأشياء التي يجدها
أمامه ويصرخ في وجه الآخرين ونصح ماركرام آباء الأطفال المتوحدين بتنظيم
حياتهم اليومية، حيث يجب أن تكون غرفة الأطفال مرتبة بشكل جيد وأن تكون وجبات الغداء
في أوقاتها. بالإضافة إلى ذلك، يجب على الآباء أن يتشاوروا جيدا قبل القيام بزيارات يجب على الطبيب أن يقدم الدواء للطفل
المتوحد كل حسب حالته. ووفقا لأبحاثنا ونظريتنا، من الأفضل أن يتناول الطفل الأدوية
التي تحد من نشاط الدماغ وأكد الباحث المتخصص في علم الدماغ "نحن
نعمل على تقديم توضيحات بشأن الاستعداد الوراثي، وذلك من خلال إجراء اختبارات دم بعد
الولادة. وفي الوقت الراهن، نفتقر للموارد المالية اللازمة لذلك ، وعند تشخيص التوحد
بصفة مبكرة، يمكن وضع خطة لعلاج الطفل من هذا المرض . محاكاة
وتابع ماركرام حديثه حول برنامج محاكاة الدماغ قائلا "لعب ابني
كاي دورا كبيرا في هذا البرنامج، حيث دفعتني حالته إلى تطوير أساليب جديدة لإجراء
المزيد من الأبحاث بشأن الدماغ، وفي الوقت الحالي أقوم بإدخال جميع البيانات
المتعلقة بالجزيئيات والمشابك والخلايا العصبية بهدف تطوير برنامج محاكاة
الدماغ".وأورد قائلا "نقوم بالمحاكاة نظرا لأننا
لا نملك البيانات الكافية وعموما، يستغرق التقاط البيانات بشأن الخلايا العصبية
وقتا طويلا، لأن الخلية العصبية الواحدة في الدماغ تحتوي على أربعة تريليونات
جزيء ، ولأن الدماغ لا يعد نظاما عشوائيا، نستطيع محاكاة مناطق أخرى من الدماغ
باستخدام هذه البيانات".وبشأن مشروع الدماغ البشري الذي أطلقه في سنة
2013، أفاد الباحث نفسه "ما زلت مصرا على تطوير برنامج لمحاكاة الدماغ.
وفي معهد أبحاث الدماغ بسويسرا ، تكفل خمسة باحثين بتقييم نتائج
أبحاثنا وفقا لمعايير صارمة، وقد توصلوا إلى استنتاج مفاده أن ما توصلنا إليه من
نتائج يُعد بمثابة تحول في النموذج الفكري".وأضاف "أعتقد جازما أن محاكاة الدماغ
البشري ستكون في المستقبل الوسيلة الشائعة لفهم أدمغتنا، ما من شانه أن
يؤثر في تاريخ البشرية، خاصة في ظل تغير كيفية تطوير الأدوية والتقنيات
والأساليب التعليمية الجديدة".
وذكر ماركرام أن "كل تقنية جديدة يمكن أن
تُستعمل بشكل خاطئ. في المقابل، يجب علينا مساعدة ملياري شخص يعانون من اضطرابات
وظائف الدماغ. لقد نجح كاي في الاندماج في المجتمع، حيث يعمل حارسا لدى إحدى
المحاكم ، ونحن فخورون به لأنه واجه صعوبات جمّة حتى يتمكن من الاندماج في
المجتمع"....
6 أسئلة حول فوائد تعليم المنتسوري لأطفال التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة هل تساءلت يوما إن كان نظام تعليم المنتسوري يتناسب مع طفلك من ذوي
الاحتياجات الخاصة؟ هل هو فقط للأطفال الذين يمكنهم التخطيط بشكل جيد ويكونون
مستقلين للغاية ويعتمدون على أنفسهم أم إنه للأطفال الذين يمكنهم الجلوس بهدوء
لإنهاء واجباتهم وعدم التحرك كثيرا؟نعم نظام المنتسوري يتناسب مع جميع الأطفال، خصوصا من يحتاج منهم
رعاية خاصة، وفقا لنظام المنتسوري فإن كل طفل يتعلم بشكل مختلف وبالسرعة التي
تناسبه، وبالتالي سيكون خاليا من الضغط لتلبية المعايير الرسمية للتعلم هل يناسب ذوي الاحتياجات الخاصة؟تقدم جنيفر سبيكنر، مديرة
أكاديمية إليزابيث بمدينة سولت ليك بالولايات المتحدة، في مقال لها على موقع
"أميركين منتسوري سوسيتي"، عددا من الأسباب التي تجعل من تعليم
المنتسوري متناسبا مع ذوي الاحتياجات الخاصة، وتقول "غالبا ما يتقدم الأطفال
ذوو الاحتياجات الخاصة اجتماعيا في بيئات المنتسوري التعليمية لأنه يتم الترحيب
بهم في مجموعة من الأقران متعددة الأعمار تعزز اللطف والقبول".وأوضحت أن كل طفل يقوم بعمل
فردي وفقا لسرعته الخاصة، وهذا يقلل من ميل الأطفال لمقارنة أنفسهم مع أقرانهم، أو
ملاحظة ما إذا كان زميل آخر في تقدم أكثر أو أقل، وهو ما يزيل الانطباع بأنهم
متأخرون في إنجاز مهامهم إذا حدث ذلك.كذلك فإن مدرسة المنتسوري
واعتمادا على احتياجات كل طفل، قد تحيله للحصول على موارد إضافية مثل علاج اللغة
والنطق، أو الحصول على استشارة، وتدخل المدرسة في شراكة مع عائلة الطفل من أجل
تلبية احتياجاته على أفضل وجه ماذا لو كان طفلي حركيا؟وفقا لمقال بعنوان "هل
المنتسوري مناسب لطفلي؟ تقدم
الكاتبة سيمون ديفيز إجابة على هذا السؤال، فتقول "إذا دخلت فصلا للمنتسوري
قد تجده هادئا بالفعل، يبدو أن الأطفال يركزون على أنشطتهم دون أن يضطر المعلم إلى
الصراخ لتهدئتهم. ومع ذلك، يُسمح للأطفال أيضا بالنهوض والتنقل في الفصل الدراسي
بحيث يكون مثاليا للأطفال الذين يحتاجون إلى الحركة".وترى سبيكنر أن التعلم في
فصل المنتسوري الدراسي متعدد الحواس وعملي، وهذه ميزة لأولئك الذين يحتاجون إلى
مستوى عال من النشاط البدني أو قد يجدون صعوبة في الحفاظ على الانتباه في بيئة
الصف التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، يساعد تنظيم وهيكل الفصل الدراسي في المنتسوري
الأطفال على تطوير المهارات التنظيمية وإدارة الوقت التي تؤدي إلى الاستقلال، وهذا
الأمر مهم بشكل خاص للطلاب الذين يعانون من عجز في الأداء التنفيذي هل يدعم المنتسوري طفل التوحد؟تجيب على هذا السؤال جنيفر
سبيكنر، فتقول إن طريقة المنتسوري التعليمية توفر بيئة رعاية داعمة للأطفال من
جميع القدرات وأساليب التعلم. ويشمل ذلك الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، بما في
ذلك الإعاقات البدنية، واضطرابات طيف التوحد الخفيفة إلى المتوسطة.وتضيف "الأطفال
يتعلمون في فصول متعددة الأعمار، مع المعلم نفسه، لمدة ثلاث سنوات ، هذا الاتصال
المستمر يخلق بيئة مستقرة يمكن التنبؤ بها للبالغين والأطفال على حد سواء ، بدلا من
الاضطرار إلى التكيف مع أشخاص جدد وإجراءات جديدة كل عام". هل يصلح لكل الأسر؟تقول سيمون ديفيز إنه على
الرغم من أن المنتسوري مناسب لجميع الأطفال، فإنه لا يناسب جميع الأسر. فإذا كنت
تترك طفلك يفعل ما يحلو له في المنزل، ويتناول ما يريده ويذهب إلى الفراش حينما
يكون مستعدا، فقد يجد طفلك حدود فصل المنتسوري مقيدة للغاية. وإذا كنت صارما في
المنزل، وكان طفلك معتادا على التعاون فقط من خلال المكافآت والملصقات، فقد يصعب
عليه التحكم في الحرية الممنوحه له في الفصل الدراسي في المنتسوري.وتوضح أن التعليم بمناهج
المنتسوري هو الأنسب للأطفال في العائلات التي يوجد فيها احترام للطفل، والتي يضع
فيها الوالدان حدودا قليلة ولكن واضحة، ويتعلم الطفل احترام هذه الحدود واتباعها هل تلبي مناهج المنتسوري احتياجات المراحل التعليمية المختلفة؟تقول الكاتبة ليزلي
كروفورد، في مقال لها على موقع "غريت سكولز"، إن مدارس المنتسوري تلبي
احتياجات الأطفال الأصغر سنا، معظمهم في مرحلة ما قبل المدرسة، ولكن في بعض
الأحيان تجد مدارس ابتدائية تتبع مناهج المنتسوري، وفي حالات نادرة ستجد مدارس
تتبع مناهج المنتسوري في المرحلة المتوسطة والثانوية أيضا.تقول كروفورد إن معظم مدارس
المنتسوري لديها برنامج ابتدائي (من 3 إلى 6 سنوات) وفي بعض الأحيان برنامج
ابتدائي (من 6 إلى 9 سنوات)، أما برامج المرحلة الابتدائية العليا (من عمر 9 إلى
12 عاما) فهي أقل شيوعا.ماذا يقول مؤيدو المنتسوري؟
يتقدم الأطفال بسرعة من
حيث احترام الذات والقدرات الأكاديمية، وتتكون لديهم القدرة على التعلم
الذاتي والدوافع الذاتية.
يتطور الأطفال ويتعلمون
مع بعضهم بعضا ولا يجبرون على المنافسة، سواء أكان ذلك من أجل المكافآت أو
الأوسمة أو الاهتمام. بدلا من ذلك، يُشجَعون على التعاون ودعم بعضهم بعضا.
يحترم المعلمون الأطفال
ويشجعون الاستقلال، ويتركون الأطفال لأنفسهم، ونادرا ما يتدخل الكبار في
أنشطة الأطفال، مع احترام ذكاء الصغار وقدراتهم على إتقان العديد من مهارات
الحياة الحقيقية.
...
بالنقر فوق "قبول جميع ملفات تعريف الارتباط" ، فإنك توافق على أن قيم يمكنه تخزين ملفات تعريف الارتباط على جهازك والكشف عن المعلومات وفقًا لسياسة ملفات تعريف الارتباط الخاصة بنا.
سياسة ملفات الارتباط.