0

عسر القراءة (Dyslexia)، هي من صعوبات التعلم التي تظهر نتيجة لوجود مشكلة في الربط بين الأصوات التي تصدر عند النطق بالكلام، وعلاقتها بالحروف والكلمات التي تتكون منها، وتنشأ نتيجة لمشكلة في المناطق المسؤولة عن معالجة اللغة في الدماغ، ولا يرتبط عسر القراءة بنسبة الذكاء، حيث يمكنه النجاح في حياته ودراسته، إذا تم دعمه من الناحية التعليمية والنفسية.


يصيب عسر القراءة 15-20% من السكان، وفقا للرابطة الدولية لعسر القراءة.


أسباب عسر القراءة

ترتبط أسباب عسر القراءة بالجينات، لذا يلاحظ إصابة أكثر من فرد في العائلة الواحدة بعسر القراءة، مع وجود عوامل أخرى تلعب دوراً في زيادة احتمال الإصابة بعسر القراءة، منها:


وجود تاريخ عائلي للإصابة بعسر القراءة، أو صعوبات التعلم الأخرى.

ولادة الطفل مبكرا (أطفال الخداج).

ولادة الطفل بوزن منخفض.

التعرض أثناء الحمل للنيكوتين، أو المخدرات، أو الكحول، وبعض أنواع الأدوية، التي قد تؤثر في النمو العقلي للجنين.


أعراض عسر القراءة

عادة ما تبدأ الأعراض بالظهور خلال مرحلة الطفولة، حيث يواجه الطفل بعض التحديات خاصة عند البدء بالمرحلة الدراسية، إلا أنه قد يتم اكتشافها في مراحل متقدمة من العمر كذلك، وفيما يلي توضيح لأبرز الأعراض التي تظهر عند المصابين بعسر القراءة:


تأخر مراحل النمو، الطفل المصاب بعسر القراءة قد يتأخر في تعلم الحبو، والمشي، والكلام مقارنة بأقرانه.

صعوبة الكلام، يستغرق المصاب بعسر القراءة وقت أطول لتعلم الكلام، ويجد صعوبة في نطق الكلمات، بالإضافة لذلك قد يعاني مما يلي:

عدم التميز بين أصوات الكلمات المختلفة.

صعوبة نطق كلمات غير معروفة عند القراءة بصوت عالي.

صعوبة القراءة، يمكن أن تظهر في وقت مبكر للطفل أي مرحلة ما قبل المدرسة، وتتمثل في أنه يجد صعوبة في الربط بين الأحرف وأصواتها، بالإضافة لصعوبات أخرى، مثل:

تهجئة الكلمات بشكل خاطئ دون إدراك.

الخلط بين الكلمات المتشابهة بصرياً.

تجنب القراءة كلما أمكن ذلك، أو تفضيل المقالات أو القصص القصيرة على الروايات الطويلة.



يمكن ملاحظة مشكلة صعوبة القراءة بشكل أوضح عندما يبدأ الشخص بتعلم مهارات أكثر تعقيدا، مثل: القواعد اللغوية، وقراءة النصوص وتحليلها، وبناء الجمل، والكتابة الإنشائية.


صعوبة الكتابة، يلاحظ كتابة الأرقام والأحرف بشكل معكوس على الورق، كما يلاحظ كتابة الأحرف الكبيرة في الكلمات عشوائيًا، والاعتماد على الآخرين في كتابة المراسلات الكتابية.

صعوبة في التركيز، فقد يعاني عدد كبير من الأطفال المصابين بعسر القراءة من اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، ونسيان بعض الكلمات بعد تعلمها بفترة قصيرة.

صعوبة في التمييز بين الاتجاهات.



لوحظ أن الأشخاص المصابين بعسر القراءة أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية، مثل: الحساسية الموسمية، والربو، والأكزيما.


تشخيص عسر القراءة

قد يكون من الصعب تشخيص عسر القراءة، ما لم تكن المشكلة شديدة والأعراض واضحة، إذا كنت تعتقد أن طفلك قد يكون مصابًا بعُسر القراءة فعليك مراجعة المختصين لتقييم حالته من الأطباء وأخصائي النطق، وقد يشمل التقييم اختبار مجموعة من العوامل بما في ذلك:


المهارات المعرفية.

الذاكرة.

خزينة المفردات.

مهارات القراءة والكتابة.

المهارات الفكرية.

القدرة على معالجة المعلومات.



اطلب المساعدة إذا كنت تعتقد أن طفلك يعاني من عسر القراءة من الطبيب، أو الأخصائي التربوي في مدرسة الطفل، أو أخصائيي النطق والتخاطب.


أنواع عسر القراءة

لعسر القراءة عدة أنوع مختلفة منها:


عسر القراءة الرئيسي، يعد النوع الأكثر شيوعا من عسر القراءة، ويحدث نتيجة خلل وظيفي في الجزء الأيسر من الدماغ، ولا تتغير شدته مع تقدم العمر، ويتباين بين الأفراد حيث أن البعض قادرون على النجاح أكاديميا، وآخرون قد يعانون طوال حياتهم من صعوبة القراءة، والنطق، ويحدث عسر القراءة الرئيسي نتيجة طفرات جينية أي بشكل وراثي، ويصيب الأولاد أكثر من الفتيات.

عسر القراءة الثانوي، يحدث نتيجة مشاكل في نمو الدماغ خلال المراحل المبكرة من نمو الجنين، وتقل حدته مع نضوج الطفل وتقدمه في العمر، كما أنه أكثر شيوعا عند الأولاد.

عسر القراءة المكتسب، يحدث هذا النوع عادة نتيجة التعرض للصدمة، أو تعرض الدماغ لحادث أو إصابة لمنطقة الدماغ التي تتحكم في القراءة والكتابة، وهذا النوع نادر الحدوث.

عسر القراءة البصري، يشير إلى اضطراب المعالجة البصرية، وهي حالة لا يقوم بها الدماغ بتفسير الإشارات البصرية بشكل صحيح، فلا يمكن للشخص نطق الحروف بشكل سليم؛ لأنه لا يمكن لدماغه التعرف على صورة الحروف، أو تذكر تسلسلها الصحيح في الكلمات.

عسر القراءة السمعي، يشير إلى اضطراب المعالجة السمعية، تحدث نتيجة مشاكل في معالجة الدماغ للأصوات والكلام، فلا يمكن للشخص الربط بين صوت الحرف وشكله، مما يؤثر في عملية التعلم لديه.

عسر القراءة السطحي، في هذا النوع يجد الطفل صعوبة في نطق الكلمات التي يعرفها بالأصل، حيث يواجه وجود مشكلة في الذاكرة، بينما يمكنه لفظ الكلمات الجديدة بسهولة.

عسر القراءة المزدوج، يواجه الأشخاص في هذا النوع من سرعة نطق الكلمات، بالإضافة لصعوبة بالتعرف على أصواتها.


علاج عسر القراءة

على الرغم من عدم وجود علاج قطعي لعسر القراءة، إلا أنه يمكن تحسين قدرة الطفل على القراءة والكتابة، بمجموعة من الاستراتيجيات، ومتابعة البرامج العلاجية مع المختصين، ويتطلب ذلك إخضاع الشخص لاختبار عسر القراءة؛ لوضع خطة تعليمية مناسبة، وتحديد مستوى مهارتي القراءة والكتابة لديه، ومن العلاجات التي يمكن تقديمها:


الالتحاق ببرنامج القراءة

يمكن لطفلك العمل مع أخصائي القراءة لتعلم أمور منها:


كيفية نطق الحروف والكلمات.

القراءة بشكل أسرع، وفهم ما يقرأ.

الكتابة بشكل أفضل وأوضح.



التدريب على استراتيجيات ومهارات التعلم

ينصح باتباع استراتيجيات معينة لتساعد الشخص على التعلم، ومنها:


القراءة في مكان هادئ وخال من المشتتات.

الاستماع إلى الكتب الصوتية، المسجلة على أقراص، والتدرب على القراءة معها.

تقسيم القراءة إلى أجزاء صغيرة.

طلب المساعدة من المعلمين في حال مواجهة مشكلة في القراءة.


دور الأهل في علاج عسر القراءة

أنت أهم داعم لطفلك، وهناك الكثير الذي يمكنك القيام به لتحسين قدرة طفلك على القراءة، وفيما يلي توضيحا لذلك:


اعرض طفلك على مختص بعسر القراءة، عند بدء ملاحظة الأعراض عليه.

تابع حالة طفلك مع مدرسته، لمناقشة مدى تحسن مستواه.

شجع طفلك وتحدث إليه، وأخبره أن عسر القراءة لا يؤثر على الذكاء، وليس مقياسا له كذلك.

اقرأ لطفلك بصوت عالي مع التكرار.

احتفل بإنجازات طفلك وطور هواياته بعيدا عن القراءة ليشعر بالإنجاز.



إصابة طفلك بعسر القراءة لا تعني أنه أقل ذكاء من الأطفال الآخرين، لكنه يتعلم بطريقة مختلفة!


هل يمكن للأفراد الذين يعانون من عسر القراءة تعلم القراءة؟

نعم، يمكن للأطفال تعلم القراءة وخاصة إن تلقوا الدعم المناسب في رياض الأطفال والصفوف الأولى، كما يحتاج ذلك لبذل جهد من المصابين بعسر القراءة لتعلم بعض الاستراتيجيات وكسب بعض المهارات، والحصول على التدريب المناسب الذي من شأنه أن يساعدهم على القراءة وفهم المعلومات خلال مراحل حياتهم المختلفة.

  • 39240
  • 2 شارة ذهبية 1 شارة فضية 8 شارة برونزية