0

ضطراب التركيز والإصغاء، هو اضطراب سلوكي يعاني منه كثير من الأطفال، ولكن يجب عدم الجزم بأن كل طفل تظهر لديه أحد أعراض قلة التركيز أو الاندفاعية يعاني بالضرورة من هذا الاضطراب.


ينعكس هذا الاضطراب على أداء الطفل الدراسي، كما يؤثِّر سلبًا في حياته اليومية أحيانًا. لذلك، ينبغي على الآباء والمعلمين معرفة الأسباب التي تؤدي إلى ضعف التركيز والتعامل معها، إضافة إلى اتباع الطرق الفعّالة التي تساعد الأطفال على زيادة التركيز، لتحسين أدائهم.


تقول الأخصائية النفسية للأطفال والمراهقين كارينا كعدي للجزيرة نت، إن اضطرابات الإصغاء والتركيز ليست اضطرابا قائما بذاته، وغالبا ما تكون مصاحبة لعدد من المشاكل لدى الطفل، مثل عسر القراءة، وعسر الكتابة، واضطراب التحدي.

ما أنواع اضطرابات الإصغاء والتركيز؟

وبحسب كعدي، يمكن تقسيم اضطرابات الإصغاء والانتباه والتركيز إلى 3 أنواع فرعية وهي:

1- اضطراب نقص الانتباه: وغالبا في هذا النوع يكون الطفل غافلاً للغاية، ويعاني من نقص حاد في الانتباه والتركيز.

2- اضطراب فرط النشاط الزائد: وفي هذا النوع يكون الطفل مفرط النشاط ومندفعا جدا.

3- اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط المشترك: وفي هذه الحالة يمكن أن يعاني الطفل من نقص الانتباه وفرط النشاط معا.


وتجدر الإشارة، إلى أن الأطفال الذين يظهرون بالأساس أعراض اضطراب في الإصغاء والتركيز، دون أعراض فرط في النشاط، يتميز هؤلاء الأطفال بهدوئهم، وخمولهم.


ما أسباب ضعف التركيز؟

وتتابع كعدي شرحها مؤكدة أن هنالك أسبابا تؤدي إلى ضعف التركيز وأهمها:

1- القلق: ينتج القلق من عدة أسباب تتعلق بالأسرة أو الطفل، كخشية الانفصال عن الأبوين، أو الخوف من التعرض للإحراج.

2- اضطراب الوسواس القهري: يؤثِّر هذا الاضطراب على التركيز بصورة كبيرة، وغالبًا ما يظهر عند الأطفال في مرحلة الدراسة الابتدائية.

3- التعرض لصدمة عاطفية: تعرض الأطفال إلى العنف أحيانًا، أو المرور بتجارب صعبة ومزعجة؛ يولد شعورًا بعدم الأمان، وقد يكون سببًا في ضعف القدرة على التركيز.


طرق العلاج

توضح كعدي أنه يمكن اعتماد العلاج السلوكي، والذي يقوم على مساعدة الطفل على تنظيم أسلوب حياته بعدة طرق، وهي:


1- الحفاظ على نظام حياة ثابت بوتيرة منسجمة: يجب مساعدته في تنظيم البيئة التي يعيش فيها، وترتيب الأدوات التي يستخدمها يوميا. ومن الممكن أن يقوم الطفل بوضع برنامج يومي لنفسه.

2- تعزيز توجهات الطفل الإيجابية: وهو ما يساعده في تخطي الصعوبات التي يواجهها، وإبقاء تركيزه عاليًا وموجهًا. ومن المهم أيضا إظهار المحبة والعطف للطفل دائمًا.

مم3- ارسة الألعاب التي تنمّي التركيز: هناك العديد من الألعاب التي تساعد الأطفال على زيادة مستويات التركيز لديهم، ومنها ألعاب الذاكرة المخصّصة للأطفال، والألغاز.

4- تقليل وقت الجلوس أمام الشاشة: تنخفض مستويات تركيز الأطفال عادةً، عندما يقضون وقتا طويلا أمام الشاشة.

5- وضع جدول عمل: ينبغي على الآباء وضع جدول لأطفالهم، يتضمّن وقتًا لحلّ الواجبات المدرسية، حيث يساعد الروتين على تقليل مشكلات التركيز مع الوقت.

6- منح الطفل فترة من الراحة: لا تقتصر إرشادات توفير فترات الراحة للطفل على المنزل فحسب، بل ينبغي على المعلّمين كذلك مراعاة توفير فترة راحة للطفل الذي يعاني مشكلة في التركيز، ليتمكن من استعادة تركيزه من جديد.

7- ضرورة توفير الوقت الإضافي وتقليل الواجبات: ينبغي منح الطفل الذي يعاني صعوبات في التركيز مزيدًا من الوقت لإنجاز المهمات الدراسية. كما يجب عدم الإكثار من الواجبات المنزلية على هذه الفئة من الأطفال.

9- استشارة الطبيب: إذا لم تنجح الطرق السابقة، يمكن علاج اضطرابات الإصغاء والتركيز بالأدوية المنبهة، بعد استشارة طبية، والتي تعمل لمدى زمني قصير لدى 70% من الأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب، ويمكن ملاحظة تحسن في السلوك والقدرات الذهنية عند تناول هذه الأدوية، ومع ذلك يختلف الأمر من طفل إلى آخر، وبالتالي يمكن أن تكون الأدوية مختلفة تماما أيضا، وهذا ما يحدده الطبيب المختص.


نصائح ضرورية

وتنصح المعالجة النفسية مارغريت نيكلز، مديرة مركز الأطفال والعائلات في معهد أريكسون في شيكاغو، الأهل بأن يكونوا بكامل الوضوح مع طفلهم المصاب باضطراب التشتت وعدم الانتباه وفرط الحركة، وفق تقرير نشره موقع "بيرنتس". وتقدم النصائح التالية:

1- التعامل مع طفل مفرط النشاط قد يكون أمرا صعبا، فهو غير مستقر، ويتنقل من نشاط إلى آخر بطاقة غير محدودة، كما يواجه صعوبة في الاستماع أو اتباع التوجيهات.

2- يجب على الأهل التعامل معه بكامل الوعي والصبر، وقد يكون أداؤه ضعيفا في المدرسة، ويحصل على أقل الدرجات ويتسبب بمشكلات سلوكية، لذا يجب الإصرار على أن ينظر الطفل إليك عندما تشرح له أمرا ما، على أن تقسم المعلومات في أجزاء صغيرة وسهلة، وجعله يكرر كل خطوة وراءك.

3- يمكن أن تساعد كتابة التعليمات أيضا الطفل على اتباعها، حيث يمكنه الرجوع إلى القائمة للمساعدة في تحريك ذاكرته.

4- تأكد من أن الطفل يفهم أنه لا يُعاقب، وأخبره أن المكان الذي خصصته له سيساعده على التركيز، ويشجعه على المشاركة.

5-من الضروري عدم معاقبة الطفل على إخفاقه في إكمال قائمة المهام خلال فترة زمنية محددة، بل منحه الحرية في إكمال المهام بأي ترتيب بدلاً من البدء من الأعلى حتى الأسفل.

6- يحتاج الطفل المصاب بهذا الاضطراب إلى نظام غذائي صحي يكون مناسبا لحالته العصبية، إذ ينبغي أن يتناول الطعام الغني بالفيتامينات والبروتينات والابتعاد قدر الإمكان عن تناول الأطعمة السريعة.

7- يجب أن يحصل على وقت كاف للترفيه بشكل يومي، يمارس فيه هواياته المحببة لديه، حتى يجد لنفسه وقتا للترفيه ولا يشعر بالضغط الدائم.

8- توفير الجو المناسب وإبعاد المشتتات التي قد تلفت أنظاره، مع وجود تنظيم الوقت الذي يعتبر من أفضل طرق علاج عدم التركيز في المذاكرة عند الأطفال، حيث يجب مساعدة الطفل في تنظيم وقته بشكل جيد.

9- يجب على الأم أن تساعد طفلها على النوم بموعد ثابت كل يوم، والحرص أن ينام من 8 إلى 9 ساعات يوميًا، ليحصل على القسط الكافي من الراحة ليستطيع صباحًا التركيز في المذاكرة.

  • 39240
  • 2 شارة ذهبية 1 شارة فضية 8 شارة برونزية