هل يمكن ان يكون توحد

ابني بلغ من العمر سنتين و نصف و فقد بعض الكلمات و التصرّفات التي كان يفعله سابقا و اصبح لا يقول الا اربع او خمس كلمات و ليس دائما مع العلم انه الطفل الاول و شديد التدليل حتي اننا لا نعطيه فرصة ليطلب الشيئ بل نعطيه الماء مثلا قبل أن يعطش و هو لا يري صغارا بتاتا تقريبا الا مرة في الشهر او اكثر يحب مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة و يخاف و يبكي من بعض الأغاني و يفرح ببعض الأغاني عند مناداته باسمه لاستجيب إلا نادراً بعض الأشخاص من صديقات أمّه يقبّلهم و يعانقهم و يلعب بشعورهم الطويلة و البعض الأخر لا يلمسهم و لا يريد تقبيلهم و لا النظر إليهم حتى. تجذبه الإعلانات التجارية إذا كان يلعب بلعبة أو يفعل أي شيء و سمع صوت إعلان فانّه يتوقّف و يتابعه باهتمام شديد. إذا أراد شيئا مني او من والدته يمسك بيدنا ويسحبنا من اجل القيام إذا طلبت منه شيئا لا يفعله لكن عندما تمسكه و تلح على أن يفعل ما طلبت و تمسكه بالعنف فهو يفعله بسرعة ويلتفت إلى شيء أخر. إذا طلبت منه تقبيلي يفعل و إذا أمسكته من يديه و أعقته و لم تتركه ينزل من يديك فانّه يقبّلك لتتركه ينزل للذهاب إلى أين يريد و يقبّل أمه كثيرا لتعطيه ثديها. انقطع التيار الكهربائي في الليل حتي أننا لم نعد نره ففزع كثيرا و صرخ حتي أمسكته و حملته فسكت. يعبث بزر السخان الكهربائي فيطفئه و يشعله و بالهاتف الجوال في مرة من المرات خاف من أغنية في التلفاز فحملته في يدي فأنحنى و أغلق التلفاز. إذا خاف من شيء يا مسرعا لأحمله و عندما أحاول أن انزله يتشبث بي و لا يريد النزول. إذا أعطيته قلما فانه يشرع في التخطيط على الورقة و إذا لم يكتب القلم ينزل على الزر من الخلف ليعمل. إذا همّت أمه بالخروج في أغلب الأحيان عندما تضع خمارها يأتي و يعلم أنها ستخرج. إذا غنيّت أغانيه المفضلة يترك كل شيء و يستمع لي و إذا توقفت عن الغناء يرفع رأسه و ينظر لي كاتّه يطالبني بالمواصلة و إذ حملته في يدي و شرعت في الأذان لا يفارق وجهه وجهي حتّي أكمل الأذان. إذا كان بعيدا عني و صعد على الطاولة و صرخت عليه بالنزول لا نزل إلا حينما أهم بالقيام من مكاني فأنّه ينزل قبل أن أصل إليه. إذا ذهب معي للخضار مثلا لا يتردد في اخذ برتقالة أو أي شيء يحبه. عندما نداعبه انا و امعه و عمته التي تسكن معنا في المنزل و ندغدغه مثلا يشرع في الضحك و لا يمل من اللعب ويريد ان نستمر. يحب النط و الجري في الغرفة في بعض الأحيان أجلسه بجانبي لأقوم بإطعامه من الصحن فيفعل نفس الشيء و يحمل اللقمة و يضعها في فمي هناك مثلا ابنة عمته تبلغ من العمر 15 سنة بقيت عندنا لثلاثة أيام و رجعت إلى منزلهم و عند ذهابنا لزيارتهم بعد أسبوع فرح بها و قبّلها. يمسك سماعة الهاتف اللعبة و يضعها في أذنه أحيانا. يبكي كثيرا عندما ندخله ليستحم و لا يسكت إلا حين يخرج من الماء فهو يفرح و يتمسّك بي. إذا حملناه لطبيبته عندما يصل إلى المكان يتعرّف عليه و يبدأ بالخوف و البكاء منذ دخولنا سياج العمارة الموجودة بها الطبيبة و داخل العيادة يبدأ بجرّي نحو الباب و يلمس القفل للخروج. في يوم العطلة لحاضت عليه انه يضع كرسيه و يصعد عليه ليتفرج علي التلفاز من قريب فضربته برفق على يديه فأعاد الكرة فضربته و دخلت إلى غرفة أخري فهم بإعادة الكرة و لكنه نظرلي فتظاهرت أني لم أره فأعادها فصرخت في وجهه مرة ثانية و كذلك المرة الثالثة ثم اختبأت و قبل أن يعيد الكرّة مرّة أخرى بدأ بالتوجه نحو التلفاز ثم أتي ليتأكد من أني لا أراه قبل أن يعيدها. في مرة من المرّات أردت تشغيل لعبته الصوتية و اكتشفت أنها لا تحمل بطّاريات ففتحت لعبة أخرى و أخذت منها البطاريات ووضعتهم في اللعبة الأخرى و تفاجأت غدا حين دخلت على غفلة فوجدته يحاول أن ينزع البطاريات ليضعها في لعبته الأخرى كما فعلت انأ. في بعض الأحيان يريد اللعب بزر النور فيطفئه و يحملني من يدي لأشعله ففي بعض الأحيان انسيه قليلا ثم أشعل الضوء فينظر إلى الفانوس و يضحك و يذهب لإطفائه و يأتيني كالعادة لأشعله. إذا استعملت أمّه المكنسة الكهربائيّة يأتي و يضغط على الزر لتشغيلها و العبث بها. فهل يمكن ان يكون توحد شكرا على المجهود الجبار الذي تقومون به