0

تعريف الاختبار

تعتبر الاختبارات النفسية أو التربوية من أكثر الأدوات استخداما لقياس سمات الأفراد، لذلك يعتمد المختصون في قياس خصائص الأفراد لتحقيق بعض الأهداف (تشخيص الاضطرابات، تحديد الكفاءات، انتقاء الأفراد...). ونستخدم كلمة "اختبار" للدلالة على مختلف أدوات قياس السلوك الأخرى، مثل: قوائم مراجعة، شبكات ملاحظة، استبيانات، مقاييس...وغيرها.

يعرف (2006) Crocker & ALgina الاختبار بأنه طريقة معيارية للحصول على عينة من السلوك في مجال معين، ويستخدم مصطلح الاختبار ليس للدلالة على المعنى المألوف فحسب، وإنما يستخدم ليشير إلى الطرائق المتبعة للحصول على عينة أقصى أداء للفرد كما في اختبارات الاستعداد والتحصيل أو الأداء المميز للفرد كما في الاستبيانات والمقابلات للدلالة على ميوله ومشاعره واتجاهاته أو الحصول عينة أداء مميز القوائم المعيارية وقوائم السلوك الملاحظة.

يعرَف Hubley & Zumbo (2013) الاختبار بأنه طريقة مقننة لمعاينة السلوك ويمكن أن يشير إلى مجموعة من البنود أو العبارات التي يجيب عليها شخص معين في استبيان أو مقابلة أو قياس زمن الرجع. 

يعرف Miller, Linn & Gronlund (2000) الاختبار على أنَه نوع خاص من يشتمل نموذجيا على مجموعة من الأسئلة التي تطبق خلال فترة محددة من الوقت في ظروف متشابهة منطقيا بالنسبة لكل الأفراد.

بناء على التعريفات المقدمة يشير الاختبار إلى مجموعة من المثيرات التي تعبَر عينة من سلوك الفرد، والتي يستجيب لها الفرد في ظروف معينة خلال فترة زمنية محددة. ويشتمل الاختبار على مجموعة من العبارات فلا يكفي تقديم مثير واحد فقط، وإنما يتطلب عينة ممثلة من المثيرات لتغطية السمة المراد قياسها.


2. تصنيف الاختبار

نظرا لتعقد وتشابك الظواهر التربوية والنفسية وتعدد التطبيقات الميدانية للقياس (انتقاء الأفراد، توجيه الأفراد، إرشاد الأفراد، تقييم الأفراد والبرامج والمؤسسات...). تعددت وتنوعت أدوات القياس والتقييم لتتناسب مع طبيعة الظاهرة وما تتضمنه من متغيرات. تصنف الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية إلى:

1- اختبارات جماعية مقابل اختبارات فردية: تطبق الاختبارات الجماعية على مجموعة كبيرة من الأفراد في وقت واحد، وتطبق الاختبارات الفردية على فرد واحد في وقت واحد.

2- اختبارات السرعة مقابل اختبارات القوة: اختبارات السرعة (الموقوتة) تحدد زمن الاجابة عليه تحديدا دقيقا، واختبارات القوة تتطلب حل مشكلات صعبة بغض النظر عن زمن الاجابة.

3- اختبارات القدرات مقابل اختبارات الوجدانية: اختبارات القدرات (اختبارات الاستعدادات، والذكاء، والتحصيل، والابداع) يبذل الفرد فيها مجهودا للاستدلال على قدراته، والاختبارات الوجدانية (اختبارات الشخصية، والاهتمامات، والقيم، والاتجاهات) تقيس سلوكات الفرد في المواقف الانفعالية أو المزاجية.

4- اختبارات الورقة والقلم واختبارات الأداء الموضعي: اختبارات الورقة والقلم تتطلب من الفرد استخدام الورقة والقلم للاستجابة للمواقف، في حين تتطلب اختبارات الأداء الموضعي انجاز عمل في وضعية طبيعية.

5- اختبارات لفظية واختبارات غير لفظية: يستجيب الفرد في الاختبارات اللفظية شفويا للمواقف المستهدفة، بينما يستجيب للمواقف التي يوضع فيها كتابيا أو أدائيا.

6- اختبارات موضوعية مقابل اختبارات مقالية: يتطلب من الفرد في الاختبارات الموضوعية اختيار اجابة من إجابتين أو أكثر، وتتطلب الاختبارات المقالية من الفرد تحليل الموقف أو المثير وبناء إجابة من نتاجه الخاص.

7- اختبارات معيارية المرجع مقابل اختبارات محكية المرجع: تستخدم الاختبارات معيارية المرجع بهدف ترتيب الفرد ومقارنته بأقرانه، في حين تستخدم الاختبارات محكية المرجع لمقارنة أداء الفرد بالهدف المطلوب أو بمحك خارجي.

8- اختبارات التصحيح الذاتي مقابل اختبارات تصحيح الخبير: يعتمد في اختبارات التصحيح الذاتي تقييم الفرد منتوجه بنفسه، ويعتمد في تقييم أداء الفرد في اختبارات تصحيح الخبير على شخص يتصرف كمقدَر كالمعلم مثلا.

9- اختبارات التصحيح اليدوية واختبارات التصحيح الآلي: تصحح اختبارات التصحيح اليدوية بالطريقة التقليدية بالاعتماد على القلم أو يدويا، وتصحح اختبارات التصحيح الآلي باستخدام وسائل متطوَرة كالكمبيوتر (برمجيات).

10- اختبارات متحررة ثقافيا مقابل اختبارات مخصصة ثقافيا: تتوجه الاختبارات المتحررة ثقافيا نحو الجمهور مهما كانت ثقافته أو غير متحيزة ثقافيا نحو فئات معينة من الأفراد، وتتوجه الاختبارات المخصصة ثقافيا نحو فئات محددة من الأفراد ينتمون إلى ثقافة معينة.


3. خطوات بناء الاختبار

حدد (2006) Crocker & Aligna عشر خطوات أساسية منتظمة في إعداد وبناء الاختبار، والتي تطبق على مدى واسع من أنواع الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية (شبكات ملاحظة، استبيانات، مقاييس...) هي:

1- تحديد الأهداف الأولية التي تستخدم فيها درجات الاختبار.

2- تحديد السلوكات التي تمثل البناء النفسي أو نطاقه (تحويل البناء النفسي إلى مجموعة سلوكات أو فقرات خاصة) بواسطة استخدام تحليل المحتوى، مراجعة الأبحاث، الأحداث العرضية الحرجة، الملاحظات المباشرة، أحكام الخبراء، الأهداف التدريسية.

3-إعداد مجموعة مواصفات للاختبار تصف بدقة نسبة البنود أو الفقرات الممثلة لكل نوع من أنواع السلوكات المحددة في الخطوات الثانية.

4- بناء ملف أولي للبنود بواسطة اختيار صيغة مناسبة ومدى ملاءمتها لفئة المفحوصين، اختيار وتدريب معدي الفقرات، كتابة الفقرات، مراقبة تقدم معدي الفقرات ونوعيتها.

5- مراجعة البنود وتعديلها عند الضرورة (الاستعانة بالمختصين، ومراجعة الفقرات من حيث الدقة والصياغة والقواعد والغموض والملاءمة...).

6- التجريب الأولي للبنود ومراجعتها إذا لزم الأمر قبل طبعها نهائيا على عينة من المفحوصين (15- 20 فرد)، وتحليلها إحصائيا من حيث الصعوبة والتباين والتمييز.

7- تطبيق البنود على عينة كبيرة ممثلة لمجتمع المفحوصين.

8- تحديد الخصائص الإحصائية لدرجات الاختبار، وعند الضرورة حذف الفقرات التي لا تتفق مع المعايير المحددة مسبقا.

9- تصميم وإجراء دراسات الصدق والثبات للصيغة النهائية للاختبار للتحقق من مدى توفرها على الخصائص السيكومترية الضرورية.

10- إعداد دليل الاختبار الذي يفيد في التطبيقات والتصحيح وتفسير الدرجات (مثل الجداول المعيارية، اقتراح توصيات مثل معايير الأداء، درجات القطع، وغيرها).

  • 39240
  • 2 شارة ذهبية 1 شارة فضية 8 شارة برونزية