مرض باركنسون

انشأت
شوهدت 370 مرة
آخر تعديل
5 دقيقة قراءة
0

نظرة عامة

داء باركنسون هو اضطراب يتفاقم تدريجيًا يؤثر على الجهاز العصبي وأجزاء الجسم التي تسيطر عليها الأعصاب. وتبدأ الأعراض ببطء. وقد يكون أول الأعراض ظهورًا رُعاش لا يكاد يُلحظ في يد واحدة فقط. وحدوث الرُعاش من الأعراض الشائعة، لكن الاضطراب قد يسبب أيضًا تيبّسًا وبطئًا في الحركة.

في المراحل المبكرة من داء باركنسون، قد يظهر على وجهك بعض التعبيرات القليلة، أو لا تظهر على الإطلاق. وقد لا تتأرجح ذراعاك أثناء المشي. وقد يصبح النطق ضعيفًا أو غير واضح. وتزداد أعراض داء باركنسون سوءًا بتفاقم حالتك بمرور الوقت.

على الرغم من أن داء باركنسون لا شفاء له، إلا أن الأدوية يمكنها تخفيف الأعراض إلى حد كبير. وفي بعض الأحيان، قد يقترح عليك الطبيب إجراء جراحة لتنظيم عمل مواضع محددة من الدماغ وتحسين الأعراض.

الأعراض

قد تختلف مؤشرات مرض باركنسون وأعراضه من شخص لآخر. وقد تكون مؤشرات المرض المبكرة بسيطة وغير ملحوظة. وتبدأ الأعراض غالبًا بالظهور في أحد جانبي الجسم وتظل عادةً أكثر شدةً في هذا الجانب، حتى بعد أن تُصيب الأطراف على جانبي الجسم.

قد تشمل مؤشرات مرض باركنسون وأعراضه ما يلي:

  • الرُعاش. يبدأ الرُعاش أو الارتجاف النظمي عادةً في أحد الأطراف، وغالبًا في اليد أو الأصابع. وقد يبدو في صورة فرك الإبهام والسبابة جيئة وذهابًا. وتُعرف هذه الحالة باسم "رُعاش لفّ الأقراص". وقد ترتجف اليد عندما تكون في حال راحة. وربما يقل الارتجاف عند أداء المهام.
  • تباطُؤ الحركة. قد يؤدي مرض باركنسون بعد بعض الوقت إلى إبطاء حركتك، ما يجعل المهام البسيطة صعبة وتستغرق وقتًا طويلًا. وقد تصبح خطواتك أقصر عند المشي. وربما يكون النهوض من على المقعد صعبًا. بل وربما تجرّ قدميك محاولاً المشي.
  • تيبّس العضلات. قد يحدث تيبّس العضلات في أي جزء من جسمك. يمكن أن تشعرك العضلات المتيبسة بالألم وتحد من نطاق حركتك.
  • اختلال وضعية الجسم وضعف اتزانه. قد يتخذ الجسم وضعية منحنية. أو ربما تتعرض للسقوط أو تواجه مشكلات في الاتزان نتيجة الإصابة بمرض باركنسون.
  • فقدان الحركات التلقائية. قد تتقلص قدرتك على أداء الحركات اللاإرادية، بما في ذلك رَمش العين أو الابتسام أو أرجحة ذراعيك عند المشي.
  • تغيُرات الكلام. قد يتحدث المريض بهدوء أو بسرعة أو يتمتم أو يتلعثم قبل التحدث. وربما يتحدث بنبرة صوت رتيبة ولا يتبع أنماط الكلام المعتادة.
  • تغيّرات في الكتابة. قد تصبح الكتابة صعبة، وربما تبدو بخط صغير.

متى تزور الطبيب

بادر بزيارة الطبيب إذا شعرت بأيٍّ من الأعراض المصاحبة لداء باركنسون؛ ليس فقط لتشخيص حالتك المَرَضية ولكن أيضًا لاستبعاد الأسباب الأخرى لأعراضك.

الأسباب

يتعرض المصابون بمرض باركنسون لتحلل بعض الخلايا العصبية في الدماغ أو موتها تدريجيًا. ويرجع السبب في كثير من الأعراض إلى فقد الخلايا العصبية التي تنتج الناقل العصبي في الدماغ المُسمَّى الدوبامين. ويؤدي انخفاض مستويات الدوبامين إلى حدوث نشاط غير طبيعي في الدماغ، والذي يؤدي بدوره إلى حدوث إعاقة في الحركة إضافة إلى أعراض مرض باركنسون الأخرى.

السبب وراء مرض باركنسون غير معروف، ولكن يبدو أن هناك عدة عوامل لها دور في ذلك، وتشمل:

  • الجينات. لقد اكتشف الباحثون تغيرات جينية محدّدة ربما تسبب حدوث مرض باركنسون. ولكنها غير شائعة باستثناء حالات نادرة يُصاب فيها العديد من أفراد العائلة بمرض باركنسون.

    على الرغم من ذلك، يبدو أن تغيُّرات جينية مُحدَّدة تزيد من خطر الإصابة بمرض باركنسون، ولكن مع خطر بسيط نسبيًّا للإصابة بالمرض لكل واحد من تلك العلامات الجينية.

  • العوامل البيئية. قد يزيد التعرُّض لمواد سامة محددة أو عوامل بيئية من خطر الإصابة بالمراحل المتأخرة من مرض باركنسون، ولكنه خطر بسيط.

لاحظ الباحثون أيضًا حدوث العديد من التغيُّرات في أدمغة المصابين بمرض باركنسون، على الرغم من عدم وضوح سبب هذه التغيُّرات. تتضمن تلك التغيُّرات ما يلي:

  • وجود جُسيمات ليوي. وجود كُتل لمواد مُحدَّدة في خلايا الدماغ هي علامات مجهرية لوجود مرض باركنسون. وتُسمَّى جُسيمات ليوي، ويعتقد الباحثون أن هذه الجسيمات تحمل مفتاحًا هامًّا للسبب وراء مرض باركنسون.
  • وجود ألفا سينوكلين الموجودة في جُسيمات ليوي. على الرغم من وجود العديد من المواد في جُسيمات ليوي، يعتقد العلماء أن أهمها هو البروتين الطبيعي والواسع الانتشار المُسمَّى ألفا سينوكلين (a-synuclein). فهو موجود في كل جُسيمات ليوي في هيئة تكتُّلات تعجز الخلايا عن تكسيرها. وهذا أحد مجالات التركيز المهمة حاليًّا بين الباحثين المتخصصين في مرض باركنسون.

عوامل الخطر

تشمل عوامل الخطر المرتبطة بالإصابة بمرض باركنسون:

  • العُمر. نادرًا ما يُصاب اليافعين بمرض باركنسون. بل يبدأ المرض عادةً في منتصف العمر أو في مراحل عمرية متأخرة، ويزداد احتمال الإصابة مع التقدم في السن. فعادة ما تكون أعمار المصابين بالمرض قريبة من 60 عامًا أو أكثر. أما إذا أُصيب شاب بمرض باركنسون، فقد تُفيد الاستشارات الوراثية في اتخاذ القرارات المتعلقة بتنظيم الأسرة. ويختلف العمل والوضع الاجتماعي والآثار الجانبية للأدوية أيضًا عن تلك الخاصة بكبير السّن المصاب بمرض باركنسون وتتطلّب اعتبارات خاصة.
  • الوراثة. يزيد وجود قريب مُصاب بمرض باركنسون من احتمال إصابتك بالمرض. لكن يظل احتمالي إصابتك بالمرض منخفضًا، ما لم يكن الكثيرون من أقاربك مصابين به.
  • النوع. ينتشر مرض باركنسون بين الرجال بنسبة أكبر من السيدات.
  • التعرُّض للسموم. يمكن أن يزيد التعرُّض المستمر لمبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية من فرص الإصابة بمرض باركنسون.

المضاعفات

غالبًا ما يكون مرض باركنسون مصحوبًا بالمشكلات الإضافية التالية التي قد تكون قابلة للعلاج:

  • صعوبات التفكير. قد يواجه المريض مشكلات في الإدراك (الخَرَف) وصعوبات في التفكير. ويحدث ذلك عادةً في المراحل المتأخرة من مرض باركنسون. ولا تُجدي الأدوية عادةً في علاج تلك المشكلات الإدراكية.
  • الاكتئاب والتغيُّرات النفسية. قد يُصاب المريض بالاكتئاب في المراحل المبكرة أحيانًا. ومن شأن تلقّي علاج الاكتئاب أن يُسهّل معالجة التحديات الأخرى لمرض باركنسون.

    وقد يواجه أيضًا تغيُّرات عاطفية أخرى، كالخوف أو القلق أو فقدان الدافع. ويمكن أن يصف الأطباء أدوية لعلاج هذه الأعراض.

  • مشكلات في البلع. قد يواجه المريض صعوبات في البلع مع تفاقُم الحالة. وقد يتراكم اللعاب في فمه بسبب بُطء البلع، ما يؤدي إلى سَيَلان اللعاب.
  • مشكلات في مضغ الطعام وتناوله. تؤثر المراحل المتأخرة من مرض باركنسون على عضلات الفم، ما يجعل المضغ صعبًا. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الاختناق وسوء التغذية.
  • اضطرابات النوم ومشكلاته. كثيرًا ما يتعرّض المصابون بمرض باركنسون لمشكلات في النوم، كالاستيقاظ بشكل متكرِّر طوال الليل أو الاستيقاظ مبكرًا أو النوم أثناء النهار.

    وقد يحدث لديهم أيضًا اضطراب حركة العين السريعة السلوكي النومي، الذي ينطوي على محاكاة الأحلام جسديًّا. ويمكن للأدوية تحسين جودة النوم.

  • مشكلات المثانة. قد يُسبب مرض باركنسون حدوث مشكلات في المثانة، مثل عدم القدرة على التحكم في البول أو صعوبة التبول.
  • الإمساك. يصاب العديد من مرضى باركنسون بالإمساك، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تباطؤ حركة السبيل الهضمي.

وقد يصابون أيضًا بما يلي:

  • تغيُّرات في ضغط الدم. قد يشعر المرضى بالدوار أو الدوخة عند الوقوف بسبب حدوث انخفاض مفاجئ في ضغط الدم (نقص ضغط الدم الانتصابي).
  • ضعف حاسة الشم. قد تظهر لدى المرضى مشكلات في حاسة الشم، وقد يواجهون صعوبة في تحديد بعض الروائح أو التمييز بينها.
  • الإرهاق. يفقد الكثير من مرضى باركنسون الطاقة ويشعرون بالإرهاق، خاصة في الأوقات المتأخرة من اليوم، ولا يُعرف سبب ذلك دائمًا.
  • الألم. يشعر بعض مرضى باركنسون بالألم في أجزاء محددة من الجسم أو في الجسم كله.
  • الخلل الوظيفي الجنسي. يلاحظ بعض المصابين بمرض باركنسون ضعف رغبتهم الجنسية أو أدائهم الجنسي.

الوقاية

نظرًا لأن سبب داء باركنسون غير معروف، فلا توجد طرق مثبتة الفعالية للوقاية منه.

أظهرت بعض الأبحاث أن ممارسة التمارين الهوائية بانتظام قد تُقلل من خطر الإصابة بداء باركنسون.

وأظهرت بعض الأبحاث الأخرى أن الأشخاص الذين يستهلكون الكافيين — الموجود في القهوة والشاي والكولا — يصابون بمرض باركنسون بمعدل أقل مقارنةً بمن لا يتناولوه. ويرتبط الشاي الأخضر أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بداء باركنسون. ومع ذلك، لم تثبت بعد فعالية الكافيين في الوقاية من داء باركنسون أو وجود صلة ما بينهما. وفي الوقت الحالي، لا يوجد دليل كافٍ يشير إلى أن تناول المشروبات الغنية بالكافيين يحمي من داء باركنسون.

  • 39240
  • 2 شارة ذهبية 1 شارة فضية 8 شارة برونزية