0

يؤكد الخبراء النفسيون أن للأسرة الدور الأول في اجتياز الأبناء لهذه الفترة العصيبة من السنة الدراسية، فهي التي تخفف جو التوتر والقلق، وتخلق الجو المحفز للطالب لإنجاز مهامه.

ولتوفير الأجواء المناسبة التي تساعد الأبناء على الدراسة والاستعداد الجيد لاجتياز اختبارات نهاية العام وتحقيق النتائج المرجوة، نرصد في التقرير التالي تجارب من الواقع ورأي علم النفس التربوي.


كيف يتجاوز ابنك قلق الامتحانات؟

أشار الأخصائي النفسي الدكتور نبيل محمد العمودي إلى أنه من الضروري على كل أسرة أن تتفهم أن كل شخص يولد ولديه مهارات ومواهب خاصة به، فكثير من الأسر لا تعرف أن هناك ابنا يناسبه عدد معين من الساعات للتحضير أكثر أو أقل من الابن الآخر. فإذا تفهمت الأسرة حالة كل ابن، أصبح من السهل مساعدته على تجاوز فترة الامتحانات بصورة جيدة.

وقال العمودي للجزيرة نت إن هناك عددا من السلوكيات السلبية يجب على الآباء تجنب حدوثها خلال فترة التحضير للامتحانات، ومنها التعامل مع وسائل الترفيه وألعاب الفيديو والتلفزيون والإنترنت، وأوضح أن هذه الوسائل لا يجب أن تُمنع كليا، لكن يجب أن يتم تقنين استخدامها من قِبَل الأسرة حتى لا يصاب الأبناء بالضيق والملل من المذاكرة.

من أهم النقاط السلبية أيضا التي يجب تجنبها، كما أشار العمودي، هي لجوء الآباء إلى العنف من أجل دفع الأبناء إلى المذاكرة، وهو أسلوب غير تربوي ومرفوض وله مردود سلبي للغاية على الأبناء، والعنف قد يجعل الابن يوحي للأب أو الأم بأنه منهمك في المذاكرة، بينما الحقيقة أنه يتظاهر بذلك خوفا من العقاب. بينما ذهنه مشتت وبدلا من التفكير والتركيز في المذاكرة يشغل فكره بنوعية العقاب الذي قد يتلقاه في حالة الفشل. والمطلوب بدلا من العنف هو الحنان وغرس الثقة والاعتماد على النفس وعدم الخوف من الفشل.

وشدد العمودي، على ضرورة أن توفر الأسرة متطلبات البيئة الملائمة للاستعداد للامتحانات مثل توفير نوعية معينة من الإضاءة في البيت وإعداد نوعيات من الطعام وتلافي أسباب الضوضاء الناتجة عن استقبال الضيوف والتلفزيون، وتنظيم وقت الأبناء. بحيث يكون هناك وقت محدد للمذاكرة وآخر للنوم وثالث لتناول الوجبات والراحة.

وأكد العمودي على مبدأ المكافأة، مؤكدا أنه أسلوب تربوي يؤتي ثماره، لذا فإن وعد الأبناء بمكافأة مجزية إذا حققوا درجات عالية في الامتحانات يأتي بمردود إيجابي ويغرس المنافسة الشريفة بينهم.


قليل من التوتر.. كثير من التركيز

في مقال له على موقع "مايو كلينك"، قال الدكتور كرايج إن. ساوشوك إن "الشعور بقليل من التوتر قبل الامتحانات طبيعي وقد يساعد في زيادة حدة العقل وتركيز الانتباه. لكن إذا سيطر عليك شعور القلق من الامتحانات، قد تتداخل مشاعر القلق والشك في الذات مع أدائك في الإجابة عن الامتحانات وتجعلك تعيسا".

وأكد ساوشوك أن هناك خطوات تقع أيضا على عاتق الطلبة أو الأبناء يجب اتباعها لتجاوز هذه الفترة ومنها تعلم كيفية الدراسة بشكل أكثر فاعلية، وأن ينظم الطالب أوقات مذاكرته بشكل ثابت، موضحا أنه من الأفضل للطالب المذاكرة في المنزل فترات قصيرة بشكل ثابت يوميا بدلا من تكديس كل ما تدرسه في وقت واحد، بالإضافة إلى ممارسة بعض التمارين الرياضية ليلة الامتحان التي تساعد على تخفيف التوتر.


التخطيط الجيد قبل وقت الامتحانات بفترة

وعن تجارب بعض الأمهات في تجاوز هذه الفترة وكيفية التخطيط لها، قالت رنا كمال طبيبة وأم لولدين، إنها زرعت لدى أبنائها مبدأ التخطيط للمذاكرة قبل الامتحانات بوقت كاف، وذلك لعدة أسباب أهمها أن يكون الأولاد على علم بكل المواد التي يدرسونها، بالإضافة إلى أنه في وقت الامتحانات يمكن أن يقوم بالتركيز على بعض النقاط التي لم تتم مذاكرتها بشكل جيد، وهو ما يقلل التوتر في هذه الفترة الصعبة، وأشارت رنا إلى أنها تترك لأولادها وضع خطة المذاكرة حسب رغبتهم من دون أي تدخل منها.


تحديد موعد ثابت للنوم

وأكدت رنا أن هناك خطوة أخرى يجب اتباعها قبل الامتحانات، وهي أن يتم تحديد موعد ثابت لنوم أولادها وذلك لضبط الساعة البيولوجية لأجسامهم، وأخذ قسط من الراحة التي تمنح عقولهم القدرة بعد ذلك على التركيز بصورة كبيرة، وتابعت "أتفهم جيدا اختلاف قدرات كل ابن لدي في الاستيعاب والتركيز، وأستوعب التعامل مع كل منهم بطريقة مختلفة"، مشددة على أن عدم استيعاب أي أُم لهذا الاختلاف قد يتسبب في زرع الخوف والقلق في نفوس الأبناء إذا لم يحصلوا على النتيجة التي يتمناها آباؤهم.


فتره للترفيه

وأكدت رنا ضرورة عدم تجاهل الترفيه خلال فترة الامتحانات، حتى لا يشعر الأطفال بالملل، سواء باللعب أو التنزه لفترة والرجوع مرة أخرى للمذاكرة بحماس، مشيرة إلى أن اتباع نظام الضغط ومنع أي سبل للترفيه تنتج عنه نتائج عكسية، وتابعت قائلة "لقد طبقت هذا النظام القاسي على نفسي خلال فتره مذاكرتي عندما كنت طالبة، وقد تسبب ذلك في فقد تركيزي وأصابني بحالة اكتئاب، لذلك قررت ألا أمارس هذا النمط مع أولادي أبدا".


تحديد الهدف ودور الأب

أما رشا إمام، مهندسه ديكور وأم لـ3 فتيات، فتقول إنها تجاوزت مع بناتها فكرة الحصول على الدرجات النهائية، وكان الأهم أن يكون لكل منهن هدف تعمل من أجل تحقيقه، وهو ما يزرع بداخلهن الحماس والنشاط لإنجاز أهدافهن، بدلا من ممارسة الضغط عليهن من أجل الحصول على الدرجات النهائية.

وتابعت رشا "في هذه الفترة لا يمكن تجاهل دور الأب، فوجود ومشاركة الأب لأولاده في هذه الفترة ضروري جدا في نشر حالة التشجيع، بالإضافة إلى ضرورة أن يكون هناك طرفان داخل البيت، أحدهما يقوم باتباع أسلوب اللين والآخر يتبع أسلوب الشدة إذا لزم الأمر.

  • 39240
  • 2 شارة ذهبية 1 شارة فضية 8 شارة برونزية