0

يُعتقد أن التوحد مرض وراثي، إلا أن نتائج إحدى الدراسات الحديثة تظهر أن طول الفترة الزمنية بين الولادات قد يكون عاملا في الإصابة أيضا.

وتقدر مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن طفلًا واحدًا من بين كل 54 طفلًا يصاب باضطراب طيف التوحد. وهناك عدد من العوامل التي يمكن أن تسهم في اضطراب الدماغ، بما في ذلك كبر سن الوالدين أو مضاعفات الولادة.

وتشير الدراسة إلى أن أمهات الأطفال المصابين بالتوحد الذين ينتظرون ما لا يقل عن عامين ونصف العام للحمل مرة أخرى يقللن فرصة ولادة طفلهن التالي مصابا بطيف التوحد.

وفي حين أن المباعدة بين الولادات وحدها ليست كافية لمنع إنجاب مزيد من الأطفال المصابين بالتوحد في الأسرة الواحدة، فإن تنظيم الحمل والمباعدة بين سنوات الولادة يمكن أن يعززا عوامل الوقاية من ولادة طفل ثان مصاب بالتوحد.


دارسة موسعة

وجمع باحثون من جامعة كيرتن ومعهد تيليثون للأطفال معلومات من أكثر من 900 ألف ولادة في الدانمارك وفنلندا والسويد، وتم الحصول على البيانات من السجلات الصحية والطبية من عام 1998 إلى عام 2007، ثم تابع المحققون المرة التالية التي أنجبت فيها هؤلاء الأمهات وراقبوا الأشقاء الأصغر سنًّا الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد حتى عام 2012.


وسُمح للباحثين بمراجعة التفاصيل الخاصة بالسمات المشتركة بين الطفل الأكبر المصاب بالتوحد وأشقائه، وطول الفترة الزمنية بين الولادات.

ووجد البحث أن خطر الإصابة باضطراب طيف التوحد كان أقل عندما كانت هناك فجوة من 30 إلى 39 شهرًا بين الحملين.

هذه النتائج مهمة لأنها تشير إلى نحو ما بين 5 و9% من حالات التوحد يمكن تجنبها عن طريق تحسين المباعدة بين الولادات.

كما أظهرت النتائج أيضًا أنه عندما كانت هناك فجوة مدتها 3 أشهر فقط بين ولادة الطفل الأول الذي تم تشخيصه بالتوحد والحمل، كان الطفل الثاني أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بالتوحد. ومع ذلك، فقد ارتبط الانتظار لمدة 5 سنوات بين حالات الحمل بفرصة تشخيص أكبر بنسبة 24%.


نتائج محتملة

إلا أن الدكتور جيسون هانغاور، الطبيب النفسي بمستشفى جونز هوبكنز للأطفال، يقول "نظرًا إلى أن هذه الدراسة كانت قائمة على الملاحظة، فنحن بحاجة إلى توخي الحذر بشأن استخلاص استنتاجات السببية".

وأوضح هانغاور -المتخصص في تشخيص وعلاج اضطراب طيف التوحد- أنه في حين أن مقدار الوقت بين الحمل قد يكون مرتبطًا بتشخيص طفل مصاب بالتوحد، فإن هذا لا يعني أنه يسبب ذلك.

ويمكن تشخيص إصابة الطفل بالتوحد في وقت مبكر من عمر 18 شهرًا، رغم أن العلامات تظهر عادةً في سن 3 سنوات، إلا أن التدخل المبكر وفهم العوامل المساهمة يمكن أن يكونا مفاتيح لتقديم المساعدة للطفل والتكيف مع أعراض التوحد.


أسباب التوحد

رغم عدم وصول العلماء إلى إجابة محددة بشأن أسباب التوحد، فإن الدراسات السابقة تشير إلى احتمالية أن يكون التوحد مرضا وراثيا، لا سيما إن كان أحد الأبوين يحمل هذا الاضطراب الجيني، فقد يتم نقله إلى الطفل (حتى لو لم يكن الوالد مصابًا بالتوحد).

وفي أوقات أخرى، تظهر هذه التغييرات الجينية تلقائيًّا أثناء تكوين الجنين خلال الحمل، كما تظهر الأبحاث أيضًا أن بعض التأثيرات البيئية قد تزيد، أو تقلل، خطر التوحد لدى الأشخاص المعرضين وراثيًّا للاضطراب.

ويشير العلماء إلى أن العمر المتقدم للوالدين أو أحدهما قد يكون سببا في تشخيص الطفل بالتوحد، وكذلك مضاعفات الحمل والولادة قبل 26 أسبوعًا، وانخفاض الوزن عند الولادة، وحالات حمل التوائم، وتباعد فترات الحمل عن أقل من عام واحد.


خفض فرص إصابة الجنين بالتوحد

فيتامينات ما قبل الولادة التي تحتوي على حمض الفوليك، قبل الحمل وأثناءه، قد تسهم في الوقاية من إنجاب طفل مصاب بالتوحد.

في المقابل، فإن اللقاحات ليست لها علاقة بتشخيص الأطفال بالتوحد أو ظهور أعراضه؛ فقد أجرى العلماء بحثًا مكثفًا على مدى العقدين الماضيين لتحديد إذا كانت هناك أي صلة بين لقاحات الطفولة ومرض التوحد، وجاءت نتائج هذا البحث واضحة: اللقاحات لا تسبب التوحد.

  • 39240
  • 2 شارة ذهبية 1 شارة فضية 8 شارة برونزية