عندما أغلقت المدارس والمراكز في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة كورونا، تساءلت أسر طلاب ذوي الإعاقة، ومن ضمنهم طلاب اضطراب طيف التوحد، عن "ماذا بعد؟".
لم يترك الوباء المزيد من الوقت لمعالجة وضع الخطط التعليمية والتأهيلية التي تلبي احتياجات الطلاب من خلال مراجعة الخطة التربوية الفردية التي تعد عادة في بداية كل عام دراسي أو تأهيلي، بالتشاور مع الأسرة، وتُراجع بشكل دوري من خلال الأحداث المدرسية، أو داخل المراكز التأهيلية، ومع قرب عودة العام الدراسي، وعدم وضوح خطط افتتاح المدارس أو المراكز، أصبح التعليم عن بُعد عبر شبكة المعلومات العالمية (الإنترنت) جزءا كبيرا ومهمَّا من الإطار التعليمي للعام الدراسي المقبل.
وفيما يلي خمس طرق مهمة بالإمكان للأسر اتباعها:
أولاً: راجع خطة إعادة فتح القسم التعليمي أو التأهيلي مع الجهة المخولة بإصدار التشريعات والتنظيمات بخصوص الجائحة.
من المتوقع أن تتضمن خطط إعادة فتح المدارس أو المراكز قسما يختص بذوي الإعاقة يتيح بعض المرونة لهذه الفئة، ويجعلها ذات أولوية في حال تم إقرار التعليم عن بُعد أو إغلاق المدارس أو المراكز بشكل متقطع أو ممتد، وقد تتضمن هذه الخيارات والمرونة وثائق أو برامج تدعم أو تمكِّن الأسرة من الحفاظ على حقوق أبنائها التعليمية خلال هذه المرحلة الصعبة على الجميع.
ثانياً: الانخراط إن أمكن في اللجان التي تخطط للعودة.
تشجِّع وزارة التعليم ووزارة العمل الأسرة لتكون صاحبة شأن في اتخاذ القرارات الحاسمة والمناسبة لأبنائهم، وقد تحتاج الأسرة لصياغة خطاب تحدِّد معاناتها مع ابنه من ذوي اضطراب طيف التوحد وتشارك هذا الخطاب مع قائد المدرسة أو المركز حتى يتمكن من فهم احتياجات الطفل الخاصة بشكل أفضل والنظر في كيفية المشاركة للتخطيط للبرامج التي تخفف أو تقلل من الضغوط على الأسرة.
مع التأكد أيضا من توصيل احتياجاتك مع الحلول الممكنة لصناع القرار، والتواصل المستمر مع جميع الأطراف الموجودة حاليا المسؤولة عن اتخاذ القرارات التعليمية لأطفالك.
ثالثاً: قم بتضمين برنامج التدريب المنزلي عن طريق الوالدين كجزء أساسي في الخطة التربوية الفردية.
مع تغيير مكان تقديم الخطط التعليمية او التأهيلية من المدرسة إلى المنزل عن طريق التعليم الافتراضي، وفي ظل هذا التباعد الجسدي بين الطفل والكادر التعليمي أو التأهيلي تكون هناك حاجة ملحة إلى حل بعض المشاكل المتعلقة بكيفية تقديم الخدمات عن بعد.
وفي هذه الحالة نحتاج لتكاتف الجهود بين أعضاء الفريق العلاجي والتأهيلي والتعليمي من مختلف التخصصات لحل المشاكل والسلوكيات المنزلية، ومناقشة الجداول اليومية المتعلقة بالخطة التربوية الفردية من خلال التعليمات والمساندة في تطوير التقييمات لقياس الأداء والتقدم لإيجاد طرق مبتكرة لمنع حدوث أي انتكاسات لا قدر الله، وهنا يجب التأكيد على إدخال برنامج تدريب الوالدين المنزلي كجزء أساسي من الخطة التربوية الفردية.
رابعاً: تعلم مفردات التعلم الإلكتروني الجديدة.
"التعلم المتزامن وغير المتزامن.. الفصول الدراسية معكوسة.. التعليم المختلط المدمج".. فعلى الرغم من الإغلاق المفاجئ هذا العام في شهر مارس للمدارس والمراكز، تحاول المدارس والمراكز حاليا مراجعة أفضل الممارسات العلمية والبحوث المتعلقة بالتعلم عن بُعد ومن هذه المصطلحات:
1- التعلم غير المتزامن: ويُقصد به التعليم في أي وقت؛ حيث يمكن تحقيق الأهداف حتى قبل تاريخ الاستحقاق.
2- التعلم المتزامن: ويُقصد به التعلم في الوقت الحقيقي، ويكون بشكل عام على منصة فيديو في بث مباشر حي وأحيانا يتضمن شرط الحضور.
3- الفصل الدراسي المعكوس: ويُقصد به أن يُشاهد الطلاب محاضرات مسجلة للواجبات المنزلية، ويكملون واجباتهم ومهامهم واختباراتهم داخل الفصل الافتراضي.
4- التعلم المختلط المدمج: ويُقصد به يجمع بين المواد التعليمية عبر الإنترنت مع فرص التفاعل عبر الإنترنت مع طرق الفصل التقليدية القائمة على المكان.
ولبدء التخطيط الإيجابي تواصل من الآن مع فريق التربية الخاصة لبحث أفضل البرامج الملائمة لطفلك، وضع في الاعتبار دائما صعوبة تنظيم الطلاب لموضوع الجلوس على الأجهزة الذكية والإنترنت.
كلما كانت المهام المطلوبة مُجزأة وقصيرة ومرتبة وموزعة خلال اليوم والأسبوع، تكون الفائدة المكتسبة من قبل الطلاب أكبر وسيلتزمون بالحضور بشكل أفضل.
خامساً: "استمع لطفلك"، وقم بإجراء تقييم ذاتي لمقارنة خطة المدرسة أو المركز.
دائمًا.. ابحث أو فكِّر في كيفية تعليم أو تطوير مهارات ابنك بشكل أفضل إذا كانت ثمة فروق جوهرية بين الخطة التربوية الفردية والوضع الراهن اطلب اجتماعًا مع فريق مدرستك.
عادة برامج الخطة التربوية الفردية هي عقد بينك وبين المدرسة، يحدد ويؤطر نقاط القوة والاحتياجات والخدمات وأماكن التطبيق وخطط التعديلات التي تساعد طفلك خلال العام الدراسي.
قد تطرأ بعض التساؤلات خلال الوباء؛ مثل: "ما هي التحديات الجديدة التي نشأت؟ ما هي نقاط القوة الجديدة التي اكتشفتها؟ هل تحتاج لدمج بعض المهارات التي تساعد على السلامة كارتداء القناع أو التباعد الاجتماعي أو غسل اليدين؟".
ما نمرُّ به حاليا هو شيء جديد بالنسبة لنا جميعا، ومن المتوقع أن يكون هذا أشد إرباكا وإخافة للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.
ومن خلال المعالجة المباشرة لهذه المخاوف مع فريق المدرسة، يُمكنك المساعدة في ضمان سلامة طفلك والعاملين من حوله، الذين يقدمون له الدعم. من المهم أنْ نلاحظ أنَّ هذا التغيُّر هذه المرة تغيُّر كبير لدينا جميعا؛ حيث يجب تحديد وإقرار والتحقُّق من الصعوبات وخيبات الأمل سواء صغيرة أو كبيرة لطفلك.
قم بتمكين طفلك ودعمه من أجل اختيار الأفضل له. دعه يعبر عن رغباته بأفضل ما يمكن ومشاركته في الأشياء التي يمكنكم التحكم فيها وتغييرها.
عندما يُصبح التعلم الافتراضي جزءًا من يومك، فتأكد من إعداد الروتين والترتيبات الخاصة في بيئة التعلم عن بُعد.
خصِّص وقتا خلال اليوم للأنشطة المدرسية، ووقتا آخر للأنشطة المنزلية بما في ذلك اللعب الحر.
شجِّع طفلك على استخدام عقلية استكشافية للبحث في جميع الخيارات التعليمية عن بُعد رغم وجود كل تلك الحواجز.
تأكد من تشجيع طفلك عند وجود شيء صعب، أو لا يسير كما هو متوقع، ولم يتقنه بعد؛ فلا يزال بإمكانهم الإبداع والبحث عن بدائل وحلول أخرى.
لدى بعض الأطفال قد يكون التعلم عن بُعد تجربة إيجابية للغاية؛ لذا شجِّعهم على التفكير في الفوائد المحتملة للتعلم عن بُعد.
الأهم من هذا كله أن تتأكَّد من إنشاء خطوط تواصل لك ولطفلك أثناء التنقل في هذه الجائحة والأيام الصعبة حولها.
تعاني العديد من الأسر وأطفالهم عادة من نفس الأنواع من الأسئلة والتحديات والفرص.
خُذ الوقت الكافي للتواصل مع الآخرين وتبادل الخبرات عن طريق مجموعات الدعم والمختصين، فهذا يضفي مزيدا من التجانس وتبادل الفوائد والإحساس بأنك لست وحدك في هذه المعاناة.
أخيرا.. لنبقَ على مسافة واحدة من بعض، اعتمد على نصائح أهل الخبرة والاختصاص والمعلمين، ليساعدوك في تلبية احتياجات التعلم لطفلك.