التهاب الأذن الوسطى

انشأت
شوهدت 330 مرة
آخر تعديل
3 دقيقة قراءة
0

يعتبر التهاب الأذن الوسطى عند الأطفال من أكثر الأمراض انتشارا بعد الزكام (الرشح)، وخصوصا في السنوات الأولى من حياة الطفل، مما يثير الكثير من التساؤلات عن تلك الحالة ومسبباتها وتأثيراتها وطرق الوقاية والعلاج.
 
ما هي الأذن الوسطى ؟
     تتكون الأذن من أربع أجزاء، صوان الأذن، الأذن الخارجية، الأذن الوسطى، الأذن الداخلية ( الرسم)، وتقع الأذن الوسطى بعد طبلة الأذن مباشرة ( الذي يمكن رؤيته بمنظار الأذن )، وفيها ثلاث عضيمات صغيرة تتنقل الذبذبات من الطبلة إلى الأذن الداخلية، وفراغ الأذن الوسطى عادة يكون مملوء بالهواء، وتتصل بالجزء الأعلى للحنجرة عن طريق قناة ضيقة تدعى قناة استاكيوس، وهذه القناة تسمح بتصريف السوائل من الأذن الوسطى إلى الحنجرة وتساعد على توازن ضغط الهواء بداخل الأذن.

ما هو التهاب الأذن الوسطى؟
هو وجود سوائل في الأذن الوسطى مع تجرثمها ( أصابتها بالبكتيريا)، مما يودي إلى ظهور الأعراض المرضية.
 
 لماذا يحدث الالتهاب؟
كما قلنا سابقا أن فراغ الأذن الوسطى به عضيمات وهواء، ولكن عند انسداد قناة أستكيوس --- فإن تصريف السوائل منها يتوقف أو يقل، ركود السائل مع وجود جراثيم في الحلق والتي تنتقل لها يجعلها بيئة صالحة للتكاثر--- وهو ما يؤدي لظهور الأعراض.
 
ما هي العوامل التي تساعد على تكرار التهاب الأذن الوسطى؟
من أهم العوامل التي تساعد على تكرار الالتهابات هو تكرر انسداد قناة أستاكيوس، والذي يحدث نتيجة لتكرر التهاب منطقة الحلق وهو ما يعرف بالزكام، كما أن وجود اللحمية يساعد على ذلك، وجميع التهابات الجهاز التنفسي العلوي، ومن أهمها الحساسية الأنفية.
 
لماذا يصاب الأطفال أكثر من الكبار؟
كل شخص معرض للإصابة، ولكن لوحظ تكرارها في الأطفال، فقبل بلوغ الثالثة من العمر يصاب 85% من الأطفال مرة واحدة على الأقل، ويرجع السبب إلى أن قناة أستاكيوس تكون أضيق وأقصر وفيها شيء من الميلان، وبالتالي تكون عرضة للانسداد بشكل أكبر.
 
هل التهاب الأذن معدي؟
التهاب الأذن الوسطى غير معدية ولكن التهابات الجهاز التنفسي العلوي والتي عادة ما تكون مصاحبة له مثل الرشح والزكام وغيرها فهي معدية
 
هل الأطفال المصابين بالحساسية أكثر عرضة؟
نعم، فالأطفال المصابين بأمراض الحساسية يكونوا أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الأذن الوسطى، كما أن  الأطفال المقيمين مع شخص مدخن يتعرضون للالتهاب أكثر
 
ما هي الأعراض  ؟
أعراض التهاب الأذن الوسطى يختلف حسب شدة الحالة وعمر الطفل، وتلك العلامات لا تعني بالضرورة وجودها ولكن يدل الوالدين على احتمالية حدوثها، ومن أهمها:
·        ارتفاع درجة الحرارة : وعادة ما يحدث في صغار السن والرضع، ويقل مع التقدم في العمر.
·        الألم: ألم الأذن من العلامات المميزة، ولكن الرضيع لا يستطيع التعبير عن ذلك فيقوم بالبكاء، والأكبر سناً قد يعبر عنه بحك وشد الأذن
·        البكاء أثناء الرضاعة: لوحظ أن بعض الأطفال يزيد بكاؤهم مع الرضاعة في وجود التهاب الأذن الوسطى لأن الرضاعة تزيد من الضغط داخل الأذن، مما يزيد من الألم.
·        بعض الأطفال الرضع خصوصاً قد يحدث لديهم إسهال وتطريش
·        خروج إفرازات بيضاء أو صفراء من الأذن
·        ضعف السمع : حيث يلاحظ أن الطفل غافل أو غير منتبه أو يطلب رفع صوت التلفزيون أو الراديو، لا ينتبه عند مناداته باسمه أو لا يفهم الإرشادات البسيطة (الأطفال كبار السن)
 
ما هي مضاعفات التهاب الأذن؟
التأخر في العلاج أو إعطاء علاج غير مناسب قد يؤدي لتطور الحالة وتتأثر مقدرة الطفل على السمع، فالسوائل التي تتراكم في الأذن الوسطى أثناء الالتهاب تمنع انتقال الأصوات في الأذن، وهذا النقص مؤقت يزول بعد علاج الحالة، ولكن الالتهابات المتكررة وغير المعالجة بطريقة سليمة قد تؤدي إلى الصمم الدائم لا قدر الله.
 
كيف تتم الوقاية؟
قد يكون من الصعب منع حدوث التهاب الأذن بسبب طبيعة تكون قناة استاكيوس في هذه المرحلة من العمر، ولكن هناك بعض الأمور التي تستطيعين القيام بها للتقليل أو لتفادي بعض المسببات:
·        تفادي إرضاع الطفل وهو مستلق على ظهره، فالحليب ممكن أن يصل للأذن عن طريق قناة أستاكيوس.
·        علاج التهابات الجهاز التنفسي العلوي بمضادات الاحتقان، وحسب إرشاد الطبيب
·        علاج تضخم اللحمية
·        علاج الحساسية الأنفية أن وجدت
·        أبعاد الطفل عن الخان والسجائر
 
كيف يتم التشخيص؟
يتم التشخيص من خلال:
·        القصة المرضية : وهو ما تقوم بسرده الأم على الطبيب من ملاحظات وتغيرات على طفلها ، ومنها الأعراض المرضية ، وسيقوم الطبيب بطرح العديد من الأسئلة لبناء الصورة كاملة عن الحالة.
·        الكشف السريري: يقوم الطبيب بالكشف على الطفل بصورة عامة، وباستخدام منظار الأذن يمكنه معرفة وجود التهاب فيها، كما يمكن استخدام المنظار الخاص المسمى Pneumatic otoscope ، حيث يمكن مشاهدة طبلة الأذن ومن خلال المنفاخ يمكن معرفة مقدار تحركه من عدمه، كما يقوم بالكشف على الأنف ومنطقة الزور لمعرفة وجود التهاب تنفسي أو لحمية ،ومن خلال ترابط المعلومات يستطيع التشخيص.

ما هو العلاج ؟
حيث أن الصورة العامة لالتهاب الأذن الوسطى متباينة من طفل لآخر، من حيث نوع الالتهاب هل هو فيروسي أو بكتيري، أو وجود ماء واحتقان، كما أن الأعراض تختلف من طفل لآخر  فإذا كانت الصحة العامة للطفل جيدة والألم بسيط مع احتقان خفيف للطبلة فقد ينصح الطبيب بعدم إعطاء المضاد الحيوي، ولكن عندما تكون هناك حرارة عالية وأعراض كثيرة تقلق الطفل فقد يبدأ الطبيب العلاج بالمضاد الحيوي.
 والطبيب يعتمد في تقييم الحالة على ما تنقله له الأم  فعندما تحاول التهويل  ---- سيستمع لها --- ويجعل ذلك في حسابه، وعندما لا تلاحظ الأم التغيرات على طفلها كذلك، فالطبيب يعالج المريض وليس المرض.
وفي الكثير من الأحيان ينصح الطبيب بإعطاء مضادات الاحتقان ( حسب عمر الطفل) مثل الأكتفيد لتقليل الاحتقان في المنطقة الأنفية والتي تساعد على انفتاح قناة أستاكيوس.
ربما ينصحك الطبيب بعمل بعض الأشياء لمساعدة طفلك للشعور بالراحة، وهذا يشمل إعطاء المسكنات، كمادات دافئة على الأذن، وضع الطفل عند الرضاعة، بالنسبة للأطفال الكبار النوم على وسادة (مخدة) إضافية يساعد على رفع مستوى الرأس.
 
وهناك ملاحظات مهمة للأم عليها التقيد بها والانتباه لها :
·        إذا وصف الطبيب مضاد حيوي عن طريق الفم فتأكدي من أن طفلك يتناول الجرعات في موعدها
·        لا تقومي بإيقاف المضاد الحيوي عند شعورك بتحسن الوضع  بل يجب إكمال مدة العلاج كما وصفه الطبيب---- (أسبوع في الغالب)
·        عند البدء في علاج التهاب الأذن وفي حال مشاهدة علامات مضاعفات جانبية للدواء مثل الإسهال أو الاستفراغ أو الحساسية يجب مراجعة الطبيب فورا
·        تذكري بأن تقومي بمراجعة الطبيب إذا لم تختفي أعراض التهاب الأذن خلال يومين أو ثلاثة.
·        يجب علاج الالتهاب سريعا لكي لا تتطور الحالة وتتأثر مقدرة الطفل على السمع.
 
ما هو التهاب الأذن الوسطى المزمن؟
التهابات الأذن الوسطى يمكن أن يتكرر عدة مرات في السنة الواحدة، وخصوصاً لدى الأطفال المصابين بالحساسية الأنفية أو اللحمية، وتتركز المشكلة في تكرر انسداد قناة أستاكيوس ومن ثم وجود البيئة الصالحة لنمو الجراثيم،  وهنا ربما ينصح الطبيب بخيارات علاجية متعددة ، منها :
·        تكرار استخدام مهبطات الاحتقان
·        علاج الحساسية واللحمية
·        قد يشمل القيام بما يسمى بأنبوب الأذن ، حيث يتم القيام بإجراء شق في طبلة الأذن ووضع أنبوب صغير فيه للسماح بتصريف السوائل المحتبسة وتقليل الضغط والألم، هذه العملية بسيطة، وعادة ما يسقط الأنبوب من تلقاء نفسه بعد مدة من الزمن للخارج.

  • 64265
  • 2 شارة ذهبية 1 شارة فضية 8 شارة برونزية