كمعظم المشاكل الصحية المزمنة ، تنجم البدانة الناجمة عن تداخلات بين تأثير الجينات والبيئة والسلوك أو العادات . وقد أظهرت العديد من الدراسات أن ليس هناك فرق كبير في كميه الأغذية التي يتناولها الطفل البدين وبين النشاط البدني الذي يمارسه و بين تلك التي تخص الطفل غير البدين من الأطفال ، ولكن ربما خلاف بسيط في الأكل والنشاط طوال الوقت مع استعداد وراثي قد يصل في الحقيقة إلى اكتساب الوزن ،و الأطفال البدينين يميلون بشكل عام إلى تناول أنواع من الأطعمة ذات السعرات الحرارية العالية خاصة تلك الحاوية على الدهون , (مثل البطاطا المقلية, البسكويت, الكيك... إلخ), دون إدراك منه ومن أهله أنها تحتوي على كميات كبيرة من السعرات الحرارية. مثال على ذلك, المشروبات الغازية أو غيرها من المشروبات المحلاة: تحوي العبوة الواحدة منها ما يحويه نصف رغيف خبز من السعرات الحرارية. و الخمول والنشاط البدني عوامل مهمة جدا خاصة الجلوس الطويل أمام التلفزيون و الألعاب الالكترونية ؛ والبالغين إن الذين يعانون من السمنة، غالباً كانوا يعانونها فترة طفولتهم أيضاً؛ السمنة المبكرة قد تكون صعبة العلاج، ولذلك فإن الوقاية المبكرة .
هل للوراثة دور في حدوث البدانة؟
لقد نشأ اعتقاد أن البدانة قد تكون ذات منشأ وراثي بملاحظة أن نسب وجود البدانة عند أمهات وآباء الأطفال البدينين أعلى من الأطفال الطبيعيين ، ولكن لم يتم حتى الآن العثور على مورثة حقيقية مسئولة عن البدانة عند الأطفال ، ويُرجِع العديد من الباحثين زيادة نسب البدانة في العائلة الواحدة إلى نمط التغذية الخاطئ أكثر من ربطها بالعامل الوراثي .
وقد أظهرت العديد من الدراسات إن الأطفال الذين يقضون وقتا أطول في مشاهده التلفزيون ، وهم يلعبون العاب الفيديو قد أثبتت الدراسات أن بقاء الطفل أمام التلفزيون (أو الكمبيوتر) لأكثر من ساعتين في اليوم الواحد يزيد من فرص إصابته بالبدانة ، إضافة إلى ما يصاحب ذلك من عادات غذائية سيئة ، مثل تناول المأكولات القليلة العناصر الغذائية الغنية بالسعرات الحرارية والدهون.
يكون عند الأطفال الناشئين في الأسر التي يكون فيها احد الآباء بدينا خطر لان يكونوا بدينين. ربما كان هذا بسبب وجود مجموعه من الجينات و السلوك والعادات كما ذكرنا . أطفال الأمهات السكري الذين يرجح أن يكون الزائد.
نادرا ما تكون السمنة ناجمة عن حالة صحية خاصة و الأمراض التي يمكن أن تسبب مشاكل الغدد و بعض المتلازمات الوراثية قد تسبب البدانة ، و يكون الطبيب قادرا على استبعاد إي مشكله طبية من هذا النوع و قد يقوم لكشفها بأجراء بعض التحاليل و الصور بعد اخذ التاريخ الطبي للطفل ، وتشير بعض الدراسات إلي إن لبعض المواد الكيميائية البيئية دورا في هذا الصدد ، و هناك باحثون افترضوا أن الأجنة أو المواليد قد يتعرضوا لمواد الكيمياء مثل تلك التي تؤثر على الغدد الصماء (مثلا المواد الحافظة في الطعام والشراب ).
أفضل سبيل لمعالجة هذا الموضوع ؛ولعل مشاهدة التلفاز والجلوس أمام الكمبيوتر لساعات طويلة وقلة الحركة وعدم توفر مكان آمن للعب وكثرة ارتياد مطاعم الوجبات السريعة واختيار أطعمة غنية بالدهون والطاقة، أهم أسباب السمنة عند الصغار.
إن الطعام مهم جداً للأطفال في سن ما قبل المدرسة لكي ينمو بشكل سليم، في هذا السن تحدث مشاكل صحية كثيرة من جراء عدم تناولهم الطعام الجيد، أو لأنهم يأكلون الأنواع الخاطئة منها. إن أهم شيء في هذا العمر هو التأكد أن الطفل يأكل الكمية الكافية من الطعام.
العادات الغذائية تتكون في أول سنتين من العمر، وقد تستمر العمر كله، لذلك يجب تشجيع العادات الغذائية الجيدة مبكراً، كما أن تقديم أصناف متنوعة للطفل يساعد على تكوين عادات غذائية جيدة عنده.
العادات الغذائية الجيدة في مرحلة الطفولة تؤدي إلى حياة صحية وطويلة في حياة الطفل لاحقاً.
وجبة الإفطار مهمة جداً للصغار في سن المدرسة حتى يبدأ الطفل يومه بنشاط وحيوية.
التغذية الصحية أساسية في نمو الطفل وتطوره، وللتأكد من حصول الطفل على الغذاء الكافي يجب مراقبة وزنه، وإذا كان وزنه لا يزيد باستمرار بالرغم من عدم إصابته بالأمراض فهذا يعني أنه لا يتلقى القدر الكافي من الطعام.
الأطفال الذين لا يتغذون جيداً يمرضون كثيراً ويكونون عرضة لسوء التغذية، وينمون ببطء ويحتاجون لوقت أطول للتعلم.
عندما يلتحق الطفل بالمدرسة يصبح هناك تنظيم لوجباته، الهرم الغذائي دليل جيد يمكن إتباعه لتخطيط الوجبات والحرص على تناول مصادر الحديد والزنك والكالسيوم بكمية كافية.
ما أسباب السمنة ؟
1. الشراهة ، واستهلاك الطعام بمعدل يفوق حاجة الجسم.
2. قلة الحركة والنشاط.
3. الوراثة : لها دور ثانوي.
4. أسباب اجتماعية : إذا كان الوالدين سمينين وشرهين فسوف يحذو طفلهما حذوهما حيث الشراهة.
5. اضطرابات الغدد الصماء : وهي أسباب نادرة.
ما مخاطر السمنة ؟
السمنة : تعتبر عامل مشترك في الأمراض التالية وهي تزيد في نسبة الإصابة في سن مبكرة : مرض السكر ـ ارتفاع ضغط الدم ـ ارتفاع مستويات الدهون في الدم وما يصاحبه من تصلب في الشرايين ـ الذبحة الصدرية. - أمراض المرارة - خشونة المفاصل.
كيف يمكن التعامل مع طفلي السمين ؟
كيف أعالج طفلي من البدانة؟
هل هناك أدوية تساعد الطفل للتخلص من البدانة؟
حتى الآن لا يوجد أي من الأدوية الجديدة لعلاج السمنة موافق على استخدامها عند الأطفال أو المراهقين و استخدامها يحمل الكثير من الأخطار فقد تؤثر علي نمو الطفل ، و تسبب المضاعفات الخطرة و ذلك أهم بكثير من إي فوائد قد تكون لديها،و يبقى حجر الأساس في معالجة البدانة عند الأطفال و المراهقين هو تغيير عادات الطفل و عادات العائلة الغذائية ، أفضل الطرق لعلاج السمنة قبل حدوثها هي الوقاية منها و ذلك بترسيخ عادات صحية للأسرة منذ البداية ، و حافظ على وزنك و أوزان أولادك بشكل سليم قبل الوصول إلى زيادة الوزن و الحفاظ على وزن سليم أسهل بكثير من فقدان الوزن.
و لكن كيف يمكنني أن أساعد طفلي على فقدان الوزن و الوصول إلى طفل سليم الوزن؟
يجب أن نعني أن السمنة تتطور مع مرور الزمن ، ولا يمكن التخلص منها بين عشيه وضحاها ، و هي ليست حالة مستعجلة للعلاج و لكن هامة و لا نتوقع تغيرا كبيرا و سريعاً فهذا غير واقعي ؛ ولكن يجب علي الأمهات أن تساعد طفلها علي فقدان الوزن والوصول إلي طفل سليم يمكن أن تتبع ما يلي :
ساعدي طفلك على تخطّي ما يصادفه من متاعب مع زملاؤه، وألاّ تزيدي باستعمالك. الألفاظ التي يستعملها رفاقه ليسخروا منه.
أهمية تعاون جميع إفراد الأسرة فالسمنة ليست مشكله الطفل وحده و المهم هو إن كل أسره يجب أن يشاركوا في الحل فالطفل يعيش في بيئة العائلة.
جزء مهم من علاج البدانة بين الأطفال والمراهقين هو مراعاة الآباء و المهتمين بالأطفال و المراهق لناحية التشجيع الايجابي إي منح المكافأة عن كل تقدم ينجزه الطفل.
إتباع العائلة مجتمعة لنظام تخفيض الوزن يؤدي لنتائج أفضل بكثير مما لو ترك الطفل يتبع النظام لوحده.
ساعدي طفلك على إتباع نظام حمية صحيح ومتوازن يؤمّن له كمية الطعام الكافية دون أن تكون غنية بالوحدات الحرارية : قدّمي إليه خضار طازجة والسلطات المحضرة بالحامض من دون الزيوت . هذا النوع من الأطعمة يشبع دون أن يسبّب السمنة ،وحاولي أن تجعليه يخفف الخبز والسكر والحلويات ، إيّاك أن تقطعي الطعام عن الطفل فسوف يلجأ إلى أكل السكر والحلوى في الخفاء .
أحذري استعمال العقاقير من أي نوع كان مع طفلك ؛ العقاقير الخاصة بإنقاص الوزن تؤذي صحته وتسبّب اختلال توازنه الهرموني ولا تكترثي للإعلانات وكلّ ما يقال أو يشاع عن هذا الموضوع . عند اللزوم استشيري الطبيب واعملي بنصائحه.
حاولي أن تجعلي طفلكِ يقوم بالنشاط والحركة لتكون جزءاً أساسياً من حياته اليومية، كذلك فان الخمول و كثرة التمدد يعوق تطور النشاط البدني ويجعل المشي وركوب الدراجات الهوائية من الأمور الصعبة والخطيرة مما تأهب للبدانة.
خطط العلاج :
العلاج الغذائي يتم باستشارة أخصائي التغذية و هو الذي يحدد حاجة الطفل الغذائية ، و ينصح الطفل بمعرفة كمية الكالوري( السعرات الحرارية) التي يقدمها كل غذاء قبل تناوله و تعلم الهرم الغذائي ، و كذلك ينصح الطفل بمضغ الطعام مطولاً و تناوله بقطع صغيرة و تجنب الأكل السريع.
النشاط البدني ينصح بالقيام بنشاط رياضي معتدل لمدة 60 دقيقة كل يوم و يختلف هذا ا لبرنامج من طفل لآخر.
العلاج السلوكي و يتضمن تغييرات في النظام الغذائي والنشاط البدني وهي من أهم العادات الصحية التي تخفض الوزن ،بعض الاستراتيجيات العلاجية السلوكية للأطفال والمراهقين يجب أن تضمن مشاركه إلام والأسرة ؛ وهناك بعض استراتيجيات العلاج السلوكي و الغذائي للطفل و للكبار وهي علي النحو التالي :
أن يقوم الطفل أو المراهق بتسجيل الغذاء وأنماط الممارسة في مذكراته، و تتبع أنواع وكميه الأغذية المأكولة و مكان ممارسه الرياضة، و يفيد تحديد المكان والزمان هذا في تجنب الأمكنة و النشاطات غير المجدية.
تحديد الحالات التي تنطوي على تصرفات تسبب زيادة الوزن مثل وجود عدد كبير جدا من الأغذية ذات السعرات الحرارية العالية في المنزل ، وعدم مشاهده التلفزيون في أوقات الوجبات وعدم الجلوس الطويل لمشاهدة التلفزيون أو العاب الفيديو و الكومبيوتر.
منح الطفل أو المراهق المكافأة عن كل تخفيض للوزن أو تجنب لطعام ما، و يجب ترك الطفل المشاركة في تحديد نوع المكافأة أحيانا، و من أفضل الجوائز هي الأجهزة الرياضية.
يجب تجنب منح الطفل الطعام كمكافأة.
تحسين صورة الجسد السليم و الوزن السليم عند الطفل.
انخراط الطفل في بيئة اجتماعية تشجعه على تخفيض الوزن من الأصدقاء أو الأقارب أو مجموعة من المراهقين ممن يسعون لتخفيض الوزن.
تجنب التوبيخ و العقاب فهما لا يفيدان.
ضع مخططا ذو أهداف قصيرة الأجل ليحققها الطفل مثل تخفيض ذلك الرقم من الغرامات خلال أسبوع.
ينبغي تنويع الأغذية والإقلال من كميتها، أي تناول اللحوم مرتين والسمك مرتين والطعام النباتي مرتين وتناول الخضار المسلوق مرة واحدة مع تناول الفاكهة والخضار بشكل يومي و تجنب السكريات و البهارات.
تجنب الإفراط في تناول الطعام في الوجبات الثلاث وتوزيع ذلك إلى خمس وجبات خفيفة يوميا بفارق ساعتين يبن الوجبة والأخرى .
تناول العشاء حتى الساعة السادسة مساء كحد أقصى تحت إضاءة خفيفة ، لأن الإنسان يأكل بشكل مضاعف عندما تكون الإضاءة قوية .
ينصح بوضع الطعام في صحون صغيرة لأن العين هي مفتاح المعدة .
ينصح بتناول كأس من الماء قبل تناول الطعام حتى تمتلئ المعدة و تعطي شعور جزئي بالشبع .
عدم التوجه إلى مراكز التسوق والمتاجر الكبيرة عندما تكون المعدة فارغة أو دون قائمة بالحاجيات التي يتوجب شراؤها، لأن الجوع في هذه الحالة يجعل الإنسان يشتري كميات من الطعام أكثر مما يحتاجه، بالإضافة إلى تناوله أطعمة يشتهيها هناك مثل الخبز ما يدفع الجسم لطلب المزيد منها.
لا تترك الطفل يأكل بسرعة و إنما على مدى 20 دقيقة.
يجب ان يكون الطعام منوعاً .
يجب البدء بالخضار أولاً عند تناول الطعام .
الطعام المسلوق و المشوي أفضل من الطعام المقلي.
من اللحوم قليلة الدهن : بطن الدجاج دون الجلد والسمك.
الخبز الأسمر و خبز القمح الكامل هي أفضل أنواع الخبز.
لا يجوز تناول الطعام قبل النوم مباشرةً،و إنما قبل 2 إلى 3 ساعات.